حقيقة كره العلمانيين للسلفيين وموادعتهم للشيعة والقبوريين_محمد بوقنطار
احمد ابوبكر
1436/05/26 - 2015/03/17 09:03AM
[align=justify]مشكلة العلمانيين الحقيقية هي مع الإسلام وإن توارت هذه الحقيقة وراء أصباغ الدعوى وأستار المداهنة، وحتى لا نتهم بالتكفير فإننا مضطرون إلى التماهي مع الطرح الذي يزيد من وثيرة العويل والصراخ المفتعل، والذي يرفع عقيرته العلماني وهو يواجه الإسلام، حيث يتمسك في مهمة مواجهته بإسلاميته ولا يقبل الدنية في مقام هذا الانتساب أو دعواه.
ولذلك فالعلماني بطرحه جاء بحسب الزعم لمواجهة تطرف السلفية والسلفيين، لا سماحة الإسلام والمسلمين، وعند هذا المنعطف يتم تفريغ شحنات العداوة والبغضاء ومكنون الصدور وتصفية الحسابات، وما استشرف من خبيئة مقاصد حائفة تريد النيل من الإسلام باسم حماية الإسلام، وتعطيل الشريعة باسم الدفاع عن الشريعة.
والعلمانيون لا ينسون أن يرفعوا شعار أنهم رسل للحضارة وسفراء للارتقاء والسلام، ولعل المتتبع ولو من بعيد لهذا الركز يقف دون عنث على فصامهم وصفاقة دعواهم، ذلك أن من أدبيات مواجهة العلمانية والعلمانيين للصحوة الإسلامية المباركة رفع شعارات من قبيل الرمي بتهمة الظلامية والرجعية والتقليدية والجاهلية، واللاعقلانية واللإنسانية وحبل المعطوفات طويل الذيل يكاد تنطوي في جوفه كل أشكال النبز والشتيمة.
مع أن الإيمان بقضية العقل والتنوير والعلم يجعل من تحققت فيه شروط التجرد والإنصاف لا يرى ولا يمكنه أن يرى أي تعارض بين منهج ما أنا عليه وأصحابي ولازم العقل من علم وتنوير، باعتبار أن منهج السلف تحكمه عملية حنين رماد الخلف إلى بؤرة موقد السلف وتشذيب جذور الماضي وقراره حتى تعود الحياة لأغصان الحاضر.
فالسلفية في رجوعها الذي تجعل من تجريمه واتهامه وإدانته كل القوى العلمانية فعلاً نضاليًا وموقفًا تقدميًا وتنويريًا، هو ليس رجوعًا سلبيًا أو فرارًا يبحث عن ملاذ سحيق ليموت في صمت وعزلة وجمود وانكماش، بل هو رجوع يملك من المسوغات ما يجعله ضرورة دعت إليها الحالة المرضية والانحناء المتكرر في ذل وبأس شديد وتهالك للجسد السني وإطاره الرسمي، وهو ذل وبأس لم يتذوق طعمه ولم يخطر على قلب جيل الصحابة احتمال وقوعه.
ولكي لا نستطرد في الكلام ننبه على أن هذا ليس هو المقصود أصالة؛ ولكن المراد من هذه التوطئة هو الوقوف على حقيقة زيف دعوى العلمانيين اصطفافهم إلى جانب العقل ومحاربتهم للجهل والظلامية، وبدل الجهد واستفراغ الوسع في مدافعة منهج السلف والسلفيين الذين يقوم على خصيصة: "قال الله؛ قال رسوله؛ قال الصحابة أولو العرفان".
إذ كيف لمن رفع لواء مناصرة العقل والعلم والحداثة والتنوير أن لا يسجل له بصمة اعتراض وملحظ مدافعة لتجليات التصوف القبوري والرفض المجوسي، وقد فاضت ونضحت مصنفات أسفارهم وملأ صدع أفمامهم آفاق الدنيا بالضعيف من الحديث، والموضوع والمكذوب من الخرافات والخوارق والكرامات، التي استحال تمثلها حتى في برامج الرسوم المتحركة التي يدمن الأطفال على الاستئناس بمشاهدتها.
وربما -بل أكيد- أن من أفراد سخائم العلمانية من أنكر على نبينا عليه الصلاة والسلام في استدراكاته آيات أجراها الله على يدي نبيّه معقولة المعنى بديعة المبنى، مقابل من ركب (قوس قزح)، وصلى صلاة الظهر في أقصى المغرب، وأدرك تكبيرة إحرام صلاة العصر في الحرم المكي لنفس اليوم! سبحانك هذا بهتان عظيم، وضم الطفل الراعي ثلاث ضمات ثم أرسله ليصلي بأهل قريته في تلك الليلة من ليالي رمضان بختمة كاملة للقرآن؛ وهو الراعي الذي لم يقرأ ولم يكتب قط!
فانظر إلى الإسقاط في صفة الراعي، ثم انظر إلى المفارقة بين ضمة جبريل عليه السلام للنبي وأخذه القرآن مفرقًا على ثلاثة وعشرين سنة، وبين هذا الذي أعطى القرآن في ثلاث ضمات، أضف إلى هذا ما أحاط به الشيعة الروافض الأئمة من ألقاب وأوصاف وتقديس لآل البيت، وما نسج من خرافات وإفك مبين وأباطيل حول مهدي السرداب، وربوبية الحسين، وألوهية علي رضي الله على الجميع.
وكما كان مستغربًا سكوت هؤلاء عن هرطقات أولئك كان الأغرب أن يصادف كل هذا الفصام النكد هوى في نفوس العلمانيين، ليسجل على الكثير منهم شد الرحال إلى شيوخ الزوايا وسدنة الأضرحة، وعمة الحوزات والمراقد الشيعية لأخذ الورد من هنا، وصكوك التطبير من هناك، وليقدم مدعي العقلانية ومناهض الجاهلية طقوس البيعة للظلامية الحقة، ولكن -وما أثقل الاستدراك- بعد التسليم والتماهي مع سلوك الكف والسكوت والانحناء والانخراط، أكان فعلاً هذا الكف والسكوت والانحناء والانخراط العلماني مع مشروعي القبورية والمجوسية بريء الذمة، معافى الطوية، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
كل المؤشرات تذهب في اتجاه أن الدور الذي يلعبه التشيع والتصوف والتعلمن هو دور متكامل، ذو جهد وتنسيق وثيق، وهو دور لا يخفى على المتتبع مجرى تصريف دفعه وعدوانيته: إنها السلفية كمنهج والسلفيون كمنتسبين لهذا المنهج؛ مع الإشارة إلى ما انفرد به العلمانيون من مغانم وأنفال شهر حربهم على منهج السلف، والتوقيع على انحنائهم ومسكنتهم ومساكنتهم للرفض والقبورية.
ولعل من أكبر المغانم استشراف بعد هذا الانحناء والكف والانخراط المدخول رجحان اللعب على ورقة الطائفية والانقسام، في دائرة الانتساب التديني ولو بعد حين، والذي يجود على العلمانيين بحسنة إقصاء الدين من الحياة السياسية وركنه بين جدران الزوايا والحوزات وأطلال مساجد أهل السنة وتغييبه عن شؤون الناس بدعوى وجود تدافع مذهبي من شأنه أن يعطل مسيرة الإصلاح السياسي، الذي سيناط بالقوانين الوضعية باعتبارها الحوجلة التي تذوب في واسع قعرها كل الخلافات المذهبية، وما يمكن أن يترتب عليها من تطاحن وصراع يفسد الزرع والضرع لا قدر الله.
وهو استشراف ومغنم لربما أماط الاستغراب جانبًا في دائرة الترجيح بين تزاحم المصالح والمفاسد، وأبقى على صورته المقصود تنزيلها على الأرض والتي لطالما دفعت بالغرب بجميع أطيافه أن يبارك لهؤلاء حربهم المقدسة على الجسد السني ذلك العدو المشار إلى نحره بالمدافع والبنادق، والمؤشر على قتله وذبحه باعتراض سبابة الفيتو في المحافل الدولية المتواطئة والشريكة في مشروع الإبادة، التي يتعرض لها أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها..
