تعليقُ الدراسةِ وتعجيلُ الإقامةِ-18-7-1441هـ-مستفادة من خطبة الشيخ خالد القرعاوي

محمد بن سامر
1441/07/17 - 2020/03/12 09:02AM
تعليقُ الدراسةِ وتعجيلُ الإقامةِ-18-7-1441هـ-مستفادة من خطبة الشيخ خالد القرعاوي
    الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وليُ الصالحينَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُه الأمينُ، عليه وآلهِ الصلاةُ وأتمُ التسليمِ.
"يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ حقَ تقاتِه ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون".
أما بعد: فيا إخواني الكرام:
مَا بينَ جُمُعَتِنَا المَاضِيَةِ وَهَذِهِ عِدَّةُ أَحْدَاثٍ وَقَرَارَاتٍ، أَهَمُّها: زِيَادَةُ المُصابِينَ بَمَرضِ الكُورُونَا, وَإيقَافُ العُمْرَةِ, وَتَعْلِيقُ الدِّرَاسَةِ, وَتَقْدِيمُ إقَامَةِ الصَّلاةِ, وَتَقْصِيرُ الخُطْبَةِ, وَإيقَافُ الدُّرُوسِ والحَلَقَاتِ, وَسَائِرُ التَّجَمُّعَاتِ، وهُنَا عِدَّةُ وَقَفَاتٍ:
  • أَنَّ ولاةَ الأمرِ-وفقهم اللهُ لكلِ خيرٍ-فعلوا ذلكَ حفاظًا عَلى أَمْنِ النَّاسِ وَصِحَّتِهِمْ، وَهَذَا هَدَفٌ نَبِيلٌ-إنْ شاءَ اللهُ-، مستشعرينَ قولَ رسولِ اللهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
  • أَنَّ أَخْذَ الحَيطَةِ والحَذَرِ مِن الوَبَاءِ والمَرَضِ لا يُبْعِدُنَا عَنْ التَّوكُّلِ عَلى اللهِ-تَعَالى-, أَوْ أَنْ نَخَافَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!، فَلِسَانُ الْمُؤْمِنِ يُرَدِّدُ قَوْلَ اللهِ-سبحانه-: "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، وَالْمُؤْمِنُ مُتَوَكِّلٌ عَلَى اللهِ, وَيَعْلَمُ أَنَّ أَمْرَهُ بِيَدِ مَوْلَاهُ: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"، ومن لُطفِ اللهِ بعبادِه في هذا المرضِ أنه لا ينتقلُ عن طريقِ الهواءِ وإلا لماتَ خلقٌ كثيرٌ، ولكنه ينتقلُ عن طريقِ لمس المصابِ أو ما يخرجُ منه.
  • أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ اللهَ-تَعَالى-أَعْلَمُ بِنَا وَبِمَا يُصْلِحُنَا, وَقَدْ يَكْتُبُ عَلينَا مَا نَظُنُّهُ شَرًّا وَهُوَ خَيْرٌ لَنَا, قَالَ-تَعَالى-: "وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا ويجعلَ اللهُ فيه خيرًا كثيرًا"، "وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"، فما أحسنَ أن نطيعَ أَمْرَ اللهِ-تَعَالى-وَإنْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النُّفُوسِ، ونرضى بِقَضَاءِ اللهِ وَإنْ كَرِهَتْهُ الطِّبَاعُ، قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ-رَحِمَهُ اللهُ-: "لا تَكْرَهُوا البَلايَا الوَاقِعَةَ، وَالنَّقَمَاتِ الحَادِثَةَ، فَلَرُبَّ أَمْرٍ تَكْرَهُهُ يَكُونُ فِيهِ نَجَاتُكَ، وَلَرُبَّ أَمْرٍ تُؤْثِرُهُ-تُفضِّلُه-يَكُونُ فِيهِ عَطَبُكَ-هلاكُك-"، وَقَالَ الفُضَلُ بنُ سَهْلٍ-رَحِمَهُ اللهُ-: "إنَّ فِي العِلَلِ-الأمراضِ-لَنِعَمًا، فَهِيَ تَمْحِيصٌ لِلذُّنُوبِ، وَإيْقَاظٌ مِنْ الغَفْلَةِ، وَتَذْكِيرٌ بِنِعْمَةِ الصِّحَّةِ، وَاسْتِدْعَاءٌ لِلتَّوْبَةِ، وَحَضٌّ عَلَى الصَّدَقَةِ".
رُبَّ أَمرٍ تَتَّقيهِ جَرَّ أَمرًا تَرتَجيهِ*خَفِيَ المَحْبُوبُ مِنهُ وَبَدَا المَكرُوهُ فِيهِ
     فَالَّلهُمَّ اجْعَلْنَا والمسلمينَ شاكرينَ عندَ العطاءِ، صابرينَ عندَ البلاءِ، تائبينَ، مستغفرينَ, أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمين...
