تعالوا نجمع أشعار دعوية في الأخلاق والزهد والرقائق

حسين عامر
1431/04/14 - 2010/03/30 01:46AM
إخواني الخطباء الكرام :
تعالوا نجمع أشعار دعوية في الأخلاق والزهد والرقائق
بسم الله من يبدأ ؟
المشاهدات 19386 | التعليقات 42

ستجد الكثير منها في الكشاف العلمي في الموقع الرئيسي ومبوبة أيضا بحسب الموضوعات.
لأننا فرغنا في الموقع موسوعة شعرية مبوبة على أبواب رياض الصالحين.


[glow=ffcc00]نبدأ بسم الله [/glow]
هذه رائعة شعرية للشاعر إبراهيم علي بديوي ( سوداني ) سمعتها أو أجزاءً منها مرات كثيرة من كثير من الدعاة يستشهدون بها وقد ظفرت بها كاملة من موقع صيد الفوائد وها هي :
بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك

إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا


أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا


دنياي غرتني وعفوك غرني *** ماحيلتي في هذه أو ذا كا


لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا *** بكريم عفوك ما غوى وعصاكا


يا مدرك الأبصار ، والأبصار لا *** تدري له ولكنه إدراكا


أتراك عين والعيون لها مدى *** ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا


إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاكا


يامنبت الأزهار عاطرة الشذا *** هذا الشذا الفواح نفح شذاكا



يامجري الأنهار : ماجريانها *** إلا انفعالة قطرة لنداكا


رباه هأنذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواكا


وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواكا


ونسيت حبي واعتزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساكا


ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى *** يارب حلواً قبل أن أهواكا


أنا كنت ياربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل سناكا


واليوم ياربي مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراكا


ياغافر الذنب العظيم وقابلا *** للتوب: قلب تائب ناجاكا


أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك


يارب جئتك نادماً أبكي على *** ما قدمته يداي لا أتباكى


أنا لست أخشى من لقاء جهنم *** وعذابها لكنني أخشاكا


أخشى من العرض الرهيب عليك يا *** ربي وأخشى منك إذ ألقاكا


يارب عدت إلى رحابك تائباً *** مستسلما مستمسكاً بعراكا


مالي وما للأغنياء وأنت يا *** رب الغني ولا يحد غناكا


مالي وما للأقوياء وأنت يا *** ربي ورب الناس ماأقواكا


مالي وأبواب الملوك وأنت من *** خلق الملوك وقسم الأملاكا


إني أويت لكل مأوى في الحياة *** فما رأيت أعز من مأواكا


وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة *** فلم تجد منجى سوى منجاكا


وبحثت عن سر السعادة جاهداً *** فوجدت هذا السر في تقواكا


فليرض عني الناس أو فليسخطوا *** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا


أدعوك ياربي لتغفر حوبتي *** وتعينني وتمدني بهداكا


فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي *** ماخاب يوما من دعا ورجاكا


يارب هذا العصر ألحد عندما *** سخرت ياربي له دنياكا


علمته من علمك النوويَّ ما *** علمته فإذا به عاداكا


ما كاد يطلق للعلا صاروخه *** حتى أشاح بوجهه وقلاكا


واغتر حتى ظن أن الكون في*** يمنى بني الانسان لا يمناكأ


و ما درى الانسان أن جميع ما *** وصلت إليه يداه من نعماكا؟


أو ما درى الانسان أنك لو أردت *** لظلت الذرات في مخباكا


لو شئت ياربي هوى صاروخه *** أو لو أردت لما أستطاع حراكا


يأيها الانسان مهلا وائتئذ *** واشكر لربك فضل ماأولاكا


واسجد لمولاك القدير فإنما *** مستحدثات العلم من مولاكا


الله مازك دون سائر خلقه *** وبنعمة العقل البصير حباكا


أفإن هداك بعلمه لعجيبة *** تزور عنه وينثني عطفاكا


إن النواة ولكترنات التي *** تجري يراها الله حين يراكا


ماكنت تقوى أن تفتت ذرة *** منهن لولا الله الذي سواكا


كل العجائب صنعة العقل الذي *** هو صنعة الله الذي سواكا


والعقل ليس بمدرك شيئا اذا *** مالله لم يكتب له الإدراكا


لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا


ولعل ما في النفس من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا


والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا


قل للطبيب تخطفته يد الردى *** ياشافي الأمراض : من أرداكا؟


(ياشافي الأمراض: يقصد يا مدعيا شفا الأمراض)


قل للمريض نجا وعوفي بعد ما *** عجزت فنون الطب : من عافاكا؟


قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟


قل للبصير وكان يحذر حفرة ***فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟


بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام *** بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟


قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟


قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟


وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟


وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو *** تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟


وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت ***شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟


بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم وفرث مالذي صفاكا؟


وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله: من أحياكا؟


وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً *** فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟


وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً *** فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟


قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية : من بالجفاف رماكا؟


وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو *** وحده فاسأله : من أرباكا؟


وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله : من أسراكا؟


وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي*** أبعد كلّ شيء مالذي أدناكا؟


قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاكا؟


وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله : من يانخل شق نواكا؟


وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟


وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً *** قمم السحاب فسله من أرساكا؟


وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟


وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله: من الذي أطغاكا؟


وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟


وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً *** فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟


هذي عجائب طالما أخذت بها *** عيناك وانفتحت بها أذناكا!


والله في كل العجائب ماثل *** إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟


يا أيها الإنسان مهلا مالذي *** بالله جل جلاله أغراكا؟


حاذر إذا تغزو الفضاء فربما *** ثآر الفضاء لنفسه فغزاكا؟


اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً *** أو مستغلا باغيا سفاكا


إياك ان ترقى بالاستعمار في *** حرم السموات العلا إياكا


إن السموات العلا حرم طهور *** يحرق المستعمر الأفاكا


اغز الفضاء ودع كواكبه سوابح *** إن في تعوبقهن هلاكا!


إن الكواكب سوف يفسد أمرها *** وتسيء عقباها إلى عقباكا


ولسوف تعلم أن في هذا قيام *** الساعة الكبرى هنا وهناكا


أنا لا أثبط من جهود العلم أو *** أنا في طريقك أغرس الأشواكا


لكنني لك ناصح فالعلم إن *** أخطأت في تسخيره أفناكا


سخر نشاط العلم في حقل الرخاء *** يصغ من الذهب النضار ثراكا


سخره يملأ بالسلام وبالتعاون *** عالماً متناحراً سفاكا


وادفع به شر الحياة وسوءها *** وامسح بنعمى نوره بؤساكا


العلم إحياء وإنشاء وليس *** العلم تدميراً ولا إهلاكا


فإذا أردت العلم منحرفاً فما *** أشقى الحياة به وما اشقاكا



كتاب: المنتخب من الشعر والبيان


تأليف: أمير بن محمد المَدْري
وإن من أولى الناس بهذه الحكمة وهذا السحر الحلال الخطيب والداعية ، فهو يحتاج من الشعر ما يناسب موضوعه ويتفق مع عناصره، كما يحتاج إلى الشعر الذي يكتمل به المعنى ببيت أو بيتين أو ثلاثة.
وأما مقدار ما يأخذ الخطيب من الشعر فهو قدر ما يأخذ الطعام من الملح.. ومن أجل هذا كله أحببت أن أجمع لأخواني المسلمين وخاصة الخطباء والدعاة بعض ما يلزمهم من الشعر والبيان في دعوتهم الى الله ، جمعته من هنا وهناك ،بعض ما قيل حديثاً أو قديماً.


المقامة البَصْريّة

حكَى الحارثُ بنُ همّامٍ قال: أُشعِرْتُ في بعضِ الأيامِ همّاً برَحَ بي استِعارُهُ. ولاحَ عليّ شِعارُهُ. وكنتُ سمِعتُ أنّ غِشْيانَ مجالِسِ الذّكْرِ. يسْرو غَواشيَ الفِكْرِ. فلمْ أرَ لإطْفاء ما بي منَ الجمْرَةِ. إلا قصْدَ الجامِعِ بالبَصرَةِ. وكانَ إذْ ذاكَ مأهولَ المسانِدِ. مَشْفوهَ المَوارِدِ. يُجْتَنى منْ رِياضِهِ أزاهيرُ الكَلامِ. ويُسمَعُ في أرْجائِهِ صَريرُ الأقْلامِ. فانطلَقْتُ إليْهِ غيرَ وانٍ. ولا لاوٍ على شانٍ. فلمّا وطِئْتُ حَصاهُ. واستَشْرَفْتُ أقْصاهُ. تَراءى لي ذو أطْمارٍ بالِيَةٍ. فوْقَ صخْرَةٍ عالِيَةٍ. وقدْ عصيَتْ بهِ عُصَبٌ لا يُحْصى عديدُهُمْ. ولا يُنادَى وَليدُهُمْ. فابتَدْتُ قصْدَهُ. وتورّدْتُ وِرْدَهُ. ورجَوْتُ أنْ أجِدَ شِفائي عندَهُ. ولمْ أزَلْ أتنقّلُ في المَراكِزِ. وأُغْضي للاّكِزِ والواكِزِ. الى أن جلسْتُ تُجاهَهُ. بحيْثُ أمِنْتُ اشْتِباهَهُ. فإذا هوَ شيخُنا السّروجيّ لا ريْبَ فيهِ. ولا لَبْسَ يُخْفيهِ. فانْسَرى بمَرْآهُ همّي. وارْفَضّتْ كتيبَةُ غمّي. وحينَ رآني. وبصُرَ بمكاني. قال: يا أهْلَ البصرَةِ رعاكُمُ اللهُ ووقاكُمْ. وقوّى تُقاكُمْ. فما أضْوَعَ ريّاكُمْ. وأفضلَ مَزاياكُمْ! بلَدُكُمْ أوْفَى البِلادِ طُهرَةً. وأزْكاها فِطرَةً. وأفسَحُه رُقعَةً. وأمرَعُها نُجعَةً. وأقوَمُها قِبلَةً. وأوسَعُها دِجلَةً. وأكثرُها نهْراً ونَخلَةً. وأحسَنُها تَفْصيلاً وجُملَةً. دِهْليزُ البلَدِ الحَرامِ. وقُبالَةُ البابِ والمَقامِ. وأحدُ جَناحَيِ الدّنْيا. والمِصْرُ المؤسّسُ على التّقْوى. لمْ يتدنّسْ ببُيوتِ النّيرانِ. ولا طِيفَ فيهِ بالأوْثانِ. ولا سُجِدَ على أديمِهِ لغَيرِ الرّحْمَنِ. ذو المَشاهِدِ المشْهودَةِ. والمساجِدِ المقصودَةِ. والمَعالِمِ المشْهورَةِ. والمقابِرِ المَزورَةِ. والآثارِ المحْمودَةِ. والخِطَطِ المحْدودَةِ. بهِ تلْتَقي الفُلْكُ والرّكابُ. والحيتانُ والضِّبابُ. والحادِي والمَلاّحُ. والقانصُ والفلاحُ. والناشِبُ والرّامِحُ. والسّارِحُ والسّابِحُ. ولهُ آيةُ المدّ الفائِضِ. والجزْرِ الغائِضِ. وأما أنتمْ فممّنْ لا يختلِفُ في خَصائِصِهِمِ اثْنانِ. ولا يُنكِرُها ذو شَنآنٍ. دَهْماؤكُمْ أطْوَعُ رَعِيّةٍ لسُلْطانٍ. وأشكَرُهُمْ لإحْسانٍ. وزاهِدكُمْ أوْرَعُ الخليقَةِ. وأحسنُهُمْ طَريقَةً على الحَقيقَةِ. وعالِمُكُمْ علاّمَةُ كلّ زمانٍ. والحُجّةُ البالِغَةُ في كلّ أوانٍ. ومنكُمْ منِ استنبَطَ عِلمَ النّحْوِ ووضَعَهُ. والذي ابتدَعَ ميزانَ الشِّعْرِ واخترَعَهُ. وما منْ فخْرٍ إلا ولَكُمْ فيهِ اليَدُ الطّولى. والقِدْحُ المُعَلّى. ولا صيتٍ إلا وأنتُمْ أحَقُّ بهِ وأوْلى. ثمّ إنّكُمْ أكثرُ أهلِ مِصرٍ مؤذّنينَ. وأحسَنُهُمْ في النّسكِ قَوانينَ. وبكُمُ اقتُدِيَ في التّعريفِ. وعُرِفَ التّسحيرُ في الشّهرِ الشّريفِ. ولكُمْ إذا قرّتِ المضاجِعُ. وهجَعَ الهاجِعُ. تَذْكارٌ يوقِظُ النّائِمَ. ويؤنِسُ القائِمَ. وما ابتسَمَ ثغْرُ فجرٍ. ولا بزَغَ نورُهُ في برْدٍ ولا حرٍّ. إلا ولتأذينِكُمْ بالأسْحارِ. دويٌّ كدويّ الرّيحِ في البِحارِ. وبِهذا صدَعَ عنكُمُ النّقْلُ. وأخبرَ النّبيُّ، عليهِ السّلامُ، منْ قبلُ. وبيّنَ أنّ دويّكُمْ بالأسْحارِ. كدويّ النّحلِ في القِفارِ. فشرَفاً لكُمْ ببِشارَةِ المُصطَفى. وواهاً لمِصرِكُمْ وإنْ كانَ قدْ عَفا. ولمْ يبْقَ منهُ إلا شَفاً. ثمّ إنهُ خزَنَ لسانَهُ. وخطَمَ بيانَهُ. حتى حُدِجَ بالأبْصارِ. وقُرِفَ بالإقْصارِ. ووُسِمَ بالاستِقْصارِ. فتنفّسَ تنفُّسَ مَنْ قِيدَ لقَوَدٍ. أو ضبَثَتْ بهِ براثِنُ أسَدٍ. ثمّ قال: أما أنتُمْ يا أهلَ البَصرَةِ فما منْكُمْ إلا العَلَمُ المعروفُ. ومنْ لهُ المعرفَةُ والمعروفُ. وأما أنا فمَنْ عرَفَني فأنا ذاكَ. وشرُّ المَعارِفِ منْ آذاكَ. ومنْ لم يُثْبِتْ عِرْفَتي فسأصْدُقُهُ صِفَتي. أنا الذي أنجدَ وأتهَمَ. وأيمَنَ وأشأمَ. وأصْحرَ وأبحَرَ. وأدْلَجَ وأسْحَرَ. نشأتُ بسَروجَ. ورَبيتُ على السُّروجِ. ثمّ ولَجْتُ المَضايقَ. وفتحْتُ المغالِقَ. وشهِدْتُ المَعارِكَ. وألَنْتُ العَرائِكَ. واقْتَدْتُ الشّوامِسَ. وأرْغَمْتُ المَعاطِسَ. وأذَبْتُ الجَوامِدَ. وأمَعْتُ الجَلامِدَ. سَلوا عني المشارِقَ

والمَغارِبَ. والمَناسِمَ والغَوارِبَ. والمَحافِلَ والجَحافِلَ. والقَبائِلَ والقَنابِلَ. واستَوْضِحوني منْ نقَلَةِ الأخْبارِ. ورُواةِ الأسْمارِ. وحُداةِ الرُكْبانِ. وحُذّاقِ الكُهّانِ. لتَعْلَموا كمْ فجٍّ سلَكْتُ. وحِجابٍ هتكْتُ. ومَهلَكةٍ اقتَحمْتُ. ومَلحَمَةٍ ألْحَمْتُ. وكمْ ألْبابٍ خدَعْتُ. وبِدَعٍ ابتَدَعْتُ. وفُرَصٍ اختلَسْتُ. وأُسُدٍ افترَسْتُ. وكمْ محلِّقٍ غادَرْتُهُ لَقًى. وكامِنٍ استَخرَجْتُهُ بالرُّقى. وحجَرٍ شحذْتُهُ حتى انصدَعَ. واستَنْبَطْتُ زُلالَهُ بالخُدَعِ. ولكِنْ فرَطَ ما فرَطَ والغُصْنُ رَطيبٌ. والفَوْدُ غِرْبيبٌ. وبُرْدُ الشّبابِ قَشيبٌ. فأمّا الآنَ وقدِ استشَنّ الأديمُ. وتأوّدَ القَويمُ. واستَنارَ اللّيلُ البَهيمُ. فليْسَ إلا النّدَمُ إنْ نفَعَ. وترْقيعُ الخَرْقِ الذي قدِ اتّسَعَ. وكُنتُ رُوّيتُ منَ الأخْبارِ المُسنَدَةِ. والآثارِ المُعتَمَدةِ. أن لكُمْ منَ اللهِ تعالى في كلّ يومٍ نَظرَةً. وأنّ سِلاحَ الناسِ كلّهِمِ الحَديدُ. وسِلاحَكُمُ الأدْعِيَةُ والتّوْحيدُ. فقصَدْتُكُمْ أُنْضي الرّواحِلَ. وأطْوي المَراحِلَ. حتى قُمْتُ هذا المَقامَ لَديْكُمْ. ولا مَنّ لي عليكُمْ. إذْ ما سعَيْتُ إلا في حاجَتي. ولا تعِبْتُ إلا لراحَتي. ولسْتُ أبْغي أعطِيَتَكُمْ. بل أستَدْعي أدعِيتَكُمْ. ولا أسْألُكُمْ أموالَكُمْ. بل أستنزِلُ سُؤالَكُمْ. فادْعوا الى اللهِ بتوْفيقي للمَتابِ. والإعْدادِ للمآبِ. فإنهُ رفيعُ الدّرَجاتِ. مُجيبُ الدّعَواتِ. وهوَ الذي يقبلُ التّوبَةَ عنْ عِبادِهِ ويعْفو عنِ السّيّئاتِ. ثمّ أنشدَ:بَ. والمَناسِمَ والغَوارِبَ. والمَحافِلَ والجَحافِلَ. والقَبائِلَ والقَنابِلَ. واستَوْضِحوني منْ نقَلَةِ الأخْبارِ. ورُواةِ الأسْمارِ. وحُداةِ الرُكْبانِ. وحُذّاقِ الكُهّانِ. لتَعْلَموا كمْ فجٍّ سلَكْتُ. وحِجابٍ هتكْتُ. ومَهلَكةٍ اقتَحمْتُ. ومَلحَمَةٍ ألْحَمْتُ. وكمْ ألْبابٍ خدَعْتُ. وبِدَعٍ ابتَدَعْتُ. وفُرَصٍ اختلَسْتُ. وأُسُدٍ افترَسْتُ. وكمْ محلِّقٍ غادَرْتُهُ لَقًى. وكامِنٍ استَخرَجْتُهُ بالرُّقى. وحجَرٍ شحذْتُهُ حتى انصدَعَ. واستَنْبَطْتُ زُلالَهُ بالخُدَعِ. ولكِنْ فرَطَ ما فرَطَ والغُصْنُ رَطيبٌ. والفَوْدُ غِرْبيبٌ. وبُرْدُ الشّبابِ قَشيبٌ. فأمّا الآنَ وقدِ استشَنّ الأديمُ. وتأوّدَ القَويمُ. واستَنارَ اللّيلُ البَهيمُ. فليْسَ إلا النّدَمُ إنْ نفَعَ. وترْقيعُ الخَرْقِ الذي قدِ اتّسَعَ. وكُنتُ رُوّيتُ منَ الأخْبارِ المُسنَدَةِ. والآثارِ المُعتَمَدةِ. أن لكُمْ منَ اللهِ تعالى في كلّ يومٍ نَظرَةً. وأنّ سِلاحَ الناسِ كلّهِمِ الحَديدُ. وسِلاحَكُمُ الأدْعِيَةُ والتّوْحيدُ. فقصَدْتُكُمْ أُنْضي الرّواحِلَ. وأطْوي المَراحِلَ. حتى قُمْتُ هذا المَقامَ لَديْكُمْ. ولا مَنّ لي عليكُمْ. إذْ ما سعَيْتُ إلا في حاجَتي. ولا تعِبْتُ إلا لراحَتي. ولسْتُ أبْغي أعطِيَتَكُمْ. بل أستَدْعي أدعِيتَكُمْ. ولا أسْألُكُمْ أموالَكُمْ. بل أستنزِلُ سُؤالَكُمْ. فادْعوا الى اللهِ بتوْفيقي للمَتابِ. والإعْدادِ للمآبِ. فإنهُ رفيعُ الدّرَجاتِ. مُجيبُ الدّعَواتِ. وهوَ الذي يقبلُ التّوبَةَ عنْ عِبادِهِ ويعْفو عنِ السّيّئاتِ. ثمّ أنشدَ:

أستغْفِرُ الـلـهَ مـنْ ذُنـوبٍ

أفرَطْتُ فيهِـنّ واعْـتَـدَيْتُ
كمْ خُضْتُ بحْرَ الضّلالِ جهْلاً

ورُحتُ في الغَيّ واغْتَـدَيْتُ
وكمْ أطَعْتُ الهَوى اغْتِـراراً

واختَلْتُ واغْتَلْتُ وافْتـرَيْتُ
وكمْ خلَعْتُ العِذارَ ركْـضـاً

الى المَعاصي ومـا ونَـيْتُ
وكمْ تَناهَيْتُ في التّخـطّـي

الى الخَطايا وما انتـهـيْتُ
فلَيتَني كُـنـتُ قـبـل هـذا

نَسْياً ولمْ أجْنِ مـا جـنَـيْتُ
فالمَوتُ للُـجْـرِمـين خـيرٌ

من المَساعي التي سـعَـيْتُ
يا رَبِّ عفْواً فـأنْـتَ أهـلٌ

للعَفْوِ عنّي وإنْ عـصَـيْتُ

قال الرّاوي: فطفِقَتِ الجَماعَةُ تُمِدّهُ بالدّعاء. وهوَ يقلّبُ وجْهَهُ في السّماء. الى أن دمَعَتْ أجفانُهُ. وبَدا رَجفانُهُ. فصاحَ: اللهُ أكبرُ بانَتْ أمارَةُ الاستِجابَةِ. وانْجابَتْ غِشاوَةُ الاستِرابَةِ. فجُزيتُمْ يا أهلَ البُصَيْرَةِ. جَزاءَ منْ هدَى منَ الحَيرَةِ. فلمْ يبْقَ منَ القوْمِ إلا منْ سُرّ لسُرورِهِ. ورضخَ لهُ بمَيْسورِهِ. فقَبِلَ عفْوَ بِرّهِمْ. وأقبلَ يُغْرِقُ في شُكرِهِمْ. ثمّ انحدَرَ منَ الصّخرَةِ. يؤمّ شاطئَ البَصرَةِ. واعْتَقَبْتُهُ الى حيثُ تخالَيْنا. وأمِنّا التّجسّسَ والتّحسّسَ علَيْنا. فقلْتُ لهُ: لقدْ أغْرَبْتَ في هذِهِ النّوبَةِ. فما رأيُكَ في التّوبَةِ? فقال: أُقسِمُ بعَلاّمِ الخَفيّاتِ. وغَفّارِ الخطيّاتِ. إنّ شأني لَعُجابٌ. وإنّ دُعاء قومِكَ لَمُجابٌ. فقلتُ: زِدْني إفْصاحاً. زادَكَ اللهُ صَلاحاً! فقال: وأبيكَ لقدْ قُمتُ فيهِمْ مَقامَ المُريبِ الخادِعِ. ثمّ انقلَبْتُ منهُمْ بقَلْبِ المُنيبِ الخاشِعِ! فطوبى لمَنْ صغَتْ قُلوبُهُمْ إليْهِ. وويْلٌ لمَنْ باتوا يدْعونَ عليْهِ! ثمّ ودّعَني وانطلَقَ. وأوْدَعَني القلَقَ. فلمْ أزَلْ أُعاني لأجْلِهِ الفِكَرَ. وأتشوّفُ الى خِبرَةِ ما ذكرَ. وكلّما استَنشَيْتُ خبرَهُ منَ الرُّكْبانِ. وجَوّابَةِ البُلْدانِ. كُنتُ كمَنْ حاوَرَ عجْماء. أو نادَى صخْرَةً صمّاء. الى أن لَقيتُ بعْدَ تَراخي الأمَدِ. وتَراقي الكَمَدِ. ركْباً قافِلينَ منْ سفَرٍ. فقلتُ: هلْ منْ مُغرِّبَةِ خبَرٍ? فقالوا: إنّ عندَنا لخَبراً أغرَبَ منَ العَنْقاء. وأعْجَبَ منْ نظَرِ الزّرْقاء. فسألتُهُمْ إيضاحَ ما قالوا. وأنْ يَكيلوا بما اكْتالوا. فحَكَوْا أنهمْ ألمّوا بسَروجَ. بعْدَ أنْ فارقَها العُلوجُ. فرأوْا أبا زيْدِها المعْروفَ. قد لبِسَ الصّوفَ. وأَمَّ الصّفوفَ. وصارَ بها الزّاهِدُ الموصوفَ. فقلتُ: أتعْنونَ ذا المَقاماتِ? فقالوا: إنهُ الآنَ ذو الكَراماتِ! فحفَزَني إليْهِ النّزاعُ. ورأيتُها فُرصَةً لا تُضاعُ. فارْتَحلْتُ رِحلَةَ المُعِدّ. وسِرْتُ نحوَهُ سيرَ المُجِدّ. حتى حللْتُ بمسْجِدِهِ. وقرارَةِ متعبّدِهِ. فإذا هوَ قد نبَذَ صُحبَةَ أصْحابِهِ. وانتصَبَ في مِحْرابِهِ. وهو ذو عَباءةٍ مخلولَةٍ. وشمْلَةٍ موصولَةٍ. فهِبْتُهُ مَهابَةَ منْ ولَجَ على الأسودِ. وألْفَيْتُهُ ممّنْ سِيماهُمْ في وُجوهِهِمْ منْ أثَرِ السّجودِ. ولمّا فرَغَ منْ سُبْحتِهِ. حيّاني بمُسبِّحَتِهِ. منْ غيرِ أن نغَمَ بحديثٍ. ولا استَخْبرَ عنْ قديمٍ ولا حَديثٍ. ثمّ أقْبلَ على أوْرادِهِ. وتركَني أعجَبُ منِ اجتِهادِهِ. وأغبِطُ مَنْ يَهدي اللهُ منْ عِبادِهِ. ولمْ يزَلْ في قُنوتٍ وخُشوعٍ. وسُجودٍ ورُكوعٍ. وإخْباتٍ وخُضوعٍ. الى أن أكْملَ إقامَة الخمْسِ. وصارَ اليومُ أمْسِ. فحينئذٍ انْكفأ بي الى بيتِهِ. وأسْهَمَني في قُرْصِهِ وزَيْتِهِ. ثمّ نهضَ الى مُصلاّهُ. وتخلّى بمُناجاةِ موْلاهُ. حتى إذا التمَعَ الفجرُ. وحقّ للمُتهَجِّدِ الأجْرُ. عقّبَ تهجّدَهُ بالتّسْبيحِ. ثمّ اضطَجَعَ ضِجْعَةَ المُستريحِ. وجعلَ يرجّعُ بصوْتٍ فَصيحٍ:

خلِّ ادّكـارَ الأرْبُــعِ

والمعْهَدِ المُـرتَـبَـعِ
والظّاعِـنِ الـمـودِّعِ

وعـدِّ عـنْــهُ ودَعِ
وانْدُبْ زَماناً سـلَـفـا

سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفـا
ولمْ تزَلْ مُعـتـكِـفـا

على القبيحِ الشّـنِـعِ
كمْ لـيلَةٍ أودَعْـتَـهـا

مآثِمـاً أبْـدَعْـتَـهـا
لشَهوَةٍ أطَـعْـتَـهـا

في مرْقَدٍ ومَضْجَـعِ
وكمْ خُطًى حثَثْـتَـهـا

في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَـهـا
وتوْبَةٍ نـكَـثْـتَـهـا

لمَلْـعَـبٍ ومـرْتَـعِ
وكمْ تجـرّأتَ عـلـى

ربّ السّمَواتِ العُلـى
ولـمْ تُـراقِـبْـهُ ولا

صدَقْتَ في ما تدّعـي
وكمْ غمَـصْـتَ بِـرّهُ

وكمْ أمِنْـتَ مـكْـرَهُ
وكـمْ نـبَـذْتَ أمـرَهُ

نبْذَ الحِذا الـمـرقَّـعِ
وكمْ ركَضْتَ في اللّعِبْ

وفُهْتَ عمْداً بالكَـذِبْ
ولـمْ تُـراعِ مـا يجِـبْ

منْ عهْدِهِ الـمـتّـبَـعِ
فالْبَسْ شِـعـارَ الـنّـدمِ

واسكُبْ شـآبـيبَ الـدّمِ
قبـلَ زَوالِ الـقـــدَمِ

وقبلَ سوء المـصْـرَعِ
واخضَعْ خُضوعَ المُعترِفْ

ولُذْ مَلاذَ المُـقـتـرِفْ
واعْصِ هَواكَ وانحَـرِفْ

عنْهُ انحِرافَ المُقـلِـعِ
إلامَ تـسْـهـو وتَـنـي

ومُعظَمُ العُمـرِ فَـنـي
في ما يضُرّ المُقْـتَـنـي

ولسْـتَ بـالـمُـرْتَـدِعِ
أمَا ترَى الشّـيبَ وخَـطْ

وخَطّ في الرّأسِ خِطَـطْ
ومنْ يلُحْ وخْطُ الشّـمَـطْ

بفَـودِهِ فـقـدْ نُـعـي
ويْحَكِ يا نفسِ احْرِصـي

على ارْتِيادِ المَخـلَـصِ
وطاوِعي وأخْـلِـصـي

واسْتَمِعي النُّصْحَ وعـي
واعتَبِرِي بمَـنْ مـضـى

من القُرونِ وانْقَـضـى
واخْشَيْ مُفاجاةَ القَـضـا

وحاذِري أنْ تُخْـدَعـي
وانتَهِجي سُبْـلَ الـهُـدى

وادّكِري وشْـكَ الـرّدى
وأنّ مـثْـواكِ غـــدا

في قعْرِ لحْـدٍ بـلْـقَـعِ
آهاً لـهُ بـيْتِ الـبِـلَـى

والمنزِلِ القفْرِ الـخَـلا
وموْرِدِ السّـفْـرِ الأُلـى

واللاّحِـقِ الـمُـتّـبِـعِ
بيْتٌ يُرَى مَـنْ أُودِعَــهْ

قد ضمّهُ واسْـتُـودِعَـهْ
بعْدَ الفَضاء والـسّـعَـهْ

قِيدَ ثَـــــلاثِ أذْرُعِ
لا فـرْقَ أنْ يحُـلّـــهُ

داهِـيَةٌ أو أبْــلَـــهُ
أو مُعْسِـرٌ أو مـنْ لـهُ

مُلكٌ كـمُـلْـكِ تُـبّـعِ
وبعْدَهُ الـعَـرْضُ الـذي

يحْوي الحَييَّ والـبَـذي
والمُبتَدي والمُـحـتَـذي

ومَنْ رعى ومنْ رُعـي
فَيا مَفـازَ الـمـتّـقـي

ورِبْحَ عبْـدٍ قـد وُقِـي
سوءَ الحِسابِ المـوبِـقِ

وهـوْلَ يومِ الـفــزَعِ
ويا خَسـارَ مَـنْ بـغَـى

ومنْ تعـدّى وطَـغـى
وشَبّ نـيرانَ الـوَغـى

لمَطْعَـمٍ أو مـطْـمَـعِ
يا مَنْ عليْهِ الـمـتّـكَـلْ

قدْ زادَ ما بي منْ وجَـلْ
لِما اجتَرَحْتُ مـن زلَـلْ

في عُمْري الـمُـضَـيَّعِ
فاغْفِرْ لعَبْـدٍ مُـجـتَـرِمْ

وارْحَمْ بُكاهُ المُنسـجِـمْ
فأنتَ أوْلـى مـنْ رَحِـمْ

وخـيْرُ مَـدْعُـوٍّدُعِـي
[font="]قال الحارثُ بنُ همّامٍ: فلمْ يزَلْ يرَدّدُها بصوتٍ رقيقٍ. ويصِلُها بزَفيرٍ وشَهيقٍ. حتى بكيتُ لبُكاء عينيهِ. كَما كُنتُ منْ قبلُ أبكي عليْهِ. ثمّ برزَ الى مسجِدِهِ. بوُضوء تهجّدِهِ. فانطلَقْتُ رِدْفَهُ. وصلّيتُ مع مَنْ صلّى خلفهُ. ولمّا انفَضّ مَنْ حضَرَ. وتفرّقوا شغَرَ بغَرَ. أخذَ يُهَينِمُ بدَرْسِهِ. ويسْبِكُ يومَهُ في قالِبِ أمْسِهِ. وفي ضِمْنِ ذلِكَ يُرِنّ إرْنانَ الرَّقوبِ. ويبْكي ولا بُكاءَ يعْقوبَ. حتى استَبَنْتُ أنهُ التحقَ بالأفْرادِ. وأُشرِبَ قلبُهُ هوى الانْفِرادِ. فأخطَرْتُ بقَلْبي عَزْمَةَ الارتِحالِ. وتخْلِيَتَهُ والتّخلّي بتِلكَ الحالِ. فكأنهُ تفرّسَ ما نويْتُ. أو كوشِفَ بما أخْفَيْتُ. فزفَرَ زَفيرَ الأوّاهِ. ثمّ قرأ: فإذا عزَمْتَ فتوكّلْ على اللهِ. فأسْجَلْتُ عندَ ذلِكَ بصِدْقِ المُحدّثينَ. وأيقَنْتُ أنّ في الأمّةِ محَدّثينَ. ثمّ دنَوْتُ إليْهِ كما يدْنو المُصافِحُ. وقلتُ: أوْصِني أيها العبْدُ النّاصِحُ. فقال: اجعَلِ الموتَ نُصْبَ عينِكَ. وهذا فِراقُ بيني وبينِكَ. فودّعْتُهُ وعبَراتي يتحدّرْنَ منَ المآقي. وزَفَراتي يتصَعّدْنَ منَ التّراقي. وكانتْ هذِهِ خاتِمَةَ التّلاقي.[/font]


إذا ما قال لي ربـــّي



إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟




وتُـخفي الذنبَ عن خَلقي وبِالعِصيانِ تأتيني




فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟




أسُلي النفس بالآمالِ من حينٍ الى حينِ ..




وأنسى ما وراءَ الموت ماذا بعد تكفيني




كأني قد ضَمنتُ العيش ليس الموت يأتيني




وجاءت سكرةُ الموت الشديدة من سيحميني؟؟




نظرتُ الى الوُجوهِ أليـس منُهم من سيفدينـي؟




سَأُسأل ما الذي قدمتُ في دنياي يُنجيني




فكيف إجابتي من بعد ما فرطت في ديني




ويا ويحي ألـم أسمع كلام الله يدعوني ؟؟




ألـم أسمع بما قد جاء في قافٍ ويسِ


ألم أسمع بيوم الجمع يوم الحشر والدينِ




ألـــم أسمع مُنادي الموت يدعوني يناديني




فيا ربــاه عبدٌ تــائبٌ من ذا سيؤويني ؟




سوى ربٍّ غفورٍ واسعٍ للحقِّ يَهديني




أتيتُ إليكَ فارحمني وثقِّـل في مَوازيني




وخَفِّف في جزائي أنتَ أرجـى من يُجازيني



*****







لهذه الأبيات قصة منتشرة معها على النت وهي

(( جاء إلى الإمام أحمد شخص قال له يا إمام ما رأيك في الشعر،






قال الإمام وأي شعر هذا، قال الرجل :





إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني


وتخفي الذنب عن خَلقي وبالعِصيان تأتيني

فأخذ الإمام يردد الأبيات ويبكي حتى أصبح له صوت كبكاء الأطفال



حتى قال تلامذة الإمام كاد يهلك من كثرة البكاء ..))


وبمساعدة إحدى الأخوات حول صحة هذه القصة من عدمها أفادتنا بما يلي :


أورد الإمام الألباني رحمه الله قصة شبيهة جدا بهذه القصة:


فقال رحمه الله في "تحريم آلات الطرب" (134):
روى ابن الجوزي ( ص 240 ) بسنده عن أبي حامد الخُلقاني أنه قال :


قلت لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها ؟ فقال : مثل أي شيء ؟ قلت : يقولون :


إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني ؟


فقال : أعد علي فأعدت عليه، فقام ودخل بيته ورد الباب، فسمعت نحيبه من داخل البيت وهو يقول : ( فذكر البيتين ). اهــ.


يا نفس قد أزف الرحيل = وأظلك الخطب الجليل

فتأهبى يا نفس لا يلعب = بك الأمل الطويل

فلتنزلن بمنزل ينسى = الخليل به الخليل

وليركبن عليك فيه = من الثرى ثقل ثقيل