حقوق العمال والخدم – خطب مختارة

الفريق العلمي
1440/08/11 - 2019/04/16 13:03PM

لقد هانت الأخلاق عند كثيرين بعد هوان التقوى في حياتهم، وأعماهم بريقُ المال عن إدراك خطر الظلم وبخس الناس حقوقهم. لقد تعامل كثير من الناس مع العمال وكأنهم آلات لا رحمة ولا شفقة ولا إحسان...

  

مقدمة:

الظلم ظلمات يوم القيامة، وما بالك بمن يسير في الظلمة في يوم يحتاج فيه الجميع إلى بصيص من نور يضيء له طريقه المليء بالعقبات والأشواك والنيران، لا يكاد يضيع فيه الإنسان قدمه إلا ويجد له ناهشًا يمزقها كل ممزق، ولا يدعها إلا وقد أكلتها الجحيم.

 

إن في بلادنا قطاعًا عريضًا من البشر لا يبالون من أي المال أكلوا أو أطعموا أبناءهم، أمن كد الفقير وتعبه، أم من حق العامل وسعيه، لا يبالون في أي أودية النار هلكوا، لذا تراهم يتطاولون على موظفيهم وكأنهم ملكوا الدنيا بلا حساب ولا عقاب، فيمنعون أصحاب الحقوق حقوقهم، ويحملونهم فوق طاقتهم، ويماطلون في أدار ما لهم من رواتب وأموال، حتى يضطر العامل إلى طرق باب السميع العليم الذي لا يغفل ولا ينام، فتلتهم صاحبَ العمل صواعقُ الدعاء وهو لا يدري.

 

حينما يتَمادى الظَّالم في ظُلْم الضَّعَفة من العُمَّال وغيرهم ممن لا يستطيعون أخْذَ حَقِّهم؛ لضعفهم أو لخوفهم من مَفْسدة أعظم من أخْذِ الحقِّ كالتَّسفير والطَّلاق، يَنسى هذا الظالم قُدْرة الله عليه، وأنَّ الله أقدر عليه من قدرته على هؤلاء الضَّعَفة، قال أبو مسعود البدري: كنتُ أضرب غلامًا لي بالسَّوط، فسَمِعتُ صوتًا من خلفي: "اعْلَم أبا مسعود" فلم أفهم الصَّوت من الغضب، قال: فلمَّا دنا مني إذا هو رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود"، قال: فألقيتُ السَّوط من يدي، فقال: "اعلم -أبا مسعود- أنَّ الله أقدر عليك مِنْك على هذا الغلام"، قال: فقلتُ لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا. فهل قال الظَّالم: لا أظلم أحدًا أبدًا بعد سماعي لهذا الحديث!!

 

لقد هانت الأخلاق عند كثيرين بعد هوان التقوى في حياتهم، وأعماهم بريقُ المال عن إدراك خطر الظلم وبخس الناس حقوقهم. لقد تعامل كثير من الناس مع العمال وكأنهم آلات لا رحمة ولا شفقة ولا إحسان، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين: "إخوانكم خوَلكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم".

 

فيا مَن تظلم العُمَّال وتستوفي العمل منهم وتَبْخَسهم حقَّهم، فتمنعهم الحقَّ كُلَّه أو بعضه، اعْلَم أنَّ خَصْمَك الله يوم القيامة، فخِبْتَ وخَسِرت، فبادر إلى التوبة، ورُدَّ المظالم وتحلَّلْ منهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا قال الله -تعالى-: "ثلاثةٌ أنا خَصْمُهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثم غَدر، ورجل باع حُرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يُعْطِه أجره".

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المختارة حول حقوق الخدم والعمال، نرصد فيها بعض مظاهر تضييع حقوق هذه الفئة الضعيفة، لاسيما في مجتمعاتنا التي يكثر فيها العمال من الأجانب الذين تضيع حقوقهم التي يأكلها بعض كبار القوم من الكفلاء أو الرؤساء في العمل، منوهين إلى عقوبة الظلم بصفة عامة، وأكل أموال الناس بالباطل على وجه الخصوص، واضعين بعضًا من التوجيهات والإرشادات في تكريم العمال والخدم.

 

 

الخطبة الأولى: حقوق العامل على رب العمل؛ للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/175677

 

الخطبة الثانية: ظلم العمال؛ للشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/177693

 

الخطبة الثالثة: ظلم العمال؛ للشيخ حمزة بن فايع الفتحي

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/177692

 

الخطبة الرابعة: من للعمال؛ للشيخ حمزة بن فايع الفتحي

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/177694

 

الخطبة الخامسة: الأجراء والخدم؛ للشيخ عبد الرحمن بن الصادق القايدي

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/177691

 

الخطبة السادسة: ظلم العمال؛ للشيخ ناصر بن مسفر الزهراني

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/174800

 

الخطبة السابعة: ظلم العمال؛ للشيخ سامي بن خالد الحمود

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/174576

 

الخطبة الثامنة: العمال ما لهم وما عليهم، الشيخ خالد القرعاوي

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/185732

 

الخطبة التاسعة: ظلم العمال، الشيخ مراد تارضا

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/179218

 

المشاهدات 517 | التعليقات 0