توجيهات وبشائر خطبة عيد 1434هـ
صالح العويد
1434/10/01 - 2013/08/08 00:53AM
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر كبيرا .. والحمد لله كثيرا .. وسبحان الله بكرة وأصيلاً .
الله أكبر بنعمته اهتدى المهتدون ، وبرحمته صام الصائمون ، وبعونه قام القائمون ، وبعدله ضل الضالون ) لاَ يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ( .
الله أكبر الواحد الذي من قصد غيره ضلَّ ، العزيز الذي من اعتز بغيره ذلَّ ، الكبير الذي من نازعه في كبريائه قُصِمَ وذلَّ ، العظيم الذي تفرد بصفات الكمال تعالى وجلَّ .
الله أكبر أنت الغني ونحن الفقراء ، أنت القوي ونحن الضعفاء ، أنت العزيز ونحن بين يديك الأذلاء .
لك اللهم الحمد أن اصطفيتنا من بين خلقك مسلمين ، لك اللهم الحمد أن أحييتنا فأتممنا شهر رمضان صائمين قائمين .
وأشهد أن لا إله إلا الله لا معبود بحق سواه ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود والصراط الممدود ، بأبي هو وأمي غرة الزمن وشامة التاريخ لا حرمنا الله رؤياه في الجنة والشرب من حوضه ،r عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الهدى ومن تبعهم بإحسان وتقى ، وسلم تسليماً كثيراً .
الله اكبر الله اكبر الله أكبر لاإله إلاالله الله أكبرالله أكبرالله أكبرولله الحمد
لما كانت قلوبنا تردد التكبير مع الألسن نصرنا بالرعب مسيرة شهر , وأحكمنا الأمر .
أن تكبيرنا في العيد إعلان لانتصار الدين على الدنيا والآخرة على الأولى , فالله أكبر من الدنيا ولذائذها , والله أكبر من كيد الأعداء ( ولذكر الله أكبر ) لقد دخلنا الأندلس لما كان نشيد طارق في العبور ( الله أكبر)
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة حتى إذا وافاه العيد في المدينة لم يشاء أن يطفئ البسمة أو يطبق الشفاه , بل أعلن فرحة العيد وأظهر سروره به , مع أنه يلاقي ما يلاقي من كيد الأعداء ومكرهم .. لكنها العزائم القوية والنفوس الكبيرة التي لا تأبى إلا الفرح بفضل الله ورحمته وعظيم فيضه ومنته وما في الأمة من مشكلات وابتلاءات وهمومٍ وما في النّاس من قصور وتقصيرٍ وخطايا فلا ينبغي أن يمنع من الفرحِ والابتهاج، فالابتلاءات والهمومُ من سنن الله في الخليقة كلِّها وفي جميع أعصارها وأمصارها، في مؤمنها وكافرها، وصالحها وفاسدها، وذلك كلُّه لا يجرّ أمة الإسلام إلى اليأس والقنوط. العيدُ فرح وابتهاجٌ وفرصة كبرَى لتدفّق الأمَل والانطلاقِ في العمل.
معاشر الكرام: كم تبتهج النفوس ويسرّ الفؤاد بمشاهد الناس في رمضان, المساجد ممتلئة بالمصلين, جنباتها تعج بالتالين, وتكتظ بالعاكفين, الناس في بيوت الله من كل لون وعرق, دامعةٌ عيونهم, منتصبة أقدامهم لا يرجوا هؤلاء إلا ما عند الله, وبرغم كيد الكائدين, وإفساد المفسدين, وتسلط المغرضين لصد المسلمين عن الدين إلا أن رمضان يشعرك بانتشار الدين, وعودة الناس لرب العالمين, فكم من ضالٍ في رمضان اهتدى وكافرٍ أسلم ومقصرٍ ارعوى ومطيعٍ في الخير سابق, وعبدٍ من النار أعتق, ولئن كان هذا في رمضان فبشائر الإسلام في كل العام عظام, والخير قادم والإسلام بإذن الله إلى عز, ومهما حاول أعداء الدين الوقوف في طريقه فإنه مؤيد من رب الأرض والسماء (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون )
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله حققوا التوحيد ، وإن تحقيقه أن تجعل رضا الله بين عينيك ، وخوفه يملأ جنبيك . الله الله بالصلاة أقيموها في أوقاتها أتموها بخشوعها وفي المساجد للرجال جماعة أحيوها ، وقرينتها الزكاة تفقهوا في أمرها ، وبطيب نفس ابذلوها ، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، احذروا من الربا وأبوابه ولا تغرنكم الدعايات المضللة لقروضها ، وسلوا أهل العلم في ذلك ، اتقوا ربكم في أموال الناس ، واحذروا الرشوة التي تفنن الناس اليوم في اسمها أتعاب ، إكرامية فإن صاحبها ملعون ملعون لعنه محمد r ، حللوا مرتباتكم ووظائفكم .
تذكروا يا رعاكم الله أن أف في حق الوالدين كبيرة يغضب لها رب العالمين ) فَلاَ تَقُل لّهُمَآ أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ( .
إياكم وقطيعة الرحم فإن الله وعدها بقوله (( أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك )) .
ليكن عيدنا عيد صلة ) وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ ( أيسُرُّ المتقاطعين المتهاجرين أن أعمالهم صلاتهم صيامهم دعاءهم عبادتهم لا ترفع إلى الله أيسرهم ذلك يقول r ((تعرض الأعمال على الله يوم الاثنين والخميس إلا اثنين متهاجرين يقول الله انظرا هذين حتى يصطلحا)) أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
اكظموا الغيظ ، واحتسبوه عند الله ، وأصلحوا فيما بينكم ، ويا أهل الخير قربوا بين القلوب ، واشفعوا تؤجروا .
اتقوا الظلم اتقوه في النساء اتقوه في زوجاتكم ، كم هي البيوت التي تعيش جحيماً في علاقاتها الزوجية ؟! وإن على الرجل كفل عظيم في ذلك ، كفى ظلماً للنساء وامتهاناً للحقوق إن قدرت عليها فتذكر أن الله أقدر عليك منها .
اتقوا الظلم في العمال والخدم والأجراء فلطالما شكوا ظلم الكفلاء ، ودعوة المظلوم تفتح لها أبواب السماء .
احفظوا فروجكم ) وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَىَ إِنّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً ( واحذروا رقيه الزنا اللهو والغناء ، وكفوا الألسن عن نهش لحوم الناس ) وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً ( وتذكروا أنه لا يدخل الجنة نمام .
احذروا الركون إلى الدنيا وكفران النعم؛ فإنكم تعيشون نعمة الأمن والصحة والغنى في الوقت الذي يُتَخَطف الناس من حولكم في حروب طاحنة ومجاعات قاتلة وأمراض فتاكة، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ.
احذروا كيد الأعداء فإنهم لا يريدون بكم خيرا، وقد أخبركم ربكم بدوام عداوتهم لكم: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا[البقرة:217]، وأنهم لن يرضوا عنكم إلا بانسلاخكم عن دينكم: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ[البقرة:120]. لقد نطقوا بالحقد قديما وحديثًا، قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ[آل عمران:118]
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الجمع المبارك يومكم مبارك ، إننا اليوم نعيش فتنًا عظيمة ومصائب جمّة، فتن شبهات وشهوات، تموج أعاصيرها كموج البحار، وتتقلّب فيها القلوب يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا موقنًا متمسّكًا ويصبح منافقًا متشكّكًا، يبيع دينه بعَرَض من الدنيا قليل، ويتخلّى عن ثوابته ومبادئه، ، يعادي من كان له وليًا، ويوالي من هو ألدّ أعدائه إليه فتنٌ في الدّين والعقيدَة، في السّياسة والإدارَة، في الاقتصاد والاجتمَاع، في العقولِ والنفوس، في الأولاد والأعرَاض. فتنٌ قوليّة وأخرى فعليّة، تُنشَر بأسبابٍ متطوِّرة ووسائلَ سريعةٍ في وقتها وتأثيرها.
لقد تكاثرت هذه الفتن وتضافرت بحيث أصبحنا نراها بكرة وعشية، ونرى آثارها بأم أعيننا في خاصة أنفسنا في بيوتنا وأولادنا، في أهلنا وإخواننا ومن حولنا، مِنْ تفلُّتٍ عن الدين وانزلاق للأقدام بعد ثبوتها.
عبادالله الفتن قدَرٌ واقع وسنة ثابتة، وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، قال تعالى: أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ كما أنه عليه الصلاة والسلام قد أخبر بما يكون في الأمة بعده إلى قيام الساعة من تفرق واختلاف، ونزاع وشقاق، ينشأ عنه فتنٌ عظمى، ومحنٌ كبرى ثبَت في الصحيح عن النبيّ أنه قال: ((يتقارَب الزّمَان، ويقِلّ العمَل، ويُلقَى الشّحّ، وتظهَر الفتن)).
عبادالله الفتن بلايا ورزايا، إذا انتشرت أفنت وأضرت، فلم تدع أحدا إلا وله تعرضت. فالفتنَ يصيبُ ضررُها الجميعَ، ويكون معَها الشرّ والفسادُ للبلادِ والعباد،، يوقد نارَها ويُذكي جذوتَها أعداءٌ متربّصون، وكفرةٌ حاقدون، أو جهلةٌ قاصرون
تلتبس عندئذ كثير من الحقائق ، ويهلك بسببها خلق كثير، ويحتار جرّاءها ذوو العقول والبصائر وهكذا شأن الفتن إذا عظُمت في الأمة، كما وصفها بذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: (تبدأ في مدارج خفية، وتؤول إلى فظاعة جلية، فتزيغ قلوب بعد استقامة، وتضلّ رجال بعد سلامة، وتختلف الأهواء عند هجومها، وتلتبس الآراء عند نجومها، من أشرف لها قصمته، ومن سعى فيها حطمته، تغيض فيها الحكمة، وتنطق فيها الظلمة، وتثلِم منارَ الدين، وتنقض عقد اليقين، ، ثم يوجّه -رضي الله عنه- بعد ذلك إلى اجتناب الفتن فيقول: (فلا تكونوا أنصاب الفتن، وأعلام البدع، والزموا ما عُقد عليه حبل الجماعة، وبُنيت عليه أركان الطاعة، واقدموا على الله مظلومين، ولا تقدموا عليه ظالمين، واتقوا مدارج الشيطان، ومهابط العدوان) انتهى كلامه رضي الله عنه.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الجمع المبارك، تمر الأمم في تقلبات بين الجزر والمد، وتعمل سنن الله عملها في الناس والأحداث والأشياء، ومن ثَمّ تكون الآثار والنتائج والجزاء العادل، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117]، والأيام بين الناس دول والزمن في أهله قُلب والحياة بإذن الله أدوار وأطوار، فالقوي فيها لا يستمر أبد الدهر قوياً، والضعيف فيها لا يدوم مدى الحياة ضعيفاً، فأبشروا وأمِّلوا وافرحوافاليوم يوم عيد وفرح ، فعُمر الإسلام أطوَل من أعماركم، وآفاقُه أوسع من أوطانكم، انتصَر المسلمون ببدر، وهُزموا في أحُد، وضاقَت عليهم الأرض بما رحُبت وزُلزِلوا يومَ الأحزاب، وفُتِحت مكة الفتحَ المبين، وسقطت بغداد أيامَ المغول، ثم فتِحت القسطنطينية، وسُننُ الله ماضية، وهي لا تحابي أحدًا، في تفاؤلٍ مقرونٍ بالعمل، ، في حسنِ إيمانٍ وحسن توكّل وأخذٍ بالأسباب وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139].
إن الأمة وقد مرت بمراحل الضعف والهوان وذاقت من الذل ألوان وتجرعت من القهر كيزان ، إن الأمة وقد مرت بكل ذلك لقد بدأت تعود لوعيها، وتوقن أن الحل في إسلامها، بل توقن عين اليقين وحق اليقين وعلم اليقين بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فهذه المساجد التي كانت خاليةً في بعض البلاد إلا من شيخٍ هرم أو رجلٍ همل أو يائسٍ قعيد، تعاظم روادها، وصلاة الجماعة تكاثر مقيميها، عُمرت بيوت الله بالشباب والكهول والشيوخ في حرصٍ على السنة وفقه في العبادة وخشوع في الأداء واستمساك في أداء الحشمة والعفاف والحجاب. وانبعاث روح الجهاد في مواقع مضطهدة إن كل قذيفة توجه وكل يدٍ تغتصب وكل جرحٍ ينزف مطارق وموقظات توقظ الأمة من غفلتها، وتوجهها نحو الصحيح من مساريها ومسيرتها.
وقبل ذلك وبعده فإن المسلمين رغم واقعهم الأليم، ورغم ضعفهم الظاهر فإنهم رقمٌ محسوب في السياسة الدولية.إن الحرب العسكرية والإعلامية على الإسلام ورجاله ودياره دليل كبير على تعاظم قوته وشعور الأعداء بخطره.
وأخيرا الحذَرُ من الوقوع في اليَأس، وهو قطعُ الأمَل والرجَاء في تحقيقِ المطلوب وذهابِ المرهوب، فليحذَر المسلمون جميعا من أن يقطَعوا أمَلَهم في ارتفاع ما يصيبهم من فتنٍ أو مصائبَ مزلزلة، فلا يأسَ ولا قنوطَ عندَ مَن صَدَق مَع الله جلّ وعلا، وحقَّق الإيمانَ به وبرسولِه مع الأخذِ بالأسباب المَأمور بها،
إن نصر هذه الأمة قد انعقد غمامه وقد أقبلت أيامه، فأحسنوا الظن بربكم، واجمعوا مع الأمل حسن العمل، واعلموا أن الشدائد التي تمرّ بها الأمة هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، لا تقولوا: زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ، ذهب الأقصى وضاعت قدسُنا منّا وحيفانا ويافا وصَفَدْ، لا تقولوا: حارس الثَّغْر رَقَدْ، أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ، أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكون بالوهم انتشرْ، غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ، لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدسِ ما دام لنا فيها وَلَدْ.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيّها المسلِمون، هذا عَرضٌ لبعض الأحوال، وتِلكم ملامح مِنَ المبشّرات، فابتهِجوا بعيدِكم، فالعيد فرحةٌ ومناسبة.
العيدُ يومُ الأطفال بالفَرَح، ويومُ الفقراء بالمواساة، ويوم القربى بالتَّراحم، ويومُ النّاس جميعًا بالتسامُح والتزاور، ويومُ الأصدقاء بتشدِيدِ أواصِرِ الحبِّ والمودَّة. بَشاشةٌ تخالِط القلوبَ، وانشراحٌ يملأُ الصّدور. سِرُّ العيدِ فيما يَغشَى النفوسَ مِن رحمةٍ وبِرٍّ وابتِهاج. يومُ العيد تأنَس بوالدَيكَ وتُباسِط أهلَك وتقرُّ عيناك بأبنائِك وتهشّ لإخوانك وأحبابِك. لقد حلَّ العيدُ بساحَتِكم فابتَسِموا، وافتَحوا أبوابَ الأمل، فلا يذوقُ طعمَ العيد ويعيش بهجتَه قلبٌ تأكُلُه الأحقادُ أو نَفس تستبطِن الغشَّ أو صدرٌ يجيش بالضَّغائن.
