حادثة الزلفي

يحيى جبران جباري
1440/08/21 - 2019/04/26 05:47AM

الحمد لله جعل من الضرورات حفظ النفس ، أحمده سبحانه وأشكره بعدد من تنفس ، و أستعينه وأستهديه وأستغفره ، يزيد في العون ولا يبخس ، ويخرج من في سجن الضلالة يحبس ، ويغفر لمن تاب إليه من الذنب قبل أن يتعس ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، رب عظيم عليم بكل شيء محيط ، لا يغفل ولا ينعس ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله ، حمل الرسالة وأدى الأمانة وللأمة النهج أسس ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه مادامت  الأفواه تهمس .

ثم أما بعد : فأوصيكم ايها المسلمون ونفسي المقصرة ،  بتقوى الله الحي القيوم ، فمن اتقاه كفاه الهموم ، وأذهب عنه الغموم ، وجعل الراحة والطمأنينة في نفسه تدوم ،  فاتقوا الله عباد الله ، فابن آدم  مجرد أيام ، ثم قيامته تقوم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) (الحج)

  أيها المسلمون ، أيها الآمنون : يقول ربكم (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) (المائدة)  ويقول عز من قائل كريما (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً...92 الاية وقال سبحانه (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93 (النساء) وعن ابن عمر - رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يزال المؤمن في فسحةٍ من دينه ما لم يُصب دماً حراماً" رواه البخاري.  وقال بأبي هو وأمي عليه صلاة وسلام ربي ( كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه ) وقال ايضا عليه الصلاة والسلام ( أمرت أن اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله الا الله وأني رسول فإنهم اطاعوني  لذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )   فالحمد لله الذي جعل حساب الخلق عليه ، ولم يوكله لأحد من المخلوقين ، ففيما احدكم يقتل أخاه ، والحمد لله الذي أمر بالحدود ، وجعلها حافظة للأرواح والأموال والعقول ، (الزانية والزاني فاجلدوا ) (والسارق والسارقة فاقطعوا ) (ومن شرب الخمر فاجلدوا كما فعل النبي صل الله عليه وسلم وله الصحابة طبقوا) وكفى دليلا بأن في قتل القتلة ، والمفسدين ، والمحاربين لله ولرسوله حياة ، قول وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) (البقرة) فالحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله على ما كتبه وقدره وأمر به وقضاه .

 أيها الأحبة : كلكم سمع بالحكم الشرعي ، الذي طبق في مجموعة ممن حادوا عن الطريق الحق ، فقتلوا رجال الأمن ، وسعوا لزعزعة الأمان ، وأرعبوا وأرهبوا المواطنين والمقيمين ، نساءً ورجالا وشبابا وصبيانا، وشكلوا جماعات إرهابية ، لها فكر ضال خبيث ، يسعون من ورائه ، لتدمير وتفكيك هذه الدولة المباركة ، وشق عصى الطاعة ،  وتأليب الرعية على الرعاة ، وتشكيك الشعب في ولاة الأمر ، وتصوير الظلم والقهر ، وإشعال الفتنة ونشر التكفير ، وقل ما شئت من كل فعل وإثم حقير ،  وإلا من أباح لهم قتل الأنفس المعصومة ، وقد حرمها الله إلا بحق ، فبأي ذنب تزهق ، فذاك رجل الأمن يخرج من بيته ، متوجها إلى عمله ، إما في مركز ، او نقطة ، أو شارع ، او دورية ،  إما راكبة او راجلة ، واجبه ، حفظ الأمن ، وحماية المواطنين والمقيمين ، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة ، ومنع الفوضى ، وردع المعتدي ، ونجدة المستغيث ، ومساعدة المحتاج في كل المواقع ، سواءً كانت في المدن ، او القرى ، أو الهجر ، وفي الشوارع ، وحتى الجوامع ،  ثم تأتي تلك الشرذمة الطاغية الباغية ، فيعتدون عليهم ويهاجموهم ، فيؤذوهم أو يقتلوهم ، فبأي ذنب يقتلون ، ألا لأنهم للأمن يحفظون ، وعلى الارواح والممتلكات يحافظون ، أي نهج ينتهجه أولئك الضالون ،  وفوق ذلك لبيوت الله يستهدفون ، ولجموع المصلين يرهبون ، وللأدلة الحق يحرفون ، وللحرام يحلون ؛ وللحلال يحرمون ، ولأنفسهم يقتلون ،  هل هؤلاء مسلمون ، لا والله ما هكذا اهل هذا الدين يفعلون ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (...وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) (النساء)  بارك الله لي ولكم في القران والسنة ونفعني واياكم بما فيهما من البينات والعظات والحكمة . اقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم .

  الحمد لله أمر بالحدود والقصاص ، احمده سبحانه وأشكره على كل فضل عام وخاص ، وأشهد أن لا إله إلا الله بيده الفرج والخلاص ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وذي الخواص ، صل الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على نهجه بلا انتقاص ،  وبعد : يامن يعلم بأن الموت ليس منه مناص ، اتق الله فمن اتق الله في زمن الفتن نال درجة المغيرة وابن رباح وأبا العاص ، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون 102

   (ال عمران)  عباد الله : إن الأمن والاستقرار في كل دولة أمر مهم ، وضياعه ، ضياع لكل شيء ، أرواح وأموال ، وممتلكات ، وفي المملكة العربية السعودية يزداد الأمر سوءا ، لوجود المقدسات ،  ولذلك كان لزام على ولاة الأمر فيها تطبيق أمر الله والحكم بالقصاص تعزيرا في حق تلك الثلة المارقة ، بعد أن استنفذت كل الطرق والمحاولات ، في مناصحتهم ، واستتابتهم ، وعودتهم ، فأبوا إلا الإسرار على الغي والضلال ، فكان السيف عقاب من أرهب المسلمين ، وقتلهم ، وسعى في إفساد الأرض ، واراد بالأمن إخلال ، ولازالت افعالهم المشينة ، تدل على نواياهم السيئة ،  وتثبت رغباتهم المتوحشة الدفينة ،  فبالأمس القريب ، هجموا في منطقة الزلفى ، على مركز للأمن ، وأطلقوا النار على رجال الأمن ، ولكن لطف الله كان أعظم ، وانقلب الظلم على الظالم ، فقتلوا ، بل قتلوا أنفسهم ، فخسروا الدنيا والآخرة ، نعوذ بالله من سوء الخاتمة ، فاحذروا ايها المسلمون هذه الفئة ومن على شاكلتهم ، وحافظوا على دينكم ومقدساتكم ووطنكم وأرواحكم ، وكونوا عونا لرجال الأمن بينكم ، و أعينوهم ، فهم أحق من يعان منكم ، فهم في الحدود يذودون عنكم وعن ارضكم وأهليكم ، وفي الداخل ، يحفظون الأمن لكم ولممتلكاتكم ، وفقهم الله وأعانهم وكتب أجرهم وحفظهم ، واطيعوا ولاة أمركم ولا تشقوا عصا من طاعة ، فمن مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية ، نعوذ بالله من كل فتنة وبلية، ومن كل شرذمة طاغية بغية .

ثم الصلاة والسلام منة ،،، على الذي آتاه ربي السنة

حتى نلاقيه بباب الجنة ..اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد ....

المشاهدات 854 | التعليقات 0