🌟جحر الضب🌟
تركي بن عبدالله الميمان
الْخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ، ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، ونَعَوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وسَيّئَاتِ أعَمْالِنَا؛ مَنْ يَهْدِ اللهُ فلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عليه، وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ، وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْد: فَمَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، ومَنْ تَوَكَّلَ علَيهِ كَفَاه! فـ﴿اتَّقُوااللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
عِبَادَ الله: إِنَّهُ جُحْرُ ضَبٍّ خَرِب، لَيْسَ فِيْهِ إِلَّا الضِّيْقُ والتَّعَب! إِنَّهُ جُحْرُ التَّبَعِيَّةِ لِلْكُفَّار، والدُّخُوْلُ مَعَهُمْ في كُلِّ دَارٍ وقَرَار! قال ﷺ: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ: شِبْرًا بِشِبْرٍ، وذِرَاعًا بِذِرَاعٍ؛حَتَّى لَوْ دَخَلُوا في جُحْرِ ضَبٍّ لاتَّبَعْتُمُوهُمْ)، قُلْنَا: (يا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودَ والنَّصَارَى؟)، قال: (فَمَنْ؟).
قال ابنُ حَجَر: (قَوْلُهُ: "فَمَنْ؟!": اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ! والتَّقْدِيرُ: فَمَنْ هُمْ غَيْرُ أُولَئِكَ!).
ومِنْ مَظَاهِرِ التَّبَعِيَّةِ، لِشَرِّ البَرِيِّة: مُشَابَهَتُهُمْ في أَعْيَادِهِمُالمَوْسِمِيَّة! فقَدْ كَانَ لِأَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ في السَنَةِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا؛فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المدِينَةَ قال: (قَدْ أَبْدَلَكُمُ اللهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الفِطْرِ، ويَوْمَ الأَضْحَى).
فَالعِيْدُ قَضِيَّةٌ عَقَدِيَّةٌ؛ ولِذَا فَإِنَّ تَخْصِيصُ أَزْمِنَةٍ بِأَعْيَادٍ حَوْلِيَّةٍ؛لَيْسَ إِلَّا لِرَبِّ البَرِيَّة! ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ويَخْتَارُ﴾.
وهَذِهِ الأَعيَادُ: مِنْ أَخَصِّ مَا تَتَمَيَّزُ بِهِ الشَّرَائِعُ. والمُسْلِمُونَتَمَيَّزُوا بِدِينِهِمْ وعِيْدِهِمْ.
قال U: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾؛ وقال ﷺ: (إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا،وهَذَا عِيدُنَا).
والأَعْيَادُ في الإِسلام: شَعِيْرَةٌ وعِبَادَةٌ، لا تَقْبَلُ التَّحْرِيْفَ والزِّيَادَة، وهِيَ أَعْيَادُ شُكْرٍ وذِكْر، لا غَفْلَةٍ وشِرْك! ﴿ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ الله﴾.
وأَعْيَادُ المُشْرِكِيْن: زُوْرٌ وَبُهْتَان، وفُسُوْقٌ وعِصْيَان، لا تَلِيْقُ بِـ(عِبَادِ الرَّحْمَن!)؛ قال I -في صِفَاتِهِمْ-: ﴿والَّذِينَ لا يَشْهَدُوْنَ الزُّوْر﴾. قال مُجاهد: (يَعْنِي أَعْيَادَ المُشْرِكِيْن).
ومِنْ أَعيَادِ الكُفَّارِ: عِيْدُ الكِرِسْمِسِ، ورَأْسِ السَّنَةِ المِيْلَادِيَّةِ!الَّذِي يَحْتَفِلُ فِيْهِ النَّصَارَى بِمِيْلَادِ المَسِيْحِ u، الَّذِي يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ الرَّبُّ، أو ابْنُ الرَّب! ﴿سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾.
وأَجْمَعَ الصَّحَابَةُ الأَخْيَار، على إِنْكَارِ أَعْيَادِ الكُفَّارِ. قال عُمَرُ t: (اِجْتَنِبُوا أَعْدَاءَ اللهِ في عِيدِهِمْ، فَإِنَّ السُّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ!) . وقال ابنُ عُمَرُ t: (مَنْ صَنَعَ مَهْرَجَانَهُمْ، وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ؛حُشِرَ مَعَهُمْ!).
ومَنْ شَارَكَ الكُفَّارَ في أَعْيَادِهِمْ (ولَوْ بِالتَّهْنِئَةِ)؛ فَقَدْ أَلْقَى بِدِيْنِهِ إلىالتَّهْلُكَة! يقولُ ابنُ القيِّم: (أَمَّا التَّهْنِئَةُ بِشَعَائِرِ الكُفْرِ؛فَحَرَامٌ بِالاِتِّفَاق! مِثْلُ: أَنْ يُهَنِّئَهُمْ بِأَعْيَادِهِمْ؛ فَيَقُولَ: "عِيدٌ مُبَارَكٌ عَلَيْكَ" أَوْ "تَهْنَأُ بِهَذَا الْعِيدِ"، وَنَحْوَ ذلك؛ فَهَذَا -إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الْكُفْرِ- فَهُوَ مِنَ المُحَرَّمَاتِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَّلِيبِ! بَلْ ذَلِكَ أَعْظَمُ إِثْمًا عِنْدَ اللهِ مِنَ التَّهْنِئَةِ بِشُرْبِ الخَمْرِ، وقَتْلِ النَّفْسِ!).
وقال ابنُ عُثَيْمِيْن: (تَهْنِئَةُ الكُفَّارِ بِعِيْدِ الكِرِسْمِس: إِقْرَارٌلِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ شَعَائِرِ الكُفْرِ. وَإِجَابَةُ دَعْوَتِهِمْ بِهَذِهِالمُنَاسَبَةِ: أَعْظَمُ مِنْ تَهْنِئَتِهِمْ! ويَحْرُمُ إِقَامَةُ الحَفَلَاتِ، أو تَبَادُل الهَدَايَا، أَو التَّهْنِئَةُ بِالشَّعَائِرِ الدِّيْنِيَّةِ:كَأَعْيَادِهِم الَّتِي تَكُونُ على رَأْسِ السَّنَةِ المِيْلَادِيَّة).
واسْتِعْمَالُ الشِّعَارَاتِ المُصَاحِبَةِ لِذَلِكَ العِيْدِ: كَاتِّخَاذِ شَجَرَةِ المِيْلَاِد، وَغَيْرِهَا مِنَ الطُّقُوْسِ وَالرُّمُوْزِ؛ تَشَبُّهٌ بِالنَّصَارَى في أَخَصِّ أَعْيَادِهِمْ (ولَوْ لَمْ يَقْصِدْ بِذَلِكَ إِلَّا المَرَح!)؛ لأَنَّ الوسَائِلَ لَهَا أَحكَامُ المقَاصِدِ؛ قال ﷺ: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ). ونَهَى ﷺ أَحَدَ أَصْحَابِهِ قَائِلًا: (إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الكُفَّارِ؛ فَلَا تَلْبَسْهَا).
وتَحْرِيْمُ التَّشَبُّهِ بِأَعْيَادِ الكُفَّارِ: لا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ بِقَصْدِ التَّشَبُّهِ والإِقْرَار! يقولُ ابْنُ عُثَيْمِين: (إِذَا فَعَلَ فِعْلاً يَخْتَصُّبِالكُفَّار؛ فَيَكُوْنُ مُتَشَبِّهًا بِهِمْ: سَوَاء قَصَدَ بِذَلِكَالتَّشَبُّهَ، أَمْ لَمْ يَقْصِد! وَكَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ يَظُنُّ أَنَّالتَّشَبُّهَ لا يَكُونُ إِلَّا بِالنِّيَّة، وهَذَا غَلَط؛ لِأَنَّ المَقْصُوْدَهُوَ الظَّاهِر).
وإِذَا كانَ الاِحْتِفَالُ بِمِيْلادِهِ ﷺ، لَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ ولَا عَنْ أَصْحَابِهِ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ وَافَقَ النَّصَارَى في عِيْدٍ بِدْعِيٍّ شِرْكِيٍّ! قال شَيْخُ الإِسْلَام: (أَصْلُ ظُهُوْرِ الكُفْرِ: هُوَ التَّشَبُّهُبِالكَافِرِيْنَ، ولِهَذَا عَظُمَ وَقْعُ البِدَعِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْهَا تَشَبُّهٌ بِالكُفَّارِ؛ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعَتِ الوَصْفَيْن!فَلَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بشَيْءٍ مِمَّا يَخْتَصُّ بِأَعْيَادِهِمْ).
ولَوْ أَنَّ رَجُلاً شَتَمَ أَبَاكَ، ثُمَّ احْتَفَلَ بِهَذَا الشَّتْمِ؛ فَهَلْ سَتُشَارِكُهُ الاِحْتِفَال؟ فَكَيْفَ بِمَنْ شَتَمَ رَبَّكَ، وَنَسَبَ لَهُ الوَلَد، ثُمَّ تَحْتَفِل مَعَهُ بِمِيْلَادِ ذَلِكَ الوَلَد! قال اللهُ -في الحديثِ القُدْسِي-: (كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ،وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ! وشَتَمَنِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ! فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ؛ فَقَوْلُهُ: "لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي!"، وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ. وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ؛ فَقَوْلُهُ: "اِتَّخَذَ اللهُوَلَدًا!" وأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْئًا أَحَدٌ).
وإِذَا كانَ الذَّبْحُ للهِ U -وهُوَ أَعْظَمُ العِبَادَاتِ المَالِيَّة-؛ لا يُقْبَلُ في مَحَلِّ عِيْدِ المُشْرِكِيْن؛ فَكَيْفَ بِمَنِ احْتَفَلَ مَعَهُمْ بِذَلِكَ العِيْد؟! جَاءَ رَجُلٌ إلى النَبِيِّ ﷺ، فقال: (إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِـ"بُوَانَةَ")، فقالﷺ: (هَلْ كَانَ فِيْهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الجَاهِلِيَّةِ؟)، قال: (لا)، قال:(هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟)، قال: (لا)، قال: (أَوْفِبِنَذْرِكَ؛ فإنه لا وفاءَ لِنَذْرٍ في مَعْصِيَةِ اللهِ، ولا فيما لا يَمْلِكُ ابنُ آدم).
أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِه، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيْقِهِ وامْتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُوْلُه.
عِِبَادَ الله: كَانَ نبِيُّكُمْ ﷺ يَتَحَرَّىَ مُخَالَفَةَ المُشْرِكِيْنَ في خَصَائِصِهِمْ؛ حَتَّى قال اليَهُودُ: (مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا؛ إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ!).
فَاعْتَزُّوا بِدِيْنِكُمْ، واقْتَدُوْا بِحَبِيْبِكُمْ؛ فَهَؤُلَاءِ الكُفَّار، مَهْمَا بَلَغُوْا مِنَ الإِعلَامِ والإِبْهَار، والغُرُوْرِ والاِسْتِكْبَار؛ فَـ(هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ القِيَامَةِ! نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، والأَوَّلُونَ يَوْمَ القِيَامَة). ﴿وَلِلهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ولَكِنَّ المُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
************
* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِيْن، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْن، الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّين: أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، وعَلِيّ؛ وعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ والتابعِين، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يومِ الدِّين.
* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، ونَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين، واقْضِ الدَّينَ عنِالمَدِيْنِين، واشْفِ مَرْضَى المسلمين.
* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، ووَفِّقْ (وَلِيَّ أَمْرِنَا ووَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.
* اللَّهُمَّ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الغَنِيُّ ونَحْنُ الفُقَراء؛ أَنْزِلْعَلَيْنَا الغَيْثَ، ولا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِيْنَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا؛ فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا.
* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، واشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، ﴿ولَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾
المرفقات
1735116207_جحر الضب (نسخة مختصرة).pdf
1735116207_جحر الضب.docx
1735116210_جحر الضب.pdf
1735116212_جحر الضب (نسخة مختصرة).docx
1735116213_جحر الضب (نسخة للطباعة).docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق