حقيقة الصيام، وإصلاح البيوت بإدخال القنوات الطيبة وإخراج الخبيثة-عدة شيوخ.

محمد بن سامر
1435/08/29 - 2014/06/27 05:07AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
فهذه خطبة جمعها الشيخ خالد التميمي من خطبتي الشيخين: رشيد بو عافية(الصوم...مدرسة الترك لوجه الله)، وخالد القرعاوي(يا مؤمنون اعملوا صالحًا)-حفظهم الله جميعًا-،فتصرفت فيها بتقديم أو تأخير أو زيادة أو حذف أو تسهيل أو تصحيح...ونسقتها على وورد بخط كبير(28)لتطبع كل أربع صفحات في ورقة، ثم تقص لتصبح في حجم الجيب، وأرفقتها مع الخطبة والله الموفق.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-أما بعد:
فيا أيها الإخوة، حديثنا اليومَ عن صفةٍ جليلةٍ خصّ اللهُ بها عبادة الصوم، هي أبرزُ حقائقه، وركيزتُهُ الأساسيّة التي عليها يقوم، إنّها تربية النفسِ على انضباط الترك وفقه العمل لله-جلَّ وعلاَ-.
العبادات نوعان: فعلية: وهي فعل ما أمر الله-سبحانه-به، أو تركية: وهي ترك ما نهى الله-سبحانه-عنه.
فالطهارة والوضوء عبادة فعلية: فيها غَسلٌ واستنشاقٌ ومسحٌ وكلها أفعالٌ تراها وتشاهدها[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَين].
والصلاة كذلك عبادة فعلية: فيها إحرامٌ و قراءةٌ وخفضٌ و رفعٌ و تسليم وهذه كلها أفعالٌ تراها وتشاهدها[الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم*وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين].
والحج كذلك عبادة فعلية: فيه بذلٌ وعطاء، ومشاقٌّ وأداء، وإحرام وطواف ورمي وغيرها مما تراه وتشاهده.
والزكاة كذلك عبادة فعلية: فيها نقل ودفع وإخراج، والجهاد و قراءة القرآن وغيرها من العبادات عبادات فعلية تراها وتشاهدها، إلا الصوم-أحبتي الكرام-فإنَّهُ مدرسةٌ تعبُّديّةٌ خاصّة، عبادة تركية لا تراها ولا تشاهدها، فهو ترك لوجه الله الكريم-جلّ وعلاَ-! وهذا من أبرزِ مزاياهُ و مقاصدِه.
نعم؛ الصومُ مدرسةٌ تعبدية تنطلقُ بالعبدِ من الهلال إلى الهلال، من بُزُوغ الفجر إلى غروب الشمسِ، يترك فيها المؤمنُ ما أحلّ الله له، لوجه الله وحده لا شريكَ له.
وقد ثبتَ عن النبيّ-صلى الله عليه وآله وسلم-ما يدلُّ على هذه المزِيّة:
ففي المتفق عليه عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال : قَال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-: "كلُ عملِ ابنِ آدمَ يضاعفُ؛ الحسنةُ بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، قال الله-تعالى-إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوتَه وطعامَه من أجلي، للصائم فرحتان؛ فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم".
فانظُر كيف شرف الله الصوم فنسبه له فقال: "فإنه لي" مع أنّ كلّ العبادات لله-سبحانه وتعالى-!.
ثمّ انظُر كيفَ أنّ أجره عظيم لا يعلمه إلا الله-عز وجل-ولا يُقدّر بعدد معين من الحسنات، وانظُر كيف وصفه النبيُّ-صلى الله عليه وآله وسلم-بأنّهُ عبادة تركية خالصة لأجل الله-جلّ وعلاَ-!، وانظُر كيفَ يترُكُ صاحبُهُ الرفثَ و المقاتلة و السبَّ والصَّخب لأنَّهُ امرؤٌ صائم!، جميعُ هذه المعاني شرّفَ اللهُ بها عبادة الصيام؛ لأنَّها عبادة ترك خفيّ لا تراه ولا تشاهده، وهي تُربّي المؤمن على أنّه يستطيع أن يدعَ لوجه الله ويتركَ إن توافرت الإرادة الخالصة لديه، وهذا هو المقصودُ الأعظم!.
