تعجلوا إلى الحج

أنشر تؤجر
1445/11/08 - 2024/05/16 16:26PM

الْحَمْدُ للهِ، الذي أمَرَ خَليلَهُ ببناءِ البيتِ الحَرَامِ، أحْمَدُه سُبْحَانَهُ وأشكرُهُ عَلى نِعَمهِ وخيرَاتِهِ الجِسَامِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُالملكُ العَّلامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، أفضَلُ مَنْ صَلى وصَامَ وطَافَ بالبيتِ الحَرَامِ، صَلَّى اللهً عليهِ وعِلى آلِهِ وأصحَابِهِ البرَرَةِ الكِرامِ،والأئِمةِ الأعْلامِ، وسَلَّمَ تَسْليمًا كَثِيرَاً.

أمَّا بَعدُ: فاتَّقوا اللَّهَ -مَعَاشِرَ المُؤمِنينَ-، فإنَّهَا خَيرُ زادٍ ليومِ المعادِ ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.

عباد الله : فِي هَذِهِ الأيامِ تَتْجِهُ قلوبُ المُسلمينَ، وتتحركُ أبدانُهُم وتتأججُ أشواقُهُمُ إلى بيتِ اللهِ الحَرَامِ، يَفِدُ حُجَاجُ بيتِ اللهِ الحَرَامِ إلى البِقاعِالطَاهِرِةِ، وَالْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ اسْتِجَابَةً لِأَمْرِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَتَلْبِيَةً لِنِدَائِهِ، كما قال تعالى :﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍيَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾؛ وَفَدُوا ليؤدُوا رُكْناً مِنْ أركَانِ الإسلامِ، وأحدِ مبانيِهِ العِظَامِ، قالَ تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِسَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.

وَهوَ مِنْ أفْضَلِ الطَاعَاتِ، وأجَلَّ القُربَاتِ التِي تُرضِي رَبَ الأرضِ والسمَاواتِ، وبيّنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه ركنٌ يقومُ عليه بناءُ الإسلامِالعظيمٍ، فقال عليه الصلاة والسلام : (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: -وذكر منها:- الحَجِّ).

الحَجُ فريضَةٌ أوْجَبَهَا اللهُ تَعَالى عَلى المُكلفِ المُستَطِيعِ مَرَةً في العُمرِ، فمَا زَادَ فَهوَ تَطوُعٌ .

وهو شَعِيرَةٌ شَرعَهَا اللهُ لإقامَةِ ذِكرِهِ وتوحيدِهِ ، وفيها مِنَ المَنافِعِ والحِكمِ الدِينيةِ والدُنيويةِ، مَا لا يَخفَى عَلى ذِي بَصِيرَةٍ، ﴿لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْوَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾.

وَلقدْ رَتبَ الشَارِعُ الحَكِيمُ عَلى أداءِ هذِهِ العِبادَةِ الثوابَ الجَزِيلَ والأجرَ العَظِيمَ؛ مِمَا يشحَذُ هِمَةَ المُسلمِ وعَزِيمَتَهُ، ليُقْبِلَ عَلى الحَجِ راجيًا ثوابَاللهِ ومغفرَتَهُ، ومَا أعْدهُ لحُجَاجِ بيتِهِ المُحَرمِ مِنْ الثوابِ وحُسنِ الجَزَاءِ، ولذَا جَاءَتِ النَّصُوصُ المُتكَاثِرَةُ فِي فَضَائِلِ الحَجِ.

فهوَ مِنْ أفْضَلِ أعْمَالِ البِرِ؛ فَقدْ سُئلَ النبيُ ﷺ أيُ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فقالَ: «إيمَانٌ بِاللهِ ورَسُولِهِ، قِيلَ: ثُّمَ مَاذَا؟ قَالَ: الجِهَادُ فِي سبيلِ اللهِ، قِيلَ:ثمَ مَاذَا؟ قَالَ: حَجٌ مَبْرُورُ». مُتَفَقٌ عَليهِ.

