تويتر .. لم يعد الخطر خفياً // تقرير إخباري ـ محمد لافي

احمد ابوبكر
1435/05/16 - 2014/03/17 04:00AM
فور إطلاقها حملة لمكافحة الفساد الأخلاقي والعقدي على شبكات التواصل الاجتماعي أعلنت الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن وحدة الجرائم المعلوماتية التابعة لها تمكنت من رصد 800 حسابـا على عدد من هذه المواقع تعمل على نشر الفساد الأخلاقي والرذيلة ومن بينها مواقع إباحية، وحسابات تروج للشذوذ الجنسي، وأخرى تحتوي على إساءات وسب للذات الإلهية والرسول، كما أن بعضها يمارس الاتجار بالبشر، ويروج للخمور.

وكانت الهيئة قد خصصت وحدة لمكافحة الجرائم المعلوماتية والتي يقع على عاتقها ملاحقة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر" الـــتي يـــنشر أصحابها من الذكور والإناث فسادهم العقدي والأخلاقي من خلال حــسابات تروج للإلحاد والدعارة والشعوذة حيث تمكنت الوحدة من إغلاق أكثر من 150 حساباً إباحياً بمواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تحويل توجه مئات الحسابات المماثلة لتكون حسابات نافعة.

وذكرت وسائل الإعلام نقلاً عن مدير الوحدة " الوحدة حسـن علي العسيري" أن جميع الحسابات المرصودة تم إنشاؤها من داخل المملكة وقد تم ضبط عدد من المتهمين ولا يزال العمل جارياً لتتبع حسابات أخرى على تلك المواقع للتعرف على أصحابها، واتخاذ الإجراءات القانونـية ضـدهم.

الخوف من مد إباحي
في الوقت التي باتت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، وأبرزها تويتر، منبراً للعامة والنخب العلمية والفكرية على حد سواء ووسيلة لنشر الوعي والثقافة وتبادل الآراء والخبرات، إلا أن ذلك لم يمنع من ظهور تحول في استخدام هذه المواقع بشكل لا يتوافق مع القيم الدينية والأخلاقية.

فالتنامي السريع في استخدام الشبكات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وخاصة موقع التدوين المصغر "تويتر" صاحبه الكثير من المخاوف من أن يكون هناك مد إباحي واسع على هذا الموقع الذي أصبح يجتذب مختلف الأعمار والشرائح العمرية في السعودية ومن ضمنها صغار السن والأطفال.

فبعد أن أصبحت السعودية الدولة الأسرع نموا على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، بحسب تقارير عربية وغربية وتحول تويتر إلى المنبر الأول للرأي العام في الخليج وتبادل المعلومات والآراء المختلفة وجد كثير من مستخدمي الإنترنت وخاصة المراهقين والشباب الحرية المطلقة في تصفح وتبادل الصور والمقاطع المخلة وكذلك تبادل الأحاديث والنصائح الماجنة عبر هذا الموقع.

ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك, إذ يرى محللون أن تلك الصفحات المتكاثرة التي تقدم محتويات إباحية تبرر -على وجه من الوجوه- هذا التزايد الضخم لعدد مستخدمي "تويتر" في الدول التي تضع قيوداً على مواقع الإنترنت التي تعرض صوراً ومواداً مخلة.

وعلى الرغم من صعوبة دخول أو تصفح المواقع الإباحية التقليدية بسبب تشديد الرقابة عليها من قبل هيئة الاتصالات السعودية، إلا أن "تويتر" بات ميدانا كبيرا ووسيلة سهلة لدخول أي شخص أي كان عمره على أي محتوى لا أخلاقي لاسيما أن أكثر هذه المواقع قد هيأت نسخاً تناسب الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكفية، التي تتوفر لدى كافة الشرائح العمرية في السعودية، وتقدمها معظم الأسر لأبنائها على هيئة هدايا في مناسبات النجاح وغيرها.

هذا ما دفع أخصائيين وتربويين لإطلاق نداءات تحذيرية مما أسموه بالعالم السفلي في "تويتر" للتنبيه على خطره الخفي على المجتمع وخاصة الأبناء لما يعجّ به من أنواع وأرقام مخيفة من الحسابات التي تروج للإباحية, علاوة على تلك التي تروج المخدرات وتدعو إلى الكفر والإلحاد.

ومن ذلك ما حذرت منه الإخصائية السعودية في علوم الحاسبات والتعليم الإلكتروني عبر الإنترنت د. مرام مكّاوي في تغريدات لها من هذا الجانب الخطير في موقع "تويتر" وغفلة المسؤولين والإعلام عنه, ونشرت مقالاً صحفياً تكشف فيه هول ما وجدت من ترويج للإباحية والمخدرات، كما نوهت بالخطر الذي سيلحق بالأطفال خاصة بسبب مواكبتهم للتقنية وحصولهم على الجوالات المتطورة التي تسمح بصفح أي شيء.

مبادرات شبابية
ومع فشل "تويتر" حتى الآن في الحد من المحتوى السيئ الذي يروج له بين كثير من مستخدمي هذا الموقع وصعوبة مراقبة كل ما ينشر فيه من قبل السلطات, قرر مجموعة من المتطوعين السعوديين تنفيذ حملة أسموها "العفاف التقني" تم نشرها على موقع "اليوتيوب" تهدف لتحفيز أفكار الشباب لتحويل الشبكات إلى مجال دعوي وإصلاحي وتطوير برامج التقنية وصبغها بالصبغة الإسلامية تبليغ آيات الله وسنة نبيه ومنهاج الصحابة رضوان الله عليهم.

وقام المتطوعين بعدد من الزيارات إلى المدارس ومعاهد تحفيظ القرآن لتوضح طرق استخدام التقنية بشكل توجيهي ضد مروجي المواقع الإباحية والصور الخليعة وما يتبعها من عواقب نفسية ودينية واجتماعية.

ومهما بلغت جهود الرقابة والملاحقة التي تبذلها الجهات الرسمية في المملكة, إلا أنه لن يكون بمقدورها السيطرة على كافة ما ينشر على تلك المواقع من انحرافات الأمر الذي يتطلب تضافراً في الجهود من المسؤولين و العلماء والمختصين لطرح هذه المشكلة وبيان خطرها ووضع العلاج الضروري لها

ويبقى الدور الأهم والأبرز وهو الدور الذي تلعبه الأسرة والمدرسة في التربية والتوعية و تكوين العقول التي تمتلك القدرة على التمييز و تربية الشخصيات القادرة على اتخاذ المواقف الصحيحة إزاء ما يعترضها من مخاطر وما يقابلها من تيارات السوء و الانحلال
المشاهدات 1039 | التعليقات 0