حق العباده 17/12/1438

يحيى جبران جباري
1438/12/16 - 2017/09/07 10:31AM

الحمدلله له نذبح ونعبد ؛ احمده سبحانه وأشكره على نعمه التي نحصد ؛ واستعينه واستهديه وأستغفره ؛ هوالمعين اذا الأمريشدد ؛ والهادي لمن عن الحق يشرد ؛ والغافرلمن لبابه يقصد ؛ وأشهدأن لااله الاالله لانشرك به احدا وله العبودية نفرد ؛ وأشهدأن محمدا عبدالله ورسوله خيرمن اتقاه وتعبد ؛ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه مالج بحر وماسيل  يزبد ...

ثم أما بعد : فأوصيكم ايها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله جل وعلا ؛ فكل وصية دونها لاتنجد ؛ فهي الصلاح في الحياة ؛ والفلاح في الآخرة لمن بها تزود ؛

(وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ياأولي الألباب)                       

ايها المسلمون نبارك للعائدين من الحج حجهم تقبل الله منهم وغفر لنا ولهم وبلاذنوب ردهم ؛  ونسأل الله أن يكون قبل من الصائمين للتاسع صيامهم ؛ وممن قربوا له سبحانه أيام النحر أضاحي قربة لربهم ؛ فنحمدالله على تمام العدة ؛ وعلى فضل الله الذي لعباده أمده ؛ وعلى العيد الذي يظهر فيه المرء سعده ؛ فلمن حج قد قال رسول الله صل الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدت أمه ) وقال لمن صام التاسع من ذي الحجة (احتسب على الله أن يكفر سنة قبله وسنة بعده )  وعن الأضحية يقول رب البرية ( لن ينال الله لحومها ولادماؤهاولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون )  فيامن حججت وأتممت أحسن الظن بربك فلعلك عدت من ذنبك كيوم ولدتك أمك فحافظ على هذه النعمة العظيمة ؛ فلاتعلم متى هي الساعة التى سترحل فيها فاحرص أن تكون نفسك دوما تقية ونقية ؛ ولاتدع للشيطان عليك فرصة ؛ فتنفذللمعاصي ؛ كماينفذ السهم من الرمية ؛ لاتتهاون ولاتتجاهل مايسره الله لك من ركن عظيم ؛  تتمنى أداؤه ملأيين البشرية ؛  صفحتك عادة بيضاء ؛ فلا تدنس بياضها بمايمليه الشيطان ؛ وماتمليه النفس الأمارة من إغواء ؛ وإن ضعفت همتك ؛ ووقعت في السيئة وغلبك خطاؤك فبادر بالرجوع والاستغفار والتوبة لربك ؛ فهوقريب رحيم سميع مجيب ؛  (وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فاستشعروا عظمة الفريضة التي أديتم ؛ والركن الذي وفيتم ؛ وستعلمون مالكم وماعليكم ؛ لاأبقى الله ذنبا علينا ولاعليكم ؛                       

وأنتم يامن صمتم ؛ ويامن ضحيتم ؛ احتسبوا عند ربكم ماقدمتموه وماعملتم ؛ فهوجل في علاه من عين كتبة على جنبيكم ؛ ليسجلوامافعلتموه ؛ وماقلتموه ؛ وماعليه نويتم ؛ ففي الحديث (من هم بحسنة فلم يفعلهاكتبت له حسنة ؛ وإن فعلهاكتبت له عشرحسنات والله يضاعف لمن يشاء ؛ ومن هم بسيئة ولم  يفعلها كتبت له حسنة ؛ وإن فعلهاكتبت عليه سيئة واحدة ) فماأرحم الله بعباده ؛ وماأحلمه عليهم ؛ وكم بالكثيرعلى القليل يجازيهم ؛ فبصيام يوم يغفر عامين ؛ وبحجة واحدة ؛ يغفرذنوب جميع السنين ؛ وبتقريب أضحية يطعمها صاحبها وأهله ؛ يكفر عنه من الذنوب مالايحصيه سواه سبحانه ؛ ويعده من الشاكرين ؛ فلك الحمد ربنا حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ؛ ولك الحمد بعد الرضى ؛ عبادالله لئن انتهت أشهرالحج ؛ وماكان فيهامن أيام فاضلة؛ و عج ؛ وصوم ؛ وثج ؛ إلاأن انواع العبادة مستمرة ولازمة على العباد في كل فج ؛  فلاتنتهي العبادة إلاباليقين ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) وهوالموت على أرجح اقوال المفسرين ؛  فالمعبود حي دائم ؛ والعبد مطلوب منه أن للعبادة يلازم ؛ فالعمر أيام وينقضي ؛ مهماتأمل في طوله كل حالم ؛

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ياأيهاالذين امنوا لاتلهكم اموالكم ولااولادكم عن ذكرالله ومن يفعل ذلك فأولائك هم الخاسرون وأنفقوا ممارزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني الى اجل قريب فأصدق واكن من الصالحين ولن يؤخرالله نفسااذا جاء أجلها والله خبير بماتعملون )

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكرالحكيم وبهدي سيد المرسلين .. أقول ماتسمعون وأستغفرالله لي ولكم ولسائر المسلمات والمسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ....                       

الحمدلله خلقناعلى الإسلام ؛ أحمده سبحانه وأشكره على أفضاله العظام ؛ وأشهدأن لاإله الاالله وحده رب الأنام ؛ وأشهدأن محمداعبده ورسوله العبد الهمام ؛ تقي نقي صادق الفعل والكلام ؛ عليه من ربي أتم صلاة ؛ وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على نهجه ؛ وأزكى سلام   ... وبعد يامن تعلمون بأن الحياة يقظة ومنام ؛ اتقوا الله فمن اتقاه ذاق لذة العيش وسينجو عند المقام ( ياأيهاالناس اتقواربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) عبادالله حري بالعبد أن يعلم ؛ أنه ماخلق إلاللعبادة ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فعبادة الله وحده أمرلازم ومحتوم ؛ من ضل عنهافإما مجنون وإمامحروم ؛ والمجنون أمره لربه ؛ وأماالمحروم فسيصلى نارالسموم ؛ فيامن ميزه الله بالعقل ؛ وبلغه النهج القويم بالفعل والنقل ؛ لاتكن كمن استسلم للهوى فضل ؛ ولاكمن تبع الشيطان وأهل الجهل ؛  كن مع الله وأخلص له قولا وفعل ؛ فلم يكلفناالله بمالانطيق ؛ فعلى الغافل أن يفيق ؛ عش حياتك عابدا كماالله أمرك ؛ وعليه سبحانه رزقك وتيسيرأمرك ؛ صلي لربك ؛ وبربأبيك وأمك ؛ وصل رحمك ؛ واحفظ لسانك وفرجك ؛ وليكن القرآن قرينك ؛ والإحسان رفيقك ؛ وذكرالله كليمك ؛ والاستغفار لزيمك ؛ وكل ماأمرك الله به نديمك ؛ وكل مانهاك عنه خصيمك ؛ إصبرعلى الطاعة ؛ واصبر عن المعصية ؛ واعلم بأن الحياة الدنيا فانية ؛ وحياة الآخرة هي الباقية ؛ فالكيس من دان نفسه ؛ وعمل لمابعد الموت ؛ فقدم لنفسك قبل الفوت ؛ اللهم ارزقنا توبة قبل الموت ؛ وراحة بعد الموت ؛ وعفوا ورحمة يوم الحساب ؛ يارب الأرباب  .. 

عبادالله إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمدبن عبدالله وشر الأمور محدثاتها وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار ؛ وصلوا وسلموا على نبيكم الأمين ...

المشاهدات 766 | التعليقات 0