حصون الأمان من الوقوع في الإدمان

الشيخ السيد مراد سلامة
1440/07/04 - 2019/03/11 09:04AM

Smiley face

بسم الله الرحمن الرحيم

حصون الأمان من الوقوع في الإدمان
للشيخ السيد مراد سلامة

المقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلا له، ومن يضلل فلا هادى له، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون} (1) {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}(2) وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما *}(3)

أما بعد:

فإنًّ أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد - e - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

وبــــــــــعد

أمة الإسلام: حديثنا في ذلك اليوم الأغر مس عن قضية من أخطر القضايا التي تؤرق أمن البلاد والعباد، والتي تفسد الأخلاق والسلوك، والتي تهدم الأسر والبيوت وتغرقها في مستنقع الرزيلة والانحلال

إنها قضية تصدى لها الإسلام بكل حسم إنها قضية الإدمان

فما هي حصون الأمان التي تعصم وتحمي الفرد والأسرة والمجتمع من هوته ومن نار لهيبه؟

أعيروني القلوب والأسماع حتى نحمي أنفسا وأبناءنا وبناتنا من ذلك الخطر ومن ذلكم الشر المستطير والبلاء المبين

الحصن الأول: الإحساس بعظم المسؤولية

اعلم علمني الله و إياك : أن المسؤولية عظيمة تشمل جمع طوائف الأمة كما أخبر بذلك النبي – صلى الله عليه وسلم-  عن سالم عن أبيه قال سمعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية ٌ وهي مسؤولة ٌ عن رعيتها والخادم في مال سيده راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته قال فسمعت هؤلاء من النبي {صلى الله عليه وسلم} وأحسب النبي {صلى الله عليه وسلم} قال والرجل في مال أبيه راعٍ ومسؤول عن رعيته فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته(4)  وأخرجاه

فالآباء و الأمهات عليهم مسؤولية كبيرة تجاه أبنائهم فأنت أيها الوالد مطالب أن تقي نفسك و زوجتك و أبنائك نار حر ها شديد و قعرها بعيد و مقامعها من حديد يقول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ...) (5) (التحريم)

عن علي –رضي الله عنه-أنه قال في الآية: علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم، والمراد بالأهل على ما قيل: ما يشمل الزوجة والولد والعبد والأمة.(6)

واستدل بها على أنه يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض وتعليمه لهؤلاء، وأدخل بعضهم الأولاد في الأنفس لأن الولد بعض من أبيه، وفي الحديث "{ رحم الله رجلاً قال: يا أهلاه صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعكم معه في الجنة " (7)

وقيل: إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من جهل أهله.(8)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: { قوا أنفسكم وأهليكم ناراً } قال : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار(9)

فأنتم أيها الآباء صناع مجد وحضارة متى قمتم بواجبك نحو أبنائكم فهم أمانة في أعناقكم فالحذر الحذر أن تضيعوا تلك الأمانة وتتركوهم للمخدرات والمسكرات فيكونون أداة هدم وفساد 

قال الضحاك ومقاتل: حق على المسلم أن يعلم أهله، من قرابته وإمائه وعبيده، ما فرض الله عليهم، وما نهاهم الله عنه.(10)

قال الفقهاء: وهكذا في الصوم؛ ليكون ذلك تمرينًا له على العبادة، لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعصية وترك المنكر، والله الموفق.)

* والحكام والمسؤولون في الدولة مسؤولون أمام الله تعالى عما وضعه في أعناقهم من أمانة

وليعلموا أنهم موقوفون أمام الله تعالى فسائلهم عن رعيتهم احفظوا أم ضيعوا

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أم ضيع ) (11)

والعلماء والدعاة مسؤولون عن محاربة الفساد وانتشار المخدرات والمسكرات

 ذكر الباجي موقفًا من مواقف ابن عبد السلام رحمه الله، فقال: (طلع شيخنا عز الدين مرة إلى السلطان في يوم عيد إلى القلعة، فشاهد العساكر مصطفين بين يديه ومجلس المملكة، وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة، وقد خرج على قومه في زينته على عادة سلاطين الديار المصرية، وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان، فالتفت الشيخ إلى السلطان، وناداه: يا أيوب ما حجتك عند الله إذا قال لك ألم أبوئ لك ملك مصر ثم تبيح الخمور؟ فقال: هل جرى هذا؟ فقال: نعم الحانة الفلانية يباع فيها الخمور، وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة، يناديه كذلك بأعلى صوته والعساكر واقفون، فقال: يا سيدي هذا أنا ما عملته، هذا من زمان أبي، فقال: أنت من الذين يقولون إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ [الزخرف: 22]، فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة.

يقول الباجي: سألت الشيخ لما جاء من عند السلطان وقد شاع هذا الخبر: يا سيدي كيف الحال؟ فقال يا بني رأيته في تلك العظمة، فأردت أن أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه، فقلت: يا سيدي أما خفته؟ فقال: والله يا بني استحضرت هيبة الله تعالى، فصار السلطان قدامي كالقط).(12)

الحصن الثاني: المسؤولية العقيدة

و مما يقي الأبناء من الانحراف و الانجراف نحو هوة الإدمان أن نغرس في نفوس الأبناء العقيدة الصحيحة التي تحرس صاحبها من الزلل فمتى تربى الفرد على الإحسان الذي هو أعلى دراجات الإيمان بالله تعالى فإن نفسه الأمارة بالسوء لا تضره لأنه يعي و يعلم أن الله تعالى أقرب إليه من حبل الوريد {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }(13)

عن أبي هريرة قال كان رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يوماً بارزاً للناس فأتاه رجلٌ فقال يا رسول الله .... وما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إلا تراه فإنه (14)

ولقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم – يركز على الجانب العقدي لأنه الجدار العاذل الذي يحمي المسلم من الوقوع في الفتن

قصة عبد الله بن حذافة -رضي الله عنه -.

وهيا لنعيش مع قصة شاب تربى في مدرسة النبوة على العقيدة الصحيحة وكيف عصمته من الوقوع في كبائر الذنوب

بعث عمر بن الخطاب-رضي الله عنه -جيشا لحرب الروم وكان من بينهم شاب من الصحابة هو عبد الله بن حذافة -رضي الله عنه -. وطال القتال بين المسلمين والروم وعجب قيصر من ثبات المؤمنين وجرأتهم على الموت. فأمر بأن يحضر بين يديه أسير من المسلمين. فجاءوا بعبدالله بن حذافة يجرونه والأغلال في يديه وفي قدميه فتحدث معه قيصر فأعجب بذكائه وفطنته. فقال له: تَنَصّر وأنا أطلقك من الأسر! (يدعوه إلى ترك الإسلام واعتناق النصرانية). قال عبد الله: لا، قال له: تنصّر وأعطيك نصف ملكي! فقال: لا، فقال قيصر: تنصّر وأعطيك نصف ملكي وأشركك في الحكم معي. فقال عبد الله -رضي الله عنه -: لا، والله لو أعطيتني ملكك وملك آباءك وملك العرب والعجم على أن أرجع عن ديني طرفة عين ما فعلت.

فغضب قيصر، وقال: إذاً أقتلك!. فقال: اقتلني. فأمر به فسحب وعلق على خشبة وأمر الرماة أن يرموا السهام حوله. وقيصر يعرض عليه النصرانية وهو يأبى وينتظر الموت. فلما رأى قيصر إصراره أمر بأن يمضوا به إلى الحبس وأن يمنعوا عنه الطعام والشراب. فمنوعهما عنه حتى كاد أن يموت من الظمأ ومن الجوع فأحضروا له خمرا ولحم خنزير. فلما رآهما عبد الله، قال: والله إني لأعلم أني لمضطر وإن ذلك يحل لي في ديني، ولكن لا أريد أن يشمت بي الكفار، فلم يقرب الطعام، فأخبر قيصر بذلك، فأمر له بطعام حسن، ثم أمر أن تدخل عليه امرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة.. فأدخلت عليه أجمل النساء، وجعلت تتعرض له وتتمايل أمامه، وتتغنج وهو معرض عنها، فلا يلتفت إليها.. فلما رأت ذلك خرجت وهي غاضبة، وقالت: لقد أدخلتموني على رجل لا أدري أهو بشر أو حجر. وهو والله لا يدري عني أأنا أنثى أم ذكر!!. فلما يأس منه قيصر أمر بقدر من نحاس ثم أغلى الزيت وأوقف عبد الله أمام القدر وأحضر أحد الأسرى المسلمين موثقا بالقيود والقوة في هذا الزيت ومات وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت وعبد الله ينظر إلى العظام فالتفت إليه قيصر وعرض عليه النصرانية فأبى. فاشتد غضب قيصر وأمر به أن يطرح في القدر فلما جروه وشعر بحرارة النار بكى!! ودمعت عيناه!! ففرح قيصر فقال له: تتنصر وأعطيك. وأمنحك. قال: لا، قال: ما الذي أبكاك!؟

فقال: أبكي والله لأنه ليس لي إلا نفس واحدة تلقى في هذا القدر. ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل الله مثل هذه الموتة. فقال له قيصر بعد أن يأس منه: قبل رأسي وأخلي عنك.

فقال عبد الله: وعن جميع أسرى المسلمين عندك.

فقال أجل. فقبل عبد الله رأسه ثم أطلق مع باقي الأسرى. فقدم بهم على عمر رضي الله عنه، فأُخبر عمر بذلك، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذافة، وأنا أبدأ، فقام عمر فقبّل رأسه.(15)

ولما كانت أهمية العلم في الصغر كذلك، فقد اهتم رسول الله –صلى الله عليه و سلم-بتعليم صغار الصحابة (رضي الله عنهم) أمور العقيدة، ومما يدل على ذلك ما ورد عن جندب بن عبد الله قال: ((كنا مع النبي –صلى الله عليه و سلم-ونحن فتيان حزاورة (16)، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً))(17)

قصة

عبد الله رأينا كيف عصم الإيمان عبد الله بن حذافة –رضي الله عنه-من الوقوع فيما حرم الله تعالى هيا لنرى كيف ان ضعف الإيمان يخرب البيوت ويدفع إلى الإدمان وإلى كبائر الذنوب

نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر يوم الثلاثاء العاشر من شهر رجب 1423هـ قصة رجل مدمن حللته المخدرات من دينه، ونكصته حتى تجرد من إنسانيته، تروي القصة زوجته المحطمة فتقول بعد أن كتبت بالدموع كلامًا طويلاً تسوقه من داخل إحدى المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان. تزوجته وكدت أطير من الفرحة وسط سعادة كبيرة غامرة، كان مشهودًا له بطيب القلب ودماثة الخلق والتمسك بالدين، وأنجبنا أطفالاً، ولكن دخل علينا داخل نغَّص علينا الحياة الهانئة فجعلها حياة عائمة، إنه داخل الشر الحشيش والمخدر، ووجدت حبوبًا تحت الفراش جعلت الشكوك تساورني، أصبح يخرج كثيرًا من البيت، ويوهمني أنه لأجل المصلحة بأعذار غير مقنعة، وذات يوم مرضت ابنتي الصغيرة فلم أجد بُدًا من الذهاب بها إلى المستشفى بنفسي، وعندما توقفت عند موظف الاستقبال لأخذ البيانات وتسجيل اسم ابنتي ظهرت علامات الدهشة على وجه الموظف، وبعد أن سألته قال لي: اسم والد ابنتك يشبه اسم مريض موجود لدينا في المستشفى فصممت أن أراه وفعلاً رأيته و يا ليتني ما رأيته، لم أتمالك نفسي فغبت عن الوعي والناس من حولي، لقد رأيت زوجي مدمن مخدرات ، ظللت مع ابنتي بعد أن نوَّمت في المستشفى، وبقية أولادي عند إحدى عماتهم، وكانت العمة تلاحظ أن زوجي يصر على أخذ إحدى البنات لتؤانسه في البيت، وتقطع الغربة التي هو فيها كما يقول، وتكرر أخذه لها وذات يوم أرسلت إخوتها لإحضارها من عند أبيها لأنه لم يرجعها إلى بيت العملة ليلتين متتاليتين، ولكن حدث ما يهز الوجدان، ويكسر الخاطر والجنان، حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد وجدوا أختهم في أحضان أبيهم يفعل بها الفاحشة – الله أكبر – أب يزني ببنته، إنها المصيبة يا إخوان، صدم الأطفال وانقلبت بعد ذلك حياتهم ولم يفيقوا إلا وهم في أحضان المخدرات مدمنين منحطين، أما أنا فقولوا علي السلام، وإن مت فدعواتكم لي بالرحمة والغفران، و يا ليتني أموت اليوم قبل الغد من هول المصيبة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

     الحصن الثالث: التنشئة على العبادة

ومما يقي الأنباء والأجيال من الوقوع في المحرمات وفي إدمان المخدرات الربط الذي ضيعه كثير من الآباء نحو أبنائهم ربط الولد بالطاعة والعبادة وأخص العبادات التي تحصن المرء الصلاة، فالصلاة من أبرز العبادات التي يحفظ الله سبحانه وتعالى بها عبده من أمور كثيرة، ومنها الانحراف، وقد قال الله سبحانه وتعالى في شأن الصلاة {وَأَقِمِ الصّلاَةَ إِنّ الصّلاَةَ تَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ}(18)

يقول السعدي – رخمه الله -فالفحشاء: كل ما استفحش وعظم من المعاصي، التي تشتهيها النفوس. والمنكر: كل معصية تنكرها العقول والفطر. ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر: أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تنعدم رغبته في الشر. فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه تنهى عن الفحشاء والمنكر. (19)

 ولأهمية الصلاة جاء التوجيه النبوي الكريم بأمر الأولاد بها عن عبد الله بن عمر: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين» .(20)

 ولأهمية إقامة الصلاة في صيانة الولد من الانحراف أوصى لقمان ابنه كما حكى الله سبحانه وتعالى عنه بقوله: {يَابُنَيّ أَقِمِ الصّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىَ مَآ أَصَابَكَ إِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُور}     (21)

   كذلك بقية الطاعات، سبب في حفظ الله للعبد، فإذا حفظ الله عبده نجا من الانحراف، ولذا كانت وصية رسول الله–صلى الله عليه و سلم-   لابن عمه الغلام ابن عباس  (رضي الله عنهما) قال: كنت خلف رسول الله –صلى الله عليه و سلم-   يوماً فقال: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف))(22).

 عباد الله: فهذه وصية عظيمة من رسول الله –صلى الله عليه وسلم-لابن عباس، وصية يتكفل الله سبحانه وتعالى لمن عمل بها أن يحفظه في أموره كلها، ومن جملتها الوقاية من الانحراف، فيحفظه الله سبحانه وتعالى من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإيمان

قصة و عبرة :

قد ذكر غير واحد أنّ عروة بن الزّبير لمّا خرج من المدينة متوجّها إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وقعت الأكلة في رجله في واد قرب المدينة، وكان مبدؤها هناك فظنّ أنّها لا يكون منها ما كان، فذهب في وجهه ذلك، فما وصل إلى دمشق إلّا وهي قد أكلت نصف ساقه، فدخل على الوليد فجمع له الأطبّاء العارفين بذلك، فاجتمعوا على أن يقطعها وإلّا أكلت رجله كلّها إلى وركه، وربّما ترقّت إلى الجسد فأكلته، فطابت نفسه بنشرها، وقالوا: ألا نسقيك مرقّدا حتّى يذهب عقلك منه فلا تحسّ بألم النّشر؟ فقال: لا والله ما كنت أظنّ أنّ أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب عقله، ولكن إن كنتم لا بدّ فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصّلاة، فإنّي لا أحسّ بذلك، ولا أشعر به. قال:

فنشروا رجله من فوق الأكلة من المكان الحيّ، احتياطا أنّه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلّي، فما تضوّر ولا اختلج، فلمّا انصرف من الصّلاة عزّاه الوليد في رجله، فقال: اللهمّ لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت قال: وكان قد صحب معه بعض أولاده من جملتهم ابنه محمّد، وكان أحبّهم إليه، فدخل دار الدّوابّ، فرفسته فرس فمات، فأتوه فعزّوه فيه، فقال الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستّة، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت. فلمّا قضى حاجته من دمشق رجع إلى المدينة ... فبلغه أنّ بعض النّاس قال: إنّما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه، فأنشد عروة في ذلك، والأبيات لمعن بن أويس:

لعمرك ما أهويت كفّي لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي
ولست بماش ما حييت لمنكر ... من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي
ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة ... وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي
وأعلم أنّي لم تصبني مصيبة ... من الدّهر إلّا قد أصابت فتى قبلي)(23)
الحصن الرابع: التربية الأخلاقية

    فالتنشئة على الأخلاق الفاضلة للولد منذ الصغر حصن له من الوقوع في الانحراف بإذن الله تعالى، ولقد جاء الشرع المطهر بالتوجيه لتربية الأولاد على الخلق الكريم، فقد أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-الآباء بتأديب الأبناء، كما في قوله: ((أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم)) (24)

  وبجملة من الآداب أوصى لقمان ابنه، فيما حكاه الله سبحانه وتعالى عنه بقوله: {وَلاَ تُصَعّرْ خَدّكَ لِلنّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}).(25)

       كما كان السلف يحرصون على تأديب أولادهم، بل ربما أحضروا أناساً من أهل الخير والصلاح ووكلوا إليهم تربية الأولاد، وكانوا من ورائهم في هذه المهمة، فهذا عبد الملك بن مروان ينصح مؤدب ولده بقوله: ((علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة، وروِّهم الشعر يشجعوا وينجدوا، وجالس بهم أشراف الرجال، وأهل العلم منهم، وجنبهم السفلة والخدم، فإنهم أسوأ الناس أدباً... ووقرهم في العلانية، وأنبهم في السر، واضربهم على الكذب، إن الكذب يدعو إلى الفجور، وإن الفجور يدعو إلى النار...)(26)          

ومما يحزن ويبكي عباد الله أن بعض الناس ربما شجع أولاده على الانحراف، فقد حكمت إحدى المحاكم الشرعية –في السعودية-على سارق بعقوبة القطع، فلما جاء وقت التنفيذ قال لهم: بأعلى صوته: قبل أن تقطعوا يدي اقطعوا لسان أمي. فقد سرقت أول مرة في حياتي بيضة من جيراننا، فلم تؤنبني، ولم تطلب إلي إرجاعها إلى الجيران، بل زغردت، وقالت: الحمد لله، لقد أصبح ابني رجلاً. فلولا لسان أمي، الذي زغرد للجريمة لما كنت في المجتمع سارقاً. (27)

  وتأملوا كيف أن الأخلاق القويمة تمنع صاحبها من الوقوع في الإدمان

الحصن الخامس: الربط بالرفقة الصالحة:

أمة الإسلام: الإنسان مدني بالطبع، فلابد له من علاقات مع أبناء جنسه، فالطفل منذ الطفولة المبكرة يميل إلى اختيار صديق له من أترابه، والصديق يتأثر بصديقه في جوانب مختلفة من أقواله وأفعاله، وإذا كان بعض الأصدقاء قد اكتسب بعض الصفات الرديئة من أقوال وأفعال نتيجة التربية الخاطئة له في الأسرة، فإن هذه الصفات الرديئة تنتقل إلى صديقه.

       ولقد أوصى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-باختيار الجليس الصالح، فعن أبي موسى (رضي الله عنه) عن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: ((مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة)) ( 28)أخرجه البخاري.

وقال على (رضي الله عنه) في ضرر صحبة الفاجر: ((لا تصحب الفاجر، فإنه يزين لك فعله، ويود لو أنك مثله)). (29)

  وفي توجيه الأبناء لصحبة الأخيار يبين علقمة العطاردي صفة الصاحب حين أوصى ابنه قائلاً :( (... اصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤونة مانك، اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى سيئة سدها، اصحب من إذا سألته أعطاك، وإن سكت ابتداك، وإن نزلت بك نازلة واساك...)(30) 

رفقاء السوء، فهم رأس كل أذية، وأساس كل بلية، يصحبون فيسحبون، ويضيعون ويضحكون، رفقاء السوء قوم خبثاء الطبع منتكسي الفطرة يدسون السمَّ في الدسم، ويجرعون غيرهم الألم.

اسألوا كل مدمن للمخدرات ما السبب في تعاطيك؟

وما الذي سوَّد ماضيك؟

 سيقول: إنهم رفقاء السوء، سوسٌ ينخر في المجتمع – لا كثرهم الله – فشلوا في الدراسة، وتقهقروا في الوظيفة، وانتحلوا كل صفة ذميمة، فغشوا وسرقوا وأدمنوا وزنوا وقتلوا، يهدمون في أيام ما يبني في أعوام، لعل المدمن عندما تسوء به الحال يرجع فكره الوراء فيتذكر يوم كان في سعادة وراحة بال، لا هموم ولا مشاكل ولا ديون ولا أمراض.

قصة: يبيع أخته بجرعة.

شاب تعرف على أصحاب سوء فتعاطى المخدرات معهم، وعندما رأى أحدهم أخت هذا الشاب أعجب بها، فطلب من الشاب أن يعرفه على أخته ولكنه رفض رفضا باتا، وفي يوم من الأيام كان الشاب محتاجا للمخدرات فطلبها من صديقه ولكن هذا الصديق رفض أن يعطيه أي شيء حتى يأتي له بأخته، وبعد إصرار وافق الشاب، فطلب صديقه منه أن يضع لأخته المخدرات في الشاي، وفعلا قام بذلك وبعد فترة أدمنت هذه الفتاة على المخدرات وعلمت بإدمانها، فلما طلبت من أخوها أن يعطيها جرعة أخبرها بأن صديقه يملكها ولن يعطيه الجرعة حتى تمكنه من نفسها …. فوافقت بعد الضغط.(31)

إنهم رفقاء السوء:

لكنهم رفقةُ السوءِ الذين قضَوا *** أيامهم لعبا ما مثلَه لعِبُ
رافقتهم آكلا من جنس ما أكلوا *** وقد شربت من الكأس التي شربوا
يا قاتَل الله من باعوا ضمائرهم *** وألبسوني لباس الخوف وانسحبوا
كانوا معي إخوةً حتى إذا علموا *** أني فقدتُّ معاني همَّتي ذهبوا
شعارهم كسب أموالٍ وإن فَنِيَتْ *** أجيالُ أمَّتِهِم أو ناله عطب
كم ثروةٍ كسبوها من تجارتهم *** وأهدروها كأن القوم ما كسبوا!
الحصن السادس: القدوة

اعلم أخي زادك الله علما: أن التربية بالقدوة من أعظم أمور التربية وإعداد الجيل الذي يتحمل أعباء الرسالة والدعوة إلى الله لذا يقول ابن عطاء الله السكندري – رحمه الله – ((فعل رجل يؤثر في ألف رجل وقول ألف رجل لا يؤثر في رجل)

و لقد قرر الله تعالى حقيقة التربية بالقوة ف غير ما آية من كتابه فقال الله تعالى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}(32)

لذا لما سئلت السيدة عائشة – رضي الله عنها – عن خلقه قالت ووضع في شخصه صلى الله عليه وسلم الصورة الكاملة للمنهج الإسلامي الصورة الحية الخالدة على مدار التاريخ. سئلت عائشة رضي الله عنها. عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن. (33)

يا له من وصف دقيق وترجمة لأخلاقه – صلى الله عليه وسلم – فقد كان قرانا يمشي على الأرض لذا كان الصحابة – رضوان الله عليهم – يأتمرون بفعله –صلى الله عليه وسلم – فما أن يرى الواحد منهم الرسول-صلى الله عليه وسلم يفعل الفعل إلا وامتثل دون تردد فقد تربى الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين – على الصد من الصادق الذي لا ينطق عن الهوى وتربوا على الإخلاص من إمام المخلصين – صلى الله عليه وسلم – وتربوا على الأمانة من أمانة أمين الأرض – صلى الله عليه وسلم -.... فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم وبناتهم

ولكن الواقع المحسوس والمشاهد الملموس يقول إن كثيرا من الآباء والأمهات صاروا قدوة سيئة لأبنائهم فبعض الآباء يشتكي العقوق وسوء معاملة الأبناء لهم

 أقول لهم: من أين جاء هؤلاء الأبناء بالعقوق؟

إنه ثمرة من عقوق هؤلاء الآباء لآبائهم ،فقد يرى الطفل الصغير والده يسئ معاملته لأبيه فيشتمه و يضربه فتتكون صور العقوق لدى ذلك الطفل و ينشأ عليه لأنه وجد في أبيه الأسوة السيئة ... وكذا يشتكي بعض الآباء من شرب أبنائهم الدخان و المحرمات و ما درى المسكين أن ذلك الشاب يقده في فعله  و كذا تر كثيرا من الشباب يسبون دين الله تعالى لأنهم اتخذوا آبائهم قدوة لهم فالوالد يسب الدين و ينتهك المحرمات فهل يريد بعد ذلك أن يجني ثمارا حلوة من غرس الحنظل  لا يجني إلا ثمار العلقم بعد ذلك و الفتاة المتبرجة المتفلتة وجدت في أمها قدوة تقدي بها في الانحلال و التبرج .....

وهيا لنرى أثر القدوة على نفوس الأبناء

وذكر ابن الجوزي – رحمه الله -عن نفسه أنه كان يتأثر ببكاء بعض شيوخه أكثر من تأثره بعلمهم

وكان عبد الله التستري يردد في طفولته قبل أن ينام: الله شاهدي، الله ناظري، الله معي، ولا شك أنه لشيء رآه من والديه أو أحدهما في هذا الأمر.

وقال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده: ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بك؛ فالحسن عندهم ما صنعتَ، والقبيح عندهم ما تركتَ، وعلِّمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روِّهم من الشعر أعفَّه، ومن الحديث أشرفه، ولا تُخرجهم من علم إلى غيره حتى يُحكِموه؛ فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم...»(34)

جاء في برنامج "خلف الأسوار" يوم 21/1/2001 القبض على أصغر تاجر مخدرات، وظهر فتى صغير في الثالثة عشر من عمره إفتقد القدوة تمامًا لأن أبيه وأمه وأخوته وجده وجدته جميعهم خلف الأسوار بسبب الاتجار في المخدرات. قبل أن يقبض على أبيه كان يسلمه من 40 إلى 80 تذكرة هيروين، فيبيع هذا الفتى التذكرة بسعر ثلاثين جنيهًا ويضع هذا المبلغ في جيبه أو في الجورب، وعندما ينتهي من التوزيع يتصل بأبيه على الموبايل فيحضر له كمية أخرى، وعندما دخل والده السجن كان يقوم هو بهذه العملية إلى أن قُبض عليه، ويقول هذا الابن "أنا كنت عايز أبقى ذي أي واحد. أروح المدرسة، وألعب الكرة مع أصحابي. ألاقي أبويا وأمي جنبي. لكن أنا لقيت نفسي في عيلة كلها بتبيع مخدرات".

الحصن السابع: الحسم في العقوبة:

فمن أمن العقاب أساء الأدب، فكم وكم رأينا من تجار مخدرات يعاقبون ولكن العقوبة لا تتساوى مع الفساد الذي قاموا به ومع الدمار الذي أحدثوه فقد رأينا تجار مخدرات يدخلون السجون ثم يخرجون أشرس مما كانوا عليه يفتن بهم الشباب يركبون السيارات معهم الملايين

فكم من شاب فقد مستقبله

وكم من أب دمر بيته

وكم من فتاة ضاع شرفها

أتكون عقوبته أن يسجن عدة سنوات ثم يخرج إلى علمه وإلى فساده مرة ثانية

إن العقوبة الرادعة هي التي تقضي على بؤر الفساد والمفسدين ولقد حددها رب العالمين فقال في التنزيل {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(35)

قال ابن كثير في تفسيره: المحاربة هي المضادة والمخالفة، وهي صادقة على الكفر وعلى قطع الطريق وإخافة السبيل، وكذا الإفساد في الأرض يطلق على أنواع من الشر.

ولا ريب في أن تجارة المخدرات من الإفساد العظيم الداخل في تلك الأنواع من الشر، وقد بين العلماء أن فسادها أعظم من فساد الخمر من جهة أنها تفسد العقل والمزاج حتى يصير في متعاطيها تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد ، والصلب الوارد في الآية معناه التعليق على خشبة ونحوها ، ليراه الناس ، ليرتدعوا ويزدجروا ويشيع حديثه فيعتبر به من بعده ، وهو أيضاً خزي لهؤلاء المعاقَبين؛ كما قال تعالى : ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (36 )وذلك لشناعة ما قاموا به وعظم ضرره

الهوامش

1 - (آل عمران 102)

  2- (النساء 1)

 3 - (الأحزاب 71:70)

4-أخرجه أحمد (2/5) (4495و«عبد بن حميد» (745 ، و «البخاري» ( 3/196) وفي ( الأدب المفرد ) (212) و«مسلم» (6/7)

  5- سورة التحريم 

6-تفسير فتح القدير ـ 5/ 254) روح المعاني (14/ 351)

7-تفسير الزمخشري (4/ 568) و لم أجده في كتب الحديث

8-تقسير الكشاف (4/ 572)

9-الدر المنثور 911 (14/ 588) تفسير ابن كثير-(14/ 58 )

10-تفسير ابن كثير  (8/ 167)

11-أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/235) ، والنسائي في الكبرى (5/374 ، رقم 9174) ، وابن حبان (10/344 ، رقم 4492) ، والضياء (7/55 ، رقم 2460) . وأخرجه أيضًا: الترمذي (4/208، بعد رقم 1705)

12-طبقات الشافعية الكبرى (8/ 212)

13-[ق: 16 - 18]

14-أخرجه أحمد (1/51 ، رقم 367) ، ومسلم (1/36 ، رقم 8) ، وأبو داود (4/223 ، رقم 4695) ، والترمذي (5/6 ، رقم 2610) وقال : حسن صحيح . والنسائى فى الكبرى (6/528 ، رقم 11721) ، وابن ماجه (1/24 ، رقم 63) ، وابن خزيمة (4/127 ، رقم 2504) ، وابن حبان (1/389 ، رقم 168) .

15- مختصر تاريخ دمشق (4/ 158)

16- حزاورة : جمع حَزْوَر، وهو الغلام إذا اشتد وقوي وخدم)

17- سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (1/ 42) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 221، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (799) و (825)، والطبراني في "الكبير" (2678)، وابن عدي في ترجمة حماد بن نجيح من "الكامل" 2/ 667، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 4/ 71، وابن منده في "الإيمان" (208)، والبيهقي في "السُّنن" 3/ 120، وفي "شعب الإيمان" (51)

18-العنكبوت 45

19-تفسير السعدي (ص: 632)

20-أخرجه أحمد (2/180 ، رقم 6689) ، وابن أبى شيبة (1/304 ، رقم 3482) ، وأبو داود (1/133 ، رقم 495) ، وأبو نعيم في الحلية (10/26) ، والحاكم (1/311 ، رقم 708) ، والبيهقي (2/229 ، رقم 3052) .

21-[لقمان: 17]

22-أخرجه أحمد (1/293، رقم 2669) ، والترمذي (4/667 ، رقم 2516) وقال : حسن صحيح . والحاكم (3/623 رقم 6302)

23- البداية والنهاية لابن كثير (9/ 102، 103) .

24-سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط (4/ 636) وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 214، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 288، والمزي في ترجمة سعيد بن عمارة من "تهذيب الكمال" 11/ 15 من طريق سعيد بن عمارة

25-[لقمان: 18، 19]

26-المجالسة وجواهر العلم (4/ 516)

27-موقع عالم المرأة

28-أخرجه البخاري (5/2104، رقم 5214) ، ومسلم (4/2026 ، رقم 2628) .

29-شعب الإيمان -البيهقي (4/ 257)

30-موسوعة البحوث والمقالات العلمية

31-موقع شبكة الحصن لحياة أفضل

32-سورة الأحزاب آية 21

33-رواه أحمد في «المسند» (6/ 91 و163) والبيهقي في «السنن الكبرى» (2/ 499) وهو حديث صحيح. والحديث في صحيح مسلم في الوتر، وفي فضائل النبي صلّى الله عليه وسلّم.

34-واه ابن أبي الدنيا في العيال، 1/470 وعبد الرزاق (7293) البيان والتبيين /249.

35- [المائدة: 33]

36-{المائدة: 33 }

المرفقات

الأمان-من-الوقوع-في-الإدمان

الأمان-من-الوقوع-في-الإدمان

المشاهدات 1233 | التعليقات 0