جزاك الله خيرا خادم الحرمين .. قرارات تشفي الصدور .. قراءة سريعة للبيان !

أبو عبد الرحمن
1430/12/14 - 2009/12/01 22:25PM
جزاك الله خيرا خادم الحرمين .. قرارات تشفي الصدور .. قراءة سريعة للبيان !


عبد الله زقيل


الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ علىرسولِ اللهِ ...

أثلج صدورنا خادمُ الحرمين الشريفين ببيانه ، والنقاط الست الواردة فيه ، ولهجة البيان لهجة قوية تضع النقاط على الحروف ، وخاصة بعض النقاط التي أضعها في قراءة سريعة :


أولا : متابعة خادم الحرمين الشريفين للفاجعةأولا بأول ، وشعوره بالحزن الكبير عند قوله : " ... وبعد أن تابعنا ببالغ الحزن والألم، الأحداث المأساوية التي نتجت عن هطول الأمطار على محافظة جدة، وما أدت إليه من وفيات تجاوزت مائة شهيد، وإصابة الكثيرين، إضافة إلى العديد من التلفيات،والأضرار البالغة على المنشآت العامة، والممتلكات الخاصة؛ وبعد أن قمنا بواجبنا في حينه بتوجيه الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، وبشكل عاجل جداً،وكنا على اتصال مع المسؤولين المعنيين بمتابعة هذا الأمر أولاً بأول، واتخاذ مايلزم من إجراءات في حينه " .


وقوله في البيان : " وإنه ليحز في النفس ويؤلمها أن هذه الفاجعة .. " .


ثانيا : عدم وصف البيان ما حدث من الأمطاربالكارثة مقارنة بما يحصل بسبب الفيضانات والأعاصير الكارثية ، وكأن خادم الحرمين الشريفين يريد الإشارة أن المشكلة في البنية التحتية الهشة التي فضحت كل شيء ، وقدوصفها البيان بأنها مفجعة .


قال بيان خادم الحرمين : " أن هذه الفاجعة لم تأت تبعاً لكارثة غير معتادة على نحو ما نتابعه ونشاهده كالأعاصير والفيضانات الخارجة وتداعياتها عن نطاق الإرادة والسيطرة، في حين أن هذه الفاجعة نتجت عن أمطارلا يمكن وصفها بالكارثية.
وإن من المؤسف له أن مثل هذه الأمطار بمعدلاتها هذه تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة وغيرها، ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات، ولا ينتج عنها خسائر وأضرار مفجعة على نحو ماشهدناه في محافظة جدة، وهو ما آلمنا أشد الألم " .


ثالثا : اللغة القوية والجادة في البيان ، والمتابعة المباشرة منه شخصيا ، والمعاقبة والمحاسبة لكل من ثبت التورط في هذه الكارثة كائن من كان ، وعدم التهاون في هذا الأمر .


قال بيان خادم الحرمين : " واضطلاعاً بما يُلزمنا واجب الأمانة والمسؤولية التي عاهدنا الله تعالى على القيام بها، والحرص عليها تجاه الدين ثم الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا، فإنه من المتعين علينا شرعاً التصدي لهذا الأمر وتحديد المسؤولية فيه والمسؤولين عنه ـ جهاتٍ وأشخاصاً ـ ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم، دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به، أخذاً في الاعتبار مسؤولية الجهات المعنية كل فيما يخصه أمام الله تعالى، ثم أمامنا عن حسن أدائها لمهماتها ومسؤولياتها، والوفاء بواجباتها " .


جزاك الله خيرا خادم الحرمين على الضرب بيد من حديد .


رابعا : لم يكتفِ خادم الحرمين باللغة القوية والمحاسبة بل الشجاعة للإفصاح عن كل من له ضلع في هذه الكارثة ليكون عبرة لغيره لأن من ذهبوا سواء من المواطنين أو المقيمين أمانة في عنقه حفظه الله ووفقه إنطلاقا من موقعه الشرعي والنظامي .


قال البيان : " مدركين أنه لا يمكن إغفال أن هناك أخطاءً أو تقصيراً من بعض الجهات، ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك والتصدي له بكل حزم، فهؤلاء المواطنون والمقيمون أمانة في أعناقنا وفي ذمتنا، نقول ذلك صدقاً مع الله قبل كل شيء، ثم تقريراً للواجب الشرعي والنظامي، وتحمل تبعاته، مستصحبين في ذلك تبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم من صنيع بعض أصحابه فيما ندبهم إليه " .


خامسا : جاءت القرارات الست من تحمل خادم الحرمين للمسئولية الملقاة على عاتقه ، واستشهد في ذلك بآية من كتاب الله ، وحديث النبي صلى الله ، والمصلحة العامة ، وهذا هو المعهود فيه حفظه الله ، ثم سردت القرارات الست بعد ذلك .


سادسا : لم يقتصر البيان على تكوين لجنة من جهات حكومية عدة برئاسة أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل فقط بل استخدم البيان عبارات تدل على السرعة بقوله : " حالا " ، " فورا " .


وهذا فيه دلالة على عدم التسويف أو التمطيط في عملها ، فعليها أن تعمل بعد صدور هذا البيان مباشرة مما يدل على أن خادم الحرمين الشريفين يريد سرعة النتائج ، مع الاستشعار لعظم المسئولية التي انتقلت من ذمته إلى ذمة من عينهم .


وهذا جاء في سياق البيان بقوله : " على اللجنة الرفع لنا بما تتوصل إليه من تحقيقات ونتائج وتوصيات بشكل عاجل جداً،وعليها الجد والمثابرة في عملها بما تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل، وهي من ذمتنا لذمتهم، مستشعرة عظم المسؤولية وجسامة الخطب " .


سابعا : رفعُ اللجنةالمكونة مباشرةً لخادم الحرمين ، وإعطاء اللجنة جميع الصلاحيات في استدعاء من تشاء للتحقيق معه كائن من كان ، وهذا مما يعطي اللجنة قوة وشفافية في النتائج التي ستخرج بها .


قال البيان : " على اللجنة أيضاً الرفع لنا ـ فوراً ـ عن أي جهة حكومية لا تلتزم بذلك، وللجنة كذلك استدعاء أي شخص أو مسؤول كائناً من كان بطلب إفادته، أو مسائلته ـ عند الاقتضاء ـ، كما للجنة الاستعانة بمن تراه من ذوي الاختصاص والخبرة.


ثامنا : ما أمر به خادم الحرمين وزارة المالية صرف مبلغ مليون ريال حالا ، وهذا ما يخفف بإذن الله على ذوي الشهداء ذلك المصاب الجلل ، نسأل الله أن يرحمهم .


تاسعا : لا شك أن خادم الحرمين بهذه القرارت وضع النقاط على الحروف ، وأن الفساد الإداري والمالي والتقصير في هذه الكارثة لن يمر بدون محاسبة ، والأمل في اللجنة المكونة تقديم النتائج ، ونشرها في الإعلام لتكون الصورة واضحة .


فخادم الحرمين لم يقصر حفظه الله من جهته بهذه القرارات القوية التي هي رسالة واضحة لكل من تهاون في أراوح الناس لأن هذه الأرواح عظيمة عند الله .


وأخيرا : البيان فيه رد على أولئك الصحفيين وبعض رؤساء التحرير الذين ألقوا بالائمة على المواطنين ، أو جشع أصحاب الأراضي ، أو أن مشكلة جدة مشكلة تراكمية ،أو مناطق عشوائية أوغير ذلك من الأعذار فخادم الحرمين نظر للكارثة بوضعها الحالي ،وصدرت قرارته بما جرى فيها .


جزاك الله خيرا خادم الحرمين ، وما قصرت ،وليس غريبا عليك مثل هذه الأمور .




لقراءة البيان كاملا اضغط الرابط

المصدر

المشاهدات 2202 | التعليقات 0