ثلاثة الله يكون خصمهم يوم القيامة !

عبدالله منوخ العازمي
1438/05/19 - 2017/02/16 19:10PM
الحمد لله، الحمد لله الذي جعل الأخوة بين المسلمين من علامات الإيمان الغراء، وأشهد أن لا إله إلا الله أمرنا بمصاحبة

الأخيار ونهانا عن مجالسة ومخالطة المجرمين الفسقة الأشرار، وأشهد أن سيدنا وشفيعنا محمدًا عبده ورسوله، خير

من حافظ على الصحبة في السراء والضراء، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار، الذين تآخوا في الله فأيدهم الله بنصر من عنده وأدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار ,

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

عباد الله :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة:
رجل أعطى بي ثم غدر، 1

ورجل باع حرا فأكل ثمنه،2

ورجل استأجر أجيرا، فاستوفي منه، ولم يعطه أجره 3
رواه البخاري

الشَّرْحُ

قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود

وقول الله تعالى { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا }
أمر الله أن يوفي بالعهد،

يعني إذا عاهدت أحدا وقلت: عليك عهد الله ألا أفعل كذا أو ألا أخبر بما أخبرتني به أو ما أشبه ذلك، فإنه يجب عليك أن تفي بالعهد لأن العهد سوف تسأل عنه يوم القيامة،
ولهذا

قال { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا } أي: مسئولا عنه يوم القيامة،
ثم ذكر حديث ، عظيم , أنه ينصب لكل غادر يوم القيامة لواء، اللواء ما يكون في الحرب مثل العلم يرفع لكل غادر لواء تحت استه والعياذ بالله، أي تحت مقعدته، ويرتفع هذا اللواء بقدر غدرته إن كانت كبيره صار كبيرا، وإن كانت صغيرة صار صغيرا،

ويقال: هذه غدرة فلان بن فلان
والعياذ بالله، وفي هذا الحديث دليل على أن الغدر من كبائر الذنوب، لأن فيه هذا الوعيد الشديد


وفي الحديث الأخير أيضا التنبيه على مسألة يفعلها كثير من الناس اليوم،
وهي أنهم يستأجرون الأجراء ولا يعطون لهم أجرا،

هذا الذي يفعل يستأجر الأجير ولا يعطيه أجره يكون الله عز وجل خصمه يوم القيامة،

ومن كن الله خصمه يوم القيامة خصمه ,


كما قال تعالى في الحديث القدسي:
ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر يعني: اعطى بالعهد باسم الله , وأقسم على ذلك , ثم خان العهد , وغدر بصاحبه .

والثاني رجل باع حرا فأكل ثمنه حتى لو كان ابنه أو أخاه الأصغر ثم باعه وأكل ثمنه يكون الله عز وجل خصمه يوم القيامة،


والثالث هذا الرجل الذي استأجر أجيرا فاستوفى منه وقام الأجير بالعمل كاملا ثم لم يعطه أجرته


مثال ذلك , اتيت الى البناء وقلت اريدك أن تبني لي
هذا الجدار واتفقت معه مثلاً 1000 ريال
فلما انتها اعطيته 600 ريال فقال يافلان ولا كني اتفقت معك 1000 ريال فقال ليس لك عندي غير هذا المبلغ وهذا حقك

أو اتفقت مع احد ان يصلح سيارتك , مثلاً ,400 ريال
فلما أنتها اعطيته 300 ريال والاتفاق 400 ريال وماشابه ذلك ,



ومن ذلك ما يفعله بعض الناس اليوم في العمال الذي يأتون بهم من الخارج، تجده يستأجره بأجرة معينة مثلا ستمائة ريال في الشهر،

ثم إذا جاء به إلى هنا ماطل به وآذاه ولم يؤت له حقه، وربما يقول له تريد أن تبقى هنا بأربعمائة ريال وإلا سافرت، هذا والعياذ بالله يكون الله خصمه يوم القيامة، ويأخذ من حسناته ويعطيها هذا العامل،

لأن قوله إما أن تعمل بأربعمائة وإلا سفرتك، هذا استأجره بستمائة ولم يعطه أجره، فيدخل في هذا الوعيد الشديد، وهؤلاء الذي يأتون بالعمال ولا يعطونهم أجورهم أو يأتون بهم وليس عندهم شغل، ولكن يتركونهم في الأسواق، ويقول اذهب وما حصلته فلي نصفه،

أو مثلا يقول اذهب وعليك في الشهر ثلاثمائة ريال أو أربعمائة ريال، كل هذا حرام والعياذ بالله، ولا يحل لهم،

وما أكلوه فإنه سحت، وكل جسد نبت من السحت فالنار أولى به،

ولكن اذا اردة الربح الحلال !

وهي النسبة - ان تأخذ عليهم نسبة معينة

مثال ذلك : ان يأ خذ العمال بيتاً للبناء تشطيب
فتأخذ انت نسبة معينة عليهم وهاكذا ,

عباد الله :

وهؤلاء الذين يأكلون أموال هؤلاء العمال المساكين، هؤلاء لا تقبل لهم دعوة والعياذ بالله، يدعون الله فلا يستجيب لهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم , ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب
ومطعمه حرام وملبسه حرام، وغذي من حرام، فأنى يستجاب له وما يأكل هؤلاء من أجور هؤلاء العمال أو يظلمونهم به، فإنهم يأكلونه سحتا نسأل الله العافية

فعلى الإنسان أن يتقي الله،

وكذلك قال النبي (ص) من أقتطع حق أمرءٍ مسلم بيمينه
فقد أوجب الله له النار , وحرم عليه الجنة ,

فقال أحد الصحابة يارسول الله حرم الله عليه الجنة
وأوجب له النار , وإن كان شيءٍ يسيراً ,
يعني : حتى لو شيء قليل أخذته

فقال عليه الصلاة والسلام حتى وإن كان قضيب من آراك

يعني : حتى لو أنه سواك زهيد اثمن , بنصف ريال


عباد الله اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ....




الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم

إله الأولين والاخير وأشهد أن لا إله الا الله وحده
لا شريك له وأشهد ان محمداً
عبده ورسوله النبي الأمين صلوات ربي وسلامه عليه
ماتعاقب الليل والنهار وعدد ما ذكره المؤمنون الاخيار وسلم تسليماً كثيرا
اما بعد : عباد الله اتقوا الله حق التقوا وعلموا ان أجسادكم على النار لا تقوا

عباد الله :

مايستفاد من الحديث

الأول : في الحديث بيان حرمة نقض العهد , لا سيَما
إذا أقترن بتوثيقه بالحلف بالله .

الثاني : وفيه عظيم جريمة من باع شخصاً حراً , ثم أكل
ثمنه , كأنه عبد مملوك .

الثالث : وفيه شناعة من أستأجر الأجير , ثم لم يؤدي له
أجرته , فهاذا غايت القبح , والظلم .

عباد الله : إنما توعد الله هؤلاء الثلاثة , بالعذاب الشديد
لعظيم جرمهم, وقبح صنيعهم .

أما الأول : فلأنه هتك حرمة أسم الله الجليل , فحلف بالله
ثم نقض العهد مع من عاهد .

وأما الثاني : فلأنه استعبد إنساناً واعتدى عليه,
فباعه على أنه عبد وهو حر , وواجب المسلم أن ينصر أخاه المسلم , ولا يضلمه ولايخذله , وليس في الظلم أعظم
من هذا الظلم الشنيع , أن يبلغ به الجشع , إلى أن يملك
رقبة مؤمن حر , ويبيعه كأنه سلعة .

واما الثالث : فلأنه أكل حق المسكين الضعيف ,
فسخره لخدمته , ثم أكل حقه , دون خوف من الله تعالى ,
فكان كمن أكل حق اليتيم .

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم بالصلاة عليه .........

اللهم! اهدنا ولا تضلنا

اللهم! أصلح فساد قلوبنا

اللهم! أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين

اللهم! آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة يا رب العالمين!

اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشيداً؛ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر؛ إنك سميع الدعاء
سبحان رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)
وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المشاهدات 6615 | التعليقات 0