ألا فاهنَؤوا بعيدِكم، والزَموا حدودَ ربِّكم، وصوموا عن المحارِم كلَّ دهركم؛ تكن لكم أعياد في الأرضِ وأعيادٌ في السَّماء.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الله أكبر بنعمته اهتدى المهتدون ، وبرحمته صام الصائمون ، وبعونه قام القائمون ، وبعدله ضل الضالون ) لاَ يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ( .
الله أكبر الواحد الذي من قصد غيره ضلَّ ، العزيز الذي من اعتز بغيره ذلَّ ، الكبير الذي من نازعه في كبريائه قُصِمَ وذلَّ ، العظيم الذي تفرد بصفات الكمال تعالى وجلَّ .
الله أكبر أنت الغني ونحن الفقراء ، أنت القوي ونحن الضعفاء ، أنت العزيز ونحن بين يديك الأذلاء .
لك اللهم الحمد أن اصطفيتنا من بين خلقك مسلمين ، لك اللهم الحمد أن أحييتنا فأتممنا شهر رمضان صائمين قائمين .
وأشهد أن لا إله إلا الله لا معبود بحق سواه ، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود والصراط الممدود ، بأبي هو وأمي غرة الزمن وشامة التاريخ لا حرمنا الله رؤياه في الجنة والشرب من حوضه ،r عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الهدى ومن تبعهم بإحسان وتقى ، وسلم تسليماً كثيراً .
الله اكبر الله اكبر الله أكبر لاإله إلاالله الله أكبرالله أكبرالله أكبرولله الحمد
لما كانت قلوبنا تردد التكبير مع الألسن نصرنا بالرعب مسيرة شهر , وأحكمنا الأمر .
أن تكبيرنا في العيد إعلان لانتصار الدين على الدنيا والآخرة على الأولى , فالله أكبر من الدنيا ولذائذها , والله أكبر من كيد الأعداء ( ولذكر الله أكبر ) لقد دخلنا الأندلس لما كان نشيد طارق في العبور ( الله أكبر)
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة حتى إذا وافاه العيد في المدينة لم يشاء أن يطفئ البسمة أو يطبق الشفاه , بل أعلن فرحة العيد وأظهر سروره به , مع أنه يلاقي ما يلاقي من كيد الأعداء ومكرهم .. لكنها العزائم القوية والنفوس الكبيرة التي لا تأبى إلا الفرح بفضل الله ورحمته وعظيم فيضه ومنته وما في الأمة من مشكلات وابتلاءات وهمومٍ وما في النّاس من قصور وتقصيرٍ وخطايا فلا ينبغي أن يمنع من الفرحِ والابتهاج، فالابتلاءات والهمومُ من سنن الله في الخليقة كلِّها وفي جميع أعصارها وأمصارها، في مؤمنها وكافرها، وصالحها وفاسدها، وذلك كلُّه لا يجرّ أمة الإسلام إلى اليأس والقنوط. العيدُ فرح وابتهاجٌ وفرصة كبرَى لتدفّق الأمَل والانطلاقِ في العمل.
معاشر الكرام: كم تبتهج النفوس ويسرّ الفؤاد بمشاهد الناس في رمضان, المساجد ممتلئة بالمصلين, جنباتها تعج بالتالين, وتكتظ بالعاكفين, الناس في بيوت الله من كل لون وعرق, دامعةٌ عيونهم, منتصبة أقدامهم لا يرجوا هؤلاء إلا ما عند الله, وبرغم كيد الكائدين, وإفساد المفسدين, وتسلط المغرضين لصد المسلمين عن الدين إلا أن رمضان يشعرك بانتشار الدين, وعودة الناس لرب العالمين, فكم من ضالٍ في رمضان اهتدى وكافرٍ أسلم ومقصرٍ ارعوى ومطيعٍ في الخير سابق, وعبدٍ من النار أعتق, ولئن كان هذا في رمضان فبشائر الإسلام في كل العام عظام, والخير قادم والإسلام بإذن الله إلى عز, ومهما حاول أعداء الدين الوقوف في طريقه فإنه مؤيد من رب الأرض والسماء (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون )
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله حققوا التوحيد ، وإن تحقيقه أن تجعل رضا الله بين عينيك ، وخوفه يملأ جنبيك . الله الله بالصلاة أقيموها في أوقاتها أتموها بخشوعها وفي المساجد للرجال جماعة أحيوها ، وقرينتها الزكاة تفقهوا في أمرها ، وبطيب نفس ابذلوها ، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، احذروا من الربا وأبوابه ولا تغرنكم الدعايات المضللة لقروضها ، وسلوا أهل العلم في ذلك ، اتقوا ربكم في أموال الناس ، واحذروا الرشوة التي تفنن الناس اليوم في اسمها أتعاب ، إكرامية فإن صاحبها ملعون ملعون لعنه محمد r ، حللوا مرتباتكم ووظائفكم .
تذكروا يا رعاكم الله أن أف في حق الوالدين كبيرة يغضب لها رب العالمين ) فَلاَ تَقُل لّهُمَآ أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ( .
إياكم وقطيعة الرحم فإن الله وعدها بقوله (( أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك )) .
ليكن عيدنا عيد صلة ) وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ ( أيسُرُّ المتقاطعين المتهاجرين أن أعمالهم صلاتهم صيامهم دعاءهم عبادتهم لا ترفع إلى الله أيسرهم ذلك يقول r ((تعرض الأعمال على الله يوم الاثنين والخميس إلا اثنين متهاجرين يقول الله انظرا هذين حتى يصطلحا)) أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
اكظموا الغيظ ، واحتسبوه عند الله ، وأصلحوا فيما بينكم ، ويا أهل الخير قربوا بين القلوب ، واشفعوا تؤجروا .
اتقوا الظلم اتقوه في النساء اتقوه في زوجاتكم ، كم هي البيوت التي تعيش جحيماً في علاقاتها الزوجية ؟! وإن على الرجل كفل عظيم في ذلك ، كفى ظلماً للنساء وامتهاناً للحقوق إن قدرت عليها فتذكر أن الله أقدر عليك منها .
اتقوا الظلم في العمال والخدم والأجراء فلطالما شكوا ظلم الكفلاء ، ودعوة المظلوم تفتح لها أبواب السماء .
احفظوا فروجكم ) وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَىَ إِنّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً ( واحذروا رقيه الزنا اللهو والغناء ، وكفوا الألسن عن نهش لحوم الناس ) وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً ( وتذكروا أنه لا يدخل الجنة نمام .
احذروا الركون إلى الدنيا وكفران النعم؛ فإنكم تعيشون نعمة الأمن والصحة والغنى في الوقت الذي يُتَخَطف الناس من حولكم في حروب طاحنة ومجاعات قاتلة وأمراض فتاكة، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ.
احذروا كيد الأعداء فإنهم لا يريدون بكم خيرا، وقد أخبركم ربكم بدوام عداوتهم لكم: وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا[البقرة:217]، وأنهم لن يرضوا عنكم إلا بانسلاخكم عن دينكم: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ[البقرة:120]. لقد نطقوا بالحقد قديما وحديثًا، قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ[آل عمران:118]
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الجمع المبارك يومكم مبارك ، إننا اليوم نعيش فتنًا عظيمة ومصائب جمّة، فتن شبهات وشهوات، تموج أعاصيرها كموج البحار، وتتقلّب فيها القلوب يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا موقنًا متمسّكًا ويصبح منافقًا متشكّكًا، يبيع دينه بعَرَض من الدنيا قليل، ويتخلّى عن ثوابته ومبادئه، ، يعادي من كان له وليًا، ويوالي من هو ألدّ أعدائه إليه فتنٌ في الدّين والعقيدَة، في السّياسة والإدارَة، في الاقتصاد والاجتمَاع، في العقولِ والنفوس، في الأولاد والأعرَاض. فتنٌ قوليّة وأخرى فعليّة، تُنشَر بأسبابٍ متطوِّرة ووسائلَ سريعةٍ في وقتها وتأثيرها.
لقد تكاثرت هذه الفتن وتضافرت بحيث أصبحنا نراها بكرة وعشية، ونرى آثارها بأم أعيننا في خاصة أنفسنا في بيوتنا وأولادنا، في أهلنا وإخواننا ومن حولنا، مِنْ تفلُّتٍ عن الدين وانزلاق للأقدام بعد ثبوتها.
عبادالله الفتن قدَرٌ واقع وسنة ثابتة، وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]، قال تعالى: أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ كما أنه عليه الصلاة والسلام قد أخبر بما يكون في الأمة بعده إلى قيام الساعة من تفرق واختلاف، ونزاع وشقاق، ينشأ عنه فتنٌ عظمى، ومحنٌ كبرى ثبَت في الصحيح عن النبيّ أنه قال: ((يتقارَب الزّمَان، ويقِلّ العمَل، ويُلقَى الشّحّ، وتظهَر الفتن)).
عبادالله الفتن بلايا ورزايا، إذا انتشرت أفنت وأضرت، فلم تدع أحدا إلا وله تعرضت. فالفتنَ يصيبُ ضررُها الجميعَ، ويكون معَها الشرّ والفسادُ للبلادِ والعباد،، يوقد نارَها ويُذكي جذوتَها أعداءٌ متربّصون، وكفرةٌ حاقدون، أو جهلةٌ قاصرون
تلتبس عندئذ كثير من الحقائق ، ويهلك بسببها خلق كثير، ويحتار جرّاءها ذوو العقول والبصائر وهكذا شأن الفتن إذا عظُمت في الأمة، كما وصفها بذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: (تبدأ في مدارج خفية، وتؤول إلى فظاعة جلية، فتزيغ قلوب بعد استقامة، وتضلّ رجال بعد سلامة، وتختلف الأهواء عند هجومها، وتلتبس الآراء عند نجومها، من أشرف لها قصمته، ومن سعى فيها حطمته، تغيض فيها الحكمة، وتنطق فيها الظلمة، وتثلِم منارَ الدين، وتنقض عقد اليقين، ، ثم يوجّه -رضي الله عنه- بعد ذلك إلى اجتناب الفتن فيقول: (فلا تكونوا أنصاب الفتن، وأعلام البدع، والزموا ما عُقد عليه حبل الجماعة، وبُنيت عليه أركان الطاعة، واقدموا على الله مظلومين، ولا تقدموا عليه ظالمين، واتقوا مدارج الشيطان، ومهابط العدوان) انتهى كلامه رضي الله عنه.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الجمع المبارك، تمر الأمم في تقلبات بين الجزر والمد، وتعمل سنن الله عملها في الناس والأحداث والأشياء، ومن ثَمّ تكون الآثار والنتائج والجزاء العادل، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117]، والأيام بين الناس دول والزمن في أهله قُلب والحياة بإذن الله أدوار وأطوار، فالقوي فيها لا يستمر أبد الدهر قوياً، والضعيف فيها لا يدوم مدى الحياة ضعيفاً، فأبشروا وأمِّلوا وافرحوافاليوم يوم عيد وفرح ، فعُمر الإسلام أطوَل من أعماركم، وآفاقُه أوسع من أوطانكم، انتصَر المسلمون ببدر، وهُزموا في أحُد، وضاقَت عليهم الأرض بما رحُبت وزُلزِلوا يومَ الأحزاب، وفُتِحت مكة الفتحَ المبين، وسقطت بغداد أيامَ المغول، ثم فتِحت القسطنطينية، وسُننُ الله ماضية، وهي لا تحابي أحدًا، في تفاؤلٍ مقرونٍ بالعمل، ، في حسنِ إيمانٍ وحسن توكّل وأخذٍ بالأسباب وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139].
