حطبة عيد الفطر 1446

تركي المطيري
1446/09/22 - 2025/03/22 22:05PM

الخطبة الأولى

الحمدُ للهِ الذي سهَّلَ للعبادِ طريقَ العبادةِ ويسر،  ووفاهُم أجورَ أعمالِهِم من خزائنِ جودِهِ التي لا تُحصَر، وجعلَ لهم يومَ عيدٍ يعودُ عليهم في كل سنةٍ ويتكررْ، وأشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له الملك العظيم الأكبر، الذي جعل لكل شيءٍ وقتًا وأجلًا وقدَّرْ، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُهُ ورَسُولُهُ نبيٌ ما طلعت الشمسُ على أجملَ منه وجهًا ولا أنور، اللهم صل وسلم على عبدِكَ وخليلِكَ محمَّدٍ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الذين أذهبَ اللهُ عنهم الرجسَ وطهَّرْ.

اللهُ أكبر اللهُ أكبر اللهُ أكبر اللهُ أكبر اللهُ أكبر اللهُ أكبر اللهُ أكبر اللهُ أكبر اللهُ أكبر

الله أكبر كلما هَلَّ هِلالٌ وأبدرْ الله أكبر كلما صامَ صائمٌ وأفطرْ الله أكبر كلما تراكمَ سحابٌ وأمطرْ الله أكبر كلما نبتَ نباتٌ وأزهرْ الله أكبر كلما أورقَ عودٌ وأثمرْ اللهُ أكبر كلما لاح صباح عيد وأسفر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى واعلَمُّوا أَنَّ يومَكُم هذا يَوْمُ الْبُشْرَيَاتِ، يَوْمُ الْأُعْطِيَاتِ، وَمَوْسِمُ الْمَكْرُمَاتِ؛ فَحُقَّ لَكُمْ فِيهِ أَنْ تَفْرَحُوا، وَلَكُمْ فِيهِ أَنْ تَسْتَبْشِرُوا؛ قَالَ ﷺ :"لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ".فَلْتَفْرَحُوا وَلْتَطِيبُوا نَفْسًا وَلْتَهْنَؤُوا قَلْبًا؛ أَوَلَيْسَ قَدْ أَدْرَكْتُمْ شَهْرَ النَّفَحَاتِ وَالْعَطَايَا وَالْهِبَاتِ، وَأَكْمَلْتُمْ عِدَّةَ صِيَامِهِ، وَأَدْرَكْتُمْ فَضْلَ قِيَامِهِ، وَتَلَوْتُمْ آيَاتِ كِتَابِهِ، وَاغْتَنَمْتُمْ سَاعَاتِ نَهَارِهِ وَلَيَالِيهِ فِي مَرْضَاتِهِ؛ ثُمَّ أَنْتُمُ الْيَوْمَ تَفْرَحُونَ بِفِطْرِكُمْ؛ وَفِي الْقِيَامَةِ تَفْرَحُونَ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ، وَتَرَوْنَ حَصَادَ طَاعَتِكُمْ وَصَبْرِكُمْ؛ وَتُجْزَوْنَ مِنْ جِنْسِ مَا عَمِلْتُمْ، وَهُنَاكَ يَخْتَصُّ اللَّهُ الصَّائِمِينَ بِالرَّيَّانِ؛ قَالَ ﷺ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخَلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ). وقَالَ مُجَاهِدٌ –رَحِمَهُ اللهُ- فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ إِنَّ الأَيَّامَ الْخَالِيَةَ هِيَ أَيَّامُ الصِّيَامِ، أَيْ: كُلُوا وَاشْرَبُوا بَدَلَ مَا أَمْسَكْتُمْ عَنِ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ لِوَجْهِ اللهِ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

 عِبَادَ اللهِ: أَخْلِصُوا الْدِّينَ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾. وَاجْتَنِبُوا الْغِشَّ فِي الْمُوَازِيْنِ،﴿وَلَا تَبْخَسُوا الْنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾. وأَدُّوا الزَّكَاةَ التي افترضَها اللهُ عليكم في أموالكمْ طيبةً بها نفوسكمْ فقد أعطاكُمُ الكثيرَ و أرضىْ وطلب منكم اليسيرَ قرضَاْ وصوموا شهرَ رمضانَ وحجوا بيتَ اللهِ الحرامْ فإنهما من أركانِ الإسلامْ وعليكم بِبرِ الوالدين وصلة الارحامْ والإحسانِ الى الفقراءِ والايتامْ والصَّبرِ عند فجائِعِ الليالي والأيامْ وَمُرُوا بالمعروفِ وانهُوا عن المنكرِ فإنهنَّ من واجباتِ الإسلامْ وما قامَ دينٌ إلا بذلك ولا استقامْ وإياكم وقتلَ النَّفسِ الحرامْ فإنه من عظائِمِ الإجرامْ قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ وقال ﷺ: (لزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل رجل مسلم) وقال ﷺ :( لو أنَّ أَهلَ السَّماءِ وأَهلَ الأرضِ اشترَكوا في دمِ مؤمنٍ لأَكبَّهمُ اللَّهُ في النَّارِ) وإياكُم والربا فإن ربحه خَسَارٌ وعاقبته محقٌ ونارْ قال الله تعالى:﴿يمحق الله الربا ويربي الصدقات﴾ وقال ﷺ: ( الربا ثلاثةٌ وسبعونَ بابًا، وأيسرُها مثلُ أنْ ينكِحَ الرجلُ أمَّهُ) وإياكم وقذف المحصناتِ الغافلات المؤمنات وإنَّ اللهَ حَرَّمَهُ في محكمِ الآياتْ فإنه من السبعِ الموبقاتْ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ وإياكم والزنا ﴿فإنه كان فاحشة وساء سبيلًا﴾ وإياكم والغيبةَ والنميمةَ والإفكَ وقولَ الزورْ فإن اللهَ حرَّمَ جميعَ ذلك في كتابِهِ المسطورْ وإياكم وأكلَ أموالِ اليتامى المستضعفين والتعرض لأوقاف المسلمين فإنه ما اختلط واحدٌ منهما بمالِ غنيٍ إلا افقرهْ ولا دخل بيتًا عامرًا إلا دمرهْ.  وَوَقِّروا اليمين باللهِ في خصوماتِكُم قال ﷺ: (من اقتطع مالَ امرئٍ مسلمِ بيمينه لقيَ اللهَ وهو عليه غضبان، قالوا: يارسولَ اللهِ وإن كان شيئًا يسيرًا،  قال: وإن كان قضيبًا من أراك) وإذا تداينتُم فليُحسِنِ المطلوبُ القضا والطالبُ الاقتضا ففي الحديث: (رحمَ اللهُ امرأ سمحًا إذا باع سمحًا إذا اشترى سمحًا إذا قضى سمحًا إذا اقتضى).

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

عباد الله: تذكروا بهذا الاجتماعِ ما أمامكم من الاهوال والافزاعْ واحذروا الفضائحَ يوم الحسابْ والقبائحَ المحرمةَ بنص السنة والكتابْ وتفكروا فيمن صلى معكم في هذا المكانِ من الزمانِ الفانْ من الآباء والابناء والأحبة والاخوانْ كيف اخترمهم هادمُ اللذاتِ وفرَّقهم مفرقُ الجماعاتْ فأصبحوا مرتهنين بأعمالهم في تلك الحفر المظلمات لا يستطيعون نقصًا من السيئاتِ ولا زيادةً في الحسناتْ فحذارِ حذارِ فإنكم إلى ما صاروا إليه صائرونْ وعلى ما قدمتم من الاعمال قادمونْ وعلى ما فرطتُم في زمنِ الإمهال نادمونْ.

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ۝ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ۝ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.


 

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْعِزَّةِ وَالْكِبْرِيَاءِ ، الْمُسْتَحِقِّ لِلْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ ، لَهُ الشُّكْرُ عَلَى وَافِرِ النِّعَمِ وَجَزِيلِ الْعَطَاءِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ كَيْفَ يَشَاءُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَسَيِّدُ الْحُنَفَاءِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الشُّرَفَاءِ ، وَصَحَابَتِهِ الْأَتْقِيَاءِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَا دَامَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ .

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

عِبَادَ اللهِ إِنَّ أَعْيَادُ المُسْلِمِيْنَ دِيْنٌ وَعِبَادَةٌ، وَذِكْرٌ وَتَكْبِيرٌ، وَصَلَاةٌ وَصِلَةٌ، وَلَيْسَتْ مَوْسِمًا لِانْتِهَاكِ المُحَرَّمَات، وَتَدْمِيرِ الحَسَنَات! قالَ ابْنُ رَجَب: (فَأَمَّا مُقَابَلَةُ نِعْمَةِ التَّوْفِيْقِ لِصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، بِارْتِكَابِ المَعَاصِي بَعْدَهُ؛ فَهُوَ مِنْ فِعْلِ مَنْ بَدَّلَ نِعْمَةَ اللهِ كُفْرًا!).

فَلا تُوَدِّعُوا رَمَضَانَ، بَلْ اصْطَحِبُوهُ مَعَكُمْ إلى بَاقِي العَامِ! فَالصَّوْمُ لا يَنْتَهِي، والقُرْآنُ لا يُهْجَر، وَالمَسْجِدُ لا يُتْرَك! ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. مَنْ عَمِلَ بِرَمَضَانَ صِيَاماً وَقِيَاماً، وَعَنِ الذَّنْبِ بُعْدًا وَفِرَارًا، فَلَا يُضَيِّعْ مَا سَبَقَ بِتَرْكِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الصَّالِحَاتِ بَعْدَ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ قَبُولِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ: أَنْ يُوَفَّقَ الْمَرْءُ بَعْدَهُ إِلَى عَمَلٍ صَالِحٍ يَدُومُ عَلَيْهِ، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ» ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ يَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبَادَةِ فِي زَمَنِ الْمَوَاسِمِ، ثُمَّ يَتْرُكُونَ ذَلِكَ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا﴾ فَهَذَا مَثَلٌ لِمَنْ نَقَضَ عَهْدَهُ بَعْدَ تَوْكِيدِهِ، وَأَسَاءَ فِي صُنْعِهِ بَعْدَ إِحْسَانِهِ وَتَجْوِيدِهِ.     وَإنَّ مِنْ علاماتِ قبولِ الحسنةِ: فعلُ الحسنةِ بعدَها وَمِنَ الحَسَنَاتِ الَّتِي تُفْعَلُ بَعْدَ رَمَضَان؛ صِيَامُ سِتٍّ مِنْ شَوَّال؛ قَالَ ﷺ: (مَنْ صَامَ رَمَضَان، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال؛ كانَ كِصَيامِ الدَّهْرِ). وَصِيَامُ السِتِّ بَعْدَ رَمَضَان؛ كَصَلَاةِ النَّافِلَةِ بَعْدَ الفَرِيْضَةِ، فَهِيَ تَجْبُرُ مَا حَصَلَ في رَمَضَانَ مِنْ خَلَلٍ وَنَقْصٍ؛ فَإِنَّ الفَرَائِضَ تُكَمَّلُ بِالنَّوَافِلِ يَوْمَ القِيَامَةِ!

اللهُ أَكْبَرُ  اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

عِبَادَ اللهِ أَلاَ وَإِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ: فَالْعِشْرَةُ بِالْمَعْرُوفِ، وَرِعَايَةُ الْأَوْلَادِ، وَأَنْ تَقَرَّ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَلَا تَخْرُجَ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَأَنْ لَا تُفْشِي لَهُ سِرًّا، وَلَا تَعْصِي لَهُ أَمْرًا، وَلَا تَصُومَ تَطَوُّعًا وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ لِمَنْ يَكْرَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، قَالَ ﷺ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ ﷺ: «الْمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. فَيا نساءَ المسلمينَ: أَكْثِرْنَ الصَّدَقَةَ تَقِيكُنَّ النَّارَ بَإِذْنِ اللهِ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ"، فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ".

وَأَمَّا حَقُّ نِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ: فَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ بِمَا وَسَّعَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنْ مَالٍ، وَأَرْشِدُوْهُنَّ إِلَى الْحِشْمَةِ والْفَضِيْلَةِ وَصَالَحِ الْأَعْمَالِ، وَجَنِّبُوهُنَّ التَّبَرُّجَ وَإِظْهَارَ الْزِّيْنَةِ وسُوْءَ العَاقِبَةِ فِي ذَلِكَ وَالمَآلِ، واحْفَظُوا فِيْهِنَّ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَيْثُ قَالَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصِّيَامَ وَالْقِيَامَ وَارْزُقْنَا حُسْنَ التَّمَامِ وَالْخِتَامِ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ زَلَّاتِنَا، وَأَقِلْ عَثَرَاتِنَا، وَاسْتُرْ عُيُوبَنَا، وَأَصْلِحْ ذُرِّيَّاتِنَا وَزَوْجَاتِنَا، وَاشْفِ أَمْرَاضَنَا وَارْحَمْ أَمْوَاتَنَا. اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِيمَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاةَ أُمُوْرِنَا وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ وِلايَةَ المسْلِمِينَ فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمَينَ. اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

 

المرفقات

1742670276_عيد الفطر 1446.docx

1742670310_عيد الفطر 1446.pdf

المشاهدات 999 | التعليقات 0