حاجة الأمة إلى الهجرة في ذكرى الهجرة

الشيخ السيد مراد سلامة
1440/12/28 - 2019/08/29 00:42AM

Smiley face

حاجة الأمة إلى الهجرة في ذكرى الهجرة

الشيخ السيد مراد سلامة

إخوة الإيمان اتباع النبي العدنان – صلى الله عليه وسلم نحتفى وتحتفل الأمة الإسلامية بعام هجري جديد وبهجرة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم –ونقف في هذا اللقاء مع حاجة الأمة إلى الهجرة من جديد مع الهجرة الحقيقية التي عليها مدار فلاح الفرد والمجتمع فأعيروني القلوب والأسماع

أولا: حاجتنا إلى الهجرة من أرض المعصية إلى أرض الطاعة

إخوة الإيمان و الإسلام إننا بحاجة ماسة إلى أن نهاجر من أرض المعصية إلى أرض الطاعة إلى الله تعالى فهذه هي الهجرة الحقيقية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم -، قال: (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) متفق عليه .

اهجر أماكن المعصية سواء كانت هذه المجالس مع أصدقاء السوء

اهجر أماكن المعصية سواء كانت تلك الإمكان مواقع على شبكات الانترنت

اهجر أماكن المعصية سواء كانت هذه الأماكن مشاهد الأفلام والمسلسلات

قال ابن تيمية: "ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره لغير ضرورة. ورفع لعمر بن عبد العزيز قوم يشربون الخمر فأمر بجلدهم فقيل له: إن فيهم صائماً. فقال: ابدؤوا به، أما سمعتم الله يقول: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾ [النساء: 140].

عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري -رضي الله عنه -: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهب ، فأتاه . فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة ؟ فقال : لا ، فقتله فكمل به مئة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على رجل عالم . فقال : إنه قتل مئة نفس فهل له من توبة ؟ فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب . فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا ، مقبلا بقلبه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم

- أي حكما - فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له . فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة )) متفق عليه

وَمِنْ ذَلِكَ: هَجْرُ أَمَاكِنِ الْمَعَاصِي؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].

وَقَالَ رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72].

ذَكَرَ اللهُ مِنْ صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمْ لَا يَحْضُرُونَ الْبَاطِلَ كَمَجَالِسِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ، وَلَا يُخْبِرُونَ بِالْبَاطِلِ وَالْكَذِبِ.

ثانيا: حاجتنا إلى الهجرة من أرض الغفلة إلى أرض اليقظة

إخوة الإسلام أرض الغفلة أرض مهلكة فهي تؤدي إلى الانغماس في الدنيا والشهوات ونسيان الآخرة فيجتهد الغافل في تعمير الدنيا الفانية وتخريب الآخرة الباقية يقول الله تعالى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} [الأنبياء: 1 - 3]

فالغافل يريد أن يعيش عاملا على إشباع شهواته، حريصا ألا يتعب جسمه إلا في شهوته .. حريصا على ألا يفقد شيئاً من ماله إلا في ملذاته، حريصا على ألا يفقد لحظة من عمره إلا وهو مستريح هادئ حتى ولو على حساب دينه ، فهو يريد أن يعيش متمتعا بحياته على أقصي درجة ..هذا نـــــــــــوم

نهارك يا مغرور سهو وغفلةٌ *** وليلك نومٌ والردى لك لازمٌ

وشغلك فيما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم

وقد أخبر الله عن هذا الصنف بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) ) يونس

وقد نقل ابن كثير رحمه الله أن أشعر الناس أبو العتاهية حيث قال:

الناس في غفلاتهم   ***    ورحا المنية تطحنُ

كيف نهاجر من أرض الغفلة إلى أرض اليقظة؟

أولا: ذكر الله تعالى على كل حال: فذكر الله تعالي يقظة تجعل الإنسان في سكينة وأنس بالله تعالى

هاجر من أمام الشاشات والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى التلذذ بذكره سبحانه وتعالى عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ» أخرجه البخاري

ثانيا مجالس الذكر: هاجر من الجلوس على الطرقات والمقاهي إلى مجالس الذكر والعلم فهي العلاج الناجع لعلاج غفلة القلوب، عَن أَنَس؛ أَن رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَالَ: إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حَلَقُ الذِّكْرِ. أخرجه الترمذي

ثالثا: قراءة القرآن:

هاجر من تصفح صفحات الجرائد والمجلات ومن تصفح مواقع الفيس بوك وتويتر إلى قراءة القران الكريم تحيى وتكن من أهل اليقظة و الاعتبار قال خبَّاب بن الأرتِّ رضي الله عنه: (تقرّب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب بشيء أحب عليه من كلامه)

وقال عثمان رضي الله عنه: (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم).

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله)

رابعا الإكثار من ذكر الموت: هاجر من ارض الغفلة عن الدار الأخرة والركون إلى الدنيا إلى ارض اليقظة بالإكثار من ذكر الموت ودواهيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ» يَعْنِي الْمَوْتَ ) أخرجه أحمد

ثالثا: حاجتنا إلى الهجرة من أرض البغضاء إلى أرض المحبة والوفاء

ومن أوجب الهجرات أن نهاجر من أرض القطيعة إلى أرض الصلة

أما آن لك يا قاطعا لرحمك أن تهاجر من تلك الأرض الخبيثة إلى ارض الصلة والمحبة والوفاء

يا قاطعا لرحمه هاجر إلى أرض الصلة ففيها البركة والصلة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ « قَالَ اللَّهُ أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِىَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِى مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ».أخرجه البخاري

قال أبو هريرة -رضي الله عنه -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: «من سره أن يبسط الله له في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه». أخرجه البخاري.

يا عاقا لوالديه هاجر إلى أرض البر ففيها البركة والرضا

يا ظالما لجاره هاجر من ارض الشحناء إلى ارض المحبة والصفاء ففيها الراحة و الهناء عَنْ أبي هُرَيْرَةَ عنِ النَّبىِّ -صلى الله عليه وسلم - قالَ:"مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ؛ فَلا يُؤذي جارَهُ)أخرجه البخاري

رابعا: حاجتنا إلى الهجرة من أرض الفرقة إلى أرض الاعتصام والوحدة

إخوة الإيمان أحباب الحبيب العدنان –صلى الله عليه وسلم – وفي ذكرى الهجرة نحن بحاجة ماسة إلى الهجرة من ارض الفرقة والاختلاف والتناحر تلك الأرض السبخة التي لم تثمر ألا الضعف والهوان وتكالب الأعداء

أرض الفرقة أرض رفع فيها الشيطان رايته و باض و فرخ فيها كما نرى من تناحر مرير و من تشرذم مقيت فانقسمت الأمة إلى دويلات متناحرة يقتل فيها القوي الضعيف فانظر إلى حالنا في شتى بقاع و أصقاع المعمورة ترى فرقة تفت بالعضد و تمزق الكبد عن جابر -رضي الله عنه -قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم )) . رواه مسلم.

(( التحريش )) : الإفساد وتغيير قلوبهم وتقاطعهم .

هيا لنهاجر إلى ارض الاعتصام لأن هذا هو أمر رب الأنام {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [آل عمران: 103 - 105]

هيا لنهاجر إلى أرض الوحدة لننال القوة من القوي جل جلاله عَنْ عَرْفَجَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "سَيَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ رَأَيْتُمُوهُ فَارَقَ الْجَمَاعَةِ، أَوْ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْرُهُمْ جَمِيعٌ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ، فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ من فارق الجماعة يرتكض"

نفعني الله وإيَّاكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربُّنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وحبيبه وخليله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

خامسا: حاجتنا إلى الهجرة من أرض الظلم إلى أرض العدل

الأمة أفرادا و جماعات بحاجة ماسة إلى الهجرة من أرض الظلم و الجور و العدوان تلك الأرض المسبعة التي يفتك القوي فيها بالضعيف و الكبير بالصغير التي يحكمها عالم الغاب والتعدّي على حقوق الآخرين وسلبها فهذا ظلم ، والتعدّي على حقوق الآخرين وأن تسلبَ أموالهم فهذا أيضاً ظلم ، ومن يظلم فقد ظلمَ نفسهُ

لقد أصبح القتل كشربة ماء والأجرام والعنف عادي في مجتمعنا وكأن سفك الدماء شيء طبيعي ومسلم به وكأننا أصبحنا "خير أمة أخرجت للشر " وليس خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر

من المؤسف والمؤلم والمخزي أن نقتل بعضنا البعض بلا سبب ونتشاجر من أجل أشياء تافهة فلا تضبطنا الأديان السماوية ولا التشريعات القانونية ولا الأخوة في الله ولا الإنسانية

أتيت والناس فوضى لا تمرّ بهم    إلّا على صنم قد هام في صنم

والأرض مملوءة جوراً مسخّرة      لكلّ طاغية في الخلق محتكم

مسيطر الفرس يبغي في رعيّته    وقيصر الروم من كبر أصمّ عم

يعذّبان عباد الله في شبه       ويذبحان كما ضحّيت بالغنم

والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم   كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم

هيا هيا لنخرج من تلك الصحراء المسبعة التي يسودها سواد الظلم إلى أرض العدل والرحمة

هيا لنهاجر ونهجر تلك العصبيات إلى عدل العدل جل جلاله

هيا لنهاجر من حيوانية الإنسان إلى ملائكية الإنسان

هاجر إلى أرض العدل فبالعدل قامت السماوات والأرض

هاجر إلى أرض العدل فالعدل سلطان الله في الأرض

هاجر يامن ظلمت نفسك إلى ارض العدل

هاجر يا من ظلمت أختك إلى أرض العدل

هاجر يامن ظلمت جارك إلى أرض العدل

وقد أمَر الله به رسولَه في قوله: ﴿ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ ، وأمَر به جميعَ خلقه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾ ، وجعل في مقدّمةِ السّبعة الذين يظلّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظله ((إمامٌ عادل)) كما في الحديث ويقول عليه الصلاة والسلام (إنّ المقسطين عند الله على منابرَ مِن نور عن يمين الرحمن، وكِلتا يديه يمين، الذين يعدِلون في حكمِهم وأهلِهم وما وَلوا).

ومتى هاجرت الأمة المسلِمَة من أرض الظلم إلى أرض العدل فإنها تستحقّ التأييدَ من الله والتمكينَ في الأرض إذا أقامَت العدلَ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميةَ رحمه الله: "إنَّ الله يقيم الدولةَ العادلة وإن كانَت كافرة، ولا يقيمُ الدولة الظالمةَ وإن كانت مسلمة"

 

المرفقات

الامة-الى-الهجرة-في-ذكرى-الهجرة

الامة-الى-الهجرة-في-ذكرى-الهجرة

المشاهدات 1265 | التعليقات 0