تهذيب الأطفال بالضرب الخفيف يجعلهم أكثر نجاحا

أبو عبد الرحمن
1431/01/19 - 2010/01/05 07:21AM
تهذيب الأطفال بالضرب الخفيف يجعلهم أكثر نجاحا


(دراسة يحتاجها الخطيب عند مناقشة تربية الأطفال)



واشنطن : قنا


يقول بحث أمريكي حديث إن تهذيب الأطفال بالضرب الخفيف يجعلهم أكثر سعادة ونجاحاً عند الكبر عن أولئك الذين لم يتعرضوا لعقاب بدني.


ووجدت الدراسة التي قد تثير حفيظة الجماعات المدافعة عن حقوق الأطفال أن الصغار الذين تعرضوا لهذا النوع من العقاب البدني حتى بلوغ سن السادسة تميزوا بأداء أفضل في المدارس وكانوا أكثر تفاؤلاً عن سواهم ممن لم يجر تقريعهم على هذه الشاكلة .. كما اكتشف الخبراء أن الفئة الأولى تزداد بينهم رغبة الاضطلاع بعمل تطوعي وأنهم أكثر حرصا على الالتحاق بالجامعة.


وتجادل الجماعات المدافعة عن حقوق الأطفال وبعض الساسة بأن الضرب هو شكل من أشكال العقاب التي عفا عليها الزمن التي يمكن أن تسبب وعلى المدى الطويل مشاكل بالصحة العقلية.


وقالت ماجوري غانوي بروفيسور علم النفس بكلية كالفين في ميتشغان إن دراستها لم تجد الدليل الكافي الذي يحد من حرية الآباء في تحديد كيفية معاقبة أبنائهم.


وخلال البحث جرى استجواب 179 مراهقاً حول مرات تعرضهم للضرب والسن التي توقف فيها العقاب البدني وقورنت تلك المعلومات عن سلوكياتهم التي ربما تأثرت بالضرب وتضمن ذلك التأثير السلبي وشمل السلوك المعادي للمجتمع والنشاط الجنسي المبكر والعنف والاكتئاب بالإضافة إلى الإيجابيات مثل النجاح الأكاديمي والطموح.


ووجدت النتيجة أن أولئك الذين تلقوا الضرب على أيدي الآباء حتى سن السادسة جاء أداؤهم أفضل في كافة الفئات الإيجابية وأنهم ليسوا الأسوأ من حيث السلبيات مقارنة بالذين لم تتم معاقبتهم جسدياً مطلقاً .. أما الفئة الذين جرت معاقبتهم بدنياً من سن السابعة وحتى 11 عاما فقد كانوا أكثراً تفوقاً في التحصيل العملي عن الفئة التي لم تتعرض للعقاب البدني أبدا لكن تقييمهم جاء أقل من حيث النواحي السلبية.


ويأتي البحث العلمي الأخير مغايراً تماماً لآخر نشر في سبتمبر الماضي وجد أن العقاب البدني يجعل الأطفال أكثر عدوانية ويؤثر على نموهم الذهني وقدراتهم الإدراكية.


