حفظ كيان الأسرة، مع الإشارة للتعميم 1442/3/6 هـ

د عبدالعزيز التويجري
1442/03/05 - 2020/10/22 14:08PM

المملكة العربية السعودية/ بريدة-حي الصباخ/ جامع إبراهيم الخليل -عليه السلام- 

الشيخ: عبدالعزيز بن حمود التويجري

الحمدُ لله أحاط بكل شيءٍ علماً، وجعل لكل شيءٍ قدراً ، ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، لَه الأسماءُ الحسنى والصِّفاتُ العليا، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه ومن اهتدى بهديهِ إلى يوم الدِّينِ.

يستبشر المؤمن حين تظهر السنة وتعلن الفضيلة، ويجتمع شمل الأسرة ..

تحية اجلال واكبار لفتية وشباب استجابوا لنداء رسلهم عليه الصلاة والسلام حين ناداهم باسمهم فقال ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فاليتزوج فإنه اغض للبصر وأحصن للفرج ..

وأخرى لفتيات عرفن طريق العفة والحشمة، وبناء المستقبل ببيت يرفل بالأنس والنماء، والسعادة و الصفاء، فامتثلن قول المعصوم عليه الصلاة والسلام «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ»

أتدرون ما الفساد الكبير؟ الفساد العريض أن تتحول الأسر المُلتمة، و البيوت المستقرة إلى تصدع وانهيار، وتفكك و انحسار، من أجل لعاعة من الدنيا متوهمة.. تعمُد المُستقِّرة ببيتها و بين أولادها و زوجها إلى ركل تلك النعمة و نسيان المعروف، مهرولة إلى سراب مزعوم.. يروجه إعلام خادع، و اسناب فاتن، و بهرجة حضارية مقيته، تنسى معه الزوجة والمرأة العشرة الحميمية، والعيشة الهنية، لتبحث عن حرية مستعبدة لأرباب البطون والجيوب

يجرون الذيول على المخازي   وقد ملئت من الغش الجيوب

فينشأ عنها تفرق الأسرة وتيتيم الأبناء وهم أحياء

       يا لطفل أضاعه والـــــــــداه       في طلاق لم يدركا عقباه

      لم يمت والده لكنه أمسى        يتيما يجتر طعم أســـــــــــــاه

      إن حنت أمه عليه فضمه        لديها فقد أضاع أبــــــــــــاه

      وإذا ما أبوه أمسكه لم يلق         أما ما مثلها يرعــــــــــــــاه

خداع باسم الحرية وهدم للقيم والفضيلة، من أجل كوب ونزهة برية .

و حين يفشوا مجارات الآخرين يُقتل العفاف وتوأدُ الفضيلة، و يهتك حجابِ السترِ والصيانة.. إنها سوءاتٌ وخبائث، شاعت يوم ظهر المخببين ممن تبرأ منهم الرسول الكريم ، فقال "ليس مِنَّا مَنْ خبَّب امرأةً على زوجها" أخرجه أبو داود.

إن الله سمى الزواج ميثاقا غليظا ، لا يحل نقضه من أجل عبودية لرغبات النفس ، أو استجابة لنداءات حاملات معاول هدم البيوت وتشتيت الأسر، والتمرد على القيم.

(أَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ لَمْ تَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ) أخرجه أهل السنن.

ماذا تغني روائح الزهور، وجمال كل منظور إذا حرمت من رائحة الجنة ..

«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ، لَا يَقْطَعُهَا» متفق عليه.

وفي المقابل " إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ " أخرجه أحمد

نداء للمسلمات: لا يخدعنك بارقٌ متلمعُ     إن البروق تكون في ظلمائها

حذار من خداعات سقطن في الوحل ، واستقن من ماء آسن ، خرجن من فضاء عبودية الله إلى مزبلة عبودية الغرب.. إنما معهن من جنة كمثل جنة الدجال يحسبها المفتون جنة وهي نار تلظى ..

     إذا رأيتِ نِيُوبَ اللَّيثِ بارزةً     فلا تظنِّي أنَّ اللَّيث يبتسمُ

يانساء المسلمين : أوحدة تعيشها المرأة تتقاذفها الدعايات، وعملة رخيصة في الكافيهات، تلخسها النظرات، ويتحرش بها ساقطي المروءات. خير أم حياة مع زوج وأبناء محشومه،وبيت مستوره ، وكرامة مصونة.  

أيُّ نهاية جميلة ، وعيشة هنية ، تكون لزوجة خرجت من بيتها ، وتبرت من زوجها ، وعافت ولدها وانخدعت ببريق جناح بعوضة وأصبح بيتها أجهزة التواصل من يحنو عليها إذا احدودب ظهرها ، وشاب رأسها وكثرت عللها، وذهب حينئذ نظارة وجهها ؟ ماذا تغني عنها الحسابات والدعايات ؟ نبئوني بعلمٍ إن كنتم صادقين ؟

إن المرأة لابد لها من زوج يعفها ، وقيمٌ يرعا شؤونها،وبيت يسترها وذرية تحميها، ولو أن المرأة تستغني بالمال عن الزوج لستغنت بنات الملوك عن الزواج .{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}أستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي رحيم ودود.

 

الخطبة الثانية ..

الحمدلله ولي الصالحين والصلاة والسلام على الرسول الكريم وآله وصحبه والتابعين . اما بعد ..

لابد للبيوت من حفظ ورعاية وصيانة .. تحفظ الأسر بالأوراد النبوية، والرعاية الصحية والتطعيمات الموسمية  ( كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ).

يامعشر الأولياء .. أمانة التربية وحفظ كيان الأسرة ولم شمل البيت ، أكبر دعائم صون الفضيلة.

التربية على الفضائل وتعظيم ميثاق الزوجية، أمر ضروري لحياة رضية وعيشة هنية .

إقناع البنات قبل الزواج بهذا الميثاق الغليظ، وترسيخ المنهج النبوي في الحياة الزوجية، وأن المال أو الحسب ليس هو بالضرورة مصدر السعادة أو الاستقرار . زوجالنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا فلم يسأله عن شهادته ولا منصبه ولا دخله الشهري ، قال له هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ قَالَ: لَا، قَالَ: «اذْهَبْ فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»، فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ شَيْئًا) فقال له قائد البشرية والعالم بمصالح الأمة «مَاذَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ؟» فَقَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَكَذَا ،، قَالَ: اذهب «فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ». متفق عليه .وقد بوب عليه البخاري فقال ( باب تزويج المعسر ).

وباليسير والقناعة ، يحصل الإعفاف والصون والكرامه.

كما يحسن تعليم البنت بالتقدير القرآني للنفقة (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) وعدم تكليف الزوج أو تحميل الأسرة بكاهل الديون (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا) وأن الصبر في بعض ضروفالحياة يعقبه فرج (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) وتذكيرها بأن من تستعجل رزقها، وتكفر بنعمة ربها ، وتنكر الجميلوتكفر بالعشير ، مع الأيام تذوق وَبَالَ أَمْرِهَا وَيكَونَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا .

وأول وصيةٍ وآخر وصيةٍ من ربنا .. هي التقوى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا *رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ).

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد.

 

 

 

المشاهدات 1318 | التعليقات 0