حادثة بقيق وخريص والعداء التاريخي للمملكة العربية السعودية
أبو المقداد الأثري
العنوان : حادثة بقيق وخريص والعداء التاريخي للمملكة العربية السعودية
كتبه : صالح بن محمد السويح وفقه الله
خطيب جامع العوفان في المليداء التابع لمحافظة البكيرية
21 /1/ 1441 .
■ الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أمّا بعد؛ عباد الله : اتقوا اللهَ حقَّ التقوى، وتمسكوا بالعروة الوثقى، { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ}[آل عمران : 102].
سمع العالم أجمع ما تعرضت له المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين، وقبلة المسلمين، ومأوى أفئدة المؤمنين، من اعتداء أثيم على منشآت النفط في محافظة بقيق وهجرة خريص من قبل أعداء المملكة العربية السعودية بصواريخ إيرانية.
عباد الله:
إنَّ قَدَرَ الله تعالى لهذه البلاد أن تكون قبلة المسلمين، والحامية لحمى الموحدين، والحاكمة بتنزيل رب العالمين، ولذلك، لا يفتأ أعداؤها في حربها إلى اليوم، منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله وامتداد ذلك على يد الإمام الصالح المصلح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله، حيث قامت على الدعوة السلفية الإصلاحية التي دعا إليها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وتتابع على نصرتها جميع حكام هذه البلاد كلهم ينصر هذه الدعوة ويدافع عنها ويجاهد في سبيل إعزازها، لأن الله مكن آل سعود من هذه الأرض لمّا أقاموا أمر الله وحكموا شرعه وقاموا بالقسط والعدل بين الناس، ولن يزالوا ممكنين ما داموا على ذلك كما قال تعالى : { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج :41] وقال تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[النور:55]. ومن عظيم فضل الله عليهم أن وفقهم برعية قامت بحقهم وجاهدت تحت لوائهم وأحبتهم لما يقومون به من الحق ولما كان بسبب دولتهم من اجتماع كلمتهم بعد تفرقها، وحقن دمائهم بعد هدرها، وأمن سبلهم وحفظ أموالهم وأعراضهم بعد ضياعها، ورغد عيشهم بعد تقشفها، فيا لله، كم كان في هذه البلاد من خوف وجوع وفقر، فجمع الله بآل سعود كلمة المسلمين، وأظهر الله بهم دينه الذي أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم، فقامت دولتهم بالدعوة الإصلاحية التي نصروها وجاهدوا من ناوأها فقامت بذلك الحجة على المعرضين، وانقطعت محجة المبطلين، كل ذلك لما قاموا بالتوحيد وأظهروا الشريعة، وقمعوا المجاهرين بالبدع والكبائر، ونصروا الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فكان بذلك أمن هذه البلاد وانتظام جماعتها كما قال الله تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام : 82]. والشرك بالله والكفر به وفشوا المنكرات وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لزوال الأمن وحلول الشرور والفتن، كما قال تعالى :{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل: 112].
اللهم أدم أمننا، واكبت عدونا وانصرنا على القوم الكافرين.
بارك الله لي ولكم ..
■ الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أما بعد :
عباد الله :
إن أعداء هذه البلاد لا يزالون في سعي شديد لهدم ما قامت عليه من الأسس والقواعد الشرعية والاجتماعية، أعداء ظاهرهم الكفر من اليهود والنصارى والملحدين والشيوعيين، وأعداء ينسبون أنفسهم للإسلام وما هم من أهله، كالرافضة وغلاة الصوفية، وأعداء نهجوا مناهج فكرية وافدة هدامة كاللبراليين والعلمانيين، وأعداء يظهرون الغيرة على الدين وهم غلاة أنجاس أرجاس كالخوارج المارقين، وأعداء من تلك الجماعات الضالة الوافدة الحركية الحزبية كل هؤلاء أعداء لنا ولدولتنا يمكرون بنا والله خير الماكرين.
فتفطنوا لمكر هؤلاء، واعرفوا الأصل الذي نشأتم عليه، وقامت عليه دولتكم وبايع وعاهد عليه أجدادكم حكامَ هذه البلاد وهي عقيدة السلف والقيام بالشريعة والعدل بين المسلمين، وهو الذي دعا إليه الإمام المجدد المصلح محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقامت عليها دولتنا، فبفضل الله ثم ذلك انتظم أمرنا وقام اجتماعنا، وظهرت قوتنا، فلا يختلط عليكم هذا الأمر الأصيل الذي نشأنا عليه وورثناه عن آبائنا وأجدادنا بسبب هذه الدعوات الوافدة الضالة المنحرفة الحائدة عن الحق سواء تلك الدعوات التي تدعونا إلى المروق من الدين، أو تلك التي تظهر الشعارات الإسلامية والإسلام منها براء.
فلسنا في شك مما نحن عليه، ولسنا في شك في فضل هذه البلاد وخيريتها، حكاما ومحكومين – والكمال لله- فالله الله، احذروا أن يكون أحدكم مطية لأعدائنا الذين لا يريدون بنا إلا الشر، لا يريدون ببلادنا إلا أن تتفكك، ويعود أهلها متحاربين متقاتلين، يعود أمرها فرطا، وأمنها خوفا، ورغدها جوعا، وغناها فقرا، وخير ما نرد به مكر أعدائنا اعتصامنا بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة والحذر من التفرق في الدين، قال تعالى :{وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ }[آل عمران:103] وقال تعالى :{وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ}[آل عمران:105] وقال تعالى :{إِنَّ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِی شَیۡءٍۚ إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ}[الأنعام:159]. وقال تعالى :{ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحࣰا وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ وَمَا وَصَّیۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَىٰۤۖ أَنۡ أَقِیمُوا۟ ٱلدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِیهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِینَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَیۡهِۚ ٱللَّهُ یَجۡتَبِیۤ إِلَیۡهِ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِیۤ إِلَیۡهِ مَن یُنِیبُ}[الشورى:13].
وإن مما نواجه به مكر أعدائنا السمع والطاعة لولاة أمرنا في غير معصية الله والثقة فيهم، وترك القدح بهم وغيبتهم والتشكيك فيهم، وعدم سماع الدعايات المغرضة التي يبثها أعداؤنا للتثبيط عن طاعتهم وإحداث الفرقة بينهم وبين رعيتهم
جاء في البخاري (2955) ومسلم (1839) عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: ((عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ)) ولمسلم (1836) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ)).
حفظ الله بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية من كل مكروه وأدام أمنها وإيمانها وكبت عدوها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
-------
ثم صلوا وسلموا على محمد بن عبدالله الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
اللهم صل عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
اللهم ارزقنا حب هذا النبي والعمل بسنته ظاهراً وباطنا، اللهم احشرنا في زمرته، وأدخلنا في شفاعته، واسقنا من حوضه يا رب العالمين.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك.
اللهم أصلح فساد قلوبنا، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، واجعلنا أغنى خلقك بك، وأفقر عبادك إليك وهب لنا غنا لا يطغينا وصحة لا تلهينا وأغننا اللهم عمن أغنيته عنا يا أرحم الرحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، و أذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين يا رب العالمين.
الله انج إخواننا المستضعفين من المسلمين في كل مكان اللهم أعنهم ولا تعن عليهم وانصرهم ولا تنصر عليهم وامكر لهم ولا تمكر عليهم يا رب العالمين.
اللهم وفق حكام المسلمين لما فيه خير لرعاياهم، واجعلهم مفاتيح كلِ خير مغاليق كلِ شر يارب العالمين.....الخ
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه ...الخ
اللهم وفق جنودنا المرابطين على كل ثغر من ثغور هذه البلاد، اللهم وفقهم على حدود اليمن.......الخ
اللهم عليك بالحوثين المعتدين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين....الخ
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين