تعظيم الله جل جلاله، والأخذ بالأسباب الاحترازية
إبراهيم بن سلطان العريفان
1443/05/27 - 2021/12/31 04:36AM
الحَمْدُ للهِ العَلِيِّ العَظِيمِ الجَلِيلِ؛ تَقَدَّسَ فِي ذَاتِهِ عَن الإِحَاطَةِ وَالتَّكْيِيْفِ وَالتَّمْثِيْلِ، وَجَلَّ فِي صِفَاتِهِ عَن النَّقَائِصِ وَالتَّشْبِيْهِ وَالتَّأْوِيْلِ، وَتَعَالَى فِي مُلْكِهِ وَمَجْدِهِ فَهُوَ الخَالِقُ الرَّازِقُ الـمُتَكَبِّرُ، وَكُلُّ مَخْلُوقٍ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ وَخَاضِعٌ لَهُ وَذَلِيْلٌ، نَحْمَدُهُ كَمَا يَنْبَغِيْ لَهُ أَنْ يُحْمَدَ، وَنَعْبُدُهُ فَهُوَ الَّذِيْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
]يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ[.
إِخْوَةُ الإِيمَانِ وَالْعَقِيدَةِ .. إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلَالُهُ هُوَ سَلْوَةُ الطَّائِعِيْنَ، وَمَلَاذُ الخَائِفِيْنَ، وَمُحِبُّ التَّوَابِينَ وَالمتَطَهِّرِينَ، هُوَ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِيْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَأَخْرَجَ المرْعَى، فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى.
اللهُ هُوَ الَّذِيْ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، وَأَمَاتَ وَأَحْيَا، وَأَسْعَدَ وَأَشْقَى، وَأَوْجَدَ وَأَبْلَى، وَرَفَعَ وَخَفَضَ، وَأَعَزَّ وَأَذَلَّ، وَأَعْطَى وَمَنَعَ، وكُلُّ ذَلِكَ بِحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَفَضْلِهِ وَعَدْلِهِ.
اللهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ، ذُوْ الفَضْلِ العَظِيْمِ، الوَاسِعُ العَلِيْمُ، العَزِيْزُ الحَكِيْمُ، الَّذِيْ نَصَرَ أَنْبِيَاءَهُ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ وَأَنْجَاهُمْ، وَأَهْلَكَ أَعْدَاءَهُمْ وَجَعَلَهُمْ عِبْرَةً. فَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِيْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَجَعَلَ النَّارَ بَرْداً وَسَلَاماً عَلَيْهِ، وَفَدَى إِسْمَاعِيْلَ بِذِبْحٍ عَظِيْمٍ، وَنَجَّى هُوْداً وَصَالِحاً وَلُوْطاً وَشُعَيْباً وَأَهْلَكَ أَقْوَامَهُمْ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِيْنَ، وَسَمِعَ نِدَاءَ يُوْنُسَ وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ، وَاسْتَجَابَ لِزَكَرِيَّا فَأَعْطَاهُ يَحْيَى، وَأَزَالَ الكَرْبَ عَنْ أَيُّوبَ، وَأَلَانَ الحَدِيْدَ لِدَاوُدَ، وَسَخَّرَ الرِّيْحَ لِسُلَيْمَانَ، وَفَلَقَ البَحْرَ لِمُوْسَى وَقَوْمِهِ وَنَصَرَهُمْ، وَأَغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَجُنُوْدَهُ وَنَجَّاهُ بِبَدَنِهِ لِيَكُوْنَ لِمَنْ خَلْفَهُ آيَةً، وَخَسَفَ بِقَارُوْنَ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ، وَرَفَعَ عِيْسَى وَجَعَلَهُ وَأُمَّهُ آيَةً لِلْعَالَمِيْنَ، وَشَقَّ القَمَرَ لِمُحَمَّدٍ e وَعَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَنَصَرَهُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى الـمُشْرِكِيْنَ.
اللهُ لَهُ أَسْمَاءٌ حِسَانٌ وَصِفَاتٌ عِظَامٌ ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ e (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ« رواه البخاري ومسلم.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ .. إِذَا حَلَّ الهَمُّ، وَخَيَّمَ الغَمُّ، وَاشْتَدَّ الكَرْبُ، وَعَظُمَ الخَطْبُ، وَضَاقَتْ السُّبُلُ، وَبَارَتْ الحِيَلُ، نَادَى الـمُنَادِيْ: يَا اللهُ يَا اللهُ!
فَلَا يُجِيْبُهُ إِلَّا اللهُ، وَلَا يُغِيْثُهُ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَنْصُرُهُ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَجْبُرُ كَسْرَهُ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَكْشِفُ السُّوْءَ إِلَّا اللهُ ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾.
