حَمْلَةٍ شَعْبِيَّةٍ عَبْرَ مِنَصَّةٍ "سَاهَمَ" لِتَخْفِيفِ آثَارِ اَلْأَوْضَاعِ اَلَّتِي يَمُرُّ بِهَا اَلشَّعْبُ اَلسُّودَانِيُّ

محمد البدر
1444/10/21 - 2023/05/11 01:36AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.وَقَالَﷺ:«لاَ يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَقَالَﷺ:«الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ, ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ , يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وَقَالَﷺ:«تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ، وَتَوادِّهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عضْوًا، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.إنَّ من أخلاق المسلمين التي تخلق بها سيد المرسلين واقتدى به الصحابة رضي الله عن الجميع وأمر بهاﷺكافة المسلمين هي التراحم ،وهو من أبرز ما يميِّز مجتمعات المسلمين فلقد شاهد العالم أجمع عبر وسائل الإعلام المختلفة ما قامت به بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله، من عمل جبار منذ بداية هذه الأزمة لإجلاء و إيواء وتسهيل مهمة من أراد الخروج من البعثات الدبلوماسية وغيرها وذلك رحمة بهم ، وتمكينهم من الخروج من تلك الأحداث بأمن وأمان وبدون تفريق بين جنس وآخر أو دولة وآخرى.

اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ اَلشَّعْبُ اَلسُّودَانِيُّ ووحِّد صُفوفَهم واجمع كَلِمَتَهم على الحق والدين وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ, وَ احْقِنْ دِمَاءَهُمْ  اللَّهُمَّ متعهم بنعمةَ الأمنِ والأمان.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾.وَقَالَﷺ:«المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِم، لا يَظْلِمهُ، وَلاَ يُسْلمُهُ،مَنْ كَانَ في حَاجَة أخيه، كَانَ اللهُ في حَاجَته، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بها كُرْبَةًمِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.لذلك وجه خَادِمِ اَلْحَرَمَيْنِ اَلشَّرِيفَيْنِ ،وَوَلِيِّ عَهْدِهِ اَلْأَمِينِ–أَيَّدَهُمَا اَللَّهُ–مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة100مليون دولار أميركي للشَّعْبُ اَلسُّودَانِيُّ،ثم تبع ذلك اَلتَّوْجِيهُ اَلْكَرِيمُ مِنْ قِيَادَةِ المملكةِ اَلْيَوْمَ بِتَقْدِيمِ مُسَاعَدَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ لِلسُّودَانِ وَذَلِكَ بتَنْظِيمِ حَمْلَةٍ شَعْبِيَّةٍ عَبْرَ مِنَصَّةٍ "سَاهَمَ"لِتَخْفِيفِ آثَارِ اَلْأَوْضَاعِ اَلَّتِي يَمُرُّ بِهَا اَلشَّعْبُ اَلسُّودَانِيُّ،تَأْكِيدًا لِهَذَا اَلدَّوْرِ اَلْإِنْسَانِيّ،فهبوا لمساعدة إخوانِكم في السودان،وتضميد جراح المنكوبين،وإغاثة الملهوفين، مواساةً لهم وإسهامًا في رفعِ المعاناة عنهم ،ويأتي أمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين بحملة تبرعات ،رغبة منهم يحفظهم الله أن يشارك الشعب الكريم ابتغاء الأجر والمثوبة ،فجزاهم الله خير الجزاء ،على هذه البادرة الإنسانية والتي ليست بمستغربة منهم في مثل هذه المواقف وغيرها،وَهَذَا اَلتَّوْجِيهُ اَلْكَرِيمُ ،يَأْتِي اِمْتِدَادًا لِمَوَاقِفِ اَلْمَمْلَكَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلسُّعُودِيَّةِ فِي إِغَاثَةِ اَلْمَنْكُوبِينَ،وَمَدِّ يَدِ اَلْعَوْنِ وَالْمُسَاعَدَةِ لِإِخْوَةٍ لَنَا فِي اَلدِّينِ.

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

https://2u.pw/AGe8QD

المشاهدات 1862 | التعليقات 2

خطبك مباركة ياشيخ واضاف عليها جمالاً الاستشهاد بالادلة مرتبه ومتسلسلة الله يكتب اجرك 


جزاك الله خيرا