جريمة العصر ...أرقام مفجعة وما خفي أعظم // أ. زياد الشامي

احمد ابوبكر
1438/04/12 - 2017/01/10 08:48AM
[align=justify]رغم أن جميع الأرقام والإحصائيات التي تصدر بين الفينة والأخرى عن المنظمات الأممية الدولية أوعن الهيئات الثورية حول حجم ما وصلت إليه جريمة العصر ومأساة القرن في عاصمة الأمويين ....لا يمكن أن تعبر عن حقيقة ما يحدث في سورية الجريحة التي ما زالت تنزف منذ ست سنوات , إلا أن ذلك لا يعني المرور على التقارير الصادرة عن المنظمة الدولية في هذا الإطار مرور الكرام , فأمثال هذه التقارير وثيقة مهمة لإدانة الطغاة المشاركين في جريمة العصر , والتي لا يخفى ضلوع الأمم المتحدة نفسها في تلك الجريمة بشكل أو بآخر , لينطبق عليها المثل "من فمك أدينك" .


آخر تقارير المنظمة الدولية عن آثار ما اقترفته أيادي النصيرية والرافضة والروس في أقدم مدن الدنيا وعاصمة الأمويين كان مفجعا بحق , فأرقام المهجرين من ديارهم بالملايين , ومعدل الدمار والخراب يفوق الخيال , ونسب الآثار الجسدية والنفسية والمادية التي خلفتها آلة القتل والتعذيب في السوريين مرتفعة وعالية ....ما يستدعي الوقوف على هذا التقرير لا للتباكي والتخلي عن السلاح و المقاومة أوالاستسلام , بل لإدراك عظم الفاتورة التي قدمها السوريون لنيل حقوقهم المشروعة في الانعتاق من هذا النظام النصيري الفاشي عدو الإسلام والمسلمين , والتي ينبغي أن تكون دافعا ومحركا لإكمال مسيرة الثورة حتى النهاية , حيث لم يعد هناك ما يخسره الثوار بعد كل هذه التضحيات .


التقرير الأممي الذي صدر في الشهر الأخير من عام 2016م "ديسمبر" يتحدث عن أكثر من 50% من السوريين الذين اضطروا للنزوح من منازهم , حيث باتت سياسة النصيرية والرافضة في إحداث تغيير ديمغرافي في البلاد واضحة , فقد تم تهجير الغالبية الساحقة من أهل السنة من بيوتهم ليحل محلهم الرافضة المجوس .


كما ذكر التقرير أن أكثر من 4 ملايين سوري بحاجة لإيواء عاجل , وأن حوالي 14 مليون بحاجة لمساعدات إنسانية , من بينهم 6 ملايين طفل ونحو مليون عجوز , بالإضافة لوجود أكثر من 5 ملايين محاصر بحاجة لمساعدات إنسانية وطبية عاجلة .



ويمضي التقرير في الأرقام المفجعة فيتحدث عن أكثر من 6 ملايين مشرد داخل سورية , و حوالي 6 آلاف مشرد كل يوم في الفترة ما بين يناير حتى أغسطس من العام الماضي , ناهيك عن تعرض نحو 300 ألف فلسطيني للتشرد مرة أخرى في سورية بعد تشريدهم من فلسطين المحتلة .


وعن الفقر ومعدلاته الذي حلّ بالسوريين بسبب الطغيان النصيري تحدث التقرير عن 85% من إجمالي الشعب السوري يعيشون في فقر , 69% منهم في فقر حاد , بينما 35% منهم في فقر مدقع .



وعن الرعاية الصحية وانعدام الأمن الغذائي يشير التقرير إلى وجود أكثر 7 ملايين ضحايا انعدام الأمن الغذائي , ونحو 13 مليون بحاجة لرعاية صحية عاجلة , بعد أن أصيب أكثر من 3 ملايين منهم بإعاقة جسدية .


وفي المجال التعليمي تحدث التقرير عن سقوط أكثر من 2 مليون طفل سوري من القيود الدراسية , في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من 30 ألف منهم كل شهر من صدمات واضطرابات نفسية وذهنية .


ومع عظم الأرقام المفجعة التي ذكرها التقرير الأممي , إلا أنه لم يتناول عدد الشهداء الذين سقطوا بسبب همجية ووحشية القصف بجميع الأسلحة الفتاكة النصيرية والروسية والصفوية المحرمة دوليا , حيث قد يصل عددهم إلى ما يقارب المليون شهيد .


كما لم يذكر التقرير حجم الدمار الهائل الذي أصاب أعرق وأقدم المدن وأكثرها حضارة في العالم , حيث تشير التقارير أن حجم الدمار بمدينة حلب مثلا قد يصل إلى 85% , وليست مدينة حمص وريف دمشق وغيرها من المدن والبلدات السورية بأحسن حالا من حلب .


كما تجاهل التقرير مئات الآلاف من المعتقلين في سجون هولاكو العصر وطاغية الشام , ناهيك عن أمثالهم من المفقودين , حيث تفيد آخر الإحصاءات الصادرة عن شبكات التوثيق السورية ، أن أعداد المعتقلين تخطّت الـ 300 ألف، منذ بداية عام 2016م، وتجاوز عدد المفقودين الـ 110 آلاف، وهو ما يرفع من عدد الشهداء بكل تأكيد ، إذ يكفي دليلا على ذلك تسريب صور الـ 11 ألف معتقل الذين قضوا تحت التعذيب في سجون الطاغية ، والتي اشتهرت باسم " سيزر" , ناهيك عن تسريبات "قيصر" ..... وغيرها من آلاف الوثائق التي تثبت ممارسة النظام النصيري أبشع أنواع التعذيب بحق المعتقلين .


من جهتها وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في أحدث تقرير لها بعنوان "لابد من إنقاذ بقية المعتقلين" مقتل 12679 سوريًا، بينهم 163 طفلًا، و53 سيدة تحت التعذيب داخل مراكز الاحتجاز، منذ بداية الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، حتى يونيو/ حزيران 2016 م , بينما وثق تقرير لمنظمة العفو الدولية ظروف وفاة أكثر من 17 ألف معتقل خلال 5 سنوات في سجون النظام النصيري ، بمعدل أكثر من 300 شخص شهريًا , مشيرة إلى وجود "روايات مرعبة" حول التعذيب .


قد لا يكون الكثير من السوريين – وربما غيرهم من العرب والمسلمين - يتوقعون هذا الإجرام النصيري بحقهم حين أطلقوا ثورتهم ضد عميل الصهاينة وأمريكا والغرب بدمشق , أما وقد نطقت هذه الأرقام عن حجم الحقد النصيري الصفوي على المسلمين عموما وأهل السنة على وجه الخصوص , وأثبتت وقائع الثورة السورية مقدار التآمر الدولي على ثورتهم وعلى أي تحرك يفضي إلى استعادة المسلمين لعزهم ومجدهم التليد .....فإن الواجب أن تكون هذه الأرقام حافزا لإدراك حجم المعركة المصيرية التي تخوضها ثورة أهل الشام , وبالتالي التعامل معها بقدر أهميتها على المستوى العربي والإسلامي , سواء من خلال الحرص على بذل ما أمكن لإنجاحها , أو من خلال التضحية بالغالي والنفيس في سبيل عدم إجهاضها .[/align]
المشاهدات 614 | التعليقات 0