إِنَّهُ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ، الـمَلَاذُ فِي الشِّدَّةِ، وَالأَنِيْسُ فِي الوَحْشَةِ، وَالنَّصِيْرُ فِي القِلَّةِ، يَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَيَعْفُوْ عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيُبَدِّلُهَا حَسَنَاتٍ، مَا رَدَّ وَلَا خَيَّبَ مَنْ دَعَاهُ فَهُوَ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.
إِنَّهُ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ، اسْمٌ تُسْتَنْزَلُ بِهِ البَرَكَاتُ، وَتُسْتَمْطَرُ بِهِ الرَّحَمَاتُ، وَتُزَالُ بِهِ الهُمُوْمُ وَالغُمُوْمُ، اللهُ اسْمٌ لِصَاحِبِهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ كُلُّ جَمَالٍ وَجَلَالٍ وَكَمَالٍ، إِنَّهُ اللهُ مُقَسِّمُ الأَرْزَاقِ وَمُقَدِّرُ الأَقْدَارِ، الشَّافِي مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَهُوَ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ. يَفْعَلُ مَا يَشَاءَ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، لاَ غَالِبَ لِحُكْمِهِ، وَلاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ، كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ.
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الحلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.
(اللهُ) هَذَا الاسْمِ الجَلِيْلِ العَظِيْمِ الَّذِيْ اقْتَرَنَتْ بِهِ عَامَّةُ الأَذْكَارِ الـمَأْثُوْرَةِ، فَالتَّهْلِيْلُ وَالتَّكْبِيْرُ وَالتَّحْمِيْدُ وَالتَّسْبِيْحُ وَغَيْرُهَا مِنْ الأَذْكَارِ مُقْتَرِنَةٌ بِهَذَا الاسْمِ العَظِيْمِ.
(اللهُ) ذُوْ الأُلُوْهِيَّةِ وَالعُبُوْدِيَّةِ عَلَى خَلْقِهِ".
(اللهُ) اسْمُ عَلَمٌ انْفَرَدَ بِهِ رَبُّنَا تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، فَلَمْ يَتَسَمَّ بِهِ غَيْرُ الخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَهُوَ عَلَمٌ عَلَى الرَّبِّ الـمَعْبُوْدِ بِحَقٍّ.
واعْلَمُوْا رَحِمَنِيْ اللهُ وَإِيَّاكُمْ أَنَّ مِنْ تَعْظِيْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَصْفَهُ بِمَا هُوَ أَهْلٌ لَهُ مِنْ الأَوْصَافِ، وَتَمْجِيْدَ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَالإِقْرَارَ بِأَفْعَالِهِ وَأَفْضَالِهِ، وَنِسْبَةَ النِّعَمِ إِلَيْهِ دُوْنَ سِوَاهُ ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.
وَمِنْ تَعْظِيْمِ اللهِ: حُسْنُ العِلَاقَةِ بِكِتَابِهِ العَظِيْمِ القُرْآنِ الكَرِيْمِ، تِلَاوَةً وَحِفْظًا وَعِنَايَةً وَعَمَلاً بِمَا فِيْه. وَالـمُدَاوَمَةُ عَلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاللُّجُوْءِ إِلَيْهِ.
وَمِنْ تَعْظِيْمِ اللهِ: طَاعَةُ رَسُوْلِهِ r فِيْمَا أَمَرَ وَالابْتِعَادُ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ.
وَمِنْ تَعْظِيْمِ اللهِ: دَوَامُ مُرَاقَبَتِهِ فِي السِّرِّ وَالعَلَنِ .
اللًّهُمَّ وَفِّقْنَا لِتَحْقِيْقِ تَوْحِيْدِكَ كَمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَأَكْرِمْنَا بِالقُرْبِ مِنْكَ، وَأَنِرْ بَصَائِرَنَا بِالتَّعَرُّفِ عَلَى آلَائِكَ وَأَسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ، وَارْزُقْنَا جَمِيْلَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَأَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا.. واستَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاستغفِرُوهُ، إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.
الحَمْدُ للهِ حَمْداً يَلِيْقُ بِجَلَالِ رَبِّنَا وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ؛ أَحْمَدُهُ حَمْداً كَثِيْرًا، وَأَشْكُرُهُ شُكْراً مَزِيْداً، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
مَعَاشِرُ الْمُؤْمِنِينَ .. اعلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللهُ- أنَّ الأَمْرَ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ بِيَدِ اللهِ سُبحانَهُ وَتَعالَى، فالخَلْقُ خَلْقُهُ، والأَمْرُ أَمْرُهُ ﴿إِنَّمَآ أَمْرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيْـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ فهُوَ الـمُتَصَرِّفُ فِي هَذَا الكَونِ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَهُوَ مُسَبِّبُ الأَسْبَابِ ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَٰرَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾.
أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ .. إِنَّ مِمَّا يَحْفَظُ اللهُ بِهِ لَنَا النِّعَمَ؛ أنْ نَشْكُرَ اللهَ عَلَيْهَا، وَنُثْنِيَ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أهْلُهُ ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾.