المشاهدات 3636 | التعليقات 1


متى أضرب طفلي ومتى أكافئه؟

السؤال:
يوسف عنده سنتان و5 شهور، مشكلته أنه يخاف من والدته؛ لأنها تضربه وتزعقله جامد؛ لأنه شقي جداً، وبيحبني؛ لأني مش بزعله، بس المشكلة أنه ممكن يزودها حبه وأنا معاه، ولما أعلي صوتي وأزعقله يضحك، وكل ما صوتي يعلا يزيد في الضحك، وما يخفش، فأجد نفسي أقوم بضربه ضربة واحدة أو أثنين ولكن بقسوة شديدة، يبكي بشدة وبعدها يجي يصالحني؛ لأنه عارف أنه غلطان، أنا مش راضي عن نفسي وأنا بأضربه، من دلوقتي ما هو الأسلوب الأمثل للتعامل معه؟ ومتى يستحق الضرب؟ وهل هناك عقاب آخر غير الضرب؟ وشكراً.
الحل:
مرحباً بكم أبا يوسف الغالي؛ جعله الله سبحانه قرة عين لكما.
مشكلة يوسف الصغير؛ البالغ من العمر سنتين وخمسة شهور تدور حول قضية مهمة جداً؛ وهي: "القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؟"، وهو ما سأحاول توضيحه لكم من خلال التطبيق على حالة ابننا الغالي يوسف، ولنجعل ذلك في الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: ما هي أسباب هذه الروح الجامحة والسلوك التمردي العنيد عند يوسف الحبيب؟
علينا أن نعيد التذكير بهذه القاعدة الذهبية التربوية: "إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهة"، أي إن السلوكيات غير السوية عند الأطفال؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد تعامل الآخر معه.
الخطوة الثانية: ما هي الأخطاء الوالدية التربوية التي يعاني منها يوسف الصغير؛ فتنعكس على سلوكياته؟:
1- تبادل الأدوار:
فمن المعلوم أن الأب غالباً ما يلعب دور القائد المهاب الجانب؛ أو السوط في العملية التربوية، وأن الأم تلعب دور المعاون اللين الجانب؛ أو الجزرة في العملية التربوية.
وفي حالة الحبيب يوسف؛ انقلبت الآية، وأخذت الأم دور الأب، وأخذ الأب دور الأم؛ فحدث الخلل التربوي في نفس الطفل.
2- عدم وجود معايير ثابتة للثواب والعقاب في بيت يوسف الحبيب؛ فكانت قواعد الثواب والعقاب على أفعاله وأقواله نوعاً من ردة الفعل الغاضبة أو الراضية.
3- عدم فهم سمات مرحلته السنية، وعدم فهم كيفية التعامل معها.
4- عدم فهم "القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؟!".
الخطوة الثالثة: ما هي القواعد الأساسية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؟:
1- وضع معايير ثابتة للثواب العقاب:
فيشارك جميع أفراد الأسرة الرأي فيها، ثم توضع على هيئة لائحة أو جدول واضح قبل أن يقوم بتطبيقه الوالدان حتى يتقبله الأبناء دون إحساس بظلم أو تعسف.
2- مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل:
والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلاً.
3- فهم معنى المكافأة والعقوبة:
(1)المكافآت: ويقصد بها التحفيز والتشجيع، وهي نوعان:
أ- المكافأة الإجتماعية: وهذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معاً، ويقصد بها المكافآت المعنوية؛ أو التحفيز أو التشجيع الإيجابي المعنوي، وهي نوعان:
(1) تحفيز إيجابي معنوي لفظي: مثل (المديح - المجاملة - الإطراء المخلص - المداعبات اللفظية).
(2) تحفيز إيجابي معنوي غير لفظي: مثل (الإبتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الإهتمام - إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان).
ب- المكافأة المادية:
دلت الإحصاءات على أن الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب، بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية، ولكن هناك أطفال يفضلون المكافأة المادية مثل (إعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - إعطاء نقود - إشراك الطفل في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد - اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة؛ (حديقة حيوانات - سيرك.. الخ).
(2)العقوبات وتنقسم إلى:
- لفظية: مثل (اللوم - النقد - التنبية على العواقب - التوبيخ).
- حركية: مثل (الحجز في مكان معين - الضرب في أماكن لا تضره «إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه» [رواه مسلم].
4- عدم مكافأة السلوك السيئ مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة:
السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة، وبمحض الصدفة؛ من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلاً، مثال:
الأم التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدد بحجة عدم رغبة البنت في النوم، ثم رضخت الأم لطلبها بعد أن بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمل بكاء وصراخ ابنتها.
5- معاقبة السلوك السيئ عقاباً لا قسوة فيه ولا عنف:
أي عملية تربوية لا تأخذ بمبدأ الثواب والعقاب في ترشيد السلوك بصورة متوازنة وعقلانية تكون نتيجتها انحرافات في سلوك الطفل عندما يكبر.
العقوبة يجب أن تكون خفيفة لا قسوة فيها؛ لأن الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيئ مستقبلاً؛ وليس إيذاء الطفل، وإلحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية أولادهم.
6- الحذر من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء:
أ- عدم مكافأة الطفل على سلوك جيد.
ب- معاقبة الطفل عقاباً عارضاً على سلوك جيد.
مثال: "زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها، فقامت إلى المطبخ وغسلت الصحون، وذهبت إلى أمها تقول: "أنا عملت لك مفاجأة يا أمي فقد غسلت الصحون"، فردت عليها الأم: "أنتِ الآن كبرتِ، ويجب عليك القيام بمثل هذه الأعمال، لكن لماذا لم تغسلي الصحون الموجودة في الفرن هل نسيتِ؟".
تحليل: زينب كانت تتوقع من أمها أن تكافئها ولو بكلمات الاستحسان والتشجيع، لكن جواب الأم كان عقوبة وليس مكافأة، لماذا؟
لأن الأم:
أولاً: لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت!.
ثانياً: وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة على تقصيرها في ترك صحون الفرن دون غسيل.
ج- مكافأة السلوك السيئ بصورة عارضة غير مقصودة:
مثال: مصطفى عاد إلى المنزل وقت الغداء، وأخبر والدته أنه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع أصدقائه قبل أن يتناول غداءه، فطلبت منه الوالدة أن يتناول الطعام ثم يأخذ قسطاً من الراحة ويذهب بعد ذلك لأصدقائه، فأصر مصطفى على رأيه، وبكى وهددها بالامتناع عن الطعام إذا رفضت ذهابه في الحال، فما كان من والدته إلا أن رضخت قائلة له: "لك ما تريد يا ابني الحبيب ولكن لا تبكي، ولا ترفض الطعام، وأذهب مع أصدقائك وعند عودتك تتغدى".
د- عدم معاقبة السلوك السيئ:
مثال: بينما كان الأب والأم جالسين؛ اندفع الابن الأكبر هيثم يصفع أخاه بعد شجار عنيف أثناء لعبهم، ونشبت المعركة بين الطفلين، فطلبت الأم من الأب أن يؤدب هيثم على هذه العدوانية، لكن الأب رد قائلاً: "الأولاد يظلوا أولاد يتعاركون لفترة ثم يعودوا أحباء بعد ذلك".
سيدي الكريم: لقد حاولت أن أرد على سؤالك بشكل مباشر محملاً لك القواعد الأساسية للثواب والعقاب، ونحن على ثقة - بإذن الله تعالى - أنكم لو اتبعتموها فسوف تتغير الحال - بإذن الله تعالى.

د. حمدي عبد الحفيظ شعيب