أيها الإخوةُ في الله: العبدُ يضرُّهُ الاستِرسالُ فيما اعتاد واشتهى، فأحدَ عشر شهرًا، كلها انطلاقٌ في المباحات، وإمعانٌ فيها، واسترسالٌ مع دواعيها، فيجيء رمضانُ فيفطِمُ الجوارحِ عن لذائذها، بأمرِ الله ابتغاءَ رضوانه، يدعها لوجه الله وحده، لا عادةً ولا خوفًا من أحدٍ، وهاهنا يبرزُ دورُ الإيمان و التقوى، و يظهرُ أثرُ التربيةِ و التهذيب، فإذا بتلكَ الأنفسِ التقيّة الزكيّة تعتادُ التركَ لوجه الله-تعالى-للمباحاتِ، ويصيرُ لها بموجبِ ذلك استعدادٌ وتجهُّز، فما بالك أخي بتركِ المناهي و المحرّمات!.
أيها الكرام: إذا استقرّ في الأذهانِ أنّ الصومَ يفطمُ العبدَ عن الاسترسالِ في المباحِ لوجه الله-جلّ وعلاَ -، فهل بالله يصلح أن يسترسلَ العبدُ في المكروهاتِ والمناهي والمحرّمات وهو صائم؟!.
إنّ شهرًا ينظِّمُ الأنفس فيما أذنَ اللهُ لها وأباح، لحريٌّ أن يَصُدّها عمَّا نهى اللهُ وحرّم، فإذا خالفتَ هذا المعنى فليس لله حاجةٌ في أن تترك طعامك وشرابك!، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قَال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدعَ(يتركَ)طعامه وشرابه" رواه البخاري-رحمه الله تعالى-.
ووردَ في لفظٍ للطبراني-رحمه الله تعالى-من حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال : قال رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم يدعِ(يتركِ)الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدعَ(يتركَ)طعامه وشرابه". حسنه الألباني-رحمه الله تعالى-في صحيح الترغيب والترهيب.
أجَل-أيها الأخ المبارك-: إذا لم يحمِلكَ صومُكَ على تركِ الخنا والكذبِ و قولِ الزورِ والعملِ الزورِ-وهي محرّماتٌ بيقين؛ فكيف تطاوعكَ نفسُك على تركِ حلالٍ، والانغماس في محرّم وتدّعي أنّك صائمٌ لوجه الله جلّ وعلاَ؟.
إنّ الصومَ-عند من شرح الله صدره للإيمان-مدرسةٌ تعلّمُ الانضباط، وتُنمّي الإخلاص في شهرٍ وجوبًا وإلزامًا، و إرشادًا وتزكيةً في بقيّة أشهُر العام، تلك هي معانى الصوم وحقيقتُه!.
هذا وأستغفر الله لي ولكم...
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
فَاتَّقُوا اللهَ-عبادَ اللهِ-وَأَطِيعُوهُ، وَأَكْثِرُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ فَإِنَّهَا رَاحَتُكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَذُخْرُكُمْ فِي الآخِرَةِ، وَطَرِيقُكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: لا يَسْتَوِي المُسْلِمُ وَالْكَافِرُ، وَلا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، ولا يَسْتَوِي عَمَلُ الصَّالِحَاتِ وَاجْتِرَاحُ السَّيِّئَاتِ، لا يَسْتَوُونَ عندَ اللهِ ولا عندَ عبادِهِ الكرام!
فَكَمْ مِنْ أَخَوَيْنِ جَمَعَتهُمَا رَحِمٌ واحِدةٌ، أَوْ صَدِيقَيْنِ طالَت بينَهُما عِشْرَةٌ وَمَوَدَّةٌ، أَوْ زَمِيلَينِ جَمَعَهُما مَكانُ عَمَلٍ واحِدٍ، أَحَدُهُمَا فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَالثَّانِي فِي أَسْفَلِ سَافِلِينَ؟ فما الذي فرَّقَ بينَ الفَرِيقَينِ؟ وباعَدَ بينَهما بُعدَ المَشرِقَينِ؟
إنَّهُ الإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، ألم يَقُلِ الرَّبُ-سبحانه-وهو أصدقُ القائِلينَ: [أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ]، [وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلا مَّا تَتَذَكَّرُونَ].
إخواني الأعزاء: وَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَكْتُوبٌ مُسَطَّرٌ مَهْمَا صَغُرَ، حَتَّى الصَّدَقَةُ بِشِقِّ التَّمْرَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى وَخْزِ الشَّوْكَةِ...بل والتَّبَسُّمُ الذي لا يُكَلِّفُ صاحِبَهُ شَيْئًا يَكُونُ لهُ بهِ صَدَقَةٌ.
