حصل مع الشيخ عبد الهادي بدلة

احمد ابوبكر
1435/10/24 - 2014/08/20 03:16AM
[align=justify]قال الشيخ عبد الهادي بدلة ... إمام جامع الرضوان في حَلَب السورية ,

وهو من العلماء القلائل الذين يُخَاطِبُونَ الْعَقْلَ وَالْقَلْبَ مَعَاً ـ بارك الله فيه وَفِي عِلْمِهِ ونفع بهِ ـ قال :

في بداية زواجي : امْتَنَّ الله علينا بطفلٍ جَمِيل ؛ ففرحنا به فرحاً شديداً ، لكن شاء الله ﷻأن يُصاب هذا الطفل بمرض شديد ، عجِزَ عنه الطبُّ وَالأَطِبَّاء ، وبَدَأت تسوء حالة الطفل وتسوء مَعَهُ حالنا أكثر وَأَكْثَر

حُزناً على فلذة كبدنا ونور عيوننا الَّذِي يُودَى أَمَامَنَا ، وكلكم يعلم ماذا يعني الطفلُ الأَوَّلُ لوالديه

لكن الشعور الأسوأ : هو شعورنا بالعجز أن نقدم له العلاجَ وَنَحْنُ نَرَى مُعَانَاةَ هَذَا الْخَلْقِ الضَّعِيف

إلا أننا سلمنا أمرنا كُلَّهُ لله ، لكن كان علينا الأخذ بالأسباب ، وعدم ترك أيَّةَ فرصة أو سبيلٍ لعلاجه ؛

دلنا أهل الخير على طبيب ذي خبرة وشهرة ؛ فذهبتُ إليه بالطفل , والطفل يشكو من الحمى - التي تأكل قبل جَسَدِ الطفل جسدي وجسد أمه وقلبي وقلبها

فقال لنا : إذا لم تنْزِل حرارة الطفل هذه الليلة فسيفارق الحياة غدَاً !!!

عدتُ بالطفل حزينا كئيباً ، يَعْصِرُ الْخَوْفُ وَالأَلَمُ قلبي ، حتى فارق النوم جفني ،

فقمت أصَلِّي ، ثم ذهبت هائماُ على وجهي ، تاركاً زوجتي عند رأس ابني تَبْكِي حُزْنَاً وَكَمَدَا

مشيت في الشوارع لا أعرف ماذا أعملُ لاِبني ، فتذكرت الصدقة وحديث رسول الله ﷺ :

« دَاوُواْ مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَة » [حَسَّنَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانِيُّ فِي الْجَامِعِ بِرَقْم : ( 5669 ) ،

وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَن]

وَلَكِنْ مَنْ سَأَجِدُهُ في هذا الوقت المتأخرِ مِنَ اللَّيْلِ لأطرق بابه بِصَدَقَتِي .. ؟!

وَمَاذَا سَيَقُولُ عَنِّي إِنْ فَعَلْتُ ذَلِك .. ؟!

وبينما أنا كذلك : إِذْ أَنَا بِهِرَّةٍ جائعة تموء في هَذَا اللَّيْلِ الْبَهِيم !!!

فَتَذَكَّرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ ﷺ :

« فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْر » [رَوَاهُ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ بِرَقْم : 6009 / فَتْح ،

وَالإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِرَقْم : 2244 / عَبْد الْبَاقِي]

فَدَخَلْتُ مَنْزِلِي وَأَخَذْتُ قِطْعَةً مِنَ اللَّحْمِ فَأَطْعَمْتُهَا الْهِرَّة

وَأغلقت الباب خلفي ، فَاخْتَلَطَ صَوْتُ الْبَابِ بِصَوْتِ زَوْجَتِي :

هل عدت .. ؟ إِلَيَّ إِلَيَّ سريعاً ؟!

فهرعت إليها ، فوجدت وجه زوجتي قد تغير ، وعلى صفحة وجهها تهليلة بِشْر

فقلت : عُدتُ لتوي

قَالَتْ : بَعْدَمَا ذَهَبْتَ أَغْفَيْتُ قَلِيلاً وَأَنَا قَاعِدَةٌ بِجِوَارِ ابْنِنَا ، فَرَأَيْتُ رُؤْيَا عَجِيبَة !!!

رأيت نفسي محتضنةً ابني ، وَإِذَا بطيرٍ أسودٍ كبيرٍ يهوي من السماءِ

لينقض على طفلنا ليأخذه مني ، وأنا خائفة أضمّ ابني بشدة ،

لا أعرف ماذا أفعل !!!

فإذا بي بِقِطٍّ يدفع الطيرَ دفعاً شديداً ، ويعاركه عِراكاً ما رأيت أقوى منه ،

مع أن الطير كان ضخماً !!!

وظل يدافعه ويعاركه حتى دفع ذَلِكَ الطَّائِرَ الْغَرِيبَ بعيداً !!!

فاستيقظت على صوتك وَأَنْتَ تَفْتَحُ الْبَاب !!!

يقول الشيخ : فتبسمت واستبشرت خيراً

فَنَظَرَت إلَيَّ زوجتي مندهشة من تبسمي !!!

فقلت لها : عسى أن يكون خيراً

فَهَرَعْنَا إِلَى طِفْلِنَا لَمْ أَدْرِ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ أَوَّلاً ،

فَإِذْ بِالْحُمَّى قَدْ زَالَتْ عَنهُ وَبَدَأَ الطِّفْلُ يُفَتِّحُ عَيْنَيْه ،

وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ :

كَانَ الطِّفْلُ يلهو مع أطفال الحيِّ وَيَلْعَب !!!

فَسُبْحَانَ مَنْ بِيَدِهِ الْحَرَكَةُ وَالسُّكُون ، وَمَن أَمْرُهُ كُنْ فَيَكُون[/align]
المشاهدات 5759 | التعليقات 0