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:
فما زلنا مع وقفاتِ تلك الأحداثِ:
  • أَنْ تَكُونَ دَافِعًا لِكَثْرَةِ التَّوبَةِ والاسْتِغفَارِ, فَاللهُ-تَعَالى-يَقُولُ: "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وَنَبِيُّنا-صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلِه وَسَلَّمَ-يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ".
  • أَنْ نَسْتَشْعِرَ وَنُطَبِّقَ فَضْلَ التَّبْكِيرِ إلى الصَّلاةِ, وانْتِظَارِهَا, قَالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ-من الأجرِ-، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ، لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا"، فالتَّبْكِيرُ بالإقَامَةِ لا يَعْني تَهَاونًا في الصَّلَواتِ، أو أنَّها هَمٌّ يَجِبُ أَنْ يُزَالَ كلا، بَلْ الوَاجِبُ أَنْ يَجْعَلَنَا هَذا القَرَارُ نَتَذَكَرُ فَضْلَ التَّبْكِيرِ للِصَّلاةِ، وَأَهَمِّيَّةَ الطُّمَأنِينَةِ فِيها, يَقُولُ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ: "مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا، إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يَأْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ".
أَحسنْ بمن لا يتخلفُ عَنْ الجُمُعَةِ والجَمَاعَةِ, حذرًا من قولِ اللهِ-تعالى-: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"، وخوفًا من قولِ رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ-: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجُمُعَةَ والجَمَاعَاتِ, أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ".
اللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا وَعَنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ الْبَلَاءَ وَالْغَلَاَءَ وَالْوَبَاءَ، اللهم اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا والمسلمينَ سيِئ الأخلاقِ والأعمالِ، اللهم أصلحْ ولاةَ أُمورِنا وولاةَ أُمورِ المسلمينِ، وارزقهمْ البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اغفرْ لنا ولوالدينا وللمسلمينَ، أسألُك لي ولهم من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأُعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهم عليك بأعداءِ المسلمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ يا قويُ يا عزيزُ.
المشاهدات 1377 | التعليقات 1

(خطأ في زيادة لفظة(جماعات)في الحديث في الخطبة)
الرابط والتعليق التالي من موقع الدرر السنية:
أنَّهُما سَمِعا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ علَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: "لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ".
الراوي : عبدالله بن عمر وأبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 865 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

في هذا الحَديثِ يُخبِرُ ابنُ عُمَرَ وأبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنهم أنَّهما سَمِعَا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: لَينتَهينَّ أقوامٌ عَن وَدَعِهم الجُمُعاتِ، أيْ: تَركِهِم إيَّاها، أو لَيخْتِمنَّ اللهُ عَلى قُلوبِهِم، يعيني: يَطبَعُ عَليها ويُغطِّيها، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلينَ، أيْ: مَعدودِينَ مِن جُملتِهِم.
في الحَديثِ: الوَعيدُ الشَّديدُ لِمَن تَركَ الجُمعةَ.