تنبيهات عن الحج
عبدالله بن رجا الروقي
1435/11/14 - 2014/09/09 11:34AM
تنبيهات عن الحج
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
أما بعد ، فإن أوجب مايقوم به المسلم من العبادات أركانُ الإسلام التي بُني الإسلام عليها ومنها الحج الذي افترضه الله على عباده.
قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ « أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا ».رواه مسلم
فهذا رسول الله ﷺ يخطب في أصحابه ويخبرهم بفرض الحج ويأمرهم به فمن كان مستطيعا للحج فلا عذر له ويجب عليه الحج فورا فإن أخره فإنه يأثم بذلك وقد جاء التشديد في ذلك عن بعض أصحاب النبي ﷺ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قــال:
" من أطاق الحج فلم يحج ، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا ".
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وهذا إسناد صحيح إلى عمر رضي الله عنه.ا.هـ
وهنا تنبيهات أولها :الحرص على الصحبة الصالحة ويدخل في ذلك إختيار الحملة المناسبة التي تعينه على الحج المبرور فبعض الحملات يكون فيها رفقاء سوء لا يعينون على الخير بل ربما جاهروا بالمعاصي كالموسيقى والتدخين والغيبة وهذه إذا لم ينكرها وسكت عنها وقع في الإثم مما يكون الحج بسببه غير مبرور.
وقد جاءت الأدلة بفضل الحج المبرور:
فعن أَبَي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ : مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ :
« الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ». متفق عليه.
والحج المبرور ماوجد فيه أربعة أمور:
أولها:الإخلاص لله.
ثانيها:المتابعة للنبي ﷺ.
وهذان شرطان في كل عبادة يعملها المسلم والمقصود هنا أن يكون حجه خالصاً لوجه الله لارياء فيه ولاسمعة ، وأن يكون متابعاً للنبي ﷺ في حجه.
ثالثها:أن يكون من مال حلال.
رابعها: أن يكون خاليا من المعاصي.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ومن ذلك ألا تحج المرأة إلا بمحرم فإن حجت بغير محرم لم يكن حجها مبرورا. ا.هـ من شرح الحج من بلوغ المرام.
وهذا مما يجعل الحاج يحرص على الحملة الطيبة خاصة إذا كان معهم عالم أوطالب علم يستفيدون منه في أداء نسكهم على الوجه الأكمل.
التنبيه الثاني: بعض الناس يوكل من يحج عن أحد من أمواته وهذا ممايؤجر عليه لكن لابد أن يتحرى عن النائب الذي يوكله ؛ لأن بعض الناس يوكل كل أحد ، ولايسأل عنه وهذا تقصير فلابد إن يكون النائب ثقة أمينا ديّناً.
فلو كان النائب في الحج عن الميت إنما قصده المال فقط فهذا يُخشى ألا يقبل حجه.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: والمستحب أن يأخذ الحاج عن غيره ليحج لا أنّ يحج ليأخذ فمَن أحب إبرار الميت برؤية المشاعر يأخذ ليحج ، ومثله كل رزق أخذ على عمل صالح.
ففْرقَ بين من يقصد الدين ، والدنيا وسيلته وعكسه فالأشبه أن عكسه ليس له في الآخرة من خلاق.ا.هـ
وكذلك لابد أن يكون النائب عنده علم بأحكام الحج لأن الجاهل قد يفسد حجه من حيث لا يشعر والغالب أنه يقع منه تقصير لجهله.
وهنا فائدة ذكرها العلامة ابن باز رحمه الله عند قوله ﷺ: مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
قال ابن باز مانصه: لوحُج عن ميت بهذه الصفة رُجي له هذا الأجر العظيم. ا.هـ الحلل الإبريزية.
[ الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري المجلد2 ص7 ]
بارك الله لي ولكم ونفعني وإياكم بما أقول.
الخطبة الثانية
أمابعد، فالتنبيه الثالث مما يتعلق بالحج : أنه إذا مات المسلم ولم يقض فريضة الحج وهو مستكمل لشروط وجوبها وجب أن يُحج عنه من ماله الذي خلفه سواء أوصى بذلك أو لم يوص ، وإذا حج عنه غيره وكان قد أدى فريضة الحج عن نفسه صح حجه عنه ، وأجزأ في سقوط الفرض عنه.
التنبيه الرابع: من كان عاجزاً عن حج الفرض ببدنه عجزاً لا يُرجى زواله فيجب عليه إذا كان عنده مال أن يوكل من يحج عنه ففي الصحيحين أن امرأة سألت النبي ﷺ فقالتْ : يا رسولَ اللهِ، إن فريضةَ اللهِ على عبادِه في الحجِّ أدركَتْ أبي شيخًا كبيرًا، لا يَثبُتُ على الراحلةِ، أفأحُجُّ عنه . قال : نعمْ.
التنبيه الخامس: يجوز للعاجز عن الحج عجزاً دائماً إذا كان قد أدى فرضه أن يوكل من يحج عنه نفلا والدليل على ذلك حديث أبي رزين رضي الله عنه : أنه أتى النبي ﷺ فقال يا رسول الله ! إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن قال حج عن أبيك واعتمر. أخرجه الأربعة.
لكن الأفضل في حقه أن يعطي مالا لمن يحج الفرض حتى يحصل على مثل أجره.
سئل الشيخ ابن عثيمين : من دفع نفقة شخص لم يؤد الحج وهي فريضة فهل له مثل أجره وهل هو أفضل من أن ينيب من يحج عنه ؟
فأجاب: نعم إن شاء الله له مثل أجر حجه يعني أجر حج فريضة لأن النبي ﷺ قال من جهز غازيا فقد غزا. والحج نوع من الجهاد.
وإعطاء هذا الفقير ليحج حج الفريضة أفضل من كونه يعطي الدراهم لشخص يحج عنه حجة نافلة لأنه سيأتي أجر فريضة إلى أخيه لأداء ركن من أركان الإسلام عنه.ا.هـ من فتاويه 21/108
وأختم بماقاله العلامة ابن سعدي في تفسيره
عند قوله تعالى ﴿الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ﴾.
قال رحمه الله:
والمقصود من الحج، الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكن من القربات، والتنزه عن مقارفة السيئات، فإنه بذلك يكون مبرورا والمبرور، ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان، فإنها يتغلظ المنع عنها في الحج.
واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى تُفعل الأوامر، ولهذا قال تعالى: ﴿ وما تفعلوا من خير يعلمه الله ﴾ أتى بـ "من " للتنصيص على العموم، فكل خير وقربة وعبادة، داخل في ذلك، أي: فإن الله به عليم، وهذا يتضمن غاية الحث على أفعال الخير، وخصوصا في تلك البقاع الشريفة والحرمات المنيفة، فإنه ينبغي تدارك ما أمكن تداركه فيها، من صلاة، وصيام، وصدقة، وطواف، وإحسان قولي وفعلي.ا.هـ
اللهم فقهنا في الدين وارزقنا العمل به يارب العالمين ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
أما بعد ، فإن أوجب مايقوم به المسلم من العبادات أركانُ الإسلام التي بُني الإسلام عليها ومنها الحج الذي افترضه الله على عباده.
قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ « أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا ».رواه مسلم
فهذا رسول الله ﷺ يخطب في أصحابه ويخبرهم بفرض الحج ويأمرهم به فمن كان مستطيعا للحج فلا عذر له ويجب عليه الحج فورا فإن أخره فإنه يأثم بذلك وقد جاء التشديد في ذلك عن بعض أصحاب النبي ﷺ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قــال:
" من أطاق الحج فلم يحج ، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا ".
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وهذا إسناد صحيح إلى عمر رضي الله عنه.ا.هـ
وهنا تنبيهات أولها :الحرص على الصحبة الصالحة ويدخل في ذلك إختيار الحملة المناسبة التي تعينه على الحج المبرور فبعض الحملات يكون فيها رفقاء سوء لا يعينون على الخير بل ربما جاهروا بالمعاصي كالموسيقى والتدخين والغيبة وهذه إذا لم ينكرها وسكت عنها وقع في الإثم مما يكون الحج بسببه غير مبرور.
وقد جاءت الأدلة بفضل الحج المبرور:
فعن أَبَي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ : مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ :
« الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ». متفق عليه.
والحج المبرور ماوجد فيه أربعة أمور:
أولها:الإخلاص لله.
ثانيها:المتابعة للنبي ﷺ.
وهذان شرطان في كل عبادة يعملها المسلم والمقصود هنا أن يكون حجه خالصاً لوجه الله لارياء فيه ولاسمعة ، وأن يكون متابعاً للنبي ﷺ في حجه.
ثالثها:أن يكون من مال حلال.
رابعها: أن يكون خاليا من المعاصي.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ومن ذلك ألا تحج المرأة إلا بمحرم فإن حجت بغير محرم لم يكن حجها مبرورا. ا.هـ من شرح الحج من بلوغ المرام.
وهذا مما يجعل الحاج يحرص على الحملة الطيبة خاصة إذا كان معهم عالم أوطالب علم يستفيدون منه في أداء نسكهم على الوجه الأكمل.
التنبيه الثاني: بعض الناس يوكل من يحج عن أحد من أمواته وهذا ممايؤجر عليه لكن لابد أن يتحرى عن النائب الذي يوكله ؛ لأن بعض الناس يوكل كل أحد ، ولايسأل عنه وهذا تقصير فلابد إن يكون النائب ثقة أمينا ديّناً.
فلو كان النائب في الحج عن الميت إنما قصده المال فقط فهذا يُخشى ألا يقبل حجه.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: والمستحب أن يأخذ الحاج عن غيره ليحج لا أنّ يحج ليأخذ فمَن أحب إبرار الميت برؤية المشاعر يأخذ ليحج ، ومثله كل رزق أخذ على عمل صالح.
ففْرقَ بين من يقصد الدين ، والدنيا وسيلته وعكسه فالأشبه أن عكسه ليس له في الآخرة من خلاق.ا.هـ
وكذلك لابد أن يكون النائب عنده علم بأحكام الحج لأن الجاهل قد يفسد حجه من حيث لا يشعر والغالب أنه يقع منه تقصير لجهله.
وهنا فائدة ذكرها العلامة ابن باز رحمه الله عند قوله ﷺ: مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
قال ابن باز مانصه: لوحُج عن ميت بهذه الصفة رُجي له هذا الأجر العظيم. ا.هـ الحلل الإبريزية.
[ الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري المجلد2 ص7 ]
بارك الله لي ولكم ونفعني وإياكم بما أقول.
الخطبة الثانية
أمابعد، فالتنبيه الثالث مما يتعلق بالحج : أنه إذا مات المسلم ولم يقض فريضة الحج وهو مستكمل لشروط وجوبها وجب أن يُحج عنه من ماله الذي خلفه سواء أوصى بذلك أو لم يوص ، وإذا حج عنه غيره وكان قد أدى فريضة الحج عن نفسه صح حجه عنه ، وأجزأ في سقوط الفرض عنه.
التنبيه الرابع: من كان عاجزاً عن حج الفرض ببدنه عجزاً لا يُرجى زواله فيجب عليه إذا كان عنده مال أن يوكل من يحج عنه ففي الصحيحين أن امرأة سألت النبي ﷺ فقالتْ : يا رسولَ اللهِ، إن فريضةَ اللهِ على عبادِه في الحجِّ أدركَتْ أبي شيخًا كبيرًا، لا يَثبُتُ على الراحلةِ، أفأحُجُّ عنه . قال : نعمْ.
التنبيه الخامس: يجوز للعاجز عن الحج عجزاً دائماً إذا كان قد أدى فرضه أن يوكل من يحج عنه نفلا والدليل على ذلك حديث أبي رزين رضي الله عنه : أنه أتى النبي ﷺ فقال يا رسول الله ! إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن قال حج عن أبيك واعتمر. أخرجه الأربعة.
لكن الأفضل في حقه أن يعطي مالا لمن يحج الفرض حتى يحصل على مثل أجره.
سئل الشيخ ابن عثيمين : من دفع نفقة شخص لم يؤد الحج وهي فريضة فهل له مثل أجره وهل هو أفضل من أن ينيب من يحج عنه ؟
فأجاب: نعم إن شاء الله له مثل أجر حجه يعني أجر حج فريضة لأن النبي ﷺ قال من جهز غازيا فقد غزا. والحج نوع من الجهاد.
وإعطاء هذا الفقير ليحج حج الفريضة أفضل من كونه يعطي الدراهم لشخص يحج عنه حجة نافلة لأنه سيأتي أجر فريضة إلى أخيه لأداء ركن من أركان الإسلام عنه.ا.هـ من فتاويه 21/108
وأختم بماقاله العلامة ابن سعدي في تفسيره
عند قوله تعالى ﴿الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ﴾.
قال رحمه الله:
والمقصود من الحج، الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكن من القربات، والتنزه عن مقارفة السيئات، فإنه بذلك يكون مبرورا والمبرور، ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان، فإنها يتغلظ المنع عنها في الحج.
واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى تُفعل الأوامر، ولهذا قال تعالى: ﴿ وما تفعلوا من خير يعلمه الله ﴾ أتى بـ "من " للتنصيص على العموم، فكل خير وقربة وعبادة، داخل في ذلك، أي: فإن الله به عليم، وهذا يتضمن غاية الحث على أفعال الخير، وخصوصا في تلك البقاع الشريفة والحرمات المنيفة، فإنه ينبغي تدارك ما أمكن تداركه فيها، من صلاة، وصيام، وصدقة، وطواف، وإحسان قولي وفعلي.ا.هـ
اللهم فقهنا في الدين وارزقنا العمل به يارب العالمين ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق