تقرير: حان الوقت لتدشين «ناتو عربي»

احمد ابوبكر
1436/06/22 - 2015/04/11 02:53AM
[align=justify]الرئيسية ملفات هل حان الوقت لتدشين «ناتو عربي»؟ هل حان الوقت لتدشين «ناتو عربي»؟ هل حان الوقت لتدشين «ناتو عربي»؟ Tweet نهى ياسين وكريمة محمد الجمعة, 10 أبريل 2015 20:24 نرصد 5 تحالفات عربية قبل القوة العربية المشتركة... وعسكريون: القرار تأخر كثيرًا.. وخبراء: أزمات ما بعد الربيع العربي شعلة إنشاء «ناتو» العرب «مستقبل هذه الأمة مرهونٌ بما نتخذه من قرارات، والمطلوب منا كثير في هذا المنعطف التاريخي المهم؛ حيث تتزايد تطلعات الشعوب في تحقيق الرخاء وهو حَقٌ لها، حتى لا نغدو يومًا مجرد مجموعة من الدول تلتف حول تاريخٍ مجيد جمعها يومًا في الماضي، لكنها عاجزة عن التأثير في حاضرها أو عن صناعة المستقبل» أٌطلقت تلك الكلمات من قلب مؤتمر القمة العربية في دورته الـ36، والتي علقت حتى أنهى بقرارات تؤكد أن الأمل العربي المحقق، بقرار إنشاء قوة عربية مشتركة. 65 عامًا من تحالفات وليدة اللحظة لمدة 65 عامًا كان إنشاء قوة عربية مشتركة، أمرًا مستعصيًا لدى الدول العربية، منذ أن وقعت اتفاقية الدفاع المشترك التي قلما عملت بها، إلا أن أزمات ما بعد الربيع العربي ساهمت بشكل كبير في سرعة بناء القوة العربية. فمنذ حرب فلسطين عام 1948، بدأت التحالفات العربية العسكرية؛ حيث شاركت جيوش من مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية ضد المليشيات الصهيونية في فلسطين. وبرزت التحالفات وأصبحت ذات تأثير قوي في حرب 6 أكتوبر 1973 إذ شنت مصر وسوريا الحرب على إسرائيل، حيث شاركت بها كتائب من جيوش عربية مختلفة بموجب اتفاقية الدفاع العربي المشترك، كما ساهمت الكثير من الدول العربية بالدعم المادي واللوجستي، مثلما أغلقت اليمن باب المندب آنذاك، وأعلنت المملكة العربية السعودية حظر النفط عن الولايات المتحدة، وأقامت جسرًا جويًا لإرسال 20,000 جندي والكويت والإمارات والأردن والبحرين وتونس والسودان والمغرب. وفي عام 1976، تم تشكيل «قوات الردع العربية» التي أقرتها جامعة الدول العربية لاحتواء الحرب الأهلية اللبنانية، وتشكلت من 6 دول عربية، إلا أن العدد الأكبر من هذه القوات كانت من الجيش السوري، وسرعان ما انسحبت باقي القوات العربية ولم يتبق في لبنان بنهاية 1979 سوى القوة السورية. وفي عام 1991، شنت قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة عمليات عسكرية لإنهاء الغزو العراقي للكويت وأطلق عليها اسم «عاصفة الصحراء»، وشارك فيها عربيًا قوات من السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان ومصر وسوريا والمغرب. أما التحالف العربي الأخير بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن وإنهاء الانقلاب الحوثي، ويضم التحالف كلاً من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر ومصر والأردن والسودان، ويعتمد في الوقت الحالي على شن غارات جوية على أهداف للحوثيين والقوات الموالية لهم. وأخيرًا تضمن قرار القمة العربية 26، التي عقدت في شرم الشيخ، إقرار مبدأ إنشاء القوة العسكرية المشتركة، والذي ينص على مشاركة الدول العربية في القوة اختياريًا. «ناتو» عربي أم الأجنبي القرار الذي أكده الخبراء أن العرب في حاجة إليه خاصة بعدما آلت إليه الأوضاع في الوطن العربي منذ فجر الربيع العربي، والفوضى التي شهدتها البلدان من ركوب الإرهاب لموجة الربيع، والخطر الذي يحيط بكثير من الدول العربية، والذي لا حل له إلا وحدة عربية قوية تقف كحائط صد لكل خطر يواجه أيًا من الدول. وظهر جليًا الأمر من البداية أثناء حرب الخليج، عندما تمت الاستعانة بقوات خارجية وأيضًا أزمة سوريا، و«داعش» لكن انقلب الأمر رأسًا على عقب بعد أزمة الحوثيين في اليمن فكانت أول أزمة تشترك فيها قوة عربية لردع التمدد الحوثي في اليمن، ومن بعده رسميًا في اختتام قمة شرم الشيخ اتفق العرب على إنشاء قوة عربية متماسكة حتى لا يستدعي الأمر لتدخل مصالح الدول الغربية في الوطن العربي، ورغم أن الأمر يفيد الدول العربية بشكل كامل إلا أن بعض الدول تحفظت على مشاركتها. هذا ما أكده مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد نور الدين، أن العالم العربي في الوقت الراهن في حاجة ماسة إلى أن ينشئ قوة عربية عسكرية مشتركة كي لا يلجأ العرب كعادتهم إلى الدول الغربية، وحلف الـ«ناتو»، لتهدئة الأوضاع ومنها تفتح أبواب لتتغلغل لمساندة مصالحها الكبرى وأهمها الشرق الأوسط الكبير. 3 عوامل بجانب الوقت أساس إشارة البدء وفي هذا الشأن، فقد أجمع الخبراء على أن التمويل والسياسة العسكرية والقيادة والوقت أنها الأساس بجانب الوقت لذا توقعوا تأخرها لفترة وجيزة لدراسة تلك العوامل، حيث استطرد «نور الدين»، في تصريحات خاصة لـ«المصريون»، قائلاً: «حان الوقت لأن يكون للعرب قوة مشتركة تنفعها وقت الأزمات»، مشيرًا إلى أن القيادة والتمويل وأولويات التدخل يجب أن تدرس بشكل كامل. وفي سياق مؤيد لدارسة القرار، قال المدير الأسبق للدفاع الوطني ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، محمد الغباري، إنّ القرار الذي تمت مناقشته في القمة العربية بضرورة إنشاء قوة عسكرية عربية يحتاج إلى وقت سواءً من ناحية التسليح، أو من ناحية تحديد السياسة العسكرية، أو التمويل، أو مراكز القيادة. وأضاف «الغباري» أنّه لا بد من تحديد السياسة العسكرية العامة للقوة العربية المشتركة، موضحاً أنّ القوة العربية المشاركة بعاصفة الحزم هو تحرك طارئ، قائلاً: «يجب تحديد جهات التمويل لقوة الدفاع العربي المشتركة». من جهته، قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور سامح راشد، إنّه لا بد من التحسب للجوانب السياسية المُصاحبة لقرار إنشاء قوة دفاع عربي مشترك، موضحًا أنّ الحدث اليمني دعم فكرة تشكيل قوة دفاع عربية مشتركة، قائلاً: «قرار إنشاء القوة العربية العسكرية لن يكون في الوقت الحالي لأنه يحتاج إلى وقت». وأضاف «راشد» أنّ تغيير آلية التصويت بجامعة الدول العربية بدأ منذ سنوات، موضحًا أنه: «يجب أن تحظى القوة العسكرية العربية المشتركة بإطار قانوني وسياسي من الجامعة العربية». وأوضح «راشد» أنّ التحرك العسكري العربي في اليمن ما هو إلا رد فعل على مُمارسات جماعة الحوثيين، متابعًا أنّ الحدث اليمني هو الذي جعل للقمة العربية أهمية كبيرة، قائلة: "لم يحظ الملف السوري والفلسطيني باهتمام في هذه القمة العربية". وشدّد «راشد» على أنّ إيران لن تتدخل في مواجهات مسلحة مع أي دولة عربية، مشيرًا إلى أنّ قطر في مأزق حقيقي في التعامل مع المشهد في مصر واليمن، وأنّ الملفات الخلافية لا تزال مفتوحة بين مصر وقطر. أكد الخبير الأمني اللواء عبدالرحيم سيد، أن هناك احتمالية لتكوين جيش عربي مشترك مكون من الجيش المصري وجيوش الدول العربية التي مازالت متماسكة، مثلما كاد يحصل في حرب الكويت، فكان هناك شبه إجماع من الجيوش العربية على تكوين جيش مشترك عربي، مشيرًا إلى أن الجيش المصري هو الأقدر على قيادة هذا الجيش لأنه يتمتع بالقدرة القتالية والكفاءة والخبرة والقوة والحنكة العسكرية اللازمة لذلك. أزمات الوطن العربي على صفيح ساخن إن الأزمات المحيطة بالدول العربية السالف ذكرها هى السبب الرئيسي في إدخال الأمر حيز التنفيذ، وما آلت إليه الأوضاع من تدخل سافر في الشؤون العربية، ورغم هذا الهدف السامي وراء القوة العسكرية العربية، إلا أن الخبراء أكدوا أن هناك عدة دول لن تشارك. في هذا الشأن يضيف اللواء «سيد» أن هناك بعض الدول التي قد ترفض الاشتراك في تكوين جيش عربي مشترك أبرزها الأردن ولبنان وقطر وتونس لأسباب عسكرية غير معلنة، كما أن هناك دولاً منها الموساد الإسرائيلي متغلغل فيها ودول تخضع للسيطرة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يتم الإجماع من جميع الدول العربية على تكوين جيش ولا على أي شيء آخر. وتابع «سيد» أن هناك حاجة ماسة الآن لتكوين جيش عربي موحد خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة التي تعاني منها كل البلدان العربية. فيما أكد الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الدكتور محمد السعدني، أن هناك إمكانية لإنشاء جيش عربي موحد خاصة بعد الاتفاق على تشكيل قوة عربية في القمة العربية، مما يدل على أن الدول العربية أصبحت لا تثق في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أننا أصبحنا نحتاج إلى تشكيل جيش مشترك بسبب الضغوط التي تتعرض لها الدول العربية من كل القوى العظمي بالعالم. وأضاف «السعدني»، في تصريحات خاصة لـ«المصريون»، أن تكوين جيش عربي مشترك يحافظ على الكيان العربي والمقومات العربية ويدافع عن الدول العربية ومصالح شعوبها في ظل ما تتعرض له البلدان العربية من إرهاب وحروب أهلية الآن، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الجماعات الإرهابية التي ظهرت في البلدان العربية والتي تشكل خطرًا حقيقيًا مثل «داعش» والحوثيين التي تحاربها الآن المملكة العربية السعودية بدعم عدد من الدول العربية من خلال «عاصفة الحزم»، مما ستدعي تجمعًا عربيًا قويًا لدرء الأخطار المحيطة بالمنطقة العربية. فيما رأى الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، أن قرار إنشاء القوة العربية المشتركة جاء متأخرًا كثيرًا، مشيرًا إلى أنه في نفس الوقت أفضل من أن يتأخر أكثر من ذلك، حتى يأخذ الوقت الكافي لدراسته وبدئه. وأوضح «مسلم» أنه بالفعل حان الوقت لوجود قوة عربية عسكرية مشتركة، مؤكدًا أن الأمر يحتاج دراسات كثيرة وإيجاد حلول لأزمات الدول العربية كي يتم بناء القوة المشتركة، ويحتاج لإرادة وصدق النوايا. وأشار «مسلم» إلى أن القرار جاء متأخرًا وكان يجب أن يتم البت فيه منذ زمن ولكن الجيد أنه بالفعل اتخذ وإن كان متأخرًا.



المصدر: المصريون[/align]
المشاهدات 864 | التعليقات 0