إن الأمة وقد مرت بمراحل الضعف والهوان وذاقت من الذل ألوان وتجرعت من القهر كيزان ، إن الأمة وقد مرت بكل ذلك لقد بدأت تعود لوعيها، وتوقن أن الحل في إسلامها، بل توقن عين اليقين وحق اليقين وعلم اليقين بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فهذه المساجد التي كانت خاليةً في بعض البلاد إلا من شيخٍ هرم أو رجلٍ همل أو يائسٍ قعيد، تعاظم روادها، وصلاة الجماعة تكاثر مقيميها، عُمرت بيوت الله بالشباب والكهول والشيوخ في حرصٍ على السنة وفقه في العبادة وخشوع في الأداء واستمساك في أداء الحشمة والعفاف والحجاب. وانبعاث روح الجهاد في مواقع مضطهدة إن كل قذيفة توجه وكل يدٍ تغتصب وكل جرحٍ ينزف مطارق وموقظات توقظ الأمة من غفلتها، وتوجهها نحو الصحيح من مساريها ومسيرتها.
وقبل ذلك وبعده فإن المسلمين رغم واقعهم الأليم، ورغم ضعفهم الظاهر فإنهم رقمٌ محسوب في السياسة الدولية.إن الحرب العسكرية والإعلامية على الإسلام ورجاله ودياره دليل كبير على تعاظم قوته وشعور الأعداء بخطره.
وأخيرا الحذَرُ من الوقوع في اليَأس، وهو قطعُ الأمَل والرجَاء في تحقيقِ المطلوب وذهابِ المرهوب، فليحذَر المسلمون جميعا من أن يقطَعوا أمَلَهم في ارتفاع ما يصيبهم من فتنٍ أو مصائبَ مزلزلة، فلا يأسَ ولا قنوطَ عندَ مَن صَدَق مَع الله جلّ وعلا، وحقَّق الإيمانَ به وبرسولِه مع الأخذِ بالأسباب المَأمور بها،
إن نصر هذه الأمة قد انعقد غمامه وقد أقبلت أيامه، فأحسنوا الظن بربكم، واجمعوا مع الأمل حسن العمل، واعلموا أن الشدائد التي تمرّ بها الأمة هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، لا تقولوا: زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ، ذهب الأقصى وضاعت قدسُنا منّا وحيفانا ويافا وصَفَدْ، لا تقولوا: حارس الثَّغْر رَقَدْ، أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ، أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكون بالوهم انتشرْ، غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ، لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدسِ ما دام لنا فيها وَلَدْ.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيّها المسلِمون، هذا عَرضٌ لبعض الأحوال، وتِلكم ملامح مِنَ المبشّرات، فابتهِجوا بعيدِكم، فالعيد فرحةٌ ومناسبة.
العيدُ يومُ الأطفال بالفَرَح، ويومُ الفقراء بالمواساة، ويوم القربى بالتَّراحم، ويومُ النّاس جميعًا بالتسامُح والتزاور، ويومُ الأصدقاء بتشدِيدِ أواصِرِ الحبِّ والمودَّة. بَشاشةٌ تخالِط القلوبَ، وانشراحٌ يملأُ الصّدور. سِرُّ العيدِ فيما يَغشَى النفوسَ مِن رحمةٍ وبِرٍّ وابتِهاج. يومُ العيد تأنَس بوالدَيكَ وتُباسِط أهلَك وتقرُّ عيناك بأبنائِك وتهشّ لإخوانك وأحبابِك. لقد حلَّ العيدُ بساحَتِكم فابتَسِموا، وافتَحوا أبوابَ الأمل، فلا يذوقُ طعمَ العيد ويعيش بهجتَه قلبٌ تأكُلُه الأحقادُ أو نَفس تستبطِن الغشَّ أو صدرٌ يجيش بالضَّغائن.
ألا فاهنَؤوا بعيدِكم، والزَموا حدودَ ربِّكم، وصوموا عن المحارِم كلَّ دهركم؛ تكن لكم أعياد في الأرضِ وأعيادٌ في السَّماء.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
المشاهدات 2408 | التعليقات 2
تقبل الله مني ومنكم الطاعات
صالح العويد
تعديل التعليق