حسرات فوات الطاعات
شبيب القحطاني
1435/12/23 - 2014/10/17 05:48AM
[FONT="]منقول للفائدة
[/FONT]
[FONT="]حسرات فوات الطاعات[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="]الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، أَرْسَلَهُ :[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تَقْوَىْ اللهِ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="] ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] ، فَلْنَتَقِ اللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ - جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .[/FONT]
[FONT="]أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]مِنْ عَلَاْمَاتِ كَمَاْلِ اَلْإِيْمَاْنِ، وَاَلْتَّصْدِيْقِ بِمَاْ وَعَدَ اَلْرَّحْمَنُ: اَلْإِحْسَاْسُ بِالْحَسْرَةِ وَالنَّدَمِ، وَالشُّعُورُ بِالْحُزْنِ وَالْمَشَقَّةِ وَاَلْأَلَمِ، عِنْدَ فَوَاْتِ اَلْطَّاْعَاتِ، وَاَلْتَّفْرِيْطِ بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاْعِ اَلْعِبَاْدَاْتِ، وَهَذَاْ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةِ مَاْ يَتَمَيَّزُ بِهِ الْمُؤَمِنُ عَنْ غَيْرَهِ. إِذَاْ أَرْدَتَ أَخِيْ أَنْ تَعْرِفَ مِقْدَارَ إِيْمَاْنِكَ ، وَدَرَجَةَ تَصْدِيْقِكَ بِمَاْ وَعَدَكَ رَبُّكَ! [/FONT]
[FONT="]تَأَمَّلَ إِحْسَاْسَكَ وَشُعُورَكَ ، عَنْدَمَاْ تَفُوتُكَ طَاْعَةٌ مِنْ اَلْطَّاْعَاتِ ، أَوْ تُفْرِطُ بِعِبَاْدَةٍ مِنْ اَلْعِبَاْدَاْتِ ، فَإِنْ وَجَدْتَ فِيْ نَفْسِكَ أَلَمَاً وَحُزْنَاً وَحَسْرَةً ، فَأَبْشَرْ، فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ اَلْإِيْمَاْنِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَاْلَىْ.[/FONT]
[FONT="]أَمَّاْ وَاَلْعِيَاْذُ بِاللهِ إِنْ لَمْ تَجِدْ شَيْئَاً مِنْ ذَلِكَ ، فَأَدْرِكْ نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ عَلَىْ خَطَرٍ عَظِيْمٍ ، وَتَسِيْرُ فِيْ مَسَاْرِ اَلْغَاْفِلِيْنَ اَلْهَاْلِكِيْنَ، بَلْ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ قَدْ تَكَوَّنَ مِنْ الْمُنَافِقِينَ. وَإِنْ كَنَتَ فِيْ شَكٍّ مِنْ ذَلِكَ ، تَأَمَّلَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ فِي غَزْوَةِ تَبُّوْك، عَنْدَمَاْ فَوَّتُوْا عَلَىْ أَنَفْسِهِمْ اَلْجِهَاْدَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ، يَقُوْلُ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]عَنْهُمْ : [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ، وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ، وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ، وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ، رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] هَذِهِ حالُ الْمُنَافِقِينَ ، وَهَذَا مَآلُهُمْ ، وَلَكِنْ تَأَمَّل حَاْلَ وَمَآلَ اَلْمُؤْمِنِيْنَ، يَقُوْلُ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]اَلَّذِيْنَ [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَاْبِ اَلْنَّبِيْ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="]، سُمُّوْا بِاَلْبَكَّاْئِيْنَ، أَتَوْا رَسُوْلَ اللهِ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] فَقَالُواْ : يَا نَبِيَّ اللهِ قَدْ نُدِبْنَا لِلْخُرُوجِ مَعَكَ ، فَاحْمِلْنَا لِنَغْزُوا مَعَكَ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] مَا يَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] لاَ أجِدُ مَا أحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] فَتَوَلَّوْا وَهُمْ يَبْكُوْنَ، بَلْ كَمَاْ قَاْلَ تَعَاْلَىْ: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] ، مَوْقِفٌ لَاْ تَصَنُّعَ فِيْهِ ، بَلْ هُوَ مَوْقِفُ صِدْقٍ وَإِيْمَاْنٍ ، سَجَّلَهُ عَلَّاْمُ اَلْغُيُوْبِ ، اَلْمُطَّلِعُ عَلَىْ مَاْ فِيْ اَلْضَّمَاْئِرِ ، وَمَاْ تُكِنُّهُ اَلْأَفْئِدَةُ ![/FONT]
[FONT="]وَلِصِدْقِهِمْ وَحِزْنِهِمْ وَحَسْرَتِهِمْ عَلَىْ فَوَاْتِ شَيْئٍ مِنْ طَاْعَةِ رَبِهِمْ ، قَاْلَ عَنْهُمْ اَلْنَّبِيُ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] لِأَصْحَاْبِهِ ، كَمَاْ فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( إِنَّ بِاَلْمَدِيْنَةِ أَقْوَاْمَاً مَاْ قَطَعْتُمْ وَاْدِيَاً ، وَلَاْ سِرْتُمْ سَيْرَاً إِلَّاْ وَهُمْ مَعَكُمْ )) ، قَاْلَوْا : وَهُمْ بِاَلْمَدِيْنَةِ ؟ قَاْلَ : (( نَعَمْ ، حَبَسَهُمْ اَلْعُذْرُ )) . فَهَذِهِ حَاْلُ اَلْمُؤْمِنِيْنَ ، عَنْدَ فَوَاْتِ اَلْطَّاْعَةِ ، وَهَذَاْ مَآلُهُمْ ، وَتَلْكَ حَاْلُ اَلْمُنَاْفِقِيْنَ ، وَذَلِكَ مَآلُهُمْ ، فَفِيْ مَسَاْرَ مَنْ - أَنْتَ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ -.[/FONT]
[FONT="]أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَهْدِيْ ضَاْلَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الخطبة الثانية[/FONT]
[FONT="]الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فَاَلْتَّحَسْرُ وَاَلْحِزْنُ عَلَىْ فَوَاْتِ اَلْطَّاْعَاْتِ ، دَيْدَنُ اَلْصَّاْلِحِيْنَ ، وَخُلَّةٌ مِنْ خِلَاْلِ اَلْمُخْلِصِيْنَ، وَمِيْزَةٌ يَتَمَيَّزُ بِهَاْ عِبَاْدُ اللهِ اَلْصَّاْدِقِيْنَ ، فَهَذَاْ عُمُرُ بِنُ اَلْخَطَّاْبِ [/FONT][FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT][FONT="] جَاْءَ يَوْمَ اَلْخَنْدَقِ بَعْدَ مَاْ غَرَبَتِ اِلْشَّمْسُ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّاْرَ قُرِيْشٍ، قَاْلَ: يَاْ رَسُوْلَ اللهِ مَاْ كِدّتُ أُصَلِّيْ اَلْعَصْرَ، حَتَّىْ كَاْدَتْ اَلْشَّمْسُ تُغْرُبُ، قَاْلَ اَلْنَّبِيُ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] : (( وَاللهِ مَاْ صَلَّيْتُهَاْ )). تَأَمَّلْ - أَخِيْ - هَذَاْ اَلْمَشْهَدِ اَلَّذِيْ يُوَضِّحُ لَكَ اَلْأَلَمَ وَاَلْحُزْنَ اَلَّذِيْ اِعْتَصَرَ قَلْبَهُ [/FONT][FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT][FONT="] ، يَتَحَسَّرُ عَلَىْ فَوَاْتِ وَقْتِ صَلَاْةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط ، فِيْ مَعْرَكَةٍ وَصَفَهَاْ اللهُ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="] بِقَوْلِهِ: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] . إِنَّهُ اَلْإِيْمَاْنُ - أَخِيْ اَلْمُسْلِم - اَلَّذِيْ غَمَرَ قُلُوْبَهُمْ ، وَتَرْجَمَتْهُ وَاْقِعَاً جَوَاْرِحُهُمْ ، وَمَلَكَ أَحَاْسِيْسَهُمْ وَمَشَاْعِرَهُمْ ، فَإِذَاْ فَاْتَتْهُمْ طَاْعَةٌ ، وَقَدْ يَكُوْنُوْنَ مَعْذُوْرِيْنَ لِفَوَاْتِهَاْ ، تَتَقَطَّعُ قُلُوْبُهُمْ حَسْرَةً وَأَلَمَاً ، فَقُلْ لِيْ - أَخِيْ - بِرَبِّكَ ، عَلَىْ مَاْذَاْ نَتَحَسَّرُ فِيْ هَذِاْ اَلْزَّمَاْنِ ، وَمَاْ اَلَّذِيْ يُؤْلِمُنَاْ وَيُعَكِّرُ صَفْوَ حَيَاْتِنَاْ ، هَلْ هُوَ فَوَاْتُ اَلْطَّاْعَاْتِ ، أَمْ فَوَاْتُ حُطُاْمٍ فَاْنٍ زَاْئِلٍ ؟. [/FONT]
[FONT="]اَلْلَّهُمَّ لَاْ تَجْعَلِ اَلْدُّنْيَاْ أَكْبَرَ هَمِّنَاْ ، وَلَاْ مَبْلَغَ عِلْمِنَاْ ، وَاَجْعَلْنَاْ هُدَاْةً مُهْتَدِيْنَ ، لَاْ ضَاْلِيْنَ وَلَاْ مُضِلِّيْنَ ، وَاَرْحَمْنَاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اَللَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ اَلْهُدَىْ ، وَاَلْتُّقَىْ ، وَاَلْعَفَاْفَ وَاَلْغِنَىْ ، اَللَّهُمَّ أَحْيِنَاْ سُعَدَاْءَ ، وَتَوَفَّنَاْ شُهَدَاْءَ ، وَاحْشُرْنَاْ فِيْ زُمْرَةِ اَلْأَتْقِيَاْءِ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اَللَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكُ اَلْجَنَّةَ وَمَاْ قَرَّبَ إِلَيْهَاْ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوْذُ بِكَ مِنْ اَلْنَّاْرِ، وَمَاْ قَرَّبَ إِلَيْهَاْ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ ، اَللَّهُمَّ أَجِرْنَاْ مِنْ اَلْنّاْرِ ، وَأَدْخِلْنَاْ اَلْجَنَّةَ مَعَ اَلْأَبْرَاْرِ ، وَبَيِّضْ وُجُوْهَنَاْ ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوْهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوْهٌ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اَللَّهُمَّ يَمِّنْ كِتَاْبَنَاْ ، وَيَسِّرْ حِسَاْبَنَاْ، وَاجْعَلْنَاْ مِنْ عِبَاْدِكَ اَلْفَاْئِزِيْنَ، اَللَّهُمَّ آتِ نُفُوْسَنَاْ تَقْوَاْهَاْ، وَزَكِّهَاْ أَنْتَ خَيْرُ مِنْ زَكَّاْهَاْ ، أَنْتَ وَلِيُّهَاْ وَمَوْلَاْهَاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اللّهُمّ أَنْتَ اللّهُ لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ ، تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ ، اللّهُمّ لَا إلّا إلَه إلّا أَنْتَ ، أَنْتَ الْغَنِيّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلَاْ تَجْعَلْنَاْ مِنْ اَلْقَاْنِطِيْنَ ، اللّهُمّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَك وَانْشُرْ رَحْمَتَك وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيّت اللّهُمّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]عِبَادَ اللهِ :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[/FONT]
[FONT="]حسرات فوات الطاعات[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="]الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، أَرْسَلَهُ :[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تَقْوَىْ اللهِ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="] ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] ، فَلْنَتَقِ اللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ - جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .[/FONT]
[FONT="]أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]مِنْ عَلَاْمَاتِ كَمَاْلِ اَلْإِيْمَاْنِ، وَاَلْتَّصْدِيْقِ بِمَاْ وَعَدَ اَلْرَّحْمَنُ: اَلْإِحْسَاْسُ بِالْحَسْرَةِ وَالنَّدَمِ، وَالشُّعُورُ بِالْحُزْنِ وَالْمَشَقَّةِ وَاَلْأَلَمِ، عِنْدَ فَوَاْتِ اَلْطَّاْعَاتِ، وَاَلْتَّفْرِيْطِ بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاْعِ اَلْعِبَاْدَاْتِ، وَهَذَاْ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةِ مَاْ يَتَمَيَّزُ بِهِ الْمُؤَمِنُ عَنْ غَيْرَهِ. إِذَاْ أَرْدَتَ أَخِيْ أَنْ تَعْرِفَ مِقْدَارَ إِيْمَاْنِكَ ، وَدَرَجَةَ تَصْدِيْقِكَ بِمَاْ وَعَدَكَ رَبُّكَ! [/FONT]
[FONT="]تَأَمَّلَ إِحْسَاْسَكَ وَشُعُورَكَ ، عَنْدَمَاْ تَفُوتُكَ طَاْعَةٌ مِنْ اَلْطَّاْعَاتِ ، أَوْ تُفْرِطُ بِعِبَاْدَةٍ مِنْ اَلْعِبَاْدَاْتِ ، فَإِنْ وَجَدْتَ فِيْ نَفْسِكَ أَلَمَاً وَحُزْنَاً وَحَسْرَةً ، فَأَبْشَرْ، فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ اَلْإِيْمَاْنِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَاْلَىْ.[/FONT]
[FONT="]أَمَّاْ وَاَلْعِيَاْذُ بِاللهِ إِنْ لَمْ تَجِدْ شَيْئَاً مِنْ ذَلِكَ ، فَأَدْرِكْ نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ عَلَىْ خَطَرٍ عَظِيْمٍ ، وَتَسِيْرُ فِيْ مَسَاْرِ اَلْغَاْفِلِيْنَ اَلْهَاْلِكِيْنَ، بَلْ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ قَدْ تَكَوَّنَ مِنْ الْمُنَافِقِينَ. وَإِنْ كَنَتَ فِيْ شَكٍّ مِنْ ذَلِكَ ، تَأَمَّلَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ فِي غَزْوَةِ تَبُّوْك، عَنْدَمَاْ فَوَّتُوْا عَلَىْ أَنَفْسِهِمْ اَلْجِهَاْدَ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ، يَقُوْلُ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]عَنْهُمْ : [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ، وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ، وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ، وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ، رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] هَذِهِ حالُ الْمُنَافِقِينَ ، وَهَذَا مَآلُهُمْ ، وَلَكِنْ تَأَمَّل حَاْلَ وَمَآلَ اَلْمُؤْمِنِيْنَ، يَقُوْلُ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]اَلَّذِيْنَ [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَاْبِ اَلْنَّبِيْ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="]، سُمُّوْا بِاَلْبَكَّاْئِيْنَ، أَتَوْا رَسُوْلَ اللهِ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] فَقَالُواْ : يَا نَبِيَّ اللهِ قَدْ نُدِبْنَا لِلْخُرُوجِ مَعَكَ ، فَاحْمِلْنَا لِنَغْزُوا مَعَكَ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] مَا يَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] لاَ أجِدُ مَا أحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] فَتَوَلَّوْا وَهُمْ يَبْكُوْنَ، بَلْ كَمَاْ قَاْلَ تَعَاْلَىْ: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] ، مَوْقِفٌ لَاْ تَصَنُّعَ فِيْهِ ، بَلْ هُوَ مَوْقِفُ صِدْقٍ وَإِيْمَاْنٍ ، سَجَّلَهُ عَلَّاْمُ اَلْغُيُوْبِ ، اَلْمُطَّلِعُ عَلَىْ مَاْ فِيْ اَلْضَّمَاْئِرِ ، وَمَاْ تُكِنُّهُ اَلْأَفْئِدَةُ ![/FONT]
[FONT="]وَلِصِدْقِهِمْ وَحِزْنِهِمْ وَحَسْرَتِهِمْ عَلَىْ فَوَاْتِ شَيْئٍ مِنْ طَاْعَةِ رَبِهِمْ ، قَاْلَ عَنْهُمْ اَلْنَّبِيُ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] لِأَصْحَاْبِهِ ، كَمَاْ فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( إِنَّ بِاَلْمَدِيْنَةِ أَقْوَاْمَاً مَاْ قَطَعْتُمْ وَاْدِيَاً ، وَلَاْ سِرْتُمْ سَيْرَاً إِلَّاْ وَهُمْ مَعَكُمْ )) ، قَاْلَوْا : وَهُمْ بِاَلْمَدِيْنَةِ ؟ قَاْلَ : (( نَعَمْ ، حَبَسَهُمْ اَلْعُذْرُ )) . فَهَذِهِ حَاْلُ اَلْمُؤْمِنِيْنَ ، عَنْدَ فَوَاْتِ اَلْطَّاْعَةِ ، وَهَذَاْ مَآلُهُمْ ، وَتَلْكَ حَاْلُ اَلْمُنَاْفِقِيْنَ ، وَذَلِكَ مَآلُهُمْ ، فَفِيْ مَسَاْرَ مَنْ - أَنْتَ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ -.[/FONT]
[FONT="]أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَهْدِيْ ضَاْلَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الخطبة الثانية[/FONT]
[FONT="]الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فَاَلْتَّحَسْرُ وَاَلْحِزْنُ عَلَىْ فَوَاْتِ اَلْطَّاْعَاْتِ ، دَيْدَنُ اَلْصَّاْلِحِيْنَ ، وَخُلَّةٌ مِنْ خِلَاْلِ اَلْمُخْلِصِيْنَ، وَمِيْزَةٌ يَتَمَيَّزُ بِهَاْ عِبَاْدُ اللهِ اَلْصَّاْدِقِيْنَ ، فَهَذَاْ عُمُرُ بِنُ اَلْخَطَّاْبِ [/FONT][FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT][FONT="] جَاْءَ يَوْمَ اَلْخَنْدَقِ بَعْدَ مَاْ غَرَبَتِ اِلْشَّمْسُ، فَجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّاْرَ قُرِيْشٍ، قَاْلَ: يَاْ رَسُوْلَ اللهِ مَاْ كِدّتُ أُصَلِّيْ اَلْعَصْرَ، حَتَّىْ كَاْدَتْ اَلْشَّمْسُ تُغْرُبُ، قَاْلَ اَلْنَّبِيُ [/FONT][FONT="][FONT="]e[/FONT][/FONT][FONT="] : (( وَاللهِ مَاْ صَلَّيْتُهَاْ )). تَأَمَّلْ - أَخِيْ - هَذَاْ اَلْمَشْهَدِ اَلَّذِيْ يُوَضِّحُ لَكَ اَلْأَلَمَ وَاَلْحُزْنَ اَلَّذِيْ اِعْتَصَرَ قَلْبَهُ [/FONT][FONT="][FONT="]t[/FONT][/FONT][FONT="] ، يَتَحَسَّرُ عَلَىْ فَوَاْتِ وَقْتِ صَلَاْةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط ، فِيْ مَعْرَكَةٍ وَصَفَهَاْ اللهُ [/FONT][FONT="][FONT="]U[/FONT][/FONT][FONT="] بِقَوْلِهِ: [/FONT][FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] . إِنَّهُ اَلْإِيْمَاْنُ - أَخِيْ اَلْمُسْلِم - اَلَّذِيْ غَمَرَ قُلُوْبَهُمْ ، وَتَرْجَمَتْهُ وَاْقِعَاً جَوَاْرِحُهُمْ ، وَمَلَكَ أَحَاْسِيْسَهُمْ وَمَشَاْعِرَهُمْ ، فَإِذَاْ فَاْتَتْهُمْ طَاْعَةٌ ، وَقَدْ يَكُوْنُوْنَ مَعْذُوْرِيْنَ لِفَوَاْتِهَاْ ، تَتَقَطَّعُ قُلُوْبُهُمْ حَسْرَةً وَأَلَمَاً ، فَقُلْ لِيْ - أَخِيْ - بِرَبِّكَ ، عَلَىْ مَاْذَاْ نَتَحَسَّرُ فِيْ هَذِاْ اَلْزَّمَاْنِ ، وَمَاْ اَلَّذِيْ يُؤْلِمُنَاْ وَيُعَكِّرُ صَفْوَ حَيَاْتِنَاْ ، هَلْ هُوَ فَوَاْتُ اَلْطَّاْعَاْتِ ، أَمْ فَوَاْتُ حُطُاْمٍ فَاْنٍ زَاْئِلٍ ؟. [/FONT]