وممَّا يُعِينُ عَلى صَلَاحِ أُمُوْرِنَا واسْتِقْرَارِ حَالِنَا؛ طَاعَةُ وُلَاةِ أَمْرِنَا فِي الـمَنْشَطِ وَالـمَكْرهِ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍۢ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩].
فَالوَاجِبُ عَلَيْنَا السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوَليِّ الأَمْرِ فِي الـمَعْرُوْفِ. وَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ وَلِيِّ الأَمْرِ -أَيُّهَا الـمُؤْمِنُوْنَ- التَّقَيُّدَ والالْتِزَامَ بِالتَّوْجِيهَاتِ الاحْتِرَازِيَّةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ مِنْ الْجِهَاتِ الـمَسْؤُولَةِ فِي شَأْنِ هَذِهِ الجَائِحَةِ وَوَسَائِلِ مُدَافَعَتِهَا، سَوَاءٌ مَا صَدَرَ يَوْمَ الأربِعاءِ، أَوْ مَا صَدَرَ قَبْلَ ذَلِكَ، أَوْ مَا سَيَصْدُرُ مُسْتَقْبَلاً، وَمِنْ ذَلِكَ التَّقَيُّدُ بِلُبْسِ القِنَاعِ، وَتَغْطِيَةُ الأَنْفِ وَالفَمِ، وَالـمِحْافَظَةُ عَلَى التَّبَاعُدِ الاِجْتِمَاعِيِّ، وَالاسْتِخْدَامُ الإِيْجَابِيُّ الفَاعِلُ لِلتَّطْبِيْقَاتِ الإِلِكْترُوْنِيَّةِ الـمُوْصَى بِهَا مِثْل تَطْبِيْقِ (تَوَكَّلْنَا) وَغَيْرِهِ، لِمَا لِذَلِكَ مِنْ أَهَمِّيَّةٍ خِلَالَ هَذِهِ الـمَرْحَلَةِ. وَذَلِكَ لِعَوْدَةِ انْتِشَارِ هَذَا البَلَاءِ مَعَ بُرُوْدَةِ الأَجْوَاءِ فِي فَصْلِ الشِّتَاءِ، وَبِدَايَةِ الـمَوْجَةِ الثَّانِيَةِ مِنْهُ فِي كَثِيرٍ مِنْ بِلَادِ العَالَمِ، وَمِمَّا يَنْبَغِي الْإشَادَةُ بِهِ فِي هَذَا الـمَقَامِ، التِزَامُ الـمُصَلِّيْنَ بِهَذِهِ التَّعْلِيمَاتِ فِي الْجَوَامِعِ وَالـمَسَاجِدِ خِلَالَ الفَتْرَةِ الـمَاضِيَةِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى الوَعْيِ لَدَيْهِمْ بِفَضْلِ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَنَحُثُّ الجَمِيعَ عَلَى الالْتِزَامِ بِتِلْكَ الإجْرَاءَاتِ الاحْتِرَازِيَّةِ حِفَاظاً عَلَى صِحَّةِ وَسَلَاَمَةِ الـمُجْتَمَعِ سَوَاءً فِي الـمَسَاجِدِ بِارْتِدَاءِ القِنَاعِ وَإِحْضَارِ السَّجَّادَاتِ الخَاصَّةِ وَالـمُحَافَظَةِ عَلَى التَّبَاعُدِ بَيْنَ الـمُصَلِّيْنَ وَاسْتِخْدَامِ الـمُعَقِّمَاتِ، أَوْ فِي الأَمَاكِنِ العَامَّةِ وَالتَّجَمُّعَاتِ الـمُرَخَّصَةِ وَالـمُتَقَيِّدَةِ بِالتَّعْلِيْمَاتِ، كَفَانَا اللهُ وَكَفَى جَمِيْعَ الـمُسلِمِينَ شَرَّ هَذَا البَلَاءِ.
عِبادَ اللهِ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى فِيْهِ بِمَلَائِكَتِهِ الـمُسَبِّحَةِ بِقُدْسِهِ، وثَلَّثَ بِعِبَادِهِ الـمُؤْمِنِيْنَ مِنْ جِنِّهِ وَإِنْسِهِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:
اللَّهُمَّ وَفِّقْ إمَامَنَا وَوَلِيَّ أمْرِنَا خَادِمَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيْفَيْنِ بِتَأيِيْدِكَ، وَوَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَهُمَا في رِضَاكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اجْزِ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا عَنَّا خَيْرَ الجَزَاءِ، وَارْحَمْهُمْ كَمَا رَبَّوْنَا صِغَارًا، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
اللَّهُمَّ آتِ نُفُوْسَنَا تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيرُ مَنْ زكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوْذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ شَرِّ هَذِهِ الجَائِحَةِ وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ.
اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيْعِ سَخَطِكَ.
المرفقات
1640925326_تعظيم الله والأخذ بالأسباب الاحترازية.pdf
1640925337_تعظيم الله والأخذ بالأسباب الاحترازية.doc