حِفظ الضَّرُورِيَّاتِ الخَمس - ضَرُورة تَعَلَّمَ مَهَارَاتِ الإِسْعَافَاتِ الأَوَّلِيَّةِ

محمد البدر
1444/02/19 - 2022/09/15 01:29AM

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ ﴾.جَاءَ الإِسلامُ بِضَّرُورِيَّاتِ خَمسٍ، الدِّينُ وَالنَّفسُ وَالمَالُ وَالعِرضُ وَالعَقلُ ، فَأَوجَبَ حِفظَهَا وَحَمَى حِمَاهَا، وَحَدَّ الحُدُودَ وَشَرَعَ التَّعزِيرَاتِ لِلحَيلُولَةِ دُونَ النَّيلِ مِنهَا،فَالإِنسَانُ مَخلُوقٌ لِعِبَادَةِ رَبِّهِ وَخَالِقِهِ، وَهُوَ عَائِدٌ إِلى مَولاهُ فَمُحَاسِبُهُ، قَالَﷺ«مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقتُلُوهُ »رَوَاهُ البُخَارِيُّ.فمن الضَّرُورِيَّاتِ حفظ النَّفسُ قَالَ تَعَالَى:﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.وَقَوْلِهِ تَعَالَى:﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾.وَقَوْلِهِ تَعَالَى:﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.وَقَالَﷺ:«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقاتِ قَالُوا:يا رَسُولَ اللهِ وَما هُنَّ قَالَ:الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِناتِ الْغافِلاتِ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وَعَنْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِﷺقَالَ،وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ:«بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ-فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وَقَالَﷺ:«مَن حَمَلَ عَلَينَا السِّلاحَ فَلَيسَ مِنَّا »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

عِبَادَ اللَّهِ:يُعَدّ حِفظ النَّفسِ ثانيَ الضَّرُورِيَّاتِ الخَمسِ ، وبالحفاظ عليه تتحقّق للنفس الحياة الإنسانية، والكرامة، والعزّة، والسلامة من أيّ أذى، وَحِفظ النفس يكون بعدّة طُرقٍ، وصورٍ، منها ما يتعلّق بجانب العادات، والمعاملات؛ فالعادات التي اعتادها الأفراد من سلوكيّاتٍ، كالأكل، والشرب، وما يلبّي حاجة النفس الإنسانية ويلزمه للبقاء على قيد الحياة، فينال العبد الأجر والثواب عليها إن قصد بها امتثال أمر الله،وَ يترتّب الإثم إن تسبّب في هلاك نفسه بترك ما يحفظ حياته، أمّا المعاملات فقد وُضِعت العديد من الأحكام والتشريعات التي تُنظّم علاقات الناس فيما بينهم، كما شُرِعت العديد من التشريعات التي تحفظ النفس الإنسانيّة بعدم أداء الفعل، مثل:تحريم الانتحار،ومثل العمليات الإستشهادية والتي فيها قتل النفس محقق لا محالة ولا يحقق أي هدف بل نتيجته كما يعلم الجميع الفوضى والهلع والخوف وإنعدام الأمن وتدمير المنشآت وقتل الأبرياء ،كذلك النهي عن تعريض النفس للهلاك، وتحريم قتل النفس دون أيّ حقٍّ،كذلك نهى الله تعالى عن إهلاك النفس وإقحامها فيما يُعرّضها للخطر والتلف بلا حاجة،قَالَ تَعَالَى:﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8)بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَنْ أَحْيَا​​هَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾.وَقَالَﷺ:«لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ»رَوَاهُ مُسلِمٌ.فالشريعة الإسلامية أوجبت التعاون بين المسلمين، ولذلك يجب على المسلم أن يفعل كل ما فيه إنقاذ للنفس البشرية أو دفع الأذى عنها، فمن رأى إنساناً متعرضاً للأذى فعليه أن يعمل كل ما في طاقته لمنع الأذى عنه، ويدخل في ذلك دفع الأذى عن المصاب في حادث السير بإنقاذه.

عِبَادَ اللَّهِ:في أي لحظة يمكن أن يتعرض الإنسان لحادث أو إصابة أو جرح أوللدغات العقارب والثعابين وغيرها من حالات الطوارئ، لذلك يمكن تقديم المساعدة له من قبل شخص مؤهل لذلك،والهدف من تقديم الإسعافات الأولية هو الحفاظ على النفس من الهلاك وإنقاذ الأرواح، ومنع حدوث المزيد من الضرر والمضاعفات والحفاظ على استقرار حالة المصاب قبل وصول المختصين ، وقد تساعد بإذن الله في منع تدهور حالة المصاب وتحافظ على حياته، ويمكن أن تساعد في شفاء المصاب، ومن الضّروري أن يلتزم المسعف بالتصرف بحدود وحسب المعلومات التي يمتلكها حتى لا يتسبب بمضاعفة الخطر على المصاب ويزيد حالته سوءًا،وقد أفتى العلماء بجواز قطع الصلاة لإسعاف من يلزم قال الشيخ ابن باز رحمه الله:قطع الصلاة لمصلحة مهمة ، أو لدرء خطر مثل إنقاذ حريق ، أو إنقاذ غريق ، أو دفع صائل أو ما أشبه ذلك:كل هذا لا بأس به " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " لابن باز (9/ 303). فمن الضروري تَعَلَّمَ مَهَارَاتِ الإِسْعَافَاتِ الأَوَّلِيَّةِ واتقانها ومعرفة كافة المعلومات التي تساعد في ذلك ومن الضروري أن يوجد صندق او صيدلية للإسعافات الأولية في كل بيت وفي كل متجر حتى في المساجد لسرعة عمل اللازم في الحالات الطارئة والله يحفظ الجميع ،ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين،واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

 

المرفقات

1663194216_حِفظ الضَّرُورِيَّاتِ الخَمس - ضَرُورة تَعَلَّمَ مَهَارَاتِ الإِسْعَافَاتِ الأَوَّلِيَّةِ.pdf

المشاهدات 1411 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا