تنبيه الكرام بحسن استقبال شهر الصيام

محمد بن سليمان المهوس
1446/08/27 - 2025/02/26 05:40AM

« تنبيه الكرام بحسن استقبال شهر الصيام »

محمد بن سليمان المهوس / جامع الحمادي بالدمام

29/8/1446هـ

الخُطْبَةُ الأُولَى

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ شَهْرَ رَمَضَانَ سَيِّدَ الشُّهُورِ، وَضَاعَفَ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَالأُجُورَ، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ فَهُوَ الْغَفُورُ الشَّكُورُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، شَهَادَةً أَسْألُ اللهَ الثَّبَات عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِ النُّشُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَشْرَفُ آمِرٍ وَمَأْمُورٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مَا هِيَ إِلاَّ سَاعاتٌ قَلاَئِلُ وَيَدْخُلُ عَلَيْنَا شَهْرُ رَمَضَانَ ؛ هَذَا الشَّهْرُ الْكَرِيمُ الَّذِي كَانَ -صَلَّى اللهُ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ - رُضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ – بِقُدُومِهِ ؛ فَيَقُولُ : «أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»

[أخرجه أحمد، والنسائي، وصححه الألباني في «صحيح الترغيب»].

نَعَمْ وَاللهِ! إِنَّهَا بُشْرَى عَظِيمَةٌ، كَيْفَ لاَ يُبَشَّرُ الْمُؤْمِنُ بِشَهْرٍ يَفْتَحُ اللهُ فِيهِ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ؟ وَيُغْلِقُ فِيهِ أَبْوَابَ النَّارِ؟! كَيْفَ لاَ يُبَشَّرُ الْعَاقِلُ بِوَقْتٍ يَغُلُّ اللهُ فِيهِ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ؟! كَيْفَ لاَ يُبَشَّرُ الْعَابِدُ بِشَهْرٍ فِيِهِ لَيْلَةٌ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؟! شَهْرٌ لاَ تُحْصَى فَضَائِلُهُ، وَلاَ تُعَدُّ فَوَائِدُهُ، فَكَيْفَ لاَ يُبَشَّرُ بِهِ؟!

وَ‏لِكَيْ لاَ يَفُوتَ الشَّهْرُ عَلَيْنَا؛ كَانَ لِزَامًا عَلَيْنَا اسْتِحْضَارُ فَضَائِلَ رِمَضَانَ، وَعَقْدُ الْعَزْمِ عَلَى اسْتِغْلاَلِ كُلِّ لَحَظَاتِهِ إِذَا أَدْرَكْنَاهُ؛ وَتَذَكُّرُ مِنَّةِ اللهِ وَكَرَمِهِ؛ حَيْثُ أَبْقَانَا اللهُ لِنُدْرِكَ هَذِهِ الْفَضَائِلَ، وَحَرَمَ  مِنْهَا الْكَثِيرَ، كَمْ مِنَ النَّاسِ مَنْ كَانَ يُخَطِّطُ إِدْرَاكَ رَمَضَانَ وَصِيَامَهُ ، وَقَدْ صَامَ أَعْوَامًا وَلَكِنْ تَخَطَّفَتْهُ الْمَنِيَّةُ، وَرَحَلَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَكَانَ يُمَنِّي نَفْسَهُ لِهَذَا الشَّهْرِ!

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : تَأَمَّلْ قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»، وَقَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ» أَيْ أَنَّهَا تُفَتَّحُ أَبْوَابُهَا الثَّمَانِيَةُ؛ وَهَذَا دَلاَلَةٌ عَلَى كَثْرَةِ الأَعْمَالِ الَّتِي تُدْخِلُ الْجَنَّةَ، مِنْ صِيَامٍ وَصَلاةٍ وَذِكْرٍ وَتِلاَوَةٍ وَاعْتِكَافٍ وَعُمْرَةٍ وَصَدَقَةٍ وَغَيْرِ ذَلكَ مِن أَعْمَالِ البِرِّ ؛  فَكَيْفَ يَغْفُلُ الْعَبْدُ عَنْ هَذَا الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.

فَكَأَنَّهُ يُقَالُ لِلْمُسْلِمِ: هَا هِيَ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ قَدْ فُتِّحَتْ، فَأَقْبِلْ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِكَيْ تَدْخُلَ بِرَحْمَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ الْجَنَّةَ، فَكَيْفَ يَغْفُلُ الْمُسْلِمُ النَّاصِحُ لِنَفْسِهِ عَنْ هَذَا الْفَضْلِ؟!

وَتَأَمَّلُوا أَيْضًا: أَبْوَابُ النَّارِ تَكُونُ مُغْلَقَةً! حَرِيٌّ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ الْمَعَاصِي فِي رَمَضَانَ وَفِي غَيْرِهِ، وَخُصُوصًا فِي رَمَضَانَ لِيَنْجُوَ مِنَ النَّارِ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ عُتَقَاءِ النَّارِ؛ فَإِنَّ للهِ عُتَقَاءَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهُ.

وَتَأَمَّلُوا قَوْلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً» هَذَا دَلِيلٌ عَلَى خُصُوصِيَّةٍ فِي رَمَضَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْرِصَ عَلَيْهَا، وَنُحَرِّصَ كَذَلِكَ أبْنَاءَنا وَإِخْوَانَنَا الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهَا؛ فَقَدْ ذَكَرَ اللهُ آيَاتِ الصِّيَامِ كَمَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَبَيْنَهَا، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].

ثُمَّ نَتَأَمَّلْ مِنَّةَ اللهِ عَلَيْنَا فِي رَمَضَانَ بِتَصْفِيدِ مَرَدَةِ الشَّيَاطِينِ؛ أَيْ: تُوضَعُ فِي أَرْجُلِهِمُ السَّلاَسِلُ وَالْقُيُودُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُلُوصَ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ، فَهُمْ سَبَبٌ فِي إِغْوَاءِ الْبَشَرِ وَصَدِّهِمْ عَنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ مِنْ أَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَةِ، وَهُمْ سَبَبٌ فِي دُخُولِ بَعْضِ النَّاسِ النَّارَ؛ فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ فِي رَمَضَانَ وَفِي غَيْرِهِ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَحْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، وَأَنْ يَحْذَرَ أَيْضًا مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ، وَأَجْهِزَةِ السُّوءِ وَآلاَتِ السُّوءِ؛ فَإِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللهُ لَنَا فِي هَذَا الْمَوْسِمِ الْمُبَارَكِ فَقَدْ خِبْنَا وَخَسِرْنَا، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ» [ رواه الترمذي، وصححه الألباني ].

اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا إِدْرِاكاً لِشَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأَعِنَّا فِيِهِ عَلَى الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ ، وَاخْتِمْ لَنَا بِالْحُسْنَى يَا رَبَّ الْعَالَمِيِنَ .

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

                                

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَسْتَعِدُّ لَهُ النَّاصِحُ لِنَفْسِهِ قَبْلَ دُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ : النِّيَّةَ الصَّالِحَةَ ، بِأَنْ يَنْوِيَ وَيَعْزِمَ عَلَى فِعْلِ الطَّاعَةِ ، بَعْدَ مَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ فِي رَمَضَانَ ! لِتَكُونَ حَاضِرَةً فِي نِيَّةِ الْعَبْدِ لِيُؤْجَرَ عَلَيْهَا ؛ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «فَمَنْ هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ...» [متفق عليه].

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: « إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا » [رواه البخاري].

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ لِأَبِيهِ يَوْمًا: أَوْصِنِي يَا أَبَتِ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ انْوِ الْخَيْرَ؛ فَإِنَّكَ لَا تَزَالُ بِخَيْرٍ مَا نَوَيْتَ الْخَيْرَ».

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وَقَالَ -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رَوَاهُ مُسْلِم ].

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللهُمَّ أعزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الـشِّـرْكَ والمُـشـْرِكِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّين.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَنِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ إمَامَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ لِما فِيهِ عِزُّ الإِسْلامَ وَصَلاَحُ الْمُسْلِمِينَ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَإِخْوَانَه وَأَعْوَانَه لِما تُحِبُّهُ وتَرْضَاهُ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْ جَمِيعَ وُلاَةِ الْمُسْلِمِينَ لِلْعَمَلِ بِكِتَابِكَ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّكَ، وَتَحْكِيمِ شَرْعِكَ.

اللهُمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ وَرِجَالَ أَمْنِنَا، وَسَدِّدْ رَمْيَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ الْمُغْتَصِبِينَ، وَبِمَنْ حَقَدَ مِنَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِجَمِيعِ أَعْدَاءِ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ اكْفِنَا شَرَّهُمْ بِمَا شِئْتَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ.

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

 

المشاهدات 1336 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا