حَدِيثٌ عَظِيمٌ جَامِعٌ لِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعُلُومِ وَالْقَوَاعِدِ وَالْآدَابِ

مبارك العشوان 1
1443/12/21 - 2022/07/20 16:48PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ حَدِيثٌ عَظِيمٌ جَامِعٌ لِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعُلُومِ وَالْقَوَاعِدِ وَالْآدَابِ

فَلْنَتَدَارَسْ هَذَا الحَدِيثَ، وَلْنَأْخُذْ بِنَصِيبٍ وَافِرٍ مِنْ هَذِهِ الفَضَائِلِ؛ فَإِنَّ أَعْظَمَ ثَمَرَاتِ العِلْمِ: العَمَلُ بِهِ.

عِبَادَ اللهِ: نَفْعُ النَّاسِ، وَالإِحْسَانُ إِلَيهِمْ؛ وَقَضَاءُ حَوَائِجِهِمْ، وَالتَّيْسِيرُ عَلَيهِمْ، وَتَنْفِيسُ كُرُبَاتِهِمْ؛ عِبَادَةٌ جَلِيلَةٌ؛ حَثَّ الشَّرْعُ عَلَيهَا، وَأَوْفَى الجَزَاءَ لِأَهْلِهَا؛ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ).

الْكُرْبَةُ: الشِّدَّةُ وَالضِّيقُ، أيًّا كَانَتْ هَذِهِ الكُرْبَةُ؛ سَوَاءً كَانَتْ فِي الدِّينِ أوِ العِرْضِ أوِ البَدَنِ، أوِ المَالِ، أوِ العِيَالِ.

وَتَنْفِيسُهَا: تَوسِيعُهَا وَتَخْفِيفُهَا، وَالوُقُوفُ مَعَ المَكْرُوبِ فِي كَشْفِهَا.

وَتَنْفِيسُ الكُرَبِ وَالشَّدَائِدِ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِهَا؛ فَمِنْهَا مَا يُنَفَّسُ بِالمَالِ، وَمِنْهَا مَا يُنَفَّسُ بِالجَاهِ وَالشَّفَاعَةِ الحَسَنَةِ، وَمِنْهَا مَا يُنَفَّسُ بِتَطْيِيْبِ النَّفْسِ بِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ وَإِدْخَالِ السُّرُورِ، وَتَقْوِيَةِ الرَّجَاءِ، وَطَرْدِ اليَأْسِ وَالقُنُوطِ.

فَلْنَسْعَ - رَحِمَكُمُ اللهُ - فِي هَذَا العَمَلِ الجَلِيلِ بِمَا نَسْتَطِيعُ؛ فَمَنْ وُفِّقَ لَهُ وُفِّقَ لِعَظِيمٍ؛ وَهَنِيئًا لَهُ؛ يُنَفِّسُ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا وَشَدَائِدِهَا؛ فَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ جَزَاءٍ، وَأَوْسَعَهُ مِنْ عَطَاءٍ؛ وَمَا أَمَسَّ حَاجَتَنَا وَأَشَدَّهَا إِلَيْهِ.

نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَلْطُفَ بِنَا، وَيُنَفِّسَ عَنَّا كُلَّ كَرْبٍ.

ثُمَّ قَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ( ومَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )

يَنْبَغِي الرِّفْقُ بِالنَّاسِ، وَالتَّيْسِيرُ عَلَيهِمْ، وَالتَّسَامُحُ مَعَهُمْ؛ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى النَّاسِ دُيُونٌ أوْ إِيْجَارَاتٌ وَنَحْوِهَا فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُوْسِرِهِمْ، وَلْيُنْظِرْ مُعْسِرَهُم، أَوْ لِيَتَجَاوَزْ عَنْهُ، قَالَ تَعَالَى: { وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } البقرة  280

يَقُولُ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( رَجُلٌ لَقِيَ رَبَّهُ، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ ؟ قَالَ: مَا عَمِلْتُ مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ رَجُلاً ذَا مَالٍ، فَكُنْتُ أُطَالِبُ بِهِ النَّاسَ فَكُنْتُ أَقْبَلُ الْمَيْسُورَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمَعْسُورِ، فَقَالَ: تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ثُمَّ قَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ( وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )

السَّتْرُ عَلَى النَّاسِ وَعَدَمُ فَضِيْحَتِهِمْ وَالتَّشْهِيرِ بِهِمْ، أَدَبٌ كَرِيمٌ، يَنْبَغِي التَّذْكِيرُ بِهِ، وَتَمَسُّ الحَاجَةُ لِتَذَاكُرِهِ عِنْدَمَا وَجِدَ فِي النَّاسِ مَنْ يَتَتَبَّعُ العَثَرَاتِ؛ فَلَا يَكَادُ يَجِدُ زَلَّةً عَلَى عَالِمٍ أوْ مَسْؤُولٍ أوْ غَيْرِهِمْ؛ إِلَّا سَارَعَ بِتَصْوِيرِهَا وَالتَّعْلِيقِ عَلَيْهَا وَنَشْرِهَا لِأَكْبَرِ عَدَدٍ، وَبِأَسْرَعِ وَقْتٍ؛ ثُمَّ يَتِمُّ تَنَاقُلُهَا فِي البُيُوتِ وَالمَجَالِسِ، وعَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ؛ فَتَنْتَشِرُ عَلَى أَوْسَعِ نِطَاقٍ، وَيَتَحَمَّلُ هُوَ وَمَنْ تَنَاقَلَهَا أَوْزَارًا عَظِيمَةً كَانُوا مِنْهَا فِي سَلَامَةٍ وَعَافِيَةٍ.

أَلَا فَلْنَتَنَاصَحْ ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ بَيْنَنَا فِي الكَفِّ عَنْ تَتَبُّعِ مَعَايِبِ النَّاسِ؛ وَنَشْرِهَا؛ وَإِذَا زَلَّ أَخُوكَ المُسْلِمُ؛ فَانْصَحْهُ وَاسْتُرْ عَلَيهِ؛ وتَذَكَّرْ هَذَا الجَزَاءَ العَظِيمَ؛: ( وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ).

عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ العُلَمَاءُ: هَذَا مَا لَمْ يَكُنْ مُتَهَاوِنًا بِحُدُودِ اللهِ، مُتَجِرِّئاً عَلَى حُرُمَاتِهِ، مُصِرًّا عَلَى المُنْكَرَاتِ مُسْتَهِينًا بِهَا؛ فَلَا يَسْتَحِقُّ السَّتْرَ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ رَدْعِهِ وَكَفِّ شَرِّهِ عَنِ المُجْتَمَعِ، وَقَدْ شَرَعَ اللهُ تَعَالَى إِعْلَانَ الحُدُودِ؛ وَجَعَلَ فِي ذَلِكَ رَادِعًا عَنْهَا؛ قَالَ تَعَالَى: { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } سورة النور 2

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَالفَضَائِلِ الَّتِي جَاءَ هَذَا الحَدِيثُ بِبَيَانِهَا وَبِعَظِيمِ الجَزَاءِ لِفَاعِلِهَا: ( وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ )

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: ( كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ...) الخ رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

وَبَابُ مَعُونَةِ النَّاسِ وَاسِعٌ يَشْمَلُ كُلَّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَى العَوْنِ فِيهِ؛ مِمَّا لَا إِثْمَ فِيهِ؛ قَالَ تَعَالَى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } المائدة 2

عِبَادَ اللهِ: هَذِهِ ذِكْرَى لِبَعْضِ مَا جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيثِ العَظِيمِ مِنْ وُجُوهِ الإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ فَلْنَحْرِصْ ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ أَنْ نَكُونَ مِنَ المُحْسِنِينَ؛ فَاللهُ تَعَالَى: يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَلَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ؛ وَرَحْمَتُهُ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.

{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } النحل 128

جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ أَحْسَنُوا فِي عِبَادَةِ رَبِّهِمْ، وَأَحْسَنُوا إِلَى إِخْوَانِهِمْ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

المرفقات

1658324845_حَدِيثٌ عَظِيمٌ جَامِعٌ لِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعُلُومِ وَالْقَوَاعِدِ وَالْآدَابِ.pdf

1658324889_حَدِيثٌ عَظِيمٌ جَامِعٌ لِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعُلُومِ وَالْقَوَاعِدِ وَالْآدَابِ.doc

المشاهدات 2974 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا