تقرير عن ندوة : ( المرأة السعودية بين الأسلمة واللبرلة )

أبو عبد الرحمن
1433/01/05 - 2011/11/30 18:44PM
( المرأة السعودية بين الأسلمة واللبرلة )

بقلم قمراء السبيعي



تنويه



مادعاني لكتابة هذا الانطباع الخاص - الذي أخص به مجموعتي البريدية الفكرية - عدة أسباب من أهمها تزييف الإعلام لبعض مادار في الندوة ، وتصوير مجمل الحضور النسائي – لاسيما أنهن مادة الندوة الرئيسة - بأنه ناقم على التيار الإسلامي ، وأنه يستغرب الحماية الزائدة على المرأة ، ويصرّ على أن يجعلها عالة ! منها مانُشِر اليوم في صحيفة الحياة من تسطيح للحقائق بشكل فج ! وأجزم أنه ستتبعها صحف أخرى في الأيام القلائل القادمة !


انطباعي – الخاص – عن ندوة نادي الرياض الأدبي


( المرأة السعودية بين الأسلمة واللبرلة )



حتى أنَّ بعضهن لم يجدن إلا الوقوف كحل للحضور ، وسط عدم مبالاةٍ من منسوبات النادي الأدبي لضيفاتهن ! فلم تكلف إحداهن نفسها بطلب عدد من الكراسي الإضافية لإكرام ضيفاتها ، لاسيما أنَّ غالبية الحضور من النخب الثقافية الوسطية الفاعلة في المجتمع ! بل إنَّ هذه المبالاة امتدت لطريقة إدارة الحوار هناك فلا المايكروفون يصل إلى أنحاء الخيمة على صغرها ، حيث لم يكن يغطي إلا الصف الأول المنتقى بعناية ولا يتعداه ! ومن تريد الحديث عليها أن تتخطى تلك المقاعد الممتلئة لتلقي سؤالاً على الأكثر ولا تتعداه فالوقت قصير كما يقال ، والمداخلات كثيرة ، وتمَّ تجاهل عدد كبير منها بحجة الوقت ، وفتح المجال للغير بالإطالة والتعبير على لسان المرأة السعودية ( المتسعودة ) بأنها مقموعة وبلا شخصية ومضطهدة و طموحها أن تعيش كإنسانٍ فقط ... لا حظوا منتهى الطموح أن تعيش كإنسان فقط !


وسط تلك الحروب بالنظرات ، والتجاهل ، كانت في طرف الخيمة إمرأة أمريكية بجوارها مترجمة لها ! واترك لكم إخوتي / أخواتي فرصة تحليل وجودها ، لاسيما أنه تضاربت الأقوال عن سبب وجودها ! فعند سؤال إحدى أخواتنا الداعيات عنها قيل لها أنها تتبع لإذاعةٍ أمريكيةٍ دون تسمية لتلك الإذاعة ، وطرف آخر يقول أنها باحثة ولديها أطروحة علمية تريد إتمامها ..!


ماسبق كان الجو العام للندوة في قسم النساء ، أما في القسم الرجالي الذي نقلت لنا وقائعه عبر الشبكة التلفزيونية المغلقة ، كان المتحدث د. محمد السعيدي من الجانب الإسلامي الذي أجاد باركَ الله في جهوده ، ومن الجانب الليبرالي د. عبدالرحمن الحبيب الذي جمع في بداية ورقته بين ضدين بقوله أنَّ هناكَ تياراً ليبرالياً مسلماً ، ولا أعلم كيف لهما أن يجتمعا !


بعد أن انتهى الضيفين الكريمين أتيحت الفرصة للأخوات الفاضلات اللاتي وجهت مداخلاتهن لـ.د. الحبيب ، وكانت ولله الحمد في البداية تعبر عن المرأة السعودية المحافظة الوسطية ، فالأولى د. شريفة المهنا كان سؤالها يتمحور حول المصطلحات التي ابتدأ بها كلبيرايي مسلم أو كما قال أنه ضد مسمى أسلمة ولبرلة بل هناكَ حداثة وسلفية ، وقالت ليته يعطينا المرجع الذي استقى منه هذه المصطلحات بشرط يكون معتد به !


وأخرى أظنها في المرحلة الثانوية ثارت كفتاة مسلمة بفطرتها وقالت أنّّك عندما تقول هناكَ تقاليد محلية تنظر للمرأة على أنها ناقصة عقل ودين ، فأنت هنا تتحدث عن قول للرسول صلى الله عليه وسلم وليس تقليداً محلياً ، فعلينا أن نقف هنا ! ، وتلتها مداخلة أخرى نصبت الأمور في مكانها وشرحت لـ.د. الحبيب مامعنى نقصان العقل والدين ، وتفسيره على وجهه الصحيح .


