جددوا إيمانكم ..

عبدالله محمد الطوالة
1438/05/06 - 2017/02/03 06:14AM
هذه واحدة من روائع الشيخ صالح بن حميد حفظه الله ونفع به ، مع شيء من الزيادات ، والتصرف البسيط .. أسأل الله أن ينفع بها ويجعلها من أسباب زيادة الإيمان ..

أما بعد : فاتقوا الله أيها المؤمنون واعلموا أنَّ في القلب شعثًا لا يلمّه إلا الإقبالُ على الله ، وفيه وحشةٌ لا يُزيلها إلا الأُنس بطاعة الله ، وفيه حُزنٌ لا يُذهِبهُ إلا السُرورُ بمعرفة الله وصِدق مُعاملتهِ ، وفيه قلقٌ لا يُسكِّنهُ إلا إِدامةُ ذِكرِ الله ، وفيه نِيرانُ حَسراتٍ لا يُطفئُها إلا الرضا بقضاء الله وقدره ، وفيه فاقةٌ لا يسُدُّها إلا محبةُ الله والإنابة إليه ، ولو أُعطي الدنيا وما فيها لم تُسدَّ تلك الفاقةُ منه أبدًا .. {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ..
عباد الله .. إن أشرف ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد رفعة الدنيا والآخرة .. إنما هو الإيمان .. {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} ..
فالإيمان سبب العز والفلاح ، وسبيل الرِّفعةِ في الدنيا والآخرة .. وبه ينالُ العبدُ أشرفُ المطالبِ ، وأجملُ المواهبِ ، وأعلى المراتبِ ... بالإيمان يا عباد الله .. يفوز العبد بجنة عَرْضها كعرض السموات والأرض أعدّت للمؤمنين .. وبالإيمان يزحزح العبد عن نارٍ حرِّها شديد ، وقعرها بعيد .. وبالإيمان ينالُ المؤمن أشرفُ ما يُنال ، ألا وهو رؤية الله جل وعلا يوم القيامة ، كما قال عليه الصلاة والسلام (إنَّكم سترون ربكم يوم القيامة لا تضامون في رؤيته ) ... فالواجب على أهل الإيمان أن يحمدوا الله جل وعلا حمدًا كثيرًا على مِنَّته عليهم وهدايته لهم إلي الإيمان ، كما قال الله {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} ... والإيمان ليس بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكنه ما وقر في القلب وصدقته الأعمال ... الإيمان يا عباد الله : قول باللسان ، وتصديق بالجنان ، وعمل بالجوارح والأركان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ..
الإيمان عقائد صحيحة وسلوكيات راسخة ، قَوامُها وبناؤها الاطمئنان والتصديق بما جاء عن الله وملائكته وكتبه ، ورسله واليوم الآخر، والقدر؛ خيره وشره ؛ كما في حديث عمر رضي الله عنه : أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، قال أخبرني عن الإيمان، قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر؛ خيره وشره) ... الإيمان يا رعاكم الله .. طاعات زاكية، وعبادات خالصة، وقُربات متنوعة ، يتقرَّب بها المسلم إلى ربه ، أساس هذه العبادات ما جاء في الحديث العظيم (بُني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج ...) ... والإيمان يا عبادَ الله: شُعبٌ كثيرة ومتنوعة، تزيد عن السبعين ؛ منها ما يكون باللسان ، ومنها ما يكون بالقلب ، ومنها ما يكون بالجوارح ؛ وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان) ..
الإيمان يا عباد الله : بُعد عن الحرام ، وتوقٍّ للآثام ، وحذرٌ من الإجرام ، جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهبةً يرفع الناس إليه بها أبصارهم حين ينتهبُها وهو مؤمن) وقد دل هذا الحديث العظيم على أن ترك الحرام والبُعد عن الآثام كلُّ ذلك داخل في مسمَّى الإيمان ... الإيمان يا عباد الله كفٌّ للأذى وبُعد عن الظلم، ووفاء بالعهود والمواثيق والأمانات؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) وفي الحديث الآخر، قال عليه الصلاة والسلام (لا إيمان لمن لا أمانة له) .. وفي محكم التنزيل : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} ... الإيمان يا عباد الله : تحابٌّ وتآخي، وتواد وتعاون، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يؤمن أحدكم؛ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ..
الإيمان يا عباد الله : تكافل وتراحم وتعاون بين أهل الإيمان، وبذلٌ للدعاء، يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ... الإيمان يا عباد الله استقامةٌ على طاعة الله، ومداومةٌ لازمة لعبادة الله، وثباتٌ على ذلك إلى الممات؛ جاء عن سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه أنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام : قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال ( قل آمنت بالله، ثم استقِمْ ) ...
وللإيمان يا عباد الله حلاوةٌ ، لا تعدلها حلاوة .. وله لذةٌ .. وله طعمٌ لا نظير لهما ؛ يقول صلى الله عليه وسلم (ذاق طعم الإيمان مَن رَضِيَ بالله ربًّا والإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً) وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: (ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه، وجد بهنَّ حلاوة الإيمان ؛ أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما ، وأن يحبَ المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) .. . وللإيمان يا عباد الله زينةٌ وجمال ؛ فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هُداة مهتدين) ...
ولأهل الإيمان كراماتٌ ومزايا .. ومنزلةٌ خاصة عند الله ..
أولها أن الله تولى أمرهم ، ولايةً خاصةً بهم : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} .. ومن كرامتهم أن يخرجهم من الظلمات إلى النور : {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ..
يحببُ إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم .. {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} ..
يُثبِّتهم بفضله ورحمته .. بينما يُضِلُ غيرهم بعدله وحكمته .. {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} .. ينجيهم من الشدائد والكرب .. {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} ..
يدافع عنهم ويحميهم .. {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} .. بل وينصرهم {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} ..
يؤمِّنهم ويطمئنهم .. {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} .. {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ..
يُنزِلُ السكينة عليهم ويزيدهم إيماناً .. {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} .. يكافئهم ويجازيهم بأحسن الجزاء .. {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} ..
إلى غير ذلك من الكرامات والمزايا .. فالواجب على أهل الإيمان أن يرعوا للإيمان حقَّه ، وأن يعرفوا مقامه وقدره ، وأن تكون عنايتهم به مُقدَّمة على عنايتهم بأيّ أمرٍ آخر ؛ فهو أساس الخير ومفتاح السعادة، وسلم النجاح والفلاح والصلاح، والرِّفعة في الدنيا والآخرة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم : {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين ... أقول ما تسمعون .
الحمد لله وكفى ..
معاشر المؤمنين .. اتقوا الله تعالى ، وتعلموا الإيمان .. فقد جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الإيمان ليخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب ؛ فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) .. والإيمان كما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : كالطائر له رأس وجناحان ، فالرأس محبة الله ، والجناحان الخوف والرجاء ، فإذا قُطع الرأس مات الطائر، وإذا كسر أحد الجناحين عجز الطائر عن الطيران ..
نعم عباد الله إن الإيمان ليخلق في جوف أحدنا ؛ أي: يضعُف وينقص ، ويَبْلى كما يبلى الثوب القديم ، والسبب في ذلك عباد الله هو ما يبتلى به العبد في هذه الدنيا من معاصي وموبقات .. فينقص من إيمانه بقدر ما ارتكب منها ، وكذلك من جرّاء ما يلقاه العبد من فتنٍ وصوارف تصرفه عن الإيمان الذي خُلق لأجله ، ولهذا أرشد النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في الحديث السابق إلى ضرورة تجديد الإيمان في القلب، وذلك بالتوجه الصادق إلى الله جل وعلا .. قال صلى الله عليه وسلم (فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ) ... فالمقام يتطلب توجُّهًا صادقًا إلى الله، وسؤالاً مُلِحًّا إليه تبارك وتعالى أن يزيد الإيمان ويقويه ، وأن يجدّده ويثبته .. ثم يجدَّ ويجتهد في تحقيق الإيمان ، وزيادته وتكميله ؛ فإن الإيمان يقوى ويضعف ، ويزيد وينقص؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} .. وعن عمير بن حبيب رضي الله عنه قال: الإيمان يزيد وينقص .. قيل وما زيادته ونقصانه ؟ قال: إذا ذكرنا الله وحَمِدناه وسبَّحناه زاد ، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا نقص ... والله تعالى يقول في محكم تنزيله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} ..
ولهذا فإن العبد الموفَّق لا يزال يسعى في تقوية إيمانه ..
وأول وأهم طرق زيادة الإيمان وتقويته: هي معرفة الله عز وجل بأسماء جلاله وصفات كماله، ليمتلئ القلب حبا ورجاءً وخشية لله جل وعلا .. فإذا ما عرف الإنسان ربه معرفة صحيحة ، وآمن بمقتضى تلك المعرفة ، تفجرت ينابيع الخير في قلبه ثم فاضت على جوارحه بمقدار علمه وقوة إيمانه ، فالعلم هو السبيل للمعرفة ، فأعلمُ الناس بالله أخشاهم له جل وعلا .. قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} ... وثاني طُرقِ زيادة الإيمان: هو تدبر القرآن .. قال تعالى في صفات المؤمنين الصادقين: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} .. وقد أمرنا الله عز وجل أن نتدبر القرآن الكريم بقوله: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} .. وأمَّا من يقرأ ولا يتدبر الآيات فقد قال الله عنه: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} .. قال ابن القيم: (إذا أردت الانتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألقي سمعك ووعيك لكلامه ومعانيه ، فإنه خطاب الله لك قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} ..
ومن طرق زيادة الإيمان : التفكر في خلق الله : فالتفكر في خلق الله من أعظم العبادات ، وهي من أهم طرق تحصيل اليقين ، وزيادة الإيمان .. ولما نزل قول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها) ..
ومن طرق زيادة الإيمان : الإكثار من النوافل .. لأنها من أقوى الوسائل لنيل محبة الله .. ومحبة الله هي رأس الإيمان .. وفي الحديث القدسي (لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ولئن دعاني لأجيبنه، ولئن سألني لأعطينه) . صحيح البخاري
ومن طرق زيادة الإيمان : الإكثار من ذكر الله عز وجل .. للحديث العظيم : ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ .. قالوا : بلى يا رسول الله قال:" ذكر الله" ..
فاتقوا الله عباد الله واحرصوا على زيادة إيمانكم لتنالوا ما وعدكم الله به وتنجوا مما حذركم منه .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}..
ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يموت ، وكما تدين تدان ..
اللهم صلى على محمد ...
المشاهدات 4226 | التعليقات 0