حرمة حرق الأسرى
محمد البدر
1436/04/16 - 2015/02/05 08:56AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أمّا بعد: عباد الله: قال تعالى :﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: «إنْ وَجَدْتُمْ فُلاَنًا وَفُلانًا» لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا «فَأَحْرِقُوهُمَا بالنَّارِ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ أرَدْنَا الخرُوجَ: «إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«إنَّهُ لا يَنْبَغِي أنْ يُعَذِّبَ بالنَّارِ إِلا رَبُّ النَّارِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
لقد عظُمت الفتنة في هذه الأمّة بسفك الدماء، وقتل الأبرياء، ونحر الأعناق، وتعليق الرؤوس، وحرق الأسرى ، وتناثر الأشلاء، وإثارة الفتن العمياء، وتواصل حلقات الإفساد والتكفير، واستمرار مسلسل التفجير والتدمير، وغَوْر الجراحات النازفة التي طال أمدها فعسُر اندمالها، ولا يرتابُ العقلاء ولا يتمارى الشرفاء أنّ ما يحدث في بعض بلاد المسلمين يُعدّ جريمة شنعاء وفعلة نكراء لا يقرّها دين ولا عقل ، وهو بكلّ المقاييس أمرٌ محرّم وفعل مجرَّم وتصرّف مقبوح وعمل إرهابيّ مفضوح وسابقةٌ خطيرة ونازلةُ شرٍّ مستطيرة، أين هم من قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته : « فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا » وقوله عليه الصلاة والسلام « أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ » رَوَاهُ مُسْلِمُ.
وقوله عليه الصلاة والسلام «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله : ثمّ يزعم الداعشيون المجاهيل الأغرار أنّهم يقيمون شرع الله ويطهّرون جزيرة العرب من المشركين، ويقيمون دولة الإسلام على أرض العراق والشام فإلى الله المشتَكى من نابتةٍ أغرار، وشرذمةٍ أشرار، حُدثاءُ الأسنان، سفهاء الأحلام، ركبوا رؤوسهم وهاموا زهوا وتيها وغرورا فأحدثوا فتنا وفواجع وشرورا.
عباد الله : اعلموا أن الشرع أباح قتل الأسير من الكفار حسبما تقتضيه المصلحة، لكنه لم يبح تعذيبه بل أوجب إكرامه والإحسان إليه، هذا بالنسبة للكافر ومن باب أولى المسلم الأسير يجب إكرامه وإحسان معاملته .
بل إن القرآن الكريم وضع الأسير في لائحة من يعظم الأجر بالإحسان إليهم والرفق بهم فقال تعالى :
﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾.
روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة قال: لَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالأُسَرَاءِ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْهِمْ ، وَإِنَّ أَسْرَاهُمْ يَوْمَئِذٍ لِأَهْلُ الشِّرْكِ..
ولهذا لا يجوز تعذيب الأسير :وإذا كان تعذيبه غير مشروع فينبغي أيضا أن يكون قتله بأحسن وسائل القتل وأقلها ألما..
قال السرخسي في "شرح السير الكبير": وَإِنْ رَأَى الْإِمَامُ قَتْلَ الْأَسَارَى فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ بِالْعَطَشِ وَالْجُوعِ وَلَكِنَّهُ يَقْتُلُهُمْ قَتْلًا كَرِيمًا .يَعْنِي لَا يَنْبَغِي أَنْ يُمَثِّلَ بِهِمْ .
فالأسير -ما دام أسيرا- يتعين معاملته معاملة كريمة..
وإذا ظهر للمسلمين أن المصلحة في قتله، قتلوه قتلة كريمة، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولا يجوز أن يكون بغضهم له حاملا على الاعتداء عليهم ومخالفة شرع الله فيهم.
لقوله تعالى : ﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [ المائدة : 8 ] ولقوله تعالى : ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين ﴾ البقرة : 190
لقد أمر الشرع عند قتل من يستحق ذلك بإحسان القِتلة ، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمُ. ونهى عن التعذيب بالنار ،قال البيهقي : (فَإِذَا قَتَلَ مُشْرِكًا بَعْدَ الْإِسَارِ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، وَلَا يُمَثَّلُ بِهِ، وَلَا يَحْرِقُهُ بِالنَّارِ (3/ 385 ) .
فمن عدل أهل الإسلام في القتل : أنهم يعاملون من أرادوا قتله بالرحمة ،قال النبي صلى الله عليه وسلم :« الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
ومن عدل المسلمين في القتل أنهم لا يقطعون ولا يحرقون ولا يمثلون ..بخلاف من نزع الله من قلبه الإيمان ثم نزع من قلبه الرحمة !.فتراه يقتل الناس حرقا ويشويهم شيا .وترى نفسه تتلذذ بتعذيب الناس ،وكلما صاح الضحية ألما .صاح معه طرب!وقد قال عليه الصلاة والسلام : « لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِىٍّ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسنه الأَلبَانيُّ .من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .أقول قولي هذا ..
الخطبة الثانية :
عباد الله : إنّ ما يجري حولنا في بعض بلاد المسلمين من سفك الدماء المعصومة، وإزهاق الأنفس البريئة، وأعمال التفجير والتدمير والتخريب والإفساد وغيره لهو من الأعمال الإجراميّة المحرمة التّي هي إفراز الفكر التكفيري المنحرف تأباه الشريعة والفطرُ السليمة والعقول المستقيمة، ويرعاه أعداء الأمّة لتشويه صورة الإسلام السَّمحة، وكفى تشويها للإسلام دين الرّفق والإصلاح والتعمير، لا العنف والتدمير والتفجير، كفى تشويها لصورة الجهاد الشرعي ذُروة سنام الإسلام بمثل هذا التخريب والإفساد والإجرام، كم من مصالح للأمّة دّمرها هؤلاء؟ وكم من مكاسب للأعداء حقّقها هؤلاء؟ وكم تضرّر الدّين والمتدَيِّنون والدعوة والدعاة والحِسْبة والأعمال الخيرية بسبب هذه التصرفات الرعناء .
فالزموا يا عباد الله الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة واسمعوا للعلماء الربانيون ورثة الأنبياء وحماة الدين والسد المنيع لأمن البلاد والعباد وإياكم والأحزاب والجماعات والطوائف فالدين واضح والسنة بينة قال صلى الله عليه وسلم : « قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا ، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ ، فَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ ، حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
الا وصلوا ...
[/align]
أمّا بعد: عباد الله: قال تعالى :﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: «إنْ وَجَدْتُمْ فُلاَنًا وَفُلانًا» لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا «فَأَحْرِقُوهُمَا بالنَّارِ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ أرَدْنَا الخرُوجَ: «إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا، وَإِنَّ النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«إنَّهُ لا يَنْبَغِي أنْ يُعَذِّبَ بالنَّارِ إِلا رَبُّ النَّارِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
لقد عظُمت الفتنة في هذه الأمّة بسفك الدماء، وقتل الأبرياء، ونحر الأعناق، وتعليق الرؤوس، وحرق الأسرى ، وتناثر الأشلاء، وإثارة الفتن العمياء، وتواصل حلقات الإفساد والتكفير، واستمرار مسلسل التفجير والتدمير، وغَوْر الجراحات النازفة التي طال أمدها فعسُر اندمالها، ولا يرتابُ العقلاء ولا يتمارى الشرفاء أنّ ما يحدث في بعض بلاد المسلمين يُعدّ جريمة شنعاء وفعلة نكراء لا يقرّها دين ولا عقل ، وهو بكلّ المقاييس أمرٌ محرّم وفعل مجرَّم وتصرّف مقبوح وعمل إرهابيّ مفضوح وسابقةٌ خطيرة ونازلةُ شرٍّ مستطيرة، أين هم من قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته : « فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا » وقوله عليه الصلاة والسلام « أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ » رَوَاهُ مُسْلِمُ.
وقوله عليه الصلاة والسلام «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله : ثمّ يزعم الداعشيون المجاهيل الأغرار أنّهم يقيمون شرع الله ويطهّرون جزيرة العرب من المشركين، ويقيمون دولة الإسلام على أرض العراق والشام فإلى الله المشتَكى من نابتةٍ أغرار، وشرذمةٍ أشرار، حُدثاءُ الأسنان، سفهاء الأحلام، ركبوا رؤوسهم وهاموا زهوا وتيها وغرورا فأحدثوا فتنا وفواجع وشرورا.
عباد الله : اعلموا أن الشرع أباح قتل الأسير من الكفار حسبما تقتضيه المصلحة، لكنه لم يبح تعذيبه بل أوجب إكرامه والإحسان إليه، هذا بالنسبة للكافر ومن باب أولى المسلم الأسير يجب إكرامه وإحسان معاملته .
بل إن القرآن الكريم وضع الأسير في لائحة من يعظم الأجر بالإحسان إليهم والرفق بهم فقال تعالى :
﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾.
روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة قال: لَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالأُسَرَاءِ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْهِمْ ، وَإِنَّ أَسْرَاهُمْ يَوْمَئِذٍ لِأَهْلُ الشِّرْكِ..
ولهذا لا يجوز تعذيب الأسير :وإذا كان تعذيبه غير مشروع فينبغي أيضا أن يكون قتله بأحسن وسائل القتل وأقلها ألما..
قال السرخسي في "شرح السير الكبير": وَإِنْ رَأَى الْإِمَامُ قَتْلَ الْأَسَارَى فَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ بِالْعَطَشِ وَالْجُوعِ وَلَكِنَّهُ يَقْتُلُهُمْ قَتْلًا كَرِيمًا .يَعْنِي لَا يَنْبَغِي أَنْ يُمَثِّلَ بِهِمْ .
فالأسير -ما دام أسيرا- يتعين معاملته معاملة كريمة..
وإذا ظهر للمسلمين أن المصلحة في قتله، قتلوه قتلة كريمة، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولا يجوز أن يكون بغضهم له حاملا على الاعتداء عليهم ومخالفة شرع الله فيهم.
لقوله تعالى : ﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [ المائدة : 8 ] ولقوله تعالى : ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين ﴾ البقرة : 190
لقد أمر الشرع عند قتل من يستحق ذلك بإحسان القِتلة ، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمُ. ونهى عن التعذيب بالنار ،قال البيهقي : (فَإِذَا قَتَلَ مُشْرِكًا بَعْدَ الْإِسَارِ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، وَلَا يُمَثَّلُ بِهِ، وَلَا يَحْرِقُهُ بِالنَّارِ (3/ 385 ) .
فمن عدل أهل الإسلام في القتل : أنهم يعاملون من أرادوا قتله بالرحمة ،قال النبي صلى الله عليه وسلم :« الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
ومن عدل المسلمين في القتل أنهم لا يقطعون ولا يحرقون ولا يمثلون ..بخلاف من نزع الله من قلبه الإيمان ثم نزع من قلبه الرحمة !.فتراه يقتل الناس حرقا ويشويهم شيا .وترى نفسه تتلذذ بتعذيب الناس ،وكلما صاح الضحية ألما .صاح معه طرب!وقد قال عليه الصلاة والسلام : « لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِىٍّ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسنه الأَلبَانيُّ .من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .أقول قولي هذا ..
الخطبة الثانية :
عباد الله : إنّ ما يجري حولنا في بعض بلاد المسلمين من سفك الدماء المعصومة، وإزهاق الأنفس البريئة، وأعمال التفجير والتدمير والتخريب والإفساد وغيره لهو من الأعمال الإجراميّة المحرمة التّي هي إفراز الفكر التكفيري المنحرف تأباه الشريعة والفطرُ السليمة والعقول المستقيمة، ويرعاه أعداء الأمّة لتشويه صورة الإسلام السَّمحة، وكفى تشويها للإسلام دين الرّفق والإصلاح والتعمير، لا العنف والتدمير والتفجير، كفى تشويها لصورة الجهاد الشرعي ذُروة سنام الإسلام بمثل هذا التخريب والإفساد والإجرام، كم من مصالح للأمّة دّمرها هؤلاء؟ وكم من مكاسب للأعداء حقّقها هؤلاء؟ وكم تضرّر الدّين والمتدَيِّنون والدعوة والدعاة والحِسْبة والأعمال الخيرية بسبب هذه التصرفات الرعناء .
فالزموا يا عباد الله الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة واسمعوا للعلماء الربانيون ورثة الأنبياء وحماة الدين والسد المنيع لأمن البلاد والعباد وإياكم والأحزاب والجماعات والطوائف فالدين واضح والسنة بينة قال صلى الله عليه وسلم : « قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا ، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ ، فَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الأَنِفِ ، حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
الا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 3297 | التعليقات 3
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
شكر الله لك ونفع بك وزادك الله من فضله وعلمه ونثمن لك شيخ محمد حضورك الملفت وتواجدك النافع
الدال على الخير-
جزاكم الله خيرا
تعديل التعليق