توبوا إلى الله

1437/07/10 - 2016/04/17 20:14PM
[font="]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font="]عنوان الخطبة: توبوا إلى الله [/font]
[font="] للشيخ / عبدالله علي باحميد [/font]

[font="]ملخص الخطبة : [/font]
[font="]1- عدم ثبات القلوب وتقلبها . 2- الله مصرف القلوب بحكمته وعدله . 3- غفلة القلوب وحاجتها إلى الموعظة . 4- التوبة إلى الله واجبة. 5- الإنسان معرّض للخطأ والعصمة إنما هي للأنبياء . 6- سعة مغفرة الله تعالى ورحمته . 7- الشيطان يُقنط العاصي من رحمة الله ليصده عن التوبة. 8- كل الذنوب تغفر إذا تاب صاحبها حتى الكفر والشرك . 9- فرح الله تعالى بتوبة عبده . 10- انغلاق باب التوبة عند معاينة ملائكة الموت . 11- شروط التوبة النصوح .[/font]
[font="]الخطبة الأولى :[/font]
[font="]الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره .. [/font]
[font="] إن للقلوب أحوالاً متقلبة ، والقلب لا يثبت على حال ، وقد أخبر النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عن حال القلب في سرعة تقلبه فقال : ( إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ، إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ ) [صحيح الجامع] ، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ بِأَرْضِ فَلَاةٍ تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ ) [/font]
[font="]والله عزّ وجلّ هو مقلب القلوب ومصرفها يقلبها ويصرفها كما يشاء بحكمته وعدله ورحمته ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ) ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ) [ رواه مسلم ][/font]
[font="]وإن الغفلة لتغشى القلب وربما تسيطر عليه ، فيخلد إلى الدنيا ويركن إليها ، وينهمك في الحرام وارتكاب المعاصي والمنكرات ، غافلاً عما هو قادم عليه ، ناسياً ما هو واجب عليه ؛ وإنه ليحتاج إلى الموعظة ليصح بعد مرضه ويحيا بعده موته .[/font]
[font="] والقرآن أنزله الله موعظة للقلوب، وشفاء للصدور ، وهداية ورحمة لمن آمن به واتبعه ، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ يونس 57 ] [/font]
[font="]إن الواجب على العاقل أن يبادر بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى ، الواجب على العاقل إلا يغتر بجاهه وسلطانه ، وإلا يغتر بماله ، فعما قريب يقف بين يدي ربه وحيداً فرداً لا مال معه ولا جاه ولا سلطان : ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ﴾ [الأنعام 94] .[/font]
[font="]إن التوبة إلى الله واجبة ؛ لأن الله أمر بها ويحبها ويفرح بها ، ويثيب عليها ويغفر بها ويرحم ويكرم سبحانه ، قال تعالى : ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور 31 ] ، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [ التحريم 8 ] .[/font]
[font="] وجعل الله غير التائب ظالماً فقال تعالى : ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [ الحجرات 11] ، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ ) [ رواه مسلم ][/font]
[font="]إن الله خلق الخلق وعلم ما انطوت عليه صدورهم وما جبلهم عليه ، والله تبارك وتعالى لم يجعل العصمة إلا للأنبياء ؛ فإنهم معصومون أن يقعوا فيما حرم الله ، أو أن يتركوا ما فرض الله .[/font]
[font="]فعلى العبد المسلم إذا أذنب ذنباً أن يبادر بالتوبة إلى الله ، ولا يقنط من رحمة الله مهما عظم ذنبه وكثرت معاصيه ، عليه أن يعلم أن علاقة الله بعباده تقوم على الرحمة: ( خَلَقَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَأَنْزَلَ جُزْءًا وَاحِدًا إِلَىْ الْأَرْضِ ، فَبِهِ يَتَرَاحَمُ الْعِبَاْدُ )، ﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام 12] [/font]
[font="]يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَتَبَ فِيْ كِتَابٍ ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ) [ رواه البخاري ] .[/font]
[font="]إن الله عزّ وجلّ واسع المغفرة ، ورحمته وسعت كل شيء ، وهو سبحانه أرحم بالأبناء من الآباء ، وأرحم بالإنسان مكن نفسه .[/font]
[font="]فعلى الإنسان أن يلجأ إلى الرحمن الرحيم ، فإذا بدرت منه بادرة ، أو زلت به قدم ، أو قصر فيما أمره الله به ، أن يبادر بالتوبة والإنابة والاستغفار ، فإن الله يغفر له .[/font]
