حرمة المساجد وحادثة التفجير
صالح العويد
1436/10/22 - 2015/08/07 04:56AM
الحمد الله الواحدِ القهّار، وعد المتّقين جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، وأوعد الزائغين عن شريعته عذابَ السعير وبئس القرار وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له شهادةً نرجو بها حطّ الخطايا والأوزار، وأشهد أن نبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المخصوصين بالتوقير والإكبار، ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبَ غروبٌ وإسفار.
أما بعد: فإنَّ أعظمَ الوصايا الوصيّة بتقوى ربِّ البرايا، فاتّقوا الله رحمكم الله، فإنّ تقوى الله أمانٌ من البلايا وحصنٌ من الرزايا، بالتقوى أمنُ الديار وحِفظ الدماء وهَناء العَيش والاستقرار وكَثرة الخيرات واستجلابُ البركات، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]،
أمّةَ الأمنِ والإيمان، المساجِدُ بيوتُ الله، بُنِيت جُدُرها ورفِعَت قواعدها على اسمه وحدَه لا شريك له، يُعبَد فيها ويوحَّد، ويعظم فيها ويمجَّد، ويركَعُ له فيها ويُسجَد، وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18]. أضافها الرب إلى نفسه إضافة تشريف وإجلال. وتوعد من يمنع عباده من ذكره فيها أو خربها أو تسبب في خرابها. فقال تعالى: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم [البقرة:114]. ولقد ورد النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ الرُّهْبَانِ فِي الْكَنَائِسِ، فَكَيْفَ بِقَتْلِ المُصَلِّينَ فِي المَسَاجِدِ؟! وَبُيُوتُ اللَّـهِ تَعَالَى مَحَلُّ الْأَمْنِ لَا الْخَوْفِ، وَفِي تَارِيخِ الْفِتَنِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ شَنَّعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى مَنِ انْتَهَكُوا حُرْمَةَ المَسَاجِدِ فِي حُرُوبِهِمْ، وَفِي فَتْحِ مَكَّةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. وعَنْ أَبِي مُوسى رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: « إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا، وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا. أَوْ قَالَ فَلْيَقْبِضْ بَكَفُّهِ. أَنْ يُصِيبَ أَحَداً مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فَإِذَا اسْتُحِلَّ الْغَدْرُ بِالمُصَلِّينَ فِي المَسَاجِدِ الْآمِنَةِ فَمَاذَا يَبْقَى آمِنًا لِلنَّاسِ؟ وَأَيُّ حُرْمَةٍ تَبْقَى لَمْ تُنْتَهَكْ بِآرَاءٍ كَاسِدَةٍ، وَتَأْوِيلَاتٍ فَاسِدَةٍ، وَجَهَالَاتٍ مُتَرَاكِمَةٍ؟!
لقَدْ تَكَاثَرَ سَعْيُ الْمُفْسِدِينَ لِلْإِخْلَالِ بِالْأَمْنِ؛ فَقَلَّتْ عِنْدَهُمْ هَيْبَةُ الدَّمِ الْمَعْصُومِ وَحُرْمَتُهُ؛حَتَّى أَصْبَحُوا يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللهِ بِإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ الْمَعْصُومَةِ؛ فَلَمْ يُراع حُرْمَةَ الدَّمَاءِ، وَلَا حُرْمَةَ الْمَسْاجِدِ، ولاحرمة الزمان ،ونُصُوصُ الشَّرِيعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى فِي بَيَانِ حُرْمَةِ الدِّمَاءِ الْمُعْصُومَةِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ حَـمْلِ الْأَسْلِحَةِ؛ قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا)،رَوَاهُ مُسْلِمٌ
لقد فُجِع كلُّ ذي دينٍ ومروءَة،وكلّ ذي عقلٍ وإنسانيّة بالعمل الجبانِ الإجراميّ والتصرّف الأرعَن الإرهابيّ بتفجيرِ قواتِ الطَّوارِئ الخاصةِ في منطقةِ عسيرْولا يرتابُ العقلاء ولا يتمارى الشّرفاء أنَّ ما حدث يُعدّ جريمةً شنعاء وفِعلة نكراء لا يُقِرّها دين ولا عقلٌ ولا منطقٌ ولا إنسانية، وهي بكلّ المقاييس أمرٌ محرَّم وفعلٌ مجرَّم ، أين يذهب هؤلاء القتلةُ المجرِمون من قوله عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)) ، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((أوّلُ ما يقضَى بين الناس في الدماء)) وقوله: ((لا يزال المسلم في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا)) ، ((لزوال الدنيا أهونُ عند الله مِن قتل رجل مسلم)) خرجه الترمذي والنسائي وغيرهما وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ قَتْلَ مَنْ يَسْتَحِقُّونَ الْقَتْلَ مِنَ المُنَافِقِينَ الَّذِينَ عَارَضُوا دِينَهُ، وَجَادَلُوهُ فِي شَرْعِهِ، وَاتَّهَمُوهُ فِي أَمَانَتِهِ وَعِرْضِهِ، وَقَدْ حَلَّتْ دِمَاؤُهُمْ بِذَلِكَ، فَتَرَكَهُمْ مُعَلِّلًا تَرْكَهُمْ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». فإلى الله المشتكى، إلى الله المشتكى من نابتةٍ أغرار وشِرذمة أشرار، حُدثاء الأسنان، سُفهاء الأحلام، ركبوا رؤوسَهم، وافتاتوا على ولاة أمرهم وعلمائهم، إفسادٌ في الأرض، وترويع للمؤمنين والآمنين، ونقضٌ للعهود وإزهاق أرواح الركع السجود .
عِبَادَ اللهِ، لَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْحَادِثَ الْإِجْرَامِيَّ، مِنْ مَكْرِ الْأَعْدَاءِ المُتَرَبِّصِينَ، الَّذِين يُذْكُونَ نِيرَانَ الْفِتْنَةِ، وَيَنْفُخُونَ فِيهَا؛ لِرَفْعِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ مِنْ بِلَادِنَا، وَإِحْلَالِ الْخَوْفِ وَالْفَوْضَى فِيهَا؛ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِهِمْ؛ وَلَكِنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ،.فَعَلَى أَبْنَاءِ الْإِسْلَامِ أَنْ يَكُونُوا عَلَى حَذَرٍمنهم و مِنَ الشَّائِعَاتِ الْكَاذِبَةِ، وَالْأَرَاجِيفِ الْمُغْرِضَةِ، وَالْأَفْكَارِ الْهَدَّامَةِ، وَالْفَتَاوَى الْمُسْتَوْرَدَةِ، وَالْمَنَاهِجِ الْوَافِدَةِ الْمُخَالِفَةِ لِمَنْهَجِ سَلَفِ الْأُمَّةِ،! فَلْنَكُنْ عَلَى حَذَرٍ كَبِيرٍ مِنْ هَذَا الْخَطَرِ الْمُحْدِقِ الْمُخِيفِ . ولنقف صفًا واحدًا وصوتًا واحدًا، كلٌّ من قِبَله ومن موقعه ومن منبره ومن ميدانه ومن بيته وأن نعلن أننا أبرياء من هذه الأفعال الشنيعة، وأن الإسلام بريء من مرتكبيها، وأن نكون على بيّنة من خطط أعدائنا، وعلى حذر ويقظة تامة لما يُحاك لنا ولولاة امرنا وأن نلتفّ حول قيادتنا الرشيدة وعلمائنا الربانيين ودعاتنا الشرعيين وأن نكون عونًا للجميع في أداء أعمالهم بما يعود على بلادنا وأمتنا بالخير والصلاح، متعاونين على البر والتقوى. والجميع اليوم مواطنين ومقيمين وشبابًا وشيبًا مدعوون للتكاتف والتعاون مع رجال الأمن كلٌّ على حسب قدرته واستطاعته في الكشف عن هؤلاء المجرمين ومن يتستر عليهم ويقف وراءهم ويؤويهم ويتعاطف معهم، ولنتذكر دائمًا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام (لعن الله من آوى محدثًا)حتى تُكشف مخططاتهم ويُقضى على بذور الشر والفساد، وتسلم منها البلاد والعباد. حَـمَى اللهُ تَعَالَى بِلَادَنَا،وَبِلَادَ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَأَدَامَ عَلَيْنَا، وَعَلَى الـمُسْلِمِينَ الْأَمْنَ، وَالِاسْتِقْرَارَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ *وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ *وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيّد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، لا يُرجَى إلا خيرُه، ولا يخشَى إلا ضره، ولا إله لنا غيرُه، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير البريّة وهادي البشريّة نبينا محمّد عليه وعلى آله وصحبه أزكى سلام وأوفى تحيّه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَتَعَوَّذُوا بِهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَسَلُوهُ الثَّبَاتَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى المَمَاتِ؛وَعَلَيْنَا أَنَّ نَعْلَمَ أَنَّ أَكْثَرَ مَنْ يُنَفِّذُ أَفَكَارَ الأْعْدَاءِ هُمْ مِنَ الشَّبَابِ حُدَثَاءِ الْأسَنَانِ، الَّذِينَ يَتِمُّ اِسْتِغْلَالُ صِغَرِ سِنِّهِمْ، وَعَدَمِ اِنْضِباطِ عَوَاطِفِهِمْ مِنْ جِرَّاءِ حَـمَاسٍ زَائِدٍ، لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْوَيْلِ لَهُمْ، وَلِمُجْتَمَعِهِمْ، وَأَهِلِيهِمْ، وَيُعْطِي صُوَرَةً سَيِّئَةً عَنْ وَسَطِيَّةِ دِينِنَا وَسَـمَاحَتِهِ.
