تقرير: أوروبا .. العودة إلى الوراء!!!
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1431/11/05 - 2010/10/13 14:43PM
تقرير: أوروبا.. العودة إلى الوراء!
لاشك أن سقوط البرلمانيَّة كثمار سهلة في أيدي الأحزاب اليمينيَّة المتشدِّدة تعدُّ هي الظاهرة السياسيَّة الكبرى في القارة الأوروبيَّة منذ انتهاء العهد الشيوعي.. وأن هذا التغيير يعدُّ بمثابة عصر النهضة لليمين والأحزاب المتطرِّفة في قارة بدأت تغيِّر مسارها وتبحث عن مستقبل جديد بعد أكثر من مائة عام من الثبات.
يبدو أن انتخابات السويد الأخيرة التي حصل خلالها حزب السويد الديمقراطي اليميني المتشدِّد على عشرين مقعدًا دفعة واحدة في البرلمان قد أظهرتْ وللمرة الأولى أن أوروبا بدأتْ بالفعل تغير جلدها وتبحث عن اتجاه مستقبلي جديد, فلم تعد الحياة المشتركة مع جميع العرقيَّات والديانات والأسواق المفتوحة ترضي طموحات الأوروربيين.
فالأوروبيون الآن باتوا يبحثون عن قوميتهم التي ضاعتْ في زخم الاهتمام بمبادئ لم تعدْ تحمل نفس قيمتها مثل حرية الرأي والعقيدة والعمل والمساواة وحب الآخر والتناغم معه في مجتمع واحد، وهذا الاتجاه يجب أن يفسّر سبب جنوح الناخبين للتصويت للأحزاب التي تُحيي هذا الجانب القومي في عروقِهم.
فمنذ عقدٍ كامل كان الأوروبيُّون يتربصون بأعضاء أحزاب اليمين ومناصريهم، أما الآن فنجد الأحزاب الأخرى بدأت تدقِّق في أجندتها السياسيَّة وحتى أثناء الأحاديث الشعبيَّة خوفًا من التأثير المتنامي لأحزاب اليمين في القارَّة الديمقراطيَّة التي تضمُّ 46 دولة.
والغريب أن هذه الأحزاب اليمينيَّة بدأت تزدهرُ وتنمو وتجتذب شعبية كبيرة على الرغم من عدم وجود تهديد محدد يواجه أوروبا حاليًا رغم ما يتردَّد عن الحرب والإرهاب وهذه الإكليشيهات القديمة، خاصةً بعد أن تغيرت الولايات المتحدة ولم تعد هي الراعية والملهِمة للوقوف في وجهِ هذا الخطر مثلما كان الحال في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وبالتالي وبدون وجود خَصم محدد أصبحت القِيَم القومية هي الأساس في أوروبا، عوضًا عن القِيَم المجتمعيَّة التي كانت ترعاها أحزاب اليسار والاشتراكيين, فمجموعة جديدة من القوميين المؤمنين بمبادئ متطرِّفة، والذين أصبحوا قوةً لا يُستهان بها في طريقهم الآن لتشكيل عهدٍ سياسي أوروبي جديد.
ويجزم المحلِّلون السياسيون أن سبب تراجع اليسار ومبادئه وإيمان الناخبين به في أوروبا يرجع إلى أن هذه الأحزاب أصبحت تعاني من حالة ثقة مفرِطة بالنفس تحوَّلت بمرور الوقت إلى غرور، فباتت لا تسمع سوى صوتها فقط، فهذه الأحزاب لم تفعلْ شيئًا جديدًا للمواطن الأوروبي رغم رؤيتِه ينفرد منها ويبتعد شيئًا فشيئًا, وبالتالي كانت طريقة معاقبة المواطن لحزبه غير المهتم بمصالحه بالبحث عن بديل آخر حتى وإن كان بديلًا مؤلما.
فأحزاب اليسار فقدتْ شعبيتها الكبيرة بسبب استهتارها بالمواطن، فأصبحت تزيد من ضغوطاتها يوميًّا عليه فتفرض المزيد من الضرائب.
وهناك سبب آخر في إعطاء الأوروبيين ظهورهم لأحزابهم التقليديَّة والدخول في أحضان اليمين المتشدِّد وهو السبب الذي يتمثل في الأزمة الماليَّة وتداعياتها ووجود الطوائف الأجنبيَّة التي باتتْ تخطف الوظائف من أيدي أبناء البلد، وهكذا ظهر اليمين كمسكنٍ فعَّال وفوري لتحجيم الإثنيَّات الأخرى وتقليص إعدادها، وهو الأمر الذي نال رضا واستحسان المواطن الأوروبي.
ومن جانبِهم يرى الكثير من المراقبين أن أكبر جبهة للديمقراطيَّة في العالم "أوروبا" أصبحت تمهِّد الطريق حاليًا لهذه الأحزاب اليمينيَّة المتشدِّدة, فقد حصلت الجبهة الوطنيَّة الفرنسيَّة على 11.9% من الأصوات، وحصل حزب الاتحاد الشمالي اليميني في إيطاليا على 8.3% من مجمل الأصوات، كما حصل الحزب الهولندي الحرّ في هولندا على 15.5%، وحصل حزب الشعب السويسري على 28.9% من الأصوات، وحصل حزب جوبيك المجري على 16.7% من الأصوات.
كما حصلت أحزاب يمينيَّة متطرِّفة أيضًا على مجموعة أصوات لا يُستهان بها في بعض الدول الأوروبية الأخرى مثل بلجيكا ولاتفيا وسلوفاكيا وسلوفينيا, كما أظهرت الاستطلاعات زيادة أصوات الأحزاب اليمينيَّة في مختلف دول أوروبا بنسبٍ تراوحتْ من 5% إلى 15%.
وأخيرًا، فهذا التطور الحادث في بناء السياسة الأوروبيَّة قد يكون من باب التغيير ومن باب رغبة المواطنين في البحث عن بديل أصلح وأقوى لتحقيق أحلامهم، والتي فشلت في تحقيقها أحزابهم القديمة التقليدية.
المصدر: الإسلام اليوم
لاشك أن سقوط البرلمانيَّة كثمار سهلة في أيدي الأحزاب اليمينيَّة المتشدِّدة تعدُّ هي الظاهرة السياسيَّة الكبرى في القارة الأوروبيَّة منذ انتهاء العهد الشيوعي.. وأن هذا التغيير يعدُّ بمثابة عصر النهضة لليمين والأحزاب المتطرِّفة في قارة بدأت تغيِّر مسارها وتبحث عن مستقبل جديد بعد أكثر من مائة عام من الثبات.
يبدو أن انتخابات السويد الأخيرة التي حصل خلالها حزب السويد الديمقراطي اليميني المتشدِّد على عشرين مقعدًا دفعة واحدة في البرلمان قد أظهرتْ وللمرة الأولى أن أوروبا بدأتْ بالفعل تغير جلدها وتبحث عن اتجاه مستقبلي جديد, فلم تعد الحياة المشتركة مع جميع العرقيَّات والديانات والأسواق المفتوحة ترضي طموحات الأوروربيين.
فالأوروبيون الآن باتوا يبحثون عن قوميتهم التي ضاعتْ في زخم الاهتمام بمبادئ لم تعدْ تحمل نفس قيمتها مثل حرية الرأي والعقيدة والعمل والمساواة وحب الآخر والتناغم معه في مجتمع واحد، وهذا الاتجاه يجب أن يفسّر سبب جنوح الناخبين للتصويت للأحزاب التي تُحيي هذا الجانب القومي في عروقِهم.
فمنذ عقدٍ كامل كان الأوروبيُّون يتربصون بأعضاء أحزاب اليمين ومناصريهم، أما الآن فنجد الأحزاب الأخرى بدأت تدقِّق في أجندتها السياسيَّة وحتى أثناء الأحاديث الشعبيَّة خوفًا من التأثير المتنامي لأحزاب اليمين في القارَّة الديمقراطيَّة التي تضمُّ 46 دولة.
والغريب أن هذه الأحزاب اليمينيَّة بدأت تزدهرُ وتنمو وتجتذب شعبية كبيرة على الرغم من عدم وجود تهديد محدد يواجه أوروبا حاليًا رغم ما يتردَّد عن الحرب والإرهاب وهذه الإكليشيهات القديمة، خاصةً بعد أن تغيرت الولايات المتحدة ولم تعد هي الراعية والملهِمة للوقوف في وجهِ هذا الخطر مثلما كان الحال في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وبالتالي وبدون وجود خَصم محدد أصبحت القِيَم القومية هي الأساس في أوروبا، عوضًا عن القِيَم المجتمعيَّة التي كانت ترعاها أحزاب اليسار والاشتراكيين, فمجموعة جديدة من القوميين المؤمنين بمبادئ متطرِّفة، والذين أصبحوا قوةً لا يُستهان بها في طريقهم الآن لتشكيل عهدٍ سياسي أوروبي جديد.
ويجزم المحلِّلون السياسيون أن سبب تراجع اليسار ومبادئه وإيمان الناخبين به في أوروبا يرجع إلى أن هذه الأحزاب أصبحت تعاني من حالة ثقة مفرِطة بالنفس تحوَّلت بمرور الوقت إلى غرور، فباتت لا تسمع سوى صوتها فقط، فهذه الأحزاب لم تفعلْ شيئًا جديدًا للمواطن الأوروبي رغم رؤيتِه ينفرد منها ويبتعد شيئًا فشيئًا, وبالتالي كانت طريقة معاقبة المواطن لحزبه غير المهتم بمصالحه بالبحث عن بديل آخر حتى وإن كان بديلًا مؤلما.
فأحزاب اليسار فقدتْ شعبيتها الكبيرة بسبب استهتارها بالمواطن، فأصبحت تزيد من ضغوطاتها يوميًّا عليه فتفرض المزيد من الضرائب.
وهناك سبب آخر في إعطاء الأوروبيين ظهورهم لأحزابهم التقليديَّة والدخول في أحضان اليمين المتشدِّد وهو السبب الذي يتمثل في الأزمة الماليَّة وتداعياتها ووجود الطوائف الأجنبيَّة التي باتتْ تخطف الوظائف من أيدي أبناء البلد، وهكذا ظهر اليمين كمسكنٍ فعَّال وفوري لتحجيم الإثنيَّات الأخرى وتقليص إعدادها، وهو الأمر الذي نال رضا واستحسان المواطن الأوروبي.
ومن جانبِهم يرى الكثير من المراقبين أن أكبر جبهة للديمقراطيَّة في العالم "أوروبا" أصبحت تمهِّد الطريق حاليًا لهذه الأحزاب اليمينيَّة المتشدِّدة, فقد حصلت الجبهة الوطنيَّة الفرنسيَّة على 11.9% من الأصوات، وحصل حزب الاتحاد الشمالي اليميني في إيطاليا على 8.3% من مجمل الأصوات، كما حصل الحزب الهولندي الحرّ في هولندا على 15.5%، وحصل حزب الشعب السويسري على 28.9% من الأصوات، وحصل حزب جوبيك المجري على 16.7% من الأصوات.
كما حصلت أحزاب يمينيَّة متطرِّفة أيضًا على مجموعة أصوات لا يُستهان بها في بعض الدول الأوروبية الأخرى مثل بلجيكا ولاتفيا وسلوفاكيا وسلوفينيا, كما أظهرت الاستطلاعات زيادة أصوات الأحزاب اليمينيَّة في مختلف دول أوروبا بنسبٍ تراوحتْ من 5% إلى 15%.
وأخيرًا، فهذا التطور الحادث في بناء السياسة الأوروبيَّة قد يكون من باب التغيير ومن باب رغبة المواطنين في البحث عن بديل أصلح وأقوى لتحقيق أحلامهم، والتي فشلت في تحقيقها أحزابهم القديمة التقليدية.
المصدر: الإسلام اليوم
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
مناصرو وأتباع التيار اليميني غالبا ما يدعون إلى التدخل في حياة المجتمع للحفاظ على تقاليد المجتمع على النقيض من تيار اليسار الذي يدعو إلى فرض المساواة بين أفراد المجتمع الواحد كما أن الأحزاب اليمينية تنادي بتعزيز وتمتين هيكل النظام الراهن بينما في الجانب المقابل الأجنحة اليسارية تدعو إلى تغيير جذري للأنظمة والقوانين الحالية، ليس شرطا أن يكون اليميني متديناً. أصل الكلمة كان سببه أماكن جلوس أعضاء البرلمان في فترة الثورة الفرنسية حيث كان يجلس في الجانب الأيمن المؤيدون للملكية والارستقراطية.
المصدر: ويكيبيديا
تعديل التعليق