وليس أظلم من حرب تخوضها وقد فرضت عليك وأكرهت عليها إكراهًا، وحملك المترفون على أن تصلى نارها ذودًا عن دينك المستباح وحقوقك المسترخصة، وحقك المستهدف في زمن الفتن والشبهات، وقد سئل الشافعي قديمًا عن كيف يعرف أهل الحق في زمن الفتن؟ فأجاب قائلاً: "اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم".
[/align]
ولذلك فالعلماني بطرحه جاء بحسب الزعم لمواجهة تطرف السلفية والسلفيين، لا سماحة الإسلام والمسلمين، وعند هذا المنعطف يتم تفريغ شحنات العداوة والبغضاء ومكنون الصدور وتصفية الحسابات، وما استشرف من خبيئة مقاصد حائفة تريد النيل من الإسلام باسم حماية الإسلام، وتعطيل الشريعة باسم الدفاع عن الشريعة.
والعلمانيون لا ينسون أن يرفعوا شعار أنهم رسل للحضارة وسفراء للارتقاء والسلام، ولعل المتتبع ولو من بعيد لهذا الركز يقف دون عنث على فصامهم وصفاقة دعواهم، ذلك أن من أدبيات مواجهة العلمانية والعلمانيين للصحوة الإسلامية المباركة رفع شعارات من قبيل الرمي بتهمة الظلامية والرجعية والتقليدية والجاهلية، واللاعقلانية واللإنسانية وحبل المعطوفات طويل الذيل يكاد تنطوي في جوفه كل أشكال النبز والشتيمة.
مع أن الإيمان بقضية العقل والتنوير والعلم يجعل من تحققت فيه شروط التجرد والإنصاف لا يرى ولا يمكنه أن يرى أي تعارض بين منهج ما أنا عليه وأصحابي ولازم العقل من علم وتنوير، باعتبار أن منهج السلف تحكمه عملية حنين رماد الخلف إلى بؤرة موقد السلف وتشذيب جذور الماضي وقراره حتى تعود الحياة لأغصان الحاضر.
فالسلفية في رجوعها الذي تجعل من تجريمه واتهامه وإدانته كل القوى العلمانية فعلاً نضاليًا وموقفًا تقدميًا وتنويريًا، هو ليس رجوعًا سلبيًا أو فرارًا يبحث عن ملاذ سحيق ليموت في صمت وعزلة وجمود وانكماش، بل هو رجوع يملك من المسوغات ما يجعله ضرورة دعت إليها الحالة المرضية والانحناء المتكرر في ذل وبأس شديد وتهالك للجسد السني وإطاره الرسمي، وهو ذل وبأس لم يتذوق طعمه ولم يخطر على قلب جيل الصحابة احتمال وقوعه.
ولكي لا نستطرد في الكلام ننبه على أن هذا ليس هو المقصود أصالة؛ ولكن المراد من هذه التوطئة هو الوقوف على حقيقة زيف دعوى العلمانيين اصطفافهم إلى جانب العقل ومحاربتهم للجهل والظلامية، وبدل الجهد واستفراغ الوسع في مدافعة منهج السلف والسلفيين الذين يقوم على خصيصة: "قال الله؛ قال رسوله؛ قال الصحابة أولو العرفان".
إذ كيف لمن رفع لواء مناصرة العقل والعلم والحداثة والتنوير أن لا يسجل له بصمة اعتراض وملحظ مدافعة لتجليات التصوف القبوري والرفض المجوسي، وقد فاضت ونضحت مصنفات أسفارهم وملأ صدع أفمامهم آفاق الدنيا بالضعيف من الحديث، والموضوع والمكذوب من الخرافات والخوارق والكرامات، التي استحال تمثلها حتى في برامج الرسوم المتحركة التي يدمن الأطفال على الاستئناس بمشاهدتها.
وربما -بل أكيد- أن من أفراد سخائم العلمانية من أنكر على نبينا عليه الصلاة والسلام في استدراكاته آيات أجراها الله على يدي نبيّه معقولة المعنى بديعة المبنى، مقابل من ركب (قوس قزح)، وصلى صلاة الظهر في أقصى المغرب، وأدرك تكبيرة إحرام صلاة العصر في الحرم المكي لنفس اليوم! سبحانك هذا بهتان عظيم، وضم الطفل الراعي ثلاث ضمات ثم أرسله ليصلي بأهل قريته في تلك الليلة من ليالي رمضان بختمة كاملة للقرآن؛ وهو الراعي الذي لم يقرأ ولم يكتب قط!
فانظر إلى الإسقاط في صفة الراعي، ثم انظر إلى المفارقة بين ضمة جبريل عليه السلام للنبي وأخذه القرآن مفرقًا على ثلاثة وعشرين سنة، وبين هذا الذي أعطى القرآن في ثلاث ضمات، أضف إلى هذا ما أحاط به الشيعة الروافض الأئمة من ألقاب وأوصاف وتقديس لآل البيت، وما نسج من خرافات وإفك مبين وأباطيل حول مهدي السرداب، وربوبية الحسين، وألوهية علي رضي الله على الجميع.
وكما كان مستغربًا سكوت هؤلاء عن هرطقات أولئك كان الأغرب أن يصادف كل هذا الفصام النكد هوى في نفوس العلمانيين، ليسجل على الكثير منهم شد الرحال إلى شيوخ الزوايا وسدنة الأضرحة، وعمة الحوزات والمراقد الشيعية لأخذ الورد من هنا، وصكوك التطبير من هناك، وليقدم مدعي العقلانية ومناهض الجاهلية طقوس البيعة للظلامية الحقة، ولكن -وما أثقل الاستدراك- بعد التسليم والتماهي مع سلوك الكف والسكوت والانحناء والانخراط، أكان فعلاً هذا الكف والسكوت والانحناء والانخراط العلماني مع مشروعي القبورية والمجوسية بريء الذمة، معافى الطوية، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
كل المؤشرات تذهب في اتجاه أن الدور الذي يلعبه التشيع والتصوف والتعلمن هو دور متكامل، ذو جهد وتنسيق وثيق، وهو دور لا يخفى على المتتبع مجرى تصريف دفعه وعدوانيته: إنها السلفية كمنهج والسلفيون كمنتسبين لهذا المنهج؛ مع الإشارة إلى ما انفرد به العلمانيون من مغانم وأنفال شهر حربهم على منهج السلف، والتوقيع على انحنائهم ومسكنتهم ومساكنتهم للرفض والقبورية.
ولعل من أكبر المغانم استشراف بعد هذا الانحناء والكف والانخراط المدخول رجحان اللعب على ورقة الطائفية والانقسام، في دائرة الانتساب التديني ولو بعد حين، والذي يجود على العلمانيين بحسنة إقصاء الدين من الحياة السياسية وركنه بين جدران الزوايا والحوزات وأطلال مساجد أهل السنة وتغييبه عن شؤون الناس بدعوى وجود تدافع مذهبي من شأنه أن يعطل مسيرة الإصلاح السياسي، الذي سيناط بالقوانين الوضعية باعتبارها الحوجلة التي تذوب في واسع قعرها كل الخلافات المذهبية، وما يمكن أن يترتب عليها من تطاحن وصراع يفسد الزرع والضرع لا قدر الله.
وهو استشراف ومغنم لربما أماط الاستغراب جانبًا في دائرة الترجيح بين تزاحم المصالح والمفاسد، وأبقى على صورته المقصود تنزيلها على الأرض والتي لطالما دفعت بالغرب بجميع أطيافه أن يبارك لهؤلاء حربهم المقدسة على الجسد السني ذلك العدو المشار إلى نحره بالمدافع والبنادق، والمؤشر على قتله وذبحه باعتراض سبابة الفيتو في المحافل الدولية المتواطئة والشريكة في مشروع الإبادة، التي يتعرض لها أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها..
وليس أظلم من حرب تخوضها وقد فرضت عليك وأكرهت عليها إكراهًا، وحملك المترفون على أن تصلى نارها ذودًا عن دينك المستباح وحقوقك المسترخصة، وحقك المستهدف في زمن الفتن والشبهات، وقد سئل الشافعي قديمًا عن كيف يعرف أهل الحق في زمن الفتن؟ فأجاب قائلاً: "اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم".
[/align]