تعظيم يوم الجمعة

سليمان السلامة
1441/06/14 - 2020/02/08 14:08PM

بسم الله الرحمن الرحيم

                     خطبة (تعظيم يوم الجمعة)                    29   /5/1441هـ

                              الجامع القديم بمحافظة البدائع

سليمان السلامة

      الحمدلله يخلق مايشاء ويختار، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله المصطفى المختار ، صل يارب وسلم عليه وعلى الآل والصحب ،وعلى  المتبعين لهم بإحسان ماتعاقب الليل والنهار أما بعد

أيها الناس:أي يوم هذا؟ إنه يوم الجمعة،وما أدراكم ما يوم الجمعة؟ يوم عيد ، سيد الأيام، يوم اختاره الله لنا ولم نختره لأنفسنا،يوم اختاره الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فهو منحة إلهية وعطية ربانية،خصنا الله به وأضل عنه اليهود والنصارى، فالحمد لله الذي اختار لنا خير الأيام ، ولاختصاص أمتنا به حسدتنا عليه اليهود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنهم – أي اليهود - لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلو عنها)) رواه أحمد.

يوم الجمعة مُلء عظمة وروحانية ،ليس في نهار الجمعة فحسب بل من ليلة الجمعة ،حيث يشرع ليلتها الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفجر الجمعة خير فجر قال عليه الصلاة والسلام : ((أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة)) البيهقي وصححه الألباني.

ولصلاة فجر يوم الجمعة خاصية حتى فيما يقرأ فيها حيث يسن قراءة سورتي السجدة والإنسان، يوم الجمعة وماأدراكم مايوم الجمعة! يوم العظمة والأحداث العظيمة،خير يوم طلعت فيه الشمس،وفيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة ،وفيه أخرج منها، وفيه النفخة والصعقة،ولاتقوم الساعة إلا يوم الجمعة ومامن دابة إلا وهي مُصيخة يوم الجمعة، من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة .

يوم الجمعة ذكره الله في كتابه وسميت سورة باسمه دون غيره من الأيام، يوم لامثيل له في أيام الأسبوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة )) رواه مسلم.

يامؤمنون:يوم الجمعة هو يوم الزينة والتجمل فتشرع فيه النظافة والتجمل بأحسن زينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من اغتسل يوم الجمعة وتطهر بها استطاع من طهر ،ثم ادهن أو مس من طيب ،ثم راح فلم يفرق بين اثنين فصلى ماكتب له ،ثم إذا خرج الإمام أنصت ،غفرله مابينه وبين الجمعة الأخرى)) رواه البخاري.

ولأن يوم الجمعة يوم اجتماع للمسلمين فإن النصوص النبوية تؤكد على التطيب ومس الطيب ،وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يهتمون بالتطيب يوم الجمعة فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يجمر ثيابه للمسجد يوم الجمعة،وكان ابن عمر إذا راح للجمعة تطيب بأطيب طيب عنده.

ياكرام: سيد الأيام يوم الجمعة، هو يوم الاستباق في الذهاب والتبكير إلى الجمعة ،فالمسلمون الطامعون برحمة أرحم الراحمين ،هممهم عالية في الحرص على التبكير يوم الجمعة،ومن سبق وبادر حاز على أجور عظيمة روي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول ،فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر ،ومثل المهجر كمثل الذي يهدي البدنة ،ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي الكبش  ثم كالذي يهدي الدجاجة ثم كالذي يهدي البيضة)).

ياعباد الله :هل يستوي من يتصدق ببدنه مع من يتصدق ببيضة؟

من المؤسف والحرمان أن تفوت هذه الأجور العظيمة بسبب كسل وعدم مبالاة، وإلا كيف يفوت مسلم هذه الأجور العظيمة، قال ابن مسعود رضي الله عنه : ((سارعوا إلى الجمعة ،فإن الله يبرز لأهل الجنة في كل جمعة في كثيب من كافور فيكونون في قرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا)).

ترى ياعباد الله لم يتأخر فئام من الناس عن الحضور إلى الجمعة؟

ألا فليكن يوم الجمعة يوم التقلل من أشغال الدنيا والضرب بالأسواق ، ومن الحرمان أن يضيع صباح يوم الجمعة بنوم إلى قريب الأذان.

ألا وإن من الأمور التي يسرها الله لنا أن يوم الجمعة يوم عطلة عن الأعمال الرسمية والأهلية ،فيجد المسلم سعة من الوقت للتبكير للمسجد ،وكم حرم هذه النعمة مسلمون في بلاد لاتتوقف فيها الدراسة والأعمال يوم الجمعة ، وتمنى المسلمون هناك لو كان يوم الجمعة يوم إجازة.

فهنيئاً للمبكرين يوم الجمعة ، قال الإمام الغزالي: (( وبالجملة ينبغي أن يزيد في الجمعة في أوراده وأنواع خيراته،فإن الله إذا أحب عبداً استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال ، وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيئ الأعمال ؛ ليكون ذلك أوجع في عقابه وأشد لمقته)).

عباد الله: من شكرالله الذي هدانا ليوم الجمعة أن نعظم يوم الجمعة ،من شكرالله أن نهتم بيوم الجمعة .

لاسواء بين يوم الجمعة وغيره من الأيام فأين المشمر ليحظى بفضائل يوم الجمعة ؟

وربنا يقول(( فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا)).

 

الخطبة 2

الحمد لله السلام ، هدانا لسيد الأيام ، والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد الأنام      أما بعد

فاتقوا الله عباد الله واحمدوه على ماخصنا به في يوم الجمعة، في الجمعة تكفر السيئات وترفع الدرجات، روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن مالم تغش الكبائر))

في يوم الجمعة تجاب الدعوات وتقضى الحاجات ، فأين الداعون المبتهلون للرب الكريم؟

ساعة الإجابه هي مابين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة أو آخر ساعة من يوم الجمعة .

ياعبدالله رعاك الله: أتريد أن تستثمر يوم الجمعة وتستفيد منه؟ إن أردت ذلك فخذ بوصية الإمام الغزالي رحمه الله ،حيث حث وحظ على (أن يجعل يوم الجمعه للآخرة) نعم، اجعل يوم الجمعة للاخرة تبكيراً للجامع،وصلاة وتلاوة وذكراً وصدقة ودعاء، وإكثارا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ،فأكثروا علي من الصلاة فيه ،فإن صلاتكم معروضة علي))أبو داوود.

 

المرفقات

خطبة-تعظيم-يوم-الجمعة

خطبة-تعظيم-يوم-الجمعة-1

المشاهدات 1041 | التعليقات 0