فَيا معاشَرِ الشَّبَابِ، يافَلَذَاتِ الأَكْبَادِ، وَثَـمَرَاتِ الفؤاد،: اِتَّقُوا اللهَ فِي أَنَفُسِكُمْ، وَلَا تَتَّبِعُوا مَنْ تَأَثَّرَ بِهَذِهِ الْأَفْكَارِ، وَلَا تَكُونُوا فَرِيسَةً لِلشَّيْطَانِ، فَيَجْلِبَ عَلَيْكُمْ خِزْيَ الدُّنْيا، وَعَذَابَ الْآخِرَةِ والـحَذَرَ الـحَـذَرَ، أَنْ تَكُونُوا مَمَنْ حَذَّرَ مِنْهُمُ الرَّسُولُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْلِ: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
عباد الله الأمر لا تحصره كلماتٌ، والموضوع لا تحدّه صفَحات، ولكنّه يحتاج إلى وقفةٍ جادّة ووقفاتٍ وبرامجَ مدروسة تتجاوز حدودَ الأفعال، فمصلحةُ الدّين والأمّة والبلاد فوق مصلحةِ الأفراد والهيئات.
لا بدّ من الاعتصامِ بحبل الله والحذَر من التفرّق واعلموا أننا نعيشُ في قوةٍ وصحةٍ وأمن تُوجِبُ الشكرَ لله ذي المَنِّ، وإن من حقِّ الله علينا وحقِّ أجيالنا وأوطاننا أن نكون أوفياء للإسلام، أُمناء على الإسلام، ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم , و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .وعليكم بجماعة المسلمين فإن يدالله مع الجماعة ومن شذشذفي النارنعوذبالله منهاوصلّوا وسلِّموا على النبيّ المصطفى والخليل المجتبى نبيّكم محمّد نبيّ الهدى، فقد أمركم بذلك المولى جلّ وعلا فقال قولا كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وأزواجه الطيّبين الطاهرين، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين وعلى أصحابه الغرّ الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وانصر عبادك المُوحِّدين، وكن للمُستضعفين والمظلومين والمنكوبين والمُشرَّدين والمُنقطعين من المسلمين، ودمِّر الطُّغاةَ والجبابرةَ والظلمَة والمُعتدين يا رب العالمين، اللهم دمِّر الطُّغاةَ والجبابرةَ والظلمَة والمُعتدين يا رب العالمين.
اللهم أدِم على بلادنا أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارها، ووفِّق قادتها لما فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضى،
اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام بسوءٍ اللهم فأشغِله بنفسه، واجعل كيدَه في نحره، اللهم اقتله بسلاحه، وأحرِقه بناره، اللهم اكشِف أمره، واهتِك سِترَه، واكفِنا شرَّه، واجعله عِبرَة.
اللهم عُمَّ بالأمن والرخاء والاستقرار جميعَ أوطان المسلمين، اللهم احم بلاد المسلمين من كل سوء وفتنةٍ ومكروهٍ يا كريم يا رحيم.
اللهم اجعل أهلنا في سوريا والعراق وفلسطين واليمن في ضمانك وأمانك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم فرِّج كُربتَهم، واكشِف شدَّتهم، واحقِن دماءَهم، وصُن أعراضهم، واحفظ أموالهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمة ، وأطفِئ جمرة الفتنة، يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، واغفرذنوبنا وذنوب موتانا، وانصرنا على من عادانا يا قوي يا عزيز
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
أما بعد: فإنَّ أعظمَ الوصايا الوصيّة بتقوى ربِّ البرايا، فاتّقوا الله رحمكم الله، فإنّ تقوى الله أمانٌ من البلايا وحصنٌ من الرزايا، بالتقوى أمنُ الديار وحِفظ الدماء وهَناء العَيش والاستقرار وكَثرة الخيرات واستجلابُ البركات، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]،
أمّةَ الأمنِ والإيمان، المساجِدُ بيوتُ الله، بُنِيت جُدُرها ورفِعَت قواعدها على اسمه وحدَه لا شريك له، يُعبَد فيها ويوحَّد، ويعظم فيها ويمجَّد، ويركَعُ له فيها ويُسجَد، وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18]. أضافها الرب إلى نفسه إضافة تشريف وإجلال. وتوعد من يمنع عباده من ذكره فيها أو خربها أو تسبب في خرابها. فقال تعالى: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم [البقرة:114]. ولقد ورد النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ الرُّهْبَانِ فِي الْكَنَائِسِ، فَكَيْفَ بِقَتْلِ المُصَلِّينَ فِي المَسَاجِدِ؟! وَبُيُوتُ اللَّـهِ تَعَالَى مَحَلُّ الْأَمْنِ لَا الْخَوْفِ، وَفِي تَارِيخِ الْفِتَنِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ شَنَّعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى مَنِ انْتَهَكُوا حُرْمَةَ المَسَاجِدِ فِي حُرُوبِهِمْ، وَفِي فَتْحِ مَكَّةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. وعَنْ أَبِي مُوسى رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: « إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا، وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا. أَوْ قَالَ فَلْيَقْبِضْ بَكَفُّهِ. أَنْ يُصِيبَ أَحَداً مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فَإِذَا اسْتُحِلَّ الْغَدْرُ بِالمُصَلِّينَ فِي المَسَاجِدِ الْآمِنَةِ فَمَاذَا يَبْقَى آمِنًا لِلنَّاسِ؟ وَأَيُّ حُرْمَةٍ تَبْقَى لَمْ تُنْتَهَكْ بِآرَاءٍ كَاسِدَةٍ، وَتَأْوِيلَاتٍ فَاسِدَةٍ، وَجَهَالَاتٍ مُتَرَاكِمَةٍ؟!
لقَدْ تَكَاثَرَ سَعْيُ الْمُفْسِدِينَ لِلْإِخْلَالِ بِالْأَمْنِ؛ فَقَلَّتْ عِنْدَهُمْ هَيْبَةُ الدَّمِ الْمَعْصُومِ وَحُرْمَتُهُ؛حَتَّى أَصْبَحُوا يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللهِ بِإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ الْمَعْصُومَةِ؛ فَلَمْ يُراع حُرْمَةَ الدَّمَاءِ، وَلَا حُرْمَةَ الْمَسْاجِدِ، ولاحرمة الزمان ،ونُصُوصُ الشَّرِيعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى فِي بَيَانِ حُرْمَةِ الدِّمَاءِ الْمُعْصُومَةِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ حَـمْلِ الْأَسْلِحَةِ؛ قَالَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا)،رَوَاهُ مُسْلِمٌ
لقد فُجِع كلُّ ذي دينٍ ومروءَة،وكلّ ذي عقلٍ وإنسانيّة بالعمل الجبانِ الإجراميّ والتصرّف الأرعَن الإرهابيّ بتفجيرِ قواتِ الطَّوارِئ الخاصةِ في منطقةِ عسيرْولا يرتابُ العقلاء ولا يتمارى الشّرفاء أنَّ ما حدث يُعدّ جريمةً شنعاء وفِعلة نكراء لا يُقِرّها دين ولا عقلٌ ولا منطقٌ ولا إنسانية، وهي بكلّ المقاييس أمرٌ محرَّم وفعلٌ مجرَّم ، أين يذهب هؤلاء القتلةُ المجرِمون من قوله عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)) ، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((أوّلُ ما يقضَى بين الناس في الدماء)) وقوله: ((لا يزال المسلم في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا)) ، ((لزوال الدنيا أهونُ عند الله مِن قتل رجل مسلم)) خرجه الترمذي والنسائي وغيرهما وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ قَتْلَ مَنْ يَسْتَحِقُّونَ الْقَتْلَ مِنَ المُنَافِقِينَ الَّذِينَ عَارَضُوا دِينَهُ، وَجَادَلُوهُ فِي شَرْعِهِ، وَاتَّهَمُوهُ فِي أَمَانَتِهِ وَعِرْضِهِ، وَقَدْ حَلَّتْ دِمَاؤُهُمْ بِذَلِكَ، فَتَرَكَهُمْ مُعَلِّلًا تَرْكَهُمْ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». فإلى الله المشتكى، إلى الله المشتكى من نابتةٍ أغرار وشِرذمة أشرار، حُدثاء الأسنان، سُفهاء الأحلام، ركبوا رؤوسَهم، وافتاتوا على ولاة أمرهم وعلمائهم، إفسادٌ في الأرض، وترويع للمؤمنين والآمنين، ونقضٌ للعهود وإزهاق أرواح الركع السجود .
عِبَادَ اللهِ، لَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْحَادِثَ الْإِجْرَامِيَّ، مِنْ مَكْرِ الْأَعْدَاءِ المُتَرَبِّصِينَ، الَّذِين يُذْكُونَ نِيرَانَ الْفِتْنَةِ، وَيَنْفُخُونَ فِيهَا؛ لِرَفْعِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ مِنْ بِلَادِنَا، وَإِحْلَالِ الْخَوْفِ وَالْفَوْضَى فِيهَا؛ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِهِمْ؛ وَلَكِنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ،.فَعَلَى أَبْنَاءِ الْإِسْلَامِ أَنْ يَكُونُوا عَلَى حَذَرٍمنهم و مِنَ الشَّائِعَاتِ الْكَاذِبَةِ، وَالْأَرَاجِيفِ الْمُغْرِضَةِ، وَالْأَفْكَارِ الْهَدَّامَةِ، وَالْفَتَاوَى الْمُسْتَوْرَدَةِ، وَالْمَنَاهِجِ الْوَافِدَةِ الْمُخَالِفَةِ لِمَنْهَجِ سَلَفِ الْأُمَّةِ،! فَلْنَكُنْ عَلَى حَذَرٍ كَبِيرٍ مِنْ هَذَا الْخَطَرِ الْمُحْدِقِ الْمُخِيفِ . ولنقف صفًا واحدًا وصوتًا واحدًا، كلٌّ من قِبَله ومن موقعه ومن منبره ومن ميدانه ومن بيته وأن نعلن أننا أبرياء من هذه الأفعال الشنيعة، وأن الإسلام بريء من مرتكبيها، وأن نكون على بيّنة من خطط أعدائنا، وعلى حذر ويقظة تامة لما يُحاك لنا ولولاة امرنا وأن نلتفّ حول قيادتنا الرشيدة وعلمائنا الربانيين ودعاتنا الشرعيين وأن نكون عونًا للجميع في أداء أعمالهم بما يعود على بلادنا وأمتنا بالخير والصلاح، متعاونين على البر والتقوى. والجميع اليوم مواطنين ومقيمين وشبابًا وشيبًا مدعوون للتكاتف والتعاون مع رجال الأمن كلٌّ على حسب قدرته واستطاعته في الكشف عن هؤلاء المجرمين ومن يتستر عليهم ويقف وراءهم ويؤويهم ويتعاطف معهم، ولنتذكر دائمًا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام (لعن الله من آوى محدثًا)حتى تُكشف مخططاتهم ويُقضى على بذور الشر والفساد، وتسلم منها البلاد والعباد. حَـمَى اللهُ تَعَالَى بِلَادَنَا،وَبِلَادَ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَأَدَامَ عَلَيْنَا، وَعَلَى الـمُسْلِمِينَ الْأَمْنَ، وَالِاسْتِقْرَارَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ *وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ *وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيّد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله، لا يُرجَى إلا خيرُه، ولا يخشَى إلا ضره، ولا إله لنا غيرُه، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير البريّة وهادي البشريّة نبينا محمّد عليه وعلى آله وصحبه أزكى سلام وأوفى تحيّه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَتَعَوَّذُوا بِهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَسَلُوهُ الثَّبَاتَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى المَمَاتِ؛وَعَلَيْنَا أَنَّ نَعْلَمَ أَنَّ أَكْثَرَ مَنْ يُنَفِّذُ أَفَكَارَ الأْعْدَاءِ هُمْ مِنَ الشَّبَابِ حُدَثَاءِ الْأسَنَانِ، الَّذِينَ يَتِمُّ اِسْتِغْلَالُ صِغَرِ سِنِّهِمْ، وَعَدَمِ اِنْضِباطِ عَوَاطِفِهِمْ مِنْ جِرَّاءِ حَـمَاسٍ زَائِدٍ، لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْوَيْلِ لَهُمْ، وَلِمُجْتَمَعِهِمْ، وَأَهِلِيهِمْ، وَيُعْطِي صُوَرَةً سَيِّئَةً عَنْ وَسَطِيَّةِ دِينِنَا وَسَـمَاحَتِهِ.
فَيا معاشَرِ الشَّبَابِ، يافَلَذَاتِ الأَكْبَادِ، وَثَـمَرَاتِ الفؤاد،: اِتَّقُوا اللهَ فِي أَنَفُسِكُمْ، وَلَا تَتَّبِعُوا مَنْ تَأَثَّرَ بِهَذِهِ الْأَفْكَارِ، وَلَا تَكُونُوا فَرِيسَةً لِلشَّيْطَانِ، فَيَجْلِبَ عَلَيْكُمْ خِزْيَ الدُّنْيا، وَعَذَابَ الْآخِرَةِ والـحَذَرَ الـحَـذَرَ، أَنْ تَكُونُوا مَمَنْ حَذَّرَ مِنْهُمُ الرَّسُولُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَوْلِ: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
عباد الله الأمر لا تحصره كلماتٌ، والموضوع لا تحدّه صفَحات، ولكنّه يحتاج إلى وقفةٍ جادّة ووقفاتٍ وبرامجَ مدروسة تتجاوز حدودَ الأفعال، فمصلحةُ الدّين والأمّة والبلاد فوق مصلحةِ الأفراد والهيئات.
لا بدّ من الاعتصامِ بحبل الله والحذَر من التفرّق واعلموا أننا نعيشُ في قوةٍ وصحةٍ وأمن تُوجِبُ الشكرَ لله ذي المَنِّ، وإن من حقِّ الله علينا وحقِّ أجيالنا وأوطاننا أن نكون أوفياء للإسلام، أُمناء على الإسلام، ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم , و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .وعليكم بجماعة المسلمين فإن يدالله مع الجماعة ومن شذشذفي النارنعوذبالله منهاوصلّوا وسلِّموا على النبيّ المصطفى والخليل المجتبى نبيّكم محمّد نبيّ الهدى، فقد أمركم بذلك المولى جلّ وعلا فقال قولا كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وأزواجه الطيّبين الطاهرين، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين وعلى أصحابه الغرّ الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وانصر عبادك المُوحِّدين، وكن للمُستضعفين والمظلومين والمنكوبين والمُشرَّدين والمُنقطعين من المسلمين، ودمِّر الطُّغاةَ والجبابرةَ والظلمَة والمُعتدين يا رب العالمين، اللهم دمِّر الطُّغاةَ والجبابرةَ والظلمَة والمُعتدين يا رب العالمين.
اللهم أدِم على بلادنا أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارها، ووفِّق قادتها لما فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا لما تحبُّ وترضى،
اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام بسوءٍ اللهم فأشغِله بنفسه، واجعل كيدَه في نحره، اللهم اقتله بسلاحه، وأحرِقه بناره، اللهم اكشِف أمره، واهتِك سِترَه، واكفِنا شرَّه، واجعله عِبرَة.
اللهم عُمَّ بالأمن والرخاء والاستقرار جميعَ أوطان المسلمين، اللهم احم بلاد المسلمين من كل سوء وفتنةٍ ومكروهٍ يا كريم يا رحيم.
اللهم اجعل أهلنا في سوريا والعراق وفلسطين واليمن في ضمانك وأمانك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم فرِّج كُربتَهم، واكشِف شدَّتهم، واحقِن دماءَهم، وصُن أعراضهم، واحفظ أموالهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمة ، وأطفِئ جمرة الفتنة، يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، واغفرذنوبنا وذنوب موتانا، وانصرنا على من عادانا يا قوي يا عزيز
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
المشاهدات 3963 | التعليقات 4
ألقيت خطبتكم المباركة شيخ عصام اليوم بالجامع الذي أصلي فيه،، بعد تنسيق خاص وتصرف،،
حُرمَةُ المسَاجِدِ والدِّماء
) الخُطْبَةُ الأُوْلَى(
أَمَّا بَعْدُ عِبادَ الله:
فإنَّ أعظمَ الوصايا.. الوصيّة بتقوى ربِّ البرايا، فاتّقوا الله رحمكم الله، فإنّ تقوى الله أمانٌ من البلايا، وحصنٌ من الرزايا، بالتقوى تأمنُ الديار، وتُحفظُ الدماءُ، وتُصانُ الأعراض، وَيَهنأُ العَيش والاستقرار، وتكثرُ الخيراتُ وتُستجلبُ البركات، )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ(.
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:
المساجِدُ بيوتُ الله، بُنِيت جُدُرها ورفِعَت قواعدها، باسمه وحدَهُ لا شريك له، يُعبَد فيها ويُوحَّد، ويُعظم فيها وَيُمجَّد، وَيُركَعُ له فيها ويُسجَد،) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(.
أضافها الربُّ إلى نفسه إضافةَ تشريفٍ وإجلالٍ، وتوعد من يمنع عباده من ذكرهِ فيها أو خربها، بالخزي والعذاب العظيم، )وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(.
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:
بُيُوتُ اللَّـهِ تَعَالَى مَحَلُّ الْأَمْنِ لَا الْخَوْفِ، وَفِي تَارِيخِ الْفِتَنِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، شَنَّعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى مَنِ انْتَهَكُوا حُرْمَةَ المَسَاجِدِ فِي حُرُوبِهِمْ، وَفِي فَتْحِ مَكَّةَ قَالَ النَّبِيُّ e : (وَمَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
فَإِذَا اسْتُحِلَّ أهلُ الْغَدْرِ دماءَ المُصَلِّينَ فِي المَسَاجِدِ الْآمِنَةِ، فَمَاذَا يَبْقَى من أمنِ اِلنَّاسِ؟ وَأَيُّ حُرْمَةٍ لبيوتِ الله تَبْقَى؟
لقَدْ تَكَاثَرَ سَعْيُ الْمُفْسِدِينَ لِلْإِخْلَالِ بِالْأَمْنِ؛ فَقَلَّتْ عِنْدَهُمْ هَيْبَةُ الدَّمِ الْمَعْصُومِ وَحُرْمَتُهُ؛ حَتَّى أَصْبَحُوا يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللهِ بِإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ الْمَعْصُومَةِ؛ فَلَمْ يُراعو حُرْمَةَ الدَّمَاءِ، وَلَا حُرْمَةَ الْمَسْاجِدِ، ونُصُوصُ الشَّرِيعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى فِي بَيَانِ حُرْمَةِ الدِّمَاءِ الْمُعْصُومَةِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ حَـمْلِ الْأَسْلِحَةِ؛ قَالَ e: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا).
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:
لقد فُجِع كلُّ ذي دينٍ ومروءَةٍ، وكلُّ ذي عقلٍ وفطرةٍ سويّةٍ، بالعمل الإجراميِّ والتصرّفِ الأرعَنِ، بتفجيرِ مسجدِ قواتِ الطَّوارِئ الخاصةِ في منطقةِ عسيرْ، ولا يرتابُ العقلاء ولا يتمارى الشّرفاء، أنَّ ما حدث يُعدّ جريمةً شنعاءَ وفِعلةً نكراءَ، لا يُقِرّها دين ولا عقلٌ، وهي بكلّ المقاييس أمرٌ محرَّم وفعلٌ مجرَّم.
أين يذهب هؤلاء القتلةُ المجرِمون من قوله تعالى: )وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا(، وقوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) ، وقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يزالُ المسلمُ في فُسحةٍ من دينهِ ما لم يصِب دمًا حَرامًا) ، (لزوالُ الدُّنيا أَهونُ عندَ الله مِن قتلِ رَجُلٍ مُسلم).
ولقد نهى النبي e عَنْ قَتْلِ الرُّهْبَانِ فِي الْكَنَائِسِ، حالَ الحربِ وهم كفارٌ، فَكَيْفَ بِقَتْلِ المُصَلِّينَ فِي المَسَاجِدِ؟
نعوذُ بالله.. من شرِّ نبتةِ أغرارٍ وشِرذمةٍ أَشرارٍ، حُدثاءُ الأسنان، سُفهاء الأحلام، يقتلون أهل الإيمان، ويتركون أهل الأوثان، ركبوا رؤوسَهم، وافتاتوا على ولاة أمرهم وعلمائهم، إفسادٌ في الأرض، وترويعٌ للمؤمنين والآمنين، ونقضٌ للعهود، وإزهاقٌ لأرواح الركعِ السُّجود .
عِبَادَ اللهِ:
لَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْحَادِثَ الْإِجْرَامِيَّ، مِنْ مَكْرِ الْأَعْدَاءِ المُتَرَبِّصِينَ، الَّذِين يُذْكُونَ نِيرَانَ الْفِتْنَةِ، وَيَنْفُخُونَ فِيهَا؛ لِرَفْعِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ مِنْ بِلَادِنَا، وَإِحْلَالِ الْخَوْفِ وَالْفَوْضَى فِيهَا؛ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِهِمْ؛ وَلَكِنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ، بقوته وعزته سبحانه.
أَيُّهَا المُسلمون:
علينا أَنْ نكونَ عَلَى حَذَرٍ منهم، ومِنَ تلقي الشَّائِعَاتِ الْكَاذِبَةِ، وَالْأَرَاجِيفِ الْمُغْرِضَةِ، وَالْأَفْكَارِ الْهَدَّامَةِ، وَالْفَتَاوَى الْمُسْتَوْرَدَةِ، وَالْمَنَاهِجِ الْوَافِدَةِ الْمُخَالِفَةِ لِمَنْهَجِ سَلَفِ الْأُمَّةِ،! ولْنَكُنْ عَلَى حَذَرٍ كَبِيرٍ مِنْ هَذَا الْخَطَرِ الْمُحْدِقِ الْمُخِيفِ، ولنقف صفًا واحدًا وصوتًا واحدًا، وأن نعلمَ أنَّهُ لا بدّ من الاعتصامِ بحبل الله تعالى، والالتفافِ حولَ ولاةِ أمرنا وعلمائنا، والحذَرَ من التفرّقِ والاختلاف.
واعلموا أننا نعيشُ في قوةٍ وصحةٍ وأمنٍ، تُوجِبُ الشكرَ لله ذي المَنِّ، وإنَّ من حقِّ الله علينا، ثمَّ من حقِّ أوطاننا، أَنْ نَكُونَ أَوفِياءَ للإِسلام، أُمناءَ عَلَى الإِسلاَم.
حَـمَى اللهُ تَعَالَى بِلَادَنَا، وَبِلَادَ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَأَدَامَ عَلَيْنَا وَعَلَى الـمُسْلِمِينَ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيّد الثقلين.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ،
فَاسْتَغْفِرُوهُ وتوبوا إليه إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
) الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ (
أَمَّا بَعدُ عِبَادَ الله:
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾، وَتَعَوَّذُوا بِهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَسَلُوهُ الثَّبَاتَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى المَمَاتِ.
فاللَّهُمَّ أعِزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين، وانصر عبادك المُوحِّدين، وكن للمُستضعفين والمظلومين والمنكوبين من المسلمين، اللَّهُمَّ ودمِّر الطُّغاةَ والجبابرةَ والظلمَة والمُعتدين يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ أدِم على بلادنا أمنَها ورخاءَها، وعِزَّها واستقرارها، ووفِّق قادتها لما فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين.
اللَّهُمَّ من أرادنا أو أراد الإسلام بسوءٍ، اللَّهُمَّ فأشغِله بنفسه، واجعل كيدَه في نحره، اللَّهُمَّ واقتله بسلاحه، وأحرِقه بناره، اللَّهُمَّ اكشِف أمره، واهتِك سِترَه، واكفِنا شرَّه، واجعله عِبرَة.
اللَّهُمَّ عُمَّ بالأمن والرخاء والاستقرار جميعَ أوطان المسلمين، اللَّهُمَّ احم بلاد المسلمين من كل سوء وفتنةٍ ومكروهٍ يا كريم يا رحيم.
اللَّهُمَّ اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمة، وأطفِئ جمرة الفتنة، يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ واحفظ رجال أمننا، اللَّهُمَّ واحفظ جنودنا في البلاد وعلى الثغور والحدود، اللَّهُمَّ وانصرهم واحقن دماءهم، اللَّهُمَّ وتقبل موتاهم في الشهداء واجبر مصاب أهليهم، اللَّهُمَّ واشفِ مرضاهم وداوِ جرحاهم يا ربَّ العالمين.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله:
)إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
جزيت خيرا شيخ صالح ونفع الله بك، والحمدلله على سلامتك بعد غياب طويل، ونرجو أن يكون غيابك دافعه خيرا، عدت إلينا أعادك الله من السالمين.
بندر المقاطي;27947 wrote:
خطبة جميلة شيخ عصام وموجزة وجامعة،، نفع الله بكم،،
حياك الله أخي بندر
ونفع الله بالجميع
وللتصحيح اسمي صالح
بندر المقاطي
خطبة جميلة شيخ عصام وموجزة وجامعة،، نفع الله بكم،،
تعديل التعليق