حدث الإختطاف

صالح العويد
1433/05/28 - 2012/04/20 04:10AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه خطبة قديمة عن الإرهاب

قمت بترتيبهالتكون مناسبة لماحصل من أحداث

أسأل الله أن ينفع بهاالجميع
المشاهدات 2544 | التعليقات 2

الحمد الله الواحدِ القهّار، وعد المتّقين جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، وأوعد الزائغين عن شريعته عذابَ السعير وبئس القرار وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له شهادةً نرجو بها حطّ الخطايا والأوزار، وأشهد أن نبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المخصوصين بالتوقير والإكبار، ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبَ غروبٌ وإسفار.
أما بعد: فإنَّ أعظمَ الوصايا الوصيّة بتقوى ربِّ البرايا، فاتّقوا الله رحمكم الله، فإنّ تقوى الله أمانٌ من البلايا وحصنٌ من الرزايا، بالتقوى أمنُ الديار وحِفظ الذِّمار وهَناء العَيش والاستقرار وكَثرة الخيرات واستجلابُ البركات، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]، وبها النجاة فوقَ الأرض وتحتَ الأرض ويومَ العرض.
أمّةَ الأمنِ والإيمان، لقد فُجِع كلُّ ذي دينٍ ومروءَة،وكلّ ذي عقلٍ وإنسانيّة بالعمل الجبانِ الإجراميّ والتصرّف الأرعَن الإرهابيّ الذي حدَث مؤخّرًا وهوما تناقلته وسائل الإعلام من خبر احتجاز الفئة الضالة لنائب قنصل المملكة باليمن ومساوماتهم به لتلبية متطلباتهم والتوعدبذبحه إن لم يتم لهم ماطلبواوتفجيرالسفارة وقتل المواطنين الأبرياء ولا يرتابُ العقلاء ولا يتمارى الشّرفاء أنَّ ما حدث يُعدّ جريمةً شنعاء وفِعلة نكراء لا يُقِرّها دين ولا عقلٌ ولا منطقٌ ولا إنسانية، وهي بكلّ المقاييس أمرٌ محرَّم وفعلٌ مجرَّم وسابقةٌ خطيرة فإنَّ كلّ عملٍ يستهدِف الآمنين ويروّع المسلمين الوادعين مخالفٌ لشريعة ربّ العالمين. فوا عجبًا لهم، أَقُدَّت قلوبهم من صخر أم رُميت عقولهم في بحر؟! أين يذهب هؤلاء القتلةُ المجرِمون من قوله سبحانه: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء:93]؟! ألم تقرَع أسماعَهم نصوصُ الوعيد والتهديد والترهيب عن مِثل هذه الجرائم المروّعة التي هي قرينةُ الإشراك بالله، بل حتى في ترويع المسلم والإشارة إليه بالسلاح؟! أين هم من قوله عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)) ، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((أوّلُ ما يقضَى بين الناس في الدماء)) وقوله: ((لا يزال المسلم في فسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا)) ، ((لزوال الدنيا أهونُ عند الله مِن قتل رجل مسلم)) خرجه الترمذي والنسائي وغيرهماأين يذهب هؤلاء من شهادة أن لا إله إلا الله إذا جاءت تحاجُّهم يوم القيامة؟! كما في الصحيح من حديث أسامة رضي الله عنه، وفيه أن رسول الله قال له: ((أقتلتَه بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!)) وغضِب عليه الصلاة والسلام واحمرّ وجهُه كأنما تفقّأ فيه حبُّ الرّمّان وهو يقول لأسامة: ((أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!))قال: يا رسول الله، إنما قالها تقيَّةً أي: خوفًا من القتل، قال: ((أشققتَ عن قلبه؟! كيف تصنعُ ـ يا أسامة ـ بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاجُّك يوم القيامة؟!)) قال رضي الله عنه: فوددتُ أني لم أكن أسلمتُ يومئذ الله أكبر، هذا فهمُ الصحابة الأبرارِ والسلف الأخيار لحرمةِ الدماء المعصومةِ فإلى الله المشتكى، إلى الله المشتكى من نابتةٍ أغرار وشِرذمة أشرار، حُدثاء الأسنان، سُفهاء الأحلام، ركبوا رؤوسَهم، وافتاتوا على ولاة أمرهم وعلمائهم، إفسادٌ في الأرض، وترويع للمؤمنين والآمنين، ونقضٌ للعهود، وتجاوزٌ على إمام المسلمين. جرائمُ نكراء، في طيِّها منكرات إنّ الموقفَ الصّريحَ الذي لا لبسَ فيه ولا يُختَلَف عليه إنكارُ هذا العملِ الشنيع واستنكاره ورفضُه وتجريمه وتحريمه. ولْيحذَر مَن أرادَ الخيرَ لنفسه من عمَى البصيرة وتزيين الشيطان، فيرى الحقَّ باطلاً، والباطل حقًّا عياذًا بالله.
إنّ مِن المعلوم أنَّ الخوارجَ كانوا أهلَ عبادةٍ، وفيهم مظاهرُ الصّلاحِ وإظهارٌ لبعض الشّعائِر كما في الحديث: ((تحقِرون صلاتكم عند صلاتهم، يقرؤون القرآنَ لا يجاوِز حناجرَهم))هؤلاء الخوارجُ الشاذّون ظهَروا في خير القرونِ وأفضلها، في عهدِ صحابة نبيّنا محمّد ، فوصَل بهم الحال إلى أن حاربوا الصّحابةَ والمسلمين، بل قتلوا الخليفتَين الرّاشدَين عثمانَ وعليًّا رضي الله عنهما. ألا يكفي زَيفًا وضلالاً أن يُجهِّل الخوارج صحابةَ رسول الله ويكفِّروهم ويحاربوهم؟!
لقد كان عند الخوارجِ شيءٌ مِن حماسٍ و نوع مِن إخلاص، لكن لم يكُن عندَهم عِلمٌ صحيح ولا فِقهٌ سليم، حارَبوا الصحابةَ، وقَتلوا الخلفاءَ، زاعمين أنَّ هذا هو طريقُ الإصلاح. لقد وصفهم نبيّنا محمّد بوصفَين ظاهرين خطيرَين في قوله عليه الصلاة والسلام: ((يقرؤون القرآنَ لا يجاوِز حناجرَهم، يقتُلون أهلَ الإسلام ويدَعون أهلَ الأوثان)) أخرجه البخاري ومسلم
الوصفُ الأوّل: يقرؤون القرآن ولا يفقهونَه ولا يدرِكون مقاصدَه، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (إنّهم انطلَقوا إلى آياتٍ نزلت في الكفّار، فجعلوها على المؤمنين)
الوصف الثاني: استحلالُ دماءِ المسلمين: ((يقتلون أهلَ الإسلام، ويدَعون أهلَ الأوثان))، يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنّهم يكفِّرون بالذّنب والسيّئات، ويترتّب على تكفيرهم بالذّنوب استحلالُ دماءِ المسلمين وأموالِهم، وأنّ دارَ الإسلامِ دارُ كفر، ودارهم هي دار الإسلام" فلا حول ولا قوّة إلا بالله، يجمعون بين الجهل بدين الله وظلمِ عبادِ الله، وبِئستِ الطّامّتان الدّاهيتان. إنّ مصيرَ الغلاة هو الهلاك بنصّ حديث رسول الله: ((هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون))
أسأل الله أن يردناإليه رداجميلاوأن يريناالحق حقاويرزقنااتباعه وأن يريناالباطل باطلاويرزقنااجتنابه بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيّد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.




الحمد لله، لا يُرجَى إلا خيرُه، ولا يخشَى إلا ضَيره، ولا إله لنا غيرُه، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير البريّة وهادي البشريّة نبينا محمّد عليه وعلى آله وصحبه أزكى سلام وأوفى تحيّه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله ـ عباد الله ـ واعلموا أن مِن أعظمِ أسباب انحرافِ هؤلاء الجهلَ والعزلةَ عن المجتمع وعدمَ أخذِ العلم من أهلِه وغفلةَ الأسرة، وإنّ في بعضِهم إعجابًا بالنّفس كبيرًا، وهذه كلُّها من الصوارِف عن الحقّ والفِقهِ وأخذِ العلم من أهله وأبوابه.وثمّةَ سببٌ في الانحرافِ كبير، ذالكم هو الوقوعُ في دائِرة الغلو.
إنّ الغلوّ في دين الله هو ـ والله ـ سببُ الهلاك، فلقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إيّاكم والغُلوّ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ))
الغلوّ مشاقّةٌ حقيقيّة لهديِ الإسلام، وإعراضٌ عن منهجِه في الوسطيّة والاعتدال والرّحمَة واليُسر والرِّفق. الغلوّ ظلمٌ للنّفس وظلمٌ للنّاس، بل هو صدّ عن سبيل الله لِما يورِثه من تشويه وفتنةٍ وتنفير. الغلاةُ يتعَصّبون لجماعتِهم، ويجعلونَها مصدرَ الحقّ، ويغلُون في قادتِهم ورؤسائِهم، ويتبرّؤون مِن مجتمعاتِ المسلمين، ويكفّرون بالمعَاصي، ويكفّرون أهلَ الإسلام وحكّامَ المسلمين، ويقولون بالخروج على أئمّة المسلمين، ويعتزلون مجتمعاتِ المسلمين، ويتبرّؤون منهم، لا يصلّون خلفَ أئمّة المسلمين في مساجدِ المسلمين. عباد الله الأمر لا تحصره كلماتٌ، والموضوع لا تحدّه صفَحات، ولكنّه يحتاج إلى وقفةٍ جادّة ووقفاتٍ وبرامجَ مدروسة تتجاوز حدودَ الأفعال، فمصلحةُ الدّين والأمّة والبلاد فوق مصلحةِ الأفراد والهيئات.
لا بدّ من الاعتصامِ بحبل الله والحذَر من التفرّق حتى يكونَ الحقّ هو البغية، والوسطيّة هي المسلك ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم , و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .وعليكم بجماعة المسلمين فإن يدالله مع الجماعة ومن شذشذفي النارنعوذبالله منهاوصلّوا وسلِّموا على النبيّ المصطفى والخليل المجتبى نبيّكم محمّد نبيّ الهدى، فقد أمركم بذلك المولى جلّ وعلا فقال قولا كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وأزواجه الطيّبين الطاهرين، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين وعلى أصحابه الغرّ الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وتقال فيه كلمة الحق لا يخشى قائلها في الله لومة لائم اللهم آمنا في أوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا اللهم أحفظ ووفق إمامنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم أعنه على أمور الدين والدنيا، اللهم انصر به دينك واجمع به كلمة المسلمين يا رب العالمين، اللهم وفق بطانته لما فيه الخير للإسلام والمسلمين إنك على كل شيءقدير اللهم من اراد بالاسلام او المسلمين او اراد بلادنا وولاتناوعلمائنابسوء اللهم اشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره ياسميع الدعاء اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا اللهم أصلح أحوال المسلمين اللهم ألف بين قلوبهم واجمع على الحق كلمتهم اللهم أغني فقيرهم وأشبع جائعهم واسترعاريهم وأمن خائفهم وآمن روعاتهم واشف مرضاهم وفك أسراهم وارحم موتاهم اللهم ياحي ياقيوم ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث أصلح أحوالناوأحوال المسلمين في كل مكان ولا تكلناإلى أنفسناطرفة عين ولا أقل من ذلك الله اللهم ياناصرالمستنصرين اللهم كن لإخواننافي فلسطين وفي سوريااللهم ارحم ضعفهم واجبركسرهم وتول أمرهم واكبت عدوهم وعجل بالنصروالتمكين لهم ربناتقبل مناإنك أنت السميع العليم وتب عليناإنك أنت التواب الرحيم واغفرلناولوالديناولسائرالمسلمين والمؤمنين الأحياءمنهم والميتين عباد الله :) إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


جزاك الله خيرا