تقرير: حقيقة التحالف بين الحوثيين وأنصار صالح

احمد ابوبكر
1435/04/08 - 2014/02/08 05:55AM
تجاوز الصراع بين مسلحي جماعة الحوثي ورجال القبائل أسوار محافظة صعدة في شمال اليمن، وأصبح على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل مخاوف سياسية متصاعدة مع اقتراب الصراع من جبل "الصمع" الإستراتيجي المطل على مطار صنعاء الدولي.

إذ يتهم ناشطون وسياسيون جماعة الحوثي المسلحة بالتحالف مع مشايخ قبليين من قبائل حاشد موالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لتوفير طريق آمن لهم للتقدم بأسلحتهم تجاه العاصمة صنعاء بهدف إسقاطها سياسيا وإدخال البلاد في فوضى عارمة.

ويشير مراقبون وباحثون إلى أن جماعة الحوثي تهدف من صراعها مع قبائل حاشد وأرحب إلى تفكيك القوة القبلية الأكثر تماسكا وكذا إضعاف أحد دعائم الإسلاميين وتحديدا "الإصلاح" باعتباره القوة السياسية النافذة في تلك المناطق.

ويرى مدير مركز نشوان الحميري للدراسات عادل الأحمدي أن هناك بعدين رئيسيين في الصراع يتعلق أحدهما بقبيلة حاشد عموما والآخر بآل الأحمر، "مع الإشارة لدور صالح الداعم للحوثيين انتقاما من آل الأحمر لدورهم في الإطاحة به خلال الثورة الشبابية".

نظام الإمامة
وقال الأحمدي "إن جماعة الحوثيين تسعى بدأب لجعل نفسها القوة الوحيدة في شمال الشمال، ولأنهم امتداد لنظام الإمامة الحاكمة قبل 1962 فإن لهم ثأرا خاصا مع قبيلة حاشد التي كان لها دور كبير في تثبيت الجمهورية".

وفي حين أكد الباحث في حديثه للجزيرة نت وجود رغبة قوية لدى جماعة الحوثي في السيطرة على العاصمة صنعاء، وأنها تمهد لذلك بطرق مختلفة، استبعد في المقابل إمكانية قدرة الجماعة على القيام بهذا الأمر في الوقت الراهن.

وأضاف قائلا "إذا ما افترضنا بأن الدولة ستتخلى عن القيام بواجبها في حماية عاصمتها، لا يمكن التقليل من حجم الممانعة الشعبية التي تتبلور كل يوم ضد الحوثيين"، ووصف تقدم الحوثيين نحو صنعاء بأنها "وجبة أكبر من قدرة معدة الحوثيين على هضمها".

من جهته يرى الصحفي ورئيس حملة المليون لمحاكمة جماعة الحوثيين مراد السعيدي في الحرب على قبائل حاشد وأرحب والمناطق المحيطة بصنعاء بأنها تأتي في إطار ما وصفه بالمخطط الحوثي لإسقاط العاصمة صنعاء.

طموح للحكم
وقال في حديث للجزيرة نت إن تركيز جماعة الحوثي على استهداف قبائل أرحب والعصيمات بمحافظة عمران تحديداً يأتي لكونهما من المناطق الأقوى في اليمن والأكثر رفضاً لمشروع الحوثيين الطامع في السيطرة على الحكم.

وأضاف "هناك تحالف واضح بين الحوثيين وموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح يسعى من خلاله الطرفان لخلط الأوراق وإرباك المشهد العام لشعورهم بأن مخرجات الحوار الوطني التي قبلوا بها صورياً تقضي على كل مطامعهم ومشاريعهم".

غير أن عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثي علي العماد نفى من جهته حقيقة تلك الاتهامات، واعتبر في حديث للجزيرة نت أن ما يطرح دائما من أن أنصار الله (الحوثيين) غزاة أو أنهم ينون إسقاط صنعاء بأنه دعاية مغرضة وأمر للاستهلاك الإعلامي.

وقال إن "أنصار الله موجودون في صنعاء وفي أرحب وغيرها من مناطق وسبق أن أكدوا في رؤيتهم السياسية بشكل واضح بمؤتمر الحوار أنهم مع النظام الجمهوري ومع الدولة المدنية الديمقراطية، دولة القانون التي تساوي بين الجميع على كل المستويات".

وأكد العماد أن "أنصار الله" كانوا على الدوام جزءا من المجتمع اليمني، وقال إن لهم "جذورا تاريخية وغيرهم دخيل على المجتمع". ولم يوضح المتحدث من المقصود بكلمة "غيرهم".

وأضاف "ولكن مع هذا نؤكد أن حق العيش والتوافق مكفول للجميع باختلاف انتماءاتهم ولن نقبل إلا أن نكون مع الجميع وللجميع".

نفي التحالف
أما أحمد غيلان نائب رئيس المركز الإعلامي لحزب المؤتمر الشعبي العام فاعتبر في تصريح للجزيرة نت أن الحديث عن وجود تحالف بين جماعة الحوثي وأنصار صالح "مناكفات سياسية لا أساس لها من الصحة".

وقال إن "حزب المؤتمر حريص في سياساته وخطابه السياسي على مسألة الوفاق والتوافق والحوار والشراكة للجميع ولا يحق لأي طرف أن يدعوه للدخول في صراع مع جماعة الحوثي كونه لم يعد مسؤولا عن البلد لوحده".

وأوضح المتحدث أن البلاد أصبحت تحت حكم مجموعة أحزاب سياسية لديها السلطة والحكومة.

واعتبر أن تلك المجموعة معنية "بما فيها ممثلو حزب المؤتمر بأن يؤدوا الواجبات الدستورية والقانونية التي تفرضها عليهم التشريعات لحماية البلد ومنع أي كفاح مسلح سواء كان من جانب الحوثي أو من جانب الآخرين".

المصدر:الجزيرة نت
المشاهدات 901 | التعليقات 0