وكان لمحدثتكم تداخل سريع – من أجل الوقت كما قيل لنا – يحمل تساؤلاً مفاده : ما الذي كفلته الدعوات الليبرالية للمرأة السعودية ولم تكفله الشريعة الإسلامية أو كما يسميها د. الحبيب السلفية ! وإجابة السؤال مشروطة بأن تكون الممارسات الاجتماعية الخاطئة خارج إطار الإجابة تماماً !


بالطبع د. الحبيب تجاهل من تجاهل ، وأجاب على البعض إجابات غير مقنعة – من وجهة نظري – فمثلاً كانت إجابته على تساؤلي أنَّ الدعوات الليبرالية كفلت تطويراً للمحاكم والاقتصاد! ولا أدري ما الرابط بين تساؤلي عن ماكفلوه للمرأة بدعواتهم الشكلية لحقوقها وماذكر من محاكم واقتصاد ! هذا إذا ماسلَّمنا أنَّ هنالكَ شيءٌ ما قد كفلوه حقيقةً لتطوير الاقتصاد والمحاكم !


انتقلت المداخلات مرة أخرى للجانب الرجالي الذي كان فيه بعض الهمز واللمز لوضع المرأة السعودية ، منهم من ذكر أنَّ المرأة السعودية تعد في المرتبة الأولى عالمياً ، ولكنها المرتبة الأولى في الكبت ! في القهر ! في القمع ! ... الخ ، وداخل أحد المشائخ الفضلاء – لايحضرني اسمه – في ردٍ على د. الحبيب عندما ساق لنا أسماء نساء سعوديات تدل على تطور المرأة السعودية ( تجدون في مقاله طوابير الأسماء من النساء السعوديات اللاتي استشهد بهن ) فردَّ الشيخ الفاضل عليه أن من الأسماء اللاتي ذكرتهن تعد من الأميَّات أصلاً ولاترقى لكتابة سطر روائي أدبي !


وقتها أحسستُُ أن الخيمة لدينا وكأنها تريد الثأر ، وتوالت المداخلات الضد وهذه تطالب أن تعامل كإنسان ، وأخرى تقول لا أريد أن أكون عالة على بلدي وزوجي كما يطلب د. السعيدي ! ولا أعلم متى طلب الشيخ د. السعيدي ذلكَ ! فما طلبه الشيخ د. السعيدي من الدولة أن تكفل للنساء غير العاملات رواتب شهرية تكفينهن عوز الحاجة في ظل فقدان المعيل لهن .


وتوالت المداخلات بين القسمين مرة هنا ، ومرة هناك ، واختتمتْ أخيراً بمداخلة إحدى رموز الليبرالية النسائية التي أدارت ظهرها للحضور وهي تتحدث في مشهدٍ أثار استهجان الحاضرات ! بل وتسبب في عدم الاستماع لها كلية ! فتلتها إحدى الداعيات تطلب المداخلة فرفضت مديرة الندوة لدينا والحجة الوقت بالطبع ، وأجابت الأخت الداعية لمَ لم تعطوننا الفرصة كما غيرنا في الإطالة والتعبير !! قُطع الصوت والصورة من الشبكة التلفزيونية المغلقة بعد إنهاء الأستاذ محمد الهويمل لها هناك.


واستمرت أسئلة كثيرة بقيت في جعبتي ، منها : أين الرأي والرأي الآخر الذين يزعمون؟ ، أهي أمسية للثقافة والفكر أم أنها أحادية الفكر ! ، ويتجلى ذلكَ من خلال إقصاء مخالفيهم بطريقة افتقدت لأبسط أدبيات الذوق العام !


وأسدل الستار أخيراً على أمسية ثقافية ستتغنى بها عدد من الزوايا الصحفية لتقلب الحقائق بطريقة فجة ، ولكن ممايثلج الصدر هو الحضور النسائي الوسطي الكثيف لها مما أفقد القوم صوابهم ! وتجلى ذلكَ من خلال المعاملة السيئة من قبل بعض منسوبات النادي الأدبي في مشهدٍ بعيد كل البعد عن الثقافة والأدب الذي يُنسب لهما النادي !


..............................<wbr>..............................<wbr>..............................<wbr>...........


ورقة د. محمد السعيدي – وفقه الله – تجدونها كاملة على هذا الرابط :




ورقة د. عبدالرحمن الحبيب نُشِرَتْ اليوم في صحيفة الجزيرة على الرابط التالي :




وصحيفة الحياة قامت بتغطية الندوة من وجهة نظر تفتقد الحياد و بعيدة كل البعد عن المهنية على الرابط التالي :


http://top.js.OpenExtLink(window,event,this)" href="http://ksa.daralhayat.com/arts/02-2009/Article-20090201-334ea3d6-c0a8-10ed-007a-3a304abb23f8/story.html"> http://ksa.daralhayat.com<wbr>arts/02-2009/Article-20090201-<wbr>334ea3d6-c0a8-10ed-007a-<wbr>3a304abb23f8/story.html
المشاهدات 1788 | التعليقات 0