حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .... الشيخ السيد طه أحمد

Sheikh Sayed2019
1444/05/23 - 2022/12/17 02:20AM

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا 

إعداد 

الشيخ السيد طه أحمد

 

الحمد لله رب العالمين ...جعل الإنسان في هذه الدنيا أمانة مستودعة وعارية مستردة يدعها إلي حين ثم يقبضها بعد حين ، وهو ذو الملك والملكوت والعزة والجبروت وهو الحي الذي لا يموت وهو الذي قهر العباد بكأس الموت فقال تعالي} قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)]{الجمعة[.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. خلق الخلق، فأحصاهم عددا وجعل مرجعهم ومآلهم إليه حيث توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون فقال تعالي}وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281){ ]البقرة[  .

وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم .... أعلم الناس بربه عز وجل وأتقاهم له سبحانه وتعالي فقال صلي الله عليه وسلم }والذي نفسي بيده أني أتقاكم لله وأعلمكم به { ]متفق عليه[

 فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين .

أما بعد ... فيا أيها المؤمنون ....

فمع طغيان المادية ، والذي أدي إلي إصابة الأمة أفراداً ومجتمعات بمرض ضعف الإيمان ، كان لابد لنا من علاج لهذه الداء العضال ، والمرض الخطير الذي أنهكنا حتي تمكن منا عدونا فأصابنا في مقتل ، ولأن الإيمان هو الكنز المفقود في حياتنا فكان لابد من وقفة مع النفس نصحح فيها أوضاعنا ، ونجدد فيها إيماننا ، ونطهر فيها أنفسنا ، كما روي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } إن الإيمان ليخلقُ في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم.{ ]رواه الطبراني والحاكم[.

وقد علق الله تعالي الفلاح للإنسان في الدنيا والآخرة بطهارة النفس فقال تعالي}وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10) { ]الشمس[ .

لذلك كان حديثنا مع }حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا {وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ....

1ـ حوال النفس في القرآن الكريم.

2ـ ضرورة تزكية النفس .

3ـ عِظًم الحساب بين يدي الله عز وجل .

4 ـ ضرورة محاسبة النفس .

5 ـ صور مضيئة في محاسبة النفس.

6 ـ الخاتمــــة .

=============

العنصر الأول : أحوال النفس في القرآن الكريم :ـ

لقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس الإنسانية لأنها أعظم ما خلق وأبدع، وجعل قَسَمَه بها سابع قسم شمل خلق السموات والأرض. فقال تعالى} وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا(6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) { (الشمس).

ثم بيّن الله تعالى أنّه ألهم نفوسنا دوافع الخير ونوازع الشر قال تعالي} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{ (الشمس: 8)، ولكنّ هذا الخير وهذا الشر ليسا قدراً مسيطراً على شخصية الإنسان لا مندوحة عنه، بل بإمكان الإنسان أن يزكو بنفسه ويرقى بها، وبإمكانه أن ينحطّ بها ويتدهور بشأنها ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10) ﴾ (الشمس).

لذا كان النبي يُكثر من هذا الدعاء: "اللهم آت نفسي تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها".

أمّا أحوال النفس التي عرضها القرآن الكريم فهي:

1ـ النّفس الأمّارة بالسّوء:

وهي النفس التي تأمر الإنسان بفعل السيّئات والتي أخبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى} وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53){  ]يوسف[..

 فهي تأمر صاحبها بفعل كل رذيلة، تسيطر عليها الدوافع الغريزية، وتتمثل فيها الصفات الحيوانية، وتبرز فيها الدوافع الشريرة، فهي توجّه صاحبها بما تهواه من شهوات.

وأخبر سبحانه وتعالى عن تلك النفس أنها أمّارة بصيغة المبالغة ، وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأنّ ميلها للشهوات والمطامع صار عادة فيها إلاّ إنْ رحمها الله عز وجل وهداها رشدها.

2ـ النفس اللوّامة:

هي التي أقسم بها الله تعالى في القرآن الكريم فقال تعالي} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ(2){  ]القيامة[.

فاللوامة نفس متيقّظة تقيّة خائفة متوجّسة، تندم بعد ارتكاب المعاصي والذنوب فتلوم نفسها ، تبرز فيها قوة الضمير فتحاسب نفسها أولاً بأوّل، وهذه كريمة على الله، لذلك أقسم بها في القرآن.

ومن أحسن الأقوال عن النفس اللوامة قول إمام التابعين الحسن البصري رضي الله عنه:

"إنّ المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه؛ ما أردت بكلمتي؟

ما أردت بأكلتي؟

ما أردت بحديث نفسي؟

وإن الفاجر يمضي قُدُماً ما يعاتب نفسه".

3ـ النفس المطمئنة:

هي التي اطمأنت إلى خالقها، واطمأنت في بسط الرزق وقبضه وفي المنع والعطاء.

وهي النفس المؤمنة التي استوعبت قدرة الله، وتبلور فيها الإيمان العميق والثقة بالغيب، لا يستفزها خوف ولا حزن، لأنها سكنت إلى الله واطمأنّت بذكره وأَنِسَت بقربه فهي آمنة مطمئنّة، تحسّ بالاستقرار النفسي والصحة النفسية، والشعور الإيجابي بالسعادة، رضيتْ بما أوتيتْ ورضي الله عنها فَحُق لها أن يخاطبها رب العالمين بقوله تعالي}  يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي(30 ){ ]الفجر[.

نفسٌ تمسّكت بالحق وسارت عليه هدىً ونبراساً لها في شؤون الحياة على الأرض.

ولا يمكن حصول الطمأنينة الحقيقية إلا بالله وذكره كما قال تعالى} الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ  (28){ ]الرعد[

فإنّ طمأنينة القلب سكينة واستقرار بزوال القلق والانزعاج والاضطراب عنه، وهذا لا يتأتّى بشيء سوى بالله تعالى وذكره.

العنصر الثاني: ضرورة تزكية النفس :ــ

النفس البشرية كائن حيّ يتطور، ويتغيّر، ولذلك يجب أن نغيّره باتجاه الأفضل، وينبغي أن نعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، وعلينا أن نحفظ القانون الإلهي في التغيير والمتمثل في قوله تعالى} إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)11){ ]الرعد[.

فالنفس قد تكون تارة أمّارة ، وتارة لوّامة ، وتارة مطمئنّة في اليوم الواحد، بل في الساعة الواحدة يحصل لها هذا وذاك.

لذلك كانت تزكية النفس وتنميتها من أهم الضرورات لأن بتزكيتها يكون الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة ،وبإهمال التزكية تكون الخيبة والخسارة ،فقال تعالي} وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10){ ]الشمس[ .

وقال تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(15)}]الأعلى[.

لذا كانت التزكية إحدى المهـام التي بعث الله عزَّ وجلَّ الرسل من أجلها .. فكانت دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129)}  ]البقرة[.

وقد استجاب الله عزَّ وجلَّ لدعوته فبعث لنا حبيبنا محمد ليقوم بهذه المهمة ..

ولكنه سبحـــانه قدَّم التزكيــــة على العلم، كما جاء في كتابــه الكريــم ..

قال تعالى {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)} ]البقرة[..

ثمَّ قال تعالى {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(164)} ]آل عمران[..

وقال عزَّ وجلَّ {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(2)} ]الجمعة[.

فالتزكية قبل العلم ،لأن التزكية تُطهِّر القلب حتى يكون مؤهلاً لتقبُل العلم والعمل به، وحينها لن يحول بينه وبين الهداية قواطع وموانع ..

وآفات النفوس كالكبر والعُجب تقطع على المرء طريقه إلى الهداية، مما يؤدي إلى اعوجاجه وتوقفه عن العمل ..

ولكن التزكية تُحرر النفس من تلك الآفات وتجعله ينتفع بما يتعلَّم ، فلا ينبغي أن تُقدِم شيئًا على تزكية نفسك ومعرفة عيوبها والشروع في إصلاحها. 

وبالتزكية يتحقق القلب بالتوحيد والإخلاص ،ويصل للمنازل العالية من الصبر، والشكر والخوف، والرجاء ،والمحبة لله سبحانه وتعالى ، والصدق مع الله، ويتخلى عن الرياء والعجب ، والغرور ، والغضب وغيرها من آفات النفوس ..

ولقد كان السلف الصالح يولون أمر تزكية النفس وتطهير القلب اهتماما بالغًا، ويقدمونها على سائر الأمور لعلمهم خطر الموقف بين يدي الله عز وجل ..

العنصر الثالث : عِظًم الحساب بين يدي الله عز وجل :ـ

اعلم أن الحساب بين يدي الله عز وجل سوف يكون مشافهة ، فكل عبد يعرض على ربه، ويتولى سبحانه حسابه بنفسه ، فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: }ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة{[أخرجه البخاري، ومسلم].

والحساب إما أن يكون يسيرا، وذلك بأن يعرض على العبد عمله بحيث لا يطلع عليها أحد ثم يعفو عنه ويأمر به إلى الجنة ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: }يُدْنَى المؤمنُ يومَ القيامة من ربه حتى يضع كَنَفَهُ عليه، فيُقرِّرُه بذنوبِه، فيقول: أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا؟ أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا؟ فيقول: ربِّ أعرف، قال: فإني قد سَترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغْفِرُها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته{  ]صحيح متفق عليه[ .

وأما أن يكون الحساب عسيرا وذلك لمن كثرت معاصيه فذلك الذي يناقش الحساب ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: }ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب{ ] صحيح البخاري[

والمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك المسامحة.

والحساب يتناول كل شيء:ـ

1ـ العمر والمال والجسم والعلم :

عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:}لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن [أربع]: عمره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فيمَ فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه{؛ ]رواه الترمذي[.

2ــ عن النعم وشكرها:}ثم لتسألن يومئذ عن النعيم(8){[التكاثر].

قال مجاهد: عن كل لذة من لذات الدنيا.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: }إن أول ما يُسأل عنه يوم القيامة -يعني العبد- من النعيم أن يقال له: ألم نُصِحَّ لك جسمك، ونُرْوِيك من الماء البارد؟{. 

 [حديث صحيح رواه الترمذي]

3- عن الحواس واستعمالها: } إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولٗا (36) {[الإسراء].

قال ابن عباس: يسأل الله العباد فيما استعملوها وهو أعلم بذلك منهم .

4- عن الفرائض من صلاة وزكاة:

عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : }إِنَّ أَوَّلَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ مِنْ دِينِهِمُ الصَّلَاةُ ، وَآخَرَ مَا يَبْقَى الصَّلَاةُ ، وَأَوَّلَ مَا يُحَاسَبُونَ بِهِ الصَّلَاةُ ، يَقُولُ اللَّهُ : انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي ، فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً ، وَإِنْ وُجِدَتْ نَاقِصَةً قَالَ : انْظُرُوا ، هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ ؟ فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ تَمَّتِ الْفَرِيضَةُ مِنَ التَّطَوُّعِ ، ثُمَّ قَالَ : انْظُرُوا هَلْ زَكَاتُهُ تَامَّةٌ ؟ فَإِنْ وُجِدَتْ زَكَاتُهُ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً ،وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً قَالَ : انْظُرُوا ، هَلْ لَهُ صَدَقَةٌ ؟ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ تَمَّتْ لَهُ زَكَاتُهُ مِنَ الصَّدَقَةِ ]{رواه أبو يعلى الموصلي[

5- عن الدماء والقتل:

عن عبد الله بن مَسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :}أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ{ [متفق عليه، واللفظ لمسلم].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا{ ] أبوداود والبيهقي[

6- السؤال عن المسؤولية والأمانة:

قال تعالى : } وقفوهم إنهم مسؤولون(24){ [الصافات].

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: }أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ{ ]متفق عليه[.

7- عن الكلمة:

لقوله صلي الله عليه وسلم: } وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ{. ]متفقٌ عليهِ[.

ولقول النبي صلي الله عليه وسلم: } وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!] {رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ من حديث معاذ بن جبل[

و ما من كاتب إلا ستبقى                 كتابتـه وإن فنيـت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء                 يسرك في القيامة أن تراه

8- عن الحقوق والمظالم:

 للحديث: يقول الله تعالى يوم القيامة } أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار، أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حق، حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عنده حق، حتى أقصه منه، حتى اللطمة {

]رواه الإمام أحمد من حديث جابر بن عبدالله[ 

إن النجاةَ والمخرجَ في محاسبة النفس والوقوف معها وقفة جادة .

 

 

العنصر الرابع : ضرورة محاسبة النفس:ـ

المسلم الصالح تكون له وقفات دائمة مع نفسه ليحاسبها ويصحح مسيرته ويتدارك خطأه، لاسيما عند انقضاء مرحلة من مراحل عمره.

إن النفس سريعة التقلب، ميالة في كثير من الأحيان إلى الشر، كما قال الله تعالى عنها: }وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53){  ]يوسف[.

ومـن هنــا كـان لزاماً على كل عبدٍ يرجو لقاء ربّه أن يطيل محاسبته لنفسه، وأن يجلس معها جلسات طـِــوالاً؛ فينظر في كل صفحة من عمره مضت  ماذا أودع فيها.

قال أبو حامد الغزالي:

"اعلم أن العبد كما ينبغي أن يكون له وقت في أوّل النهار يشارط فيه نفسه على سبيل التوصية بالحق، فينبغي أن يكون له في آخر النهار ساعة يطالب فيها النفس ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها، كما يفعل التجار في الدنيا مع الشركاء في آخر كلّ سنة ،أوشهر أو يوم، حرصاً منهم على الدنيا، وخوفاً من أن يفوتهم منها ما لو فاتهم لكانت الخيـرة لهم في فواته... فكيف لا يحاسب العاقل نفسه فيما يتعلق به خطر الشقاوة والسعادة أبد الآباد؟! ما هذه المساهلة إلا عن الغفلة والخذلان وقلة التوفيق نعوذ بالله من ذلك" [الإحياء].

 أولاً: معنى المحاسبة:ـ

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : "المحاسبة أن يميز العبد بين ماله وما عليه فيستصحب ما

له ، ويؤدي ما عليه؛ لأنه مسافرٌ سَفَرَ من لا يعود"  [ مدارج السالكين].

يقول الله تبارك وتعالى }يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18){ [الحشر].

قال الحسن البصري في تفسير قول الله عز وجل: وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ [القيامة:2].

 "لا يُلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردتُ بكلمتي؟ ماذا أردتُ بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والفاجر يمضي قُدُماً لا يعاتب نفسه"[ تفسير البغوي، والزهد للإمام أحمد].

ويقول الله عزّ وجلّ في وصف المؤمنين الذين يحاسبون أنفسهم عند الذلّة والتقصير ويرجعون عمّا كانوا عليه }إنَّ الَذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201){ [الأعراف].

قال الفاروق عمر رضي الله عنه }حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتزيّنوا للعرض الأكبر  يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيةٌ [الحاقة:18]{.

ويصف الحسن البصري المؤمن بقوله: "المؤمن قوّام على نفسه يحاسبها لله، وإنّما خفّ الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنّما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".

ويقول ميمون بن مهران: "إنه لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة شريكه".

 

 

 

ثانياً: أهمية محاسبة النفس:ـ

1- في المحاسبة نجاة للأمة :ـ

إن غياب المحاسبة نذير غرق الأمة في لجج من بحار الفساد والتيه المنتهية بنار وقودها الناس والحجارة،  وأن الفساد في الدنيا إنما يكون ظاهراً جلياً حينما لا يتوقع المجتمع،

 أو الفرد حساباً، لا يتوقع حساباً من رب قاهر، أومن ولي حاكم، أو من مجتمع محكوم ،

أومن نفس لوامة، وحينما لا يتوقع المجتمع، والفرد حساباً على تصرفاتهم فإنهم ينطلقون في حركاتهم كما يحبون ،ويموجون كما يشتهون ، وكما تهوى أنفسهم فيتقلبون على الحياة ودروبها بلا زمام، ولا خطام فيتشبهون بأهل النار من حيث يشعرون ، أولا يشعرون} إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً (27) وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا كِذَّاباً (28){[النبأ].

2ـ الاطلاع على عيوب النفس :ـ

من اطلع على عيوب نفسه، أنزل نفسه المنزلة الحقيقة لا سيما إن جنحت إلى الكبر والتغطـرس، وما من شك أنّ معرفـة العبد قدر نفسه يورثه تذلّلاً لله وعبودية عظيمة لله عز وجل، فلا يمنّ بعمله مهمـا عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر.

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: }لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشدَّ  مقتاً {[ الزهد للإمام أحمد].

3- التعرف علي حق الله تعالي وعظيم فضله :ـ

أن يتعرّف على حق الله تعالى عليه وعظيم فضله ومنّه؛ وذلك عندما يقارن نعمة الله عليه وتفريطه في جنب الله، فيكـون ذلك رادعاً له عـن فعل كل مشين وقبيح؛ وعنـد ذلك يعلـم أن النجـاة لا تحصل إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، ويتيقّن أنه من حقّه سبحانه أن يطاع فلا يعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.

4- تزكية النفس وتطهيرها :ـ

من فوائد المحاسبة أنها تزكي النفس وتطهرها وتلزمها أمْر الله تعالى،

قال تعالى:  }قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّـٰهَا (9)  وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّـٰهَا (10){ [الشمس].

وقال مالك بن دينار: "رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمّها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائداً"[إغاثة اللهفان لابن القيم].

5- تربية الضمير الحي :ــ

المحاسبة تربّي عند الإنسان الضمير الحي داخل النفس، وتنمّي في الذات الشعور بالمسؤولية ، ووزن الأعمال ، والتصرّفات بميزان دقيق هـو ميزان الـشرع.

6- ترك المحاسبة يؤدي إلي الهلاك :ـ

استمعوا إلى ابـن الـقـيـم رحمـه الله وهو يحذر من إهمال محاسبة النفس فيقول:

"أضرّ ما على المكلّف الإهمال ، وترك المحاسبة، والاسـتـرسال، وتسهيل الأمور، وتمشيتُها ؛ فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذا حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمشّي الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنسَ بها وعسر عليه فطامها"[ إغاثة اللهفان].

 

 

يقول الإمام البوصيري رحمه الله تعالى ..

والنفس كالطفل إن تهمله شب على       حب الرضـاع وإن تفطمه ينفطـم

فاحـذر هواها وحـاذر أن توليـه         إن الهوى ما تولى يعم أو يصـم

وراعها وهي في الأعمـال سائمة          وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كـم حسـنت لـذة للمـرء قاتلـة         من حيث لم يدر  أن السم في الدسم

وخالف النفس والشيطان واعصهما         وإن هما محضـاك النصـح فاتهم.

العنصر الخامس : صور مضيئة في محاسبة النفس:ــ

لقد ضرب سلفنا الصالح أروع الأمثلة في محاسبة النفس، مما لو حاولنا أن نستقصيه لطال بنا المقام، ولعجزنا عن ذلك، لأن أولئك القوم ارتبطت قلوبهم بالله؛ فكانوا أجساداً في الأرض، وقلوباً في السماء، وما إن يحصل من أحدهم تقصير، أو زلّة إلا ويسارع في معالجة خطئه، ومعاقبة نفسه على ذلك ؛ حتى لا تكاد تأمره نفسه إلا بخير.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه  قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ يوماً وخرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعتُه يقول ـ وبيني وبينه جدار(عمر!! أمير المؤمنين!!

 بخٍ بخٍ، واللهِ بُنَيّ الخطاب لتتقينّ الله أو ليعذبنّك) [الزهد للإمام أحمد].

وجاء رجل يشكو إلى عمر وهو مشغول فقال له: أَتَتْركون الخليفة حين يكون فارغاً حتى إذا شُغِل بأمر المسلمين أتيتموه؟ وضربه بالدرّة، فانصرف الرجل حزيناً، فتذكّر عمر أنه ظلمه، فدعا به وأعطاه الدرّة، وقال له: (اضربني كما ضربتُك) فأبى الرجل وقال: تركت حقي لله ولك.

فقال عمر: (إما أن تتركه لله فقط، وإما أن تأخذ حقّك) فقال الرجل: تركته لله.

فانصرف عمر إلى منزله فصلّى ركعتين ثم جلس يقول لنفسه: (يا بن الخطاب: كنتَ وضيعاً فرفعك الله، وضالاً فهداك الله، وضعيفاً فأعزّك الله، وجعلك خليفةً فأتى رجلٌ يستعين بك على دفع الظلم فظلمتَه؟!! ما تقول لربّك غداً إذا أتيتَه؟ وظلّ يحاسب نفسَه حتى أشفق الناس عليه)[ مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن الجوزي].

وقال إبراهيم التيمي: "مثّلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها ،وأشرب من أنهارها ،وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار، آكل من زقومها ،وأشرب من صديدها ، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس أيّ شيء تريدين؟

فقالت: أريد أن أُردّ إلى الدنيا فأعمل صالحاً! قلتُ: فأنتِ في الأمنية فاعملي"[ الزهد للإمام أحمد].

وحكى صاحب للأحنف بن قيس قال: كنتُ أصحبُه فكان عامةُ صلاته بالليل، وكان يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه حتى يحسّ بالنّار ثم يقول لنفسه: }يا حنيف! ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعتَ يومَ كذا؟{ [الزهد للإمام أحمد،وذم الهوى].

ونُقِل عن توبة بن الصّمة: }أنه جلس يوماً ليحاسب نفسَه فعدّ عمره فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيّامها فإذا هي واحدٌ وعشرون ألفاً وخمسمائة يوم؛ فصرخ وقال: يا ويلتى! ألقى الملك بواحدٍ وعشرين ألف ذنب! فكيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب؟!!{[وتمام القصة ثم خرّ فإذا هو ميّت!! فسمعوا قائلاً يقول: يا لكِ ركضةٌ إلى الفردوس الأعلى. الإحياء والقصة مذكورة في صفة الصفوة لابن الجوزي ].

الخاتمة :

أيها المؤمنون ..

إذا كان أرباب الأعمال وأرباب الدنيا يجعلون المحاسبة والتدقيق والمراجعة من أهم مراحل العملية الإدارية، فبدون هذه المراحل تكون المنشأة عرضة لفشل محقق، فما بالكم بهذا الإنسان المسكين الضعيف الذي يقطع مراحل حياته ليلقى ربه، فإما فوز ونجاة، وإما خسارة وعذاب.

عباد الله:

يا من تعيشون في هذه الديار التي علا فيها صوت الشيطان، وأجلب على أهلها بخيله ورجله، نحن في حاجة أكبر لمحاسبة النفس، فالمعاصي تغزونا حتى في دورنا ، وبين أهلينا، والغفلة رانت على قلوبنا، وطاعة الله بعيدة عنا .

اعلموا ... أن النجاةَ والمخرجَ في محاسبة النفس والوقوف معها وقفة جادة، وَاحذَرُوا أَن تَكُونُوا مِمَّن أَردَتهُم ظُنُونُهُم فَأَطلَقُوا في المَعَاصِي جَوَارِحَهُم، فَخَابُوا وَنَدِمُوا ويكون حالهم كما قال تعالي }وَذَلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ (23) فَإِن يَصبِرُوا فَالنَّارُ مَثوًى لَهُم وَإِنْ يَستَعتِبُوا فَمَا هُم مِنَ المُعتَبِينَ(24){ ] فصلت[.

فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها ، واجعلنا من أصحاب النفوس المطمئنة الراضية ، واجعلنا في موقف الحساب من الآمنين مع الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون .

 

اللهم آمين يارب العالمين

 

 

المشاهدات 534 | التعليقات 0