تَعظيمُ الله ﷻ

بندر المقاطي
1440/05/26 - 2019/02/01 08:12AM

تَعظيمُ الله

الخُطْبَةُ الأُوْلَى

الحَمدُ للهِ لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ، وَلَهُ النِّعمَةُ وَالفَضلُ، وَلَهُ الملكُ وَالحَمدُ، وَلَهُ الثَّناءُ وَالمجدُ، أَولٌ لَيسَ قبلَهُ شَيءٌ، وَآخِرٌ لَيسَ بَعدَهُ شَيءٌ، ظَاهِرٌ لَيسَ فَوقَهُ شَيءٌ، بَاطِنٌ لَيسَ دُونَهُ شَيءٌ، وَأَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ محمداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمعينَ، وَسلَّمَ تَسلِيماً كَثيراً إِلى يَومِ الدِّين. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾

أمَّا بعدُ عِبَادَ اللهِ:

فَاتَّقُوا اللهَ جَلَّ وَعَزَّ، اتَّقُوهُ وَتَأَمَّلُوا في آيَاتِهِ، وَتَفَكَّرُوا في مَخلُوقَاتِهِ، وَتَذَكَّرُوا آلائَهُ، وَجَزِيلِ عَطَاءِهِ وَنَعمَاءِهِ، فَذَلكَ مِن أَعظَمِ أَسبَابِ تَعظِيمِ الرَّبِّ عَزَّ وَجلَّ في القُلُوبِ، )إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(.

عِبَادَ اللهِ: إنّ في زماننا هذا قد كَثُرتْ فيه الأشغالُ، وتغيَّرتْ فيه الأحوالُ، وانبهرَ الناسُ بدنياهم ونسوا عبادةً من أعظمِ العباداتِ، وهي التَفكرُ فيما أبدعَ اللهُ تعالى من مخلوقاتٍ، فنقصَ تعظيمُ اللهِ تعالى في الخَلَواتِ، فهل نحنُ نُعظمُ اللهَ في نُفوسِنا؟

اسألْ نفسَك.. من خلقَ تلك السماواتِ الشِّدادَ؟ ومن جعلَ الأرضَ مَبسوطةً كالمِهادِ؟ ومن أنزلَ من السماءِ ماءً طَهوراً، فأخرجَ به أشجاراً وفَواكِهَ وزُهوراً؟ فالماءُ واحدٌ، والترابُ واحدٌ وتختلفُ الأصنافُ لوْناً وحَجْماً، ورائحةً وطَعْمَاً، )أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ(.

من يُجيبُ الدَعَواتِ؟ ومن يَكشفُ الكُرُباتِ؟ ومن يعوذُ به الخائفُ؟ ومن يلوذُ به الحائرُ؟ )أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(.

من خلقَ الكائناتِ من العدمِ؟ ومن يُعيدُها ليومٍ لا ينفعُ فيه الندمُ؟ من يرزقُ الجَنينَ في ثلاثِ ظُلماتٍ؟ ومن يعلمُ غيبَ الأرضِ والسماواتِ؟ )أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُل لّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ(.

من خلقَنا من ترابٍ؟ ومن يعلمُ ما في الأرحامِ والأصلابِ؟ كلُّ ذلك ومن يولدُ ومن يموتُ في كتابٍ، )وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(.

من يأتينا بالليلِ والنهارِ؟ ومن جعلَ الليلَ مُظلِماً للسكونِ والقَرارِ؟ ومن جعلَ للمعاشِ ضَوءَ النهارِ؟ ومن يأتِ بهما لو أذهبَهما العزيزُ القهَّارُ؟ )قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(.

من رزقنا من الثَمراتِ والطَعامِ؟ ومن سَخَّرَ الفُلكَ تجري في البحرِ كالأعلامِ؟ ومن جعلَ الشمسَ والقمرَ يَسيرانِ بانتظامٍ؟ نَعَمٌ لا تُحصى من اللهِ ذي الجلالِ والإكرامِ، )اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(.

أَيُّهَا المُؤمِنُونَ:

لا ينبغي لجماداتٍ أن تكونَ أكثرَ تعظيماً للهِ تعالى من عبادِه المؤمنينَ، فهذه كلمةٌ قالَها أهلُ الكُفرِ كَذِباً وبُهتاناً واغتراراً، كانَ لها الأثرُ العظيمُ على المخلوقاتِ غَضَباً وتسبيحاً واعتذاراً، )وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(.