والحَجُ المبرورُ هوَ الذِي وُفِّيتْ أحْكَامُهُ، ولمْ يُخَالِطُهُ شَيءٌ مِنَ الإثمِ، ولا رَيَاءَ فيهِ ولا سُمْعَةَ، ولا رَفثَ فيِهِ ولا فُسُوقَ، وكَانَ بمالٍ حَلالٍ.

والحَجُ المبرُورُ سببٌ لغُفرانِ الذُنوبِ، ومُغتَسلٌ مِنْ أدْرَانِ الخَطَايَا؛ فالحاجُ مبشرٌ حين يُثِمُّ حجَّه بأن ينسلخَ من ذنوبِ العمرِ، وينعتقَ من خطاياالسنين، فيرجعَ صفحةً بيضاءَ نقيةً من كل سيئةٍ ؛ قَالَ ﷺ: «الحَجُ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وقَالَ ﷺ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْرَجَعَ كيَومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». مُتَفَقٌ عَليهِ.

ولأن الحجَّ بهذه المنزلةِ العاليةِ ، فجزاؤُه أعظم الجزاءِ ، تلك الأمنيةُ العظمى التي يتمنّاها كلُّ مسلمٍ، وهي دخول الجنة ؛ قال النبي  صلى اللهعليه وسلم: (الْحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).

وَفَضَائِلُ الْحَجِّ - يا عباد الله - كَثِيرَةٌ ، وَفَضْلُ اللهِ أَكْثَرُ وَأَكْبَرُ؛ وَمَعَ كُلِّ هَذِهِ الفَضَائِلِ، فإنه يُوجَدُ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَتَوَافَرُ فِيهِ شُرُوطُ الوُجُوبِ ،وَيَتَهَاوَنُ بِهَذِهِ الفَرِيضَةِ، وكُلُّ عَامٍ يَقُولُ أَحُجُّ العَامَ المُقْبِلَ  وَلَوْ كَانَ يُرِيدُ تِجَارَةً، أَوْ نُزْهَةً؛ دَاخِلَ البِلَادِ أَوْ خَارِجَهَا لَمَا تَرَدَّدَ؛ أَمَّا إِلَى الحَجِّ؛فَيَبْحَثُ لِنَفْسِهِ عَنْ الأَعَذَارِ.

أَلَا فَلْيَتَّقِ اللهَ تَعَالَى مَنْ هَذِهِ حَالُهُ؛ وَلْيُبَادِرْ إِلَى الْحَجِّ  وَلْيَحْذَرِ التَّهَاوُنَ وَالتَّسْوِيفَ؛ فَقَدْ يَسْتَطِيعُ هَذَا العَامَ وَلَا يَسْتَطِيعُ العَامَ المُقْبِلَ؛ وَقَدْ يَفْجَؤُهُوَيَتَخَطَّفَهُ هَاذِمُ اللَّذِاتِ؛ ثُمَّ يَلْقَى اللهَ تَعَالَى وَقَدْ فَرَّطَ فِي رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ ؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تَعَجَّلُوا إلى الحَجِّ, فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرضُ لَهُ ". [رواه الإمام أحمد (2867).]

ثُمَّ إِنَّ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ: أَنْ أَوْجَبَ هَذِهِ الفَرِيضَةَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي العُمُرِ؛ وَمَا زَادَ عَلَيْهَا فَهُوَ تَطُوعٌ.

يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ( أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّعَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ... ) الخ الحديث [ رَوَاهُمُسْلِمٌ ]

وأما من حالتْ دونَ حجه الحوائِلُ والأعذار ، وشكا من قلةِ المالِ، أو ضعفِ البدنِ، فليبشر بنيلِ كلِّ فضائلِ الحجِّ، إن علم اللهُ منك صدقَ النيّةِ،وقوةَ العزيمةِ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ بالمَدِينَةِ أقْوامًا، ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، ولا قَطَعْتُمْ وادِيًا إلَّا كانُوا معكُمْ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وهُمْبالمَدِينَةِ؟ قالَ: وهُمْ بالمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ).

أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا العِلْمَ النَّافِعَ، وَالعَمَلَ الصَّالِحَ، وَأَنْ يُبَارِكَ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ, وَيَنْفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ, وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وأَسْتِغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطبَةُ الثَّانيةُ:

الحمْدُ للَّهِ وكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الذينَ اصْطَفى، وَبَعدُ؛ فاتقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التقوَى، وعَظِمُوا المَشَاعرَ، باتباعِ سُنَّةَ نبيكِم ﷺ؛ فقدْكَانَ يقولُ للناسِ فِي حَجْةِ الوَدَاعِ: «لِتَأْخُذُوا عَني مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِهِ». رَوُاهُ مُسلِمٌ.

ومن عزم الحج فعليه بالتزام تعليماتِ الجِهاتِ المَعنيةِ في الحَجِ وسائرِ إجراءاتِهِ، ففِي ذلكَ انتظامُ أمورِ الحُجَاجِ وسلامَتِهم، بلْ هَوَ ممَا يثابُالمَرءُ عَليهِ؛ لأنَّهُ تَعاونٌ عَلى البِرِ والتقوَى ، كما قال تعالى : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُالْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]

ولأن عشراتُ أو مئاتُ الملايينِ من المسلمين، يرغبون في أداءِ الحجِّ، وقد توفرت لديهم الاستطاعةُ الماليةُ والبدنيةُ للوفودِ إلى البيتِ العتيقِ. وحيثُإنَّ القدرةَ الاستيعابيةَ للمشاعرِ والمرافقِ ووسائلِ النقلِ لا تفي باستقبالِ كلِّ من يريدُ الحجَّ، فقد اقتضتِ المصالحُ الشرعيةُ تنظيمَ أعدادِالحجاجِ، درءاً للمفسدةِ والضررِ الذي يحصلُ بسبب التزاحمِ وتجاوزِ القدرةِ الاستيعابيةِ.

ولذا فقد اطلعتْ هيئةُ كبارِ العلماءِ على تقاريرِ الجهاتِ المنظمةِ للحجِّ، وأصدرتْ بياناً وضحتْ فيه:

أن الإلزامَ باستخراجِ تصريحِ الحجِّ مستندٌ إلى ما تقرِّرُه الشريعةُ الإسلاميةُ من التيسيرِ ‏على العبادِ في القيامِ بعبادتِهم وشعائرِهم ورفعِالحرجِ عنهم، وأنَّ ذلك يتفقُ مع المصلحةِ المطلوبةِ شرعاً، والشريعةُ جاءت بتحسينِ المصالحِ وتكثيرِها ودرءِ المفاسدِ وتقليلِها، وقد أفتت هيئةكبار العلماء بعدم جواز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج بلا تصريح فهو آثم لمخالفته أمر ولي الأمر، ولما في ذلك منالإضرار بعموم الحجاج، والله عز وجل يقول في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي ‌الأَمْرِ ‌مِنْكُمْ}.

والمكلّف إذا لم يتمكن من استخراج تصريح الحج لحج الفريضة فإنه في حكم عدم المستطيع؛ لقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِمَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.

ألا فاتقوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وسَارِعُوا إلى هذِهِ الخيراتِ، ولا تدَعُنَّ شيئًا يحولُ بينكُم وبينهَا، ولا يُقْعِدنَّكُم الشيطَانُ، ولا يَأخُذَنَّكُم التسويفُ عنْنِدَاءِ رَبِكُم، وبَادرُوا إلى أدَاءِ فَرضِكم قبلَ الفَوَاتِ.

 ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ ‌يُصَلُّونَ ‌عَلَى ‌النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّواعَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا}.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين : أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين،وعنَّا معهم بجُودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلمينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعَدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينَ .

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّوَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى.

اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةًلَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ, رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِحَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنَا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ .

المشاهدات 857 | التعليقات 1

مستفادة بتصرف ، نفع الله بها الجميع .