وَكُلُّ تَعَبٍ يُصِيبُ الْعَبْدَ فِي عَمَلٍ صَالِحٍ فَلَهُ أَجْرُهُ وأَجْرُ تَعَبِهِ، يَسِيرًا كَانَ أو شاقًّا عَظِيمًا، يقَول-سبحانه-: [مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ*وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ].
قالَ الشَّيخُ السَّعديُّ-رحمه الله-: "في الآياتِ أَشَدُّ تَرغِيبٍ وَتَشوِيق لِعمَلِ الصَّالِحاتِ، واحتسِاَبِ مَا يُصِيبُهم عليهِ، لِرِفعَةِ الدَّرَجَاتِ، فإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الذين أَحسَنُوا في مُبَادَراتِهم إلى أَمْرِ اللهِ، وَقِيامِهم بِما عَليهم مِن حَقِّه وَحَقِّ خَلقِهِ، إذا أَخلَصُوا فيها للِّه، وَنَصَحوا فيها".
وَنَحْنُ الآنَ نكادُ ندخل رَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ عَظِيمٌ وَمَوْسِمٌ كَبِيرٌ؛ وَلِلْقُلُوبِ إِدْبَارٌ وَإِقْبَالٌ، فَلنسْتَثْمَر إِقْبَالَهَا، ولنُضَاعِف من أَعْمَالِها، ولنُنَوِّع فيها لِيبقى نَشَاطُها؛ فمن صيامٍ إلى صلاةٍ إلى تِلاوة، ومن صَدَقة إلى إطعام، ومن بِرٍّ إلى تَلَمُّسٍ حاجة فقيرٍ ومُعوِزٍ، وأرملةٍ ومُعلَّقةٍ ومُطلَّقة، فَللجنَّةِ-بحمدِ اللهِ-ثمانِيةُ أبوابٍ فَلَعلَّكَ تُنادى من أحدِها أو كلِّها، وفضل الله واسع.
في الصَّحيحينِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه-أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه و آله وسلم-قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ- شيئين-فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِي فِي الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".
وَحَذَارِ-عِبَادَ اللَّهِ-مِمَّا يُنْقِصُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ أَوْ يبطله؛ فَلِرَمَضانَ سُرَّاقٌ يَتَرَبَّصُونَ بالصَّائِمينَ من أهل اللهو والباطل، سواء كانوا أشخاصًا أو مؤسسات كبعض الفضائيات التي نسأل الله للقائمين عليها الهداية والتوبة والتوفيق لنشر الحق والخير.
وإذا عجبتَ لفعلهم، ولست عليهم بمسيطر، فأعجبُ منه من يُدخلُ هؤلاء السراق إلى بيته-أعني القنوات، ثم يشتكي وينتحب من شرهم وفسادهم.
أخي الكريم، أنت ملِك حر في بيتك، تسطيع أن تتحكم فيه وتضبطه بعون الله وتوفيقه-سبحانه-، فأخرج هذه القنوات السيئة من بيتك واستبدلها بقنوات إسلامية منضبطة، كالمجد في جهازها المدار-وأتكلم عن تجربِة-هذا الريسيفر فيه ما يقارب خمسين قناة منضبطة، ما بين قرآن وحديث، وطبيعة ووثائق، ومسابقة وترفيه، دون آلات موسيقية أو عناصر نسائية.
أعزائي. بعض الناس يستخسر أن يدفع ألفًا وخمسَ مئةٍ ريال في شراء جهاز المدار مع اشتراك لمدة سنة، ما يعادل أربعة إلى خمسة ريالات يوميًا، يُدخل به الخير في بيته وأسرته، فإذا فسدوا وانحرفوا بقنوات الباطل تمنى أنه دفع آلافًا لهدايتهم وإصلاحهم.
فاللهم أعنَّا جميعا على ذِكركَ وشُكركَ وحُسنَ عِبادَتِكَ.
واللَّهُمَّ سَلِّمْنَا إِلَى رَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلا.
المرفقات

حقيقة الصيام، وإصلاح البيوت بإدخال القنوات الطيبة وإخراج الخبيثة-29-8-1435هـ-مجموعة شيوخ-الملتقى.doc

حقيقة الصيام، وإصلاح البيوت بإدخال القنوات الطيبة وإخراج الخبيثة-29-8-1435هـ-مجموعة شيوخ-الملتقى.doc

المشاهدات 1236 | التعليقات 0