[FONT="]اَلْلَّهُمَّ لَاْ تَجْعَلِ اَلْدُّنْيَاْ أَكْبَرَ هَمِّنَاْ ، وَلَاْ مَبْلَغَ عِلْمِنَاْ ، وَاَجْعَلْنَاْ هُدَاْةً مُهْتَدِيْنَ ، لَاْ ضَاْلِيْنَ وَلَاْ مُضِلِّيْنَ ، وَاَرْحَمْنَاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اَللَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ اَلْهُدَىْ ، وَاَلْتُّقَىْ ، وَاَلْعَفَاْفَ وَاَلْغِنَىْ ، اَللَّهُمَّ أَحْيِنَاْ سُعَدَاْءَ ، وَتَوَفَّنَاْ شُهَدَاْءَ ، وَاحْشُرْنَاْ فِيْ زُمْرَةِ اَلْأَتْقِيَاْءِ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اَللَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكُ اَلْجَنَّةَ وَمَاْ قَرَّبَ إِلَيْهَاْ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوْذُ بِكَ مِنْ اَلْنَّاْرِ، وَمَاْ قَرَّبَ إِلَيْهَاْ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ ، اَللَّهُمَّ أَجِرْنَاْ مِنْ اَلْنّاْرِ ، وَأَدْخِلْنَاْ اَلْجَنَّةَ مَعَ اَلْأَبْرَاْرِ ، وَبَيِّضْ وُجُوْهَنَاْ ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوْهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوْهٌ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اَللَّهُمَّ يَمِّنْ كِتَاْبَنَاْ ، وَيَسِّرْ حِسَاْبَنَاْ، وَاجْعَلْنَاْ مِنْ عِبَاْدِكَ اَلْفَاْئِزِيْنَ، اَللَّهُمَّ آتِ نُفُوْسَنَاْ تَقْوَاْهَاْ، وَزَكِّهَاْ أَنْتَ خَيْرُ مِنْ زَكَّاْهَاْ ، أَنْتَ وَلِيُّهَاْ وَمَوْلَاْهَاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]اللّهُمّ أَنْتَ اللّهُ لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ ، تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ ، اللّهُمّ لَا إلّا إلَه إلّا أَنْتَ ، أَنْتَ الْغَنِيّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلَاْ تَجْعَلْنَاْ مِنْ اَلْقَاْنِطِيْنَ ، اللّهُمّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَك وَانْشُرْ رَحْمَتَك وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيّت اللّهُمّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]عِبَادَ اللهِ :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][FONT="]}[/FONT][/FONT][FONT="] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [/FONT][FONT="][FONT="]{[/FONT][/FONT][FONT="] فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
المشاهدات 3583 | التعليقات 2
جزاك الله خيراً
(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
بارك الله فيك شيخ شبيب فقد أبليت بلاء حسنا في هذا المنتدى وصولاتك شاهدة وجولاتك حاضرة وبصماتك حية وتعليقاتك قائمة وحضورك مشرف فلك عميق امتنانا وعظيم شكرنا وجزيل تقديرنا منا ومن كل الإخوة المشاركين والمعلقين والزائرين.
تعديل التعليق