قالَ ابنُ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما في تفسيرِ هذه الآياتِ: (اقشعرتْ الجبالُ وما فيها من الأشجارِ، والبحارُ وما فيها من الحيتانِ، وفزعتْ السماواتُ والأرضُ، وجميعُ المخلوقاتِ إلا الثقلينِ، وكادتْ أن تزولَ وغَضبتْ الملائكةُ، واستعرتْ جهنمُ حينَ قالوا: اتَّخذَ اللهُ ولداً).

والعجيبُ أن هناكَ من لم يُعظِّمْ اللهَ تعالى حقَّ التعظيمِ، فخاطبَهم سبحانَه وتعالى بقوله: )وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(، قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ e هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهوَ يَقُولُ: (يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ).

فيا عبدَ اللهِ: إذا أحسستَ بضَعفٍ في تعظيمِك للهِ تعالى، فتأملْ في مخلوقاتِه الكثيرةِ، ونِعَمِه الوَفيرةِ، ثم انظرْ إلى عملِك، في يومِك ولَيلتِك، فإن كانَ في طاعةِ الكريمِ، فاثبُتْ فإن هذه هي ثمرةُ التعظيمِ.

 الشَّمْسُ وَالْبَدْرُ مِنْ آيَاتِ قُدْرَتِهِ ** وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ فَيْضٌ مِنْ عَطَايَاهُالطَّيْرُ سَبَّحَهُ وَالْوَحْشُ مَجَّدَهُ ** وَالْمَوْجُ كَبَّرَهُ وَالْحُوتُ نَاجَاهُ

وَالنَّمْلُ تَحْتَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَدَّسَهُ **  وَالنَّحْلُ يَهْتِفُ حَمْدًا فِي خَلايَاهُوَالنَّاسُ يَعْصُونَهُ جَهْرًا فَيَسْتُرُهُمْ **  وَالْعَبْدُ يَنْسَى وَرَبِّي لَيْسَ يَنْسَاهُ

فاللَّهُمَّ اجعلنا ممن يُعظمكَ ويخشاكَ ويتقيكَ، في الغيبِ والشَّهادةِ، وَفي الرِّضَى والغَضبِ, واجعلنا ممن يتفكرُ في آلائكَ ويعترفُ بنعمَائِكَ.

 أَقُولُ مَا تَسمعُونَ.. وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.. فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ..

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأُصلي وَأُسلمُ عَلَى َرَسُولِهِ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ..               أَمَّا بَعدُ عِبادَ الله:

فَاتَّقُوا اللهَ حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى، وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ e، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثُاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ، وَعَليكُمْ بِجَمَاعَةِ المُسلِمِينَ فَإِنَّ يَدَ اللهِ عَلَى الجَمَاعَةِ، وَمَن شَذَّ شَذَّ في النَّارِ.

ثُّمَ اعْلَمُوا رَحِمَكُمْ اللهُ، أَنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَكُمْ بِأَمرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ المُسَبِّحَةِ بِقُدْسِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(.

فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَى عَبدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَالتَّابِعينَ وَمَنْ وَالاهُم، وَعَنَّا مَعهُم بِمنِّكَ وَكَرَمِكَ وَرحمَتِكَ يَا رَبَّ العَالَمِين.

اللَّهُمَّ وأعِزَّ الإِسلامَ وَالمسلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّركَ وَالمشرِكِينَ، وَانصُرْ عِبَادَكَ المُوحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعدَاءِ المِلَّةِ وَالدِّينِ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ آمنا في أوطاننا، وانصر جنودنا، وأصلح أئمتنا وولاةَ أُمُورنا، واجعلهم هُداةً مُهتدين، يقولونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون، يَا رَبَّ العَالَمِين.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَفِتْنَةِ المحيا والممات، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.

اللَّهُمَّ إناَّ نَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عِبَادَ الْلَّهِ اذْكُرُوْا الْلَّهَ الْعَظِيْمَ الْجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْهُ عَلَىَ وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ الْلَّهِ أَكْبَرُ وَالْلَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ .

المرفقات

الله-ﷻ

الله-ﷻ

الله-ﷻ-2

الله-ﷻ-2

المشاهدات 974 | التعليقات 0