تقرير: روسيا تسعى لإنقاذ الحوثي من بوابة “الهدنة” الإنسانية

احمد ابوبكر
1436/06/22 - 2015/04/11 02:53AM
[align=justify]تثير التحركات الدبلوماسية الروسية لوقف عمليات عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح تساؤلات تتجاوز الهدف المعلن لهذه الجهود والمتمثل بالجانب الإنساني إلى ما هو أبعد من ذلك وعلى وجه التحديد إنقاذ الحوثيين بطلب من حليفهم إيران.

وكثفت موسكو من تحركاتها على أكثر من صعيد منذ بدء عمليات عاصفة الحزم في 26 مارس/آذار الماضي، وبدت تسير بخط واحد جنبا إلى جنب مع حليفتها إيران فيما يبدو على أنه محاولة لخلق تحالف مناهض للتحالف العشري الذي تقوده السعودية.

واستطاع التحالف تدمير ما نسبته 85% من القدرات العسكرية للحوثيين وقوات صالح بحسب تصريحات صحافية لوزير الخارجية اليمني المكلف رياض ياسين، وهو ما يعني أن القواعد العسكرية سواء البحرية أو الجوية ومخازن السلاح تم ضربها بأكثر من مدينة.

نشاط دبلوماسي موازٍ

ومع تصاعد العمليات العسكرية للتحالف يتصاعد بشكل مواز النشاط الدبلوماسي والسياسي لروسيا وإيران من خلال تقديم مبادرات لوقف العمليات القتالية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي، لكنها تواجه برفض الرياض وبقية دول التحالف المؤيد لها.

يرى مراقبون يمنيون أن موسكو تقوم بدور المحامي الدولي في الساحات الدبلوماسية، لا سيما مجلس الأمن للدفاع عن الحوثيين وإجهاض أي مساع لمعاقبتهم دوليا، مثلما فعلت الأمر ذاته مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي حمته موسكو باستخدام حق النقض لإفشال أي قرار صارم ضده.

لا يمكن فهم هذا الدور الروسي بمعزل عن طبيعة العلاقة مع طهران التي أصيبت بصدمة من عاصفة الحزم واستعادة السعودية لزمام المبادرة باليمن، ولهذا باتت خياراتها لإنقاذ حليفها محدودة إن لم تكن منعدمة، وذلك بالنظر إلى أن جهودها السياسية لإقناع التحالف بوقف عملياته باءت بالفشل وكذا عدم قدرتها على التدخل العسكري لسيطرة بارجات التحالف على المياة الإقليمية اليمنية.

وبناء على ذلك، فإن موسكو تحاول النجاح فيما فشلت فيه طهران بالنظر إلى قوتها دوليا وتمتعها بعضوية مجلس الأمن الذي يمنحها حق إبطال أي تحركات عبر المجلس لفرض عقوبات ضد الحوثيين وحليفهم صالح.

وبالعودة إلى الفترة الماضية، فإن روسيا لم تتخذ موقفا يماثل نظيره الغربي مما قام به الحوثيون تجاه الرئيس عبدربه منصور هادي من حصاره وإجباره على تقديم استقالته، ولا ما أعلنوه بعد ذلك من إصدار ما أسموه “الإعلان الدستوري"، وعلى العكس من ذلك كانت راضية منطلقة من مصالحها عكستها زيارة غير معلنة رسميا وبدون تنسيق مع حكومة الكفاءات قبل استقالتها تنقل الوفد الروسي فيها إلى ميناء الحديدة على البحر الأحمر ومناطق أخرى بمحافظة صعده بتنسيق من الحوثيين الذين زار وفد منهم موسكو بعد ذلك.

اتهامات لموسكو بتسليح الحوثي

ويبدو أن الهدنة الإنسانية هي البديل أمام روسيا لتحقيق ما تريد، وهي المتهمة من قبل وزير الخارجية رياض ياسين بدعم الحوثيين بالسلاح من خلال الطائرات الروسية التي هبطت قبل أيام بمطار صنعاء بهدف إجلاء رعايا.

الوزير اليمني أكد أيضا في تصريحات صحفية أن الطائرات الروسية التي هبطت في صنعاء كانت تنقل على متنها أجهزة تقنية وقطع غيار تساعد في إصلاح بعض الصواريخ والأسلحة التي بحوزة الحوثيين، ناهيك عن أجهزة اتصالات حديثة، ما يدل على أن الحوثيين ما زالوا يتمتعون ببعض القوة التي تمكنهم من فرض شروطهم، حسب قوله.

ولهذا يشدد الوزير على أن أي هدنة إنسانية يتم التوصل لها يجب أن تخضع طائرات حمل المساعدات للتفتيش حتى لا تحمل أسلحة للحوثيين.

واعتبر ياسين أي هدنة يفرضها الروس لن تكون لصالح الشرعية ولا لتحقيق مصالح اليمنيين، بل ستؤدي إلى فرض واقع جديد، مضيفا أن ما ينقل عن الموقف الروسي الآن هو محاولة لإنقاذ هذه الجماعات؛ إذ يطالب بهدنة لإعادة ترتيب أوراق جماعات الحوثيين وعلي صالح واستعادة شيء من قدراتهم في مواجهة التحالف.

لافتا إلى أن ما يدور الآن من عمليات يبدو أنه بتنسيق ما بين الحوثيين وصالح على الأرض، وما بين إيران وروسيا، مؤكدا أن ما تقوم به روسيا قوبل باستهجان من القيادة الشرعية، لأنهم بذلك يريدون أن يغيروا الواقع على الأرض، ويستطيع أن يتفاوض من خلالها الحوثي وأتباعه، ويطالب بمنع الأسلحة ووقف الضربات العسكرية حتى تلتقط ميليشيات الحوثيين أنفاسها وتعيد السيطرة وتصبح واقعا على الأرض.

التزامات قبل الحوار

وعن الرد الدبلوماسي حول تحرك روسيا ودعواتها للحوار ووقف عاصفة الحزم، قال ياسين إن على روسيا قبل أن تقدم هذا المشروع أن تطلب من الحوثيين وجماعة علي عبد الله صالح أن يتوقفوا عن مهاجمة عدن وضرب المساكن، وأن ينسحبوا من المدن وخصوصا مدينة عدن، ويعودوا من حيث قدموا، حينها يمكن أن نتحدث عن أي مشروع أو قرار أو هدنة، أما أن يستمروا في هذا الهجوم الوحشي على مدينة عدن؛ فأعتقد هذا الكلام مرفوض.

وتابع أن روسيا بهذا الاقتراح تريد أن تسحب اليمن إلى ما يحصل في سوريا، وتكون طرفا في هذه الأزمة، وتمتلك ورقة تستطيع أن تستخدمها في أي وقت، مع تمكين الحوثيين وعلي عبد الله صالح لاستعادة قدراتهم على الأرض.

ولا يزال الخلاف قائما بين دول الخليج وروسيا حول صيغة مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن والذي يبحث اقتراحا روسيا بهدف إرساء “هدنات إنسانية"، في ظل قلق الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من ارتفاع عدد المدنيين القتلى في المعارك.

من جانبه، قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث في اليمن، إن إيران تعرف أن ليس بإمكانها إنقاذ الحوثي من خلال مواجهة السعودية.

المصدر: التقرير[/align]
المشاهدات 863 | التعليقات 0