حديث: ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ..) ( أكل مال اليتيم )

مبارك العشوان 1
1441/06/04 - 2020/01/29 11:19AM

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْهِ، وَنَعُوْذُ بِهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عِبَادَ اللهِ: رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَـافِلاتِ ).

يُحَذِّرُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ المُهْلِكَةِ.

وَمِنْ هَذِهِ الذُّنُوبِ: أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ؛ وَاليَتِيمُ: هُوَ مَنْ مَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ دُونَ البُلُوغِ، وَأَكْلُ مَالِهِ كَبِيرَةٌ مِنْ كَبائِرِ الذُّنُوبِ.

وَيَتَأَكَّدُ التَّذْكِيرُ بِحُقُوقِ اليَتَامَى؛ فِي زَمَنٍ كَهَذَا؛ كَثُرَ فِيهِ الْأَيْتَامُ، وَكَثُرَتْ وَتَنَوَّعَتْ أَسْبَابُ اليُتْمِ، وَفَقْدِ الْآبَاءِ، فَالْمَجَاعَاتُ تُهْلِكُ، وَالْأَمْرَاضُ تُهْلِكُ، وَحَوَادِثُ السَّيَّارَاتِ تُهْلِكُ، وَالحُرُوبُ الَّتِي تَعْصِفُ بِالعَالَمِ؛ تَقْضِي كُلَّ يَومٍ عَلَى مِئَاتِ الرِّجَالِ؛ فَتُيَتِّمُ أَطْفَالَهُمْ، وَتُرَمِّلُ نِسَاءَهُمْ، وَالعِلَاقَاتُ المُحَرَّمَةُ - أَيُّهَا النَّاسُ - ؛ تُخَلِّفُ أَطْفَالًا يَخْرُجُونَ إِلَى الدُّنْيَا فَلَا يَجِدُونَ أَبًا وَلَا أُمًّا؛ وَهَؤُلَاءِ كَالْيَتَامَى، بَلْ أَشَدُّ حَالًا مِنْهُمْ، وَقَدْ سُئِلَتِ اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ لِلْبُحُوثِ العِلْمِيَّةِ وَالإِفْتَاءِ: هُلْ يُلْحَقُ بِالْيَتِيمِ مَجْهُولُ النَّسَبِ؟ فَأَجَابَتْ: بِأَنَّ مَجْهُولِي النَّسَبِ فِي حُكْمِ الْيَتِيمِ لِفَقْدِهِمْ لِوَالِدَيْهِمْ، بَلْ هُمْ أَشَدُّ حَاجَةً لِلْعِنَايَةِ وَالرِّعَايَةِ مِنْ مَعْرُوفِي النَّسَبِ؛ لِعَدَمِ مَعْرِفَةِ قَرِيبٍ لَهُمْ يَلْجَأُونَ إِلَيهِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ، وَعَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ مَنْ يَكْفُلُ طِفْلًا مِنْ مَجْهُولِي النَّسَبِ فَإِنَّهُ يَدْخُلُ فِي الأَجْرِ المُتَرَتِّبِ عَلَى كَفَالَةِ اليَتِيمِ... الخ.

عِبَادَ اللهِ: حَقُّ اليَتِيمِ مِنْ أَعْظَمِ الحُقُوقِ، وَتَضْيِيْعُهُ مِنْ أَعْظَمِ الظُّلْمِ؛ فَالْيَتِيمُ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إِلَى مَنْ يَقُومُ عَلَيهِ؛ إِلَى مَنْ يَقُومُ بِمَا يُصْلِحُهُ فِي دِيْنِهِ؛ مِنْ تَرْبِيَتِهِ وَتَعْلِيمِهِ، وَتَوجِيهِهِ، وَتَأْدِيْبِهِ، وَبِمَا يُصْلِحُهُ فِي دُنْيَاهُ؛ مِنْ مَأْكَلِهِ وَمَشْرَبِهِ، وَمَلْبَسِهِ، وَمَسْكَنِهِ، وَحِفْظِ مَالِهِ وَتَنْمِيَتِهِ؛ حَاجَةُ اليَتِيمِ إِلَى كُلِّ هَذَا حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ؛ وَحَتَّى تَسْتَشْعِرَ - أَخِي المُسْلِمُ - مِقْدَارَ حَاجَةِ اليَتِيمِ؛ تَذَكَّرْ تِلْكَ السَّاعَةَ الَّتِي يَقْتَرِبُ فِيْهَا أَجَلُكَ وَتُوَدِّعُ فِيْهَا دُنْيَاكَ، يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَوْلَادُكَ، وَتَنْظُرُ إِلَيْهِمْ؛ تَتَمَنَّى لَهُمْ رَاعِيًا بَعْدَكَ يَقُومُ عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ وَمَعِيْشَتِهِمْ.

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ؛ أَيُّهَا الجَسَدُ الوَاحِدُ: لَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِالإِحْسَانِ لِلْيَتَامَى، وَأَجْزَلَ الثَّوَابَ لِمَنْ قَامَ عَلَى رِعَايَتِهِمْ، وَقَرَنَ حَقَّهُمْ مَعَ حُقُوقٍ أُخْرَى بِحَقِّهِ جَلَّ وَعَلَا؛ فَفِي القُرْآنِ الكَرِيمِ: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ }البقرة83. وَقَالَ تَعَالَى: { وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36. وَجَاءَتِ البِشَارَةُ فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِعَالِي المَنَازِلِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ؛ لِكَافِلِ اليَتِيمِ؛ فَفِي البُخَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ). وَعِنْدَ مُسْلِمٍ: ( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ...). وَمَعْنَى ( لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ) أَيْ: سَوَاءً كَانَ اليَتِيْمُ قَرِيبًا مِنْهُ كَالأُمِّ تَكْفُلُ وَلَدَهَا اليَتِيمَ، أَوِ الجَدُّ أَوِ الجَدَّةُ أَوِ الأَخُ، أَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ قَرَابَةً. فَكَافِلُ اليَتِيمِ يَحُوزُ هَذَا الأَجْرَ العَظِيمَ.

الْإِنْفَاقُ عَلَى اليَتَامَى: مِنْ أَفْضَلِ وُجُوهِ الإِنْفَاقِ، وَالإِمْسَاكُ عَنْهُمْ وَالشُّحُّ مِنْ أَقْبَحِ وُجُوهِ البُخْلِ؛ فَقَدْ أَثْنَى اللهُ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ الأَبْرَارِ؛ فَقَالَ: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا }الإنسان 8

جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الأَبْرَارِ، وَبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.

 الخطبة الثانية: 

الْحَمْدُ لِلَّهِ... أَمَّا بَعْدُ: فَكَمَا جَاءَ التَّأْكِيْدُ عَلَى إِكْرَامِ اليَتَامَى؛ وَوَعَدَ اللهُ تَعَالَى عَلَيهِ عَظِيْمَ الثَّوَابِ؛ فَقَدْ حَذَّرَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ ظُلْمِهِمْ وَتَوَعَّدَ عَلَيهِ بِأَلِيْمِ العِقَابِ، حَذَّرَ تَعَالَى، مِنَ التَّفْرِيْطِ فِي حُقُوقِ اليَتَامَى وَالتَّقْصِيْرِ فيْهَا، وَأَكْلِ أَمْوَالِهِمْ؛ فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } النساء 10

وَقَالَ تَعَالَى: { وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } الإسراء  34 وَقَالَ تَعَالَى: { كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ } الفجر17  وَقَالَ تَعَالَى: { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ }الضحى9 وَقاَلَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { أَرَءيْتَ الَّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتـِيمَ } الماعون:1-2

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ ). رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني.

وَمَعْنَى أُحَرِّجُ: أُلْحِقُ الْحَرَجَ وَهُوَ الإِثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا  وَأُحَذِّرُ مِنْ ذلِكَ تَحْذِيرًا بَليغًا، وَأزْجُرُ عَنْهُ زجرًا أكيدًا.

وَفِي هَذَا الحَدِيْثِ التَّأْكِيْدُ عَلَى حَقٍ آخَرَ، وَهُوَ حَقُّ المَرْأَةِ؛ فَلْنَتَّقِ اللهَ فِي حُقُوقِ النِّسَاءِ؛ لِيَتَّقِ اللهَ كُلُ قَائِمٍ عَلَى امْرَأَةٍ، أَوْ مَسْئُولٍ عَنْهَا، سَوَاءً كَانَتْ زَوجَةً لَهُ، أَوْ بِنْتًا، أَوْ أُخْتًا، أَوْ خَادِمَةً، أَوْ مُوَظَّفَةً، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ. 

الْمَرْأةُ أَيَّهَا النَّاسُ ضَعِيْفَةٌ؛ وَيَزْدَادُ ضَعْفُهَا، وَيَعْظُمُ عَلَى مُجْتَمَعِهَا حَقُّهَا؛ إِذَا فَقَدَتْ زَوْجَهَا، وَالقَائِمَ عَلَى رِعَايَتِهَا، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ ) أخرجه البخاري. وَالْأَرْمَلَةُ هِيَ الَّتِي لَا عَائِلَ لَهَا؛ وَهِيَ مُحْتَاجَةٌ إِلَى مَنْ يَقُومُ بِشُؤُونِهَا، وَيَنْظُرُ فِي مَصَالِحِهَا، وَهَكَذَا الْمِسْكِينُ؛ يَحْتَاجُ مَنْ يَقِفُ مَعَهُ بِمَالِهِ أَوْ جَاهِهِ.

يَقُولُ ابنُ بَطَّالٍ رَحِمَهُ اللهُ: مَنْ عَجَزَ عَنِ الْجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ وَعَنْ قِيَامِ اللَّيلِ وَصِيَامِ النَّهَارِ، فَلْيَعْمَلْ بِهَذَا الحَدِيثِ، وَلْيَسْعَ عَلَى الْأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ؛ لِيُحْشَرَ يَومَ القِيَامَةِ فِي جُمْلَةِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ دُونَ أَنْ يَخْطُوَ فِي ذَلِكَ خُطْوَةً، أَوْ يُنْفِقَ دِرْهَمًا، أَوْ يَلْقَى عَدُوًا يَرْتَاعُ بِلِقَائِهِ، أَوْ لِيُحْشَرَ فِي زُمْرَةِ الصَّائِمِينَ وَالقَائِمِينَ وَيَنَالَ دَرَجَتَهُمْ وَهُوَ طِاعِمٌ نَهَارَهُ نِائِمٌ لَيْلَهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ، فَيَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى هَذِهِ التِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُورُ، وَيَسْعَى عَلَى أَرْمَلَةٍ أَوْ مِسْكِينٍ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى فَيَرْبَحَ فِي تِجَارَتِهِ دَرَجَاتِ الْمُجَاهِدِينَ وَالصَّائِمِينَ وَالقَائِمِينَ مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ وَلَا نَصَبٍ، وَذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ. أ هـ

فتَفَقَّــدُوا ـ وَفَّقَكُمُ اللهُ ـ  مَنْ حَوْلَكُمْ وَتَلَمَّسُوا حَوَائِجَهُمْ، وَبَادِرُوهُمْ بِقَضَائِهَا قَبَلْ أَنْ يَسْأَلُوا؛ تَفَقَّدُوا أَقَارِبَكُمْ وَقَرِيْبَاتِكُمْ؛ فَقَدْ يَكُونُ أَحَدُهُمْ فِي أَمَسِّ الْحَاجَةِ وَيَمْنَعُهُ التَّعَفُّفُ وَالْحَيَاءُ مِنَ السُّؤَالِ؛ قَالَ تَعَالَى: { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِــيمٌ } البقرة 215

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُــوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمـًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، .... حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

المشاهدات 951 | التعليقات 0