حق الوطن حسب التعميم وصوم عاشوراء

قاسم الهاشمي
1439/01/02 - 2017/09/22 07:12AM

الحمد لله بيده مفاتيح الفرج، شرع الشرائع وأحكم الأحكام وما جعل علينا في الدين من حرج، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قامت على وحدانيته البراهين والحجج، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، هو المفدى بالقلوب والمهج، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ساروا على أقوم طريق وأعدل منهج، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

أَمَّا بَعْدُ:  فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ حَقَّ التَّقْوَى؛ فَهِيَ خَيْرُ الزَّادِ لِيَوْمِ المَعَادِ؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).

معاشر المؤمنين: محبَّة الإنسان لأرضه وبلده خصلةٌ جبليَّة، مركوزة في الفِطَر السويَّة، ومقرَّرة في الشريعة الإسلاميَّة، وَطَنُ الإنسان هو مَسقَط رأسه الذي وُلِدَ فيه، وترَعرَعَ من خيره وخيراته، وعاش تحت ظلِّه وسَمائه، فيه مواقف الطُّفولة وأخبار الصِّبا، وأنباء الحياة وحوادث الدهر.

كم يتلذَّذ الإنسان بالبَقاء في وطنه، وكم يحنُّ إذا غاب عنه، وكم ترخص الأرواح، وتُبذَل المُهَجُ لأجله، فحبُّه ومحبَّته تجري في العُروق، وتخفق بها القلوب، كيف لا وقد قرَن المولى سبحانه حبَّ الأرض بحبِّ النفس؟! قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ).

واستحقَّ الصحابة t المدحَ والثَّناء؛ لأنهم ضحوا بأوطانهم المحبوبة في سبيل الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).

بل إنَّ التغريب عن الأوطان قد جُعِلَ في شريعة الرحمن، جُزءًا من العقوبة على بني الإنسان، إذا وقَع في الزنا من غير إحصان، هذه المحبَّة والتعلُّق بالدِّيار، وجَدَها المصطفى المختار، يوم أنْ تآمَر عليه رُؤوس الكفر ليسجنوه أو يقتُلوه أو يُخرِجوه، فخرَج فارًّا مُهاجِرًا، فلمَّا وصَل أطرافَ مكة خارجًا منها، التفَتَ إلى أرضه ووطنه فجاشَتْ نفسه وقال: "والله، إنَّك لأحبُّ البِقاع إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ".

ثم بعد هجرته بسنين عدَّة يأتي إليه أُصيل بن عبد الله الغفاري من مكَّة، فيسأله النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أرض الوطن، فيقول: "كيف تركت مكة يا أصيل؟!"، فقال: تركتُها حين ابيضَّت أباطِحُها، وأحجن ثُمامُها، وأغدَقَ إذخرُها، وأمشَرَ سلَمُها.

فاغرَوْرَقت عَيْناه -صلَّى الله عليه وسلَّم- وتحرَّكت لَواعِج شوقه، فقال: "يا أصيل: دَعِ القلوب تقر".

إخوة الإيمان: وإذا كانت محبَّة الأرض والوطن سُلُوكًا فطريًّا، فكيف تكونُ المحبَّة وذلك الولاء حينما يكون ذلك الوطن هو مهبط الوحي، ومنبع الرسالة؟! منه انطلقَت الدعوة المحمديَّة، وعبْر بوَّابته دخَل الناس في دِين الله أفواجًا.

كيف إذا كان ذلكم الوطن يضمُّ بين جَنباتِه البيتَ العتيق ومسجدَ الرَّسول أحبَّ البقاع وأكرمها عند الله تعالى؟!

كيف إذا كان ذلكم البلد تُرفَع فيه رايةُ التوحيد؟! فلا أثَر ولا آثار للشرك ولا للوثنيَّة.

فيه المحاكم الشرعيَّة، والوزارات القضائيَّة، والمؤسَّسات الدعويَّة، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقبل ذلك كلِّه فيه أبناء هذا البلد المتديِّن بفطرته، الذي يحبُّ الصلاح، ويَسعَى إلى الإصلاح، ولو كان بعض أفراده مُقصِّرًا ظالمًا لنفسه.

فهذا البلد واجبٌ الحفاظُ على أمْنه وإيمانه، وسلامته وإسلامه، من كلِّ مخرِّب ومغرِّب، وبالأخصِّ في مثل هذه الظُّروف العَصِيبة، والتقلُّبات الأمنيَّة، والاستثناءات السياسيَّة، فهذه أنظمةٌ تبدَّلت، وهذه سياسات تغيَّرت، وتلك ثورات ما هدَأتْ، وأصبحت نُذُرُ الخطر والإنذار، تلوحُ في الأفق ليلَ نهار.

خيانةٌ للوطنيَّة حينما تتحوَّل بعض وسائل الإعلام إلى وسيلة هدْم للقِيَمِ والأخلاق، والتشتُّت والافتراق، بعيدة عن هُموم مُواطِنيها، ومشاريع الإصلاح في بلدها.

ومن واجبنا تجاه وطننا ترسيخُ القِيَم الاجتماعيَّة؛ حتى يعيشَ ذلكم الوطن لحمةً واحدةً، مُتعاوِنين مُتَآلِفين.

وأشدُّ الناس نفعًا لبلدهم والوطن ممتنٌّ لجميلهم هم أولئك الرجال الذين بذَلُوا أموالهم وأوقاتهم في دعْم أعمال البر ومشاريع الخير التي ينتفع بها أبناء البلد، فهؤلاء من حقِّهم علينا أنْ يُدعَى لهم، ويُذكَر أثرُهم ومَآثِرُهم على البلاد والعباد، ومَن لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى.

ومن حُقوق الوطن على أهله: الإخلاص في العمل، والصدق في أداء أمانة الوظيفة، والانضباط بالقوانين والأنظمة التي فيها المصلحة والمنفعة العامَّة، مع السمع والطاعة بالمعروف لِمَن ولي أمر البلد، ما لم يُؤمَر العبد بمعصية، فإنْ أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة، وإنما اعتزالٌ ومُناصَحة، مع الحِرص على جمْع الكلمة ولُزُوم الجماعة.

عباد الله: وأجرَمُ الناس في حقِّ وطنهم، وأخوَنُهم لبلدهم أولئك الذين يَأكُلون من نِعَمِ البلد وخيراته، ويَرفُلون في أمْنه وأمانه، ثم يبذلون وَلاءهم خارج أوطانهم لنزعات طائفية.

عباد الله: الأمن والأمان مَطلَبٌ تَصغُر دُونه كثيرٌ من المطالب، وتهون لأجله كثيرٌ من المتاعب، الأمن في الأوطان لا يُشتَرى بالأموال، ولا يُبتاع بالأثمان، ولا تفرضه القوَّة، ولا يُدرِكه الدهاء؛ وإنما هو منَّة ومنحَة من الملك الديَّان: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).

بالأمن والأمان تعمر المساجد وتصفو العبادة، ويُنشَر الخير وتُحقَن الدماء، وتُصان الأعراض وتُحفَظ الأموال، وتتقدَّم المجتمعات وتتطوَّر الصناعات.

الأمن في البلاد مع العافية والرِّزق هو الملك الحقيقي، والسعادة المنشودة؛ قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "مَن أصبح منكُم آمنًا في سِربِه، مُعافًى في بدنه، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بِحَذافِيرها".

إذا خلَتِ البلاد من الأمن، فلا تسَلْ عن الهرج والمرج، إذا ضاعَ الأمن حلَّ الخوف وتَبِعَه الفقر، وهما قرينان لا ينفكَّان؛ قال سبحانه عن القرية التي كفَرتْ بأنعُم الله: (فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).

فالأمن والاستقرار إذَاً من أهمِّ مُقوِّمات العيش ومطالب الحياة، والواقع والتاريخ يُؤكِّد هذا كلَّه، فالبلاد الآمنة يُرحَل إليها، وتزدهر معيشتها، وتهنأ النُّفوس بالمكث فيها.

ولذا كان من النعيم المستلذِّ به عند أهل الجنَّة نعيمُ الأمن والأمان: (وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ).

وفي المقابل حينما تخلو الدِّيار من الأمن والأمان، تُصبِح أرضًا موحشةً، وإنْ كان فيها ما فيها من النعيم والخيرات، بل إنَّ التشريد بين الأنام، واللجوء إلى الخيام، ليُصبِح أهنأ وأهون من هذا المقام.

ولذا؛ فإنَّ الدعوة إلى الاجتماع وتوحيد الصف، ونبذ الفرقة والسعي نحو الإصلاح لَيتأكَّد مع هذه الأحداث والتغيُّرات، مع الابتهال إلى الله أنْ يحفَظَ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وفتنة.

عباد الله: وممَّا يجبُ التذكير والتواصِي به الحَذَرُ والتحذيرُ من استِشراف الفتن وإشعالها، ومن ذلك:

الدخول في تظاهرات واعتِصامات لا يُعلَم نهايتها ومَآلها على البلاد والعباد، فنظام بلدنا يمنَعُ بشدَّة حُصول هذه التظاهُرات، والطاعة هنا واجبةٌ مُتعيِّنة لظُهور المصلحة فيها، ودَرْءًا لمفاسد كبرى مُتَوقَّعة؛ من إحداث الفَوضَى، وتدمير المُمتَلكات، وتعطيل المعاش، وإخْلال الأمن، وشل الاقتصاد، وتفريق الكلمة، وتمزيق الصفِّ، وتحزُّب الناس أحْزابًا يُذِيق بعضهم بأسَ بعض.

وكم من تظاهراتٍ بدَأتْ سِلميَّة، ثم انتَهتْ دمويَّة، وأحدثَتْ جرحًا غائرًا يَصعُب التِئامُه.

ثم حُقَّ لصوت العقل أنْ يَتساءَل: مَن الذي يُحرِّك هذه التظاهُرات ويَنفُخ فيها؟! ولمصلحة مَن إدخال البلد في نفَق مُظلِم من الفوضى؟!

إنَّ انتقال التظاهرات بما تَحمِله من فَوضَى وتخريبٍ هو دَقٌّ لناقوس الخطر في بلدنا؛ إذ إنَّ ثمَّة أخطارًا تُهدِّد بلادنا لا يسَعُنا السكوت عنها:

فالفِرَق البدعيَّة الباطنيَّة وتحرُّكاتها لم يَعُدْ خافيًا، وارتفاع مَطالِبهم أصبَحَ صوتًا مسموعًا.

ناهِيكُم عن وُجود خَلايا مُنحَرِفة لا تهمُّها مصلحة الوطن، وهي جاهزةٌ لإحداث الفَوْضَى متى ما سنح لها ذلك.

ومملكتُنا أكبر مصدرٍ للنفط، فلو حلَّت الفَوضَى -لا سمح الله- قامت الدول الأجنبية بالدخول للبلاد طلباً لحماية النفط.

هذا، وغيرُه يُؤكِّدُ علينا أنْ نُنابِذ مثل هذه التظاهُرات، وأنْ نناصح الغير بالحذر من الولوج فيها.

فيا كلَّ محبٍّ لبلده وأهله: عقلَك عقلَك، نَربَأ بك أخي أنْ تكون أداةً تُحرِّكك أيادٍ تقبَعُ في أقصى الأرض، أيادٍ لا تحمل رسالةً علميَّة ولا دعويَّة؛ وإنما رسالة الفَوضَى والنكاية والتشفِّي، نَربَأ بك أخي المحب لبلده أنْ تكون شرارةَ إشعالِ الفتن على مجتمعك وأهلك وبيتك.

يا كلَّ محبٍّ لبلده: لا تزهد ولا تستَنقِص نصائح عُلَمائك، استَمِع لتوجيهات مَن شابَتْ رُؤوسُهم، وحنكَتْهم التجارب، وصقلَتْهم الأيَّام.

يا كلَّ محبٍّ لبلده: استَشعِر النعمة التي تَرفُل فيها؛ فأرضُك التي تعيشُ فيها هي مَهوَى أفئدة المسلمين، وشعائر الإسلام فيها مُعلَنة ظاهِرة، فلا قُبورَ فيها ولا أضرِحَة، لا كنائس هنا يُنسَب فيها الولد لله الواحد الأحد، ولا دور زنا مُقنَّنة، ولا خمور تُباع، ومع هذا كله لا ندَّعي الكمال، فالخطأ موجودٌ، والتقصيرات والتجاوُزات حاصلة، وليس كلُّ مسؤول بمنأى عن النقد والتصحيح.

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ).

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أَقُولُ قَولِي هَذَا وأَسْتِغْفِرُ الله العَظِيمَ لي ولكُم فاستغْفِرُوهُ إِنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله وكفى وصلاة سلاماً على عباده الذين اصطفى، وبعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.

معاشر المؤمنين: يقول الله تبارك وتعالى:{ إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.

 

وعن أبي بكرة رضي الله عنهُ أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : " السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حُرُم: ثلاثة متواليات ذو القعدةِ وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان" رواه البخاري ، وقال الحسن : إنَّ الله افتتح السنة بشهر حرام ، وختمها بشهر حرام ، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرَّم .

 

لقد جعل الله فاتحة العام شهراً مباركاً نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وقومه ، فشرع فيه الطاعة والعبادة والصوم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل “. رواه مسلم.

وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه.

ومن عظيم فضل الله أن جعل آخر شهر في العام شهر عبادة وطاعة، وأول شهر في العام شهر عبادة وطاعة ليفتتح المرء عامه بإقبال ويختتمه بإقبال، قال ابن رجب : " من صام من ذي الحجة وصام من المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة".

ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء. وهو يوم مبارك معظم منذ القدم:

فاليهود أتباع موسى عليه السلام كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ويتخذونه عيداً لهم، وسر ذلك أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون.

وحين جاء الإسلام، وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحاً بنجاة موسى قال: “ أنا أحق بموسى منكم “. فصامه وأمر بصيامه. متفق عليه .

معاشر المؤمنين: إن السنة في صوم عاشوراء أن يصوم التاسع قبله ، لقول ﷺ: " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" رواه مسلم.

ولا يكره على الصحيح إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قال ابن تيمية رحمه الله . وإن لم يتمكن الإنسان من صوم يوم قبله أو بعده وصام عاشوراء وحده فلا حرج عليه وإن وافق يوم السبت، قال صاحب الشرح الكبير: وإن وافق -أي يوم السبت- صوماً لإنسان لم يكره.

أما ما يفعله الرافضة في يوم عاشوراء فقد قال الحافظ ابن رجب : وأما اتخاذه مأتما كما تفعل الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن هو دونهم.

اللهم احمِ بلادَنا وبلادَ المسلمين من كلِّ شرّ وسُوء، وأدِمْ علينا وعلى المسلمين الأمنَ والإيمانَ، والسلامة والإسلام.

عباد الله : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وارض اللهم عن بقية العشرة وأصحاب الشجرة وسائر الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أرحم الراحمين .

اللهم آمنا في أوطاننا اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم ولا تشمت بنا حاسداً اللهم اهد ضالنا ورده إلى الحق رداً جميلاً.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين اللهم ابسط لنا في عافية أبداننا وصلاح أعمالنا وسعة أرزاقنا وحسن أخلاقنا وصلاح ذرياتنا واحفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتةً سوية ومرداً إليك غير مخزٍ ولا فاضح، عباد الله :( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم واشكروه على آلائه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

 

خطبة حق الوطن للشيخ إبراهيم العجلان وفقه الله، قمت باختصارها وترتيبها لمناسبة الموضوع والتعميم الوارد.

والخطبة الثانية عن عاشوراء، ولو أراد الخطيب الاقتصار على الأولى وجعلها خطبتين.

وفقكم الله لكل خير. 

المرفقات

الوطن-2

الوطن-2

المشاهدات 1437 | التعليقات 1

وفقكم الله لكل خير.