قالت صحيفة «إندبندنت»، البريطانية، في تقرير لها، كتبه أحد أعضاء فريق االأمم المتحدة في بنجلاديش، مساء الإثنين، إن المنظمة الدولية حذرت من أن القوات الحكومية الميانمارية تقوم بنحر الأطفال والرضع بالسكاكين أثناء ما يسمي بحملات التطهير التي تشنها على قرى مسلمي الروهينجا بولاية راخين.
وقال التقرير إن رضيعا ذا ثمانية أشهر وطفلين عمرهما 4 و6 سنوات طعنوا حتى الموت في منازلهم أثناء عمليات التطهير التي تقوم بها القوات الحكومية، والتي تشير تقارير سابقة إلى قتلهم المئات منذ أكتوبر الماضي، في القرى المسلمة بولاية راخين.
وأصدرت الأمم المتحدة هذه التقارير بعد مقابلات مع 200 لاجئ من الذين نجحوا في الوصول لمخيمات اللجوء في بنجلاديش.
وتقول الصحيفة إن إحدى الأمهات روت لفريق الأمم المتحدة ببنجلاديش أن ابنتها ذات الخمس سنوات كانت تحاول حمايتها من الاغتصاب عندما قام رجل من المهاجمين بإخراج سكين كبير ونحرها بقطع حلقها، وتحدثت أيضا عن حالة لطفل ذى 8 أشهر قتل أثناء تعرض أمه للاغتصاب الجماعي من قبل خمسة من ضباط الأمن البورمي.
وحكت أيضا أن طفلة ذات 14 ربيعًا لفريق المحققين كيف تعرضت للضرب المبرح بعد اغتصابها من قبل الجنود، وأن أمها تعرضت للضرب حتى الموت وكذلك شقيقتيها، اللتين تتراوح أعمارهما بين 8 و10 أعوام، قتلتا طعنا بالسكاكين.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة البورمية تنفي مرارًا الادعاءات المتعلقة بالاضطهاد ضد أقلية الروهينجا، وترفض أي دليل وتعتبره «دعاية»، وتحججت أن ضرب بالشرطة للمواطنين معتاد في كثير من الدول.
وأثناء حملة القمع في راخين ضد مسلمي الروهينحا، سرد اللاجئون كيف أن القوات البورمية قامت بجمع الرجال المسلمين في سيارات وأخذهم إلى أماكن بعيدة قبل أن يعودوا إلى منازلهم والقيام باغتصاب جماعي للنساء والفتيات أو التحرش الجنسي، وأحيانا كانوا يقتلون الأطفال الذين يبكون أو يحاولون حماية أمهاتهم.
وروى عدد من اللاجئين، في مقابلات منفصلة، أن الجيش قام باحتجاز أسرة بكاملها بمن فيهم المسنون والمعوقون، داخل منزل وأضرموا النار، وقضوا عليهم جميعًا حرقًا.
ووصف العديد من الشهود والضحايا أيضا أنه أثناء تعرضهم للضرب والاغتصاب كانت القوات البورمية والقرويون البوذيون يقولون لهم: «إنكم بنجلاديون ويجب أن تعودوا» أو «ماذا يمكن أن يفعل الله لكم؟ انظر ما يمكننا القيام به؟»
وكشفت أكثر من نصف النساء الـ101 اللواتي تمت مقابلتهن تعرضن للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.
وقالت لينا أرفيدسون، واحدة من أربعة من موظفي الأمم المتحدة الذين قابلوا لاجئي روهينجا في بنجلاديش، والتي كتبت التقرير لـ«إندبندنت»، إنها لم تواجه مثل هذا الوضع «الصادم» من قبل.
وأضافت أنها صدمة بالنسبة لي، فجميع الـ204 أشخاص الذين قابلتهم، كل لديه قصة مؤلمة، سواء كان منزلهم أحرق، أو تم اغتصابهم أو قتل أحد أقاربهم أو أخذوا بعيدا.
وأردفت: «بكت النساء عندما تحدثن عن تعرضهن للاغتصاب أو رؤية أطفالهن يقتلون، وصرخ الرجال عندما تحدثوا عن كيف أحرقت منازلهم، وما يشغلهم الآن هو كيف يمكنهم دعم أسرهم».
وأضافت «أرفيدسون» أن الهجمات العنيفة ضد الرجال والنساء والأطفال كانت أكثر من عمليات منهجية في البحث عن المتمردين المسؤولين عن عمليات القتل التي ارتكبت ضد الشرطة في أكتوبر، واستنتجت أن التمييز العرقي كان أيضا وراء ذبح الأطفال.
من جانبه، عبر الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، في أول رد فعل على المجازر التي ترتكب ضد مسلمي الروهينجا بميانمار (بورما سابقا) عن غضبه قائلا: «إنه يجب الرد على حكومة بورما بالسلاح النووي، فتلك الحكومة ترتكب المجازر ضد مسلمي بورما ولن أخشى ما أقوله».
جاء ذلك في مظاهرة شعبية كبيرة بالعاصمة الشيشانية غروزني تضامنا مع أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، الإثنين، ودعا رئيس الشيشان رمضان قاديروف إلى وقف إراقة الدماء في ميانمار ومعاقبة المسؤولين عن العنف.
وقال قاديروف في كلمة ألقاها في المظاهرة: «اليوم أنا والملايين من سكان عشرات الدول نطالب زعماء القوى العالمية وقف إراقة الدماء هذه إلى الأبد. ونطالب بمعاقبة المسؤولين وإجراء تحقيق دولي في الجرائم ضد الإنسانية. كما نطالب بمسألة الدول التي اغلقت حدودها ورفضت تقديم المساعدات إلى اللاجئين».
وانتقد الرئيس الشيشاني تقاعس الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية وصمت قادة العالم والصحافة العالمية بشأن اضطهاد الروهينجا.
وأعلن قاديروف في وقت سابق أنه سيعارض سياسة روسيا الخارجية، إذا وقفت موسكو إلى جانب سلطات ميانمار، التي تضطهد الروهينجا في ولاية راخين بغرب ميانمار.
المصدر: المصري اليوم