[font="]إن أناساً زين لهم الشيطان سوء أعمالهم ؛ فصدهم عن سبيل فقصروا في الواجبات ، وارتكبوا المحرمات ، وطال عليهم الأمد ؛ فقست قلوبهم ، وربما تستيقظ ضمائرهم ويفيقون من غفلتهم ؛ فيهمون بالتوبة والإنابة إلى الله فيأتي الشيطان أحدهم فيقول له : إن إبليس قد طرد من رحمة الله لأنه ترك سجدة واحدة ، فما بالك عشت سنين طوالاً تاركاً للصلاة .. مرتكباً للفواحش ، والآن تريد أن يَغــفر الله لك ؟ هيهات هيهات ! فيقعده عن التوبة بعد أن هم بها ..[/font]
[font="]فعلى هؤلاء أن يعلموا أن هذا الذي يجدونه في صدورهم من الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ، فعليهم أن يردوا كيده في نحره، وأن يعلموا أنه ليس هناك ذنب لا يغفره الله إذا تاب صاحبه : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [ الزمر 53 ] [/font]
[font="]الكافرون الذين قالوا على الله قولاً منكراً فظيعاً عرض الله عليهم التوبة ورغبهم فيها:﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ..﴾ [ المائدة 72 ] ، ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ .. ﴾ [ المائدة 73 ] ، ثم حثهم على التوبة ورغبهم فيها فقال: ﴿ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [ المائدة 74 ][/font]
[font="]إن رجالاً من المشركين جاءوا إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فقالوا يا محمد إن ما تدعو إليه لحسن وجميل ، ولكن هلا أخبرتنا أن لما فعلناه في الماضي توبة ومغفرة فأنزل الله عزّ وجلّ قوله : ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [ الفرقان 68- 70 ][/font]
[font="]قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ، فَيُقَالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً، فَيَقُولُ: رَبِّ، قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَا هُنَا ) قال أبو ذر - راوي الحديث - : وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ) [ رواه مسلم ][/font]
[font="]إن رحمة الله واسعة والله تبارك وتعالى يعامل عباده بمقتضى الرحمة ؛ إن عملوا حسنة ضاعف لهم أجرها ، وإن عملوا سيئة كتبها عليهم سيئة واحدة ، ولا يعجل لهم العذاب بل يمهلهم لعلهم يتوبون ويستغفرون فيغفر لهم : ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ﴾ [ الكهف 58 ][/font]
[font="] بارك الله لي ولكم ......[/font]
[font="]
[/font]
[font="]الخطبة الثانية :[/font]
[font="]الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين ، فبلغ البلاغ المبين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق التقوى ..[/font]
[font="]أيها الكرام ! [/font]
[font="] يا عباد الله ! إن ربكم عزّ وجل يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه ، فهلا تجعلون ربكم يفرح بكم ؟ من منكم عاق لوالديه ؟ من منكم قاطع رحمه ؟ من منكم يؤذي جاره ؟ من منكم يكسب حراماً أو يخلط في كسبه ؟ من منكم ظالم لزوجته ؟ من منكم يقصر في واجب عليه ؟ من منكم يرتكب فاحشة ؟ فليتب إلى الله فإن الله يفرح به ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ ) [ رواه مسلم ][/font]
[font="] انظروا إلى هذا الحديث من أعظم أحاديث الرجاء بفرحة الله بتوبة عبده وإنابته إليه .[/font]
[font="]فيا عباد الله ! أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ، واخرجوا من مظالمكم ، واستغفروا ربكم وتوبوا إليه ؛ فإن الاستغفار سبب للخيرات والبركات وتوسيع الأرزاق :﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾[ هود 3 ] [/font]
[font="]وتوبوا إلى الله واستغفروه قبل أن يأتي أحدكم الموت فإن الموت يأتي بغتة ، وإذا عاين الرجل ملائكة الموت أغلق دونه باب التوبة ، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ) [رواه الترمذي وحسنه الألباني] [/font]
[font="]واعلموا أن التوبة النصوح التي يكفر الله بها السيئات ويحط بها الخطايا لها شروط :[/font]
[font="]الأول : الإقلاع عن الذنب ولابد .[/font]
[font="]الثاني : الندم على ما فات .[/font]
[font="]الثالث : أن تعزم على أن لا تعود إلى الذنب الذي تبت منه .[/font]
[font="]وإذا كان الذنب الذي تريد التوبة منه فيه حقوق تتعلق بالعباد ؛ فلا بد أن ترد الحقوق إلى أهلها فهذا شرط رابع والظلم لا يغفره الله حتى يرضى المظلوم .[/font]
[font="]فكم من ظالم يأتي يوم القيامة مفلساً لا حسنة له ، بل توضع سيئات المظلومين عليه حتى يطرح في النار ، الظلم ظلمات يوم القيامة .[/font]
[font="]فسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات أعدت للمتقين .[/font]
[font="]وصلوا وسلموا ..... [/font]
المشاهدات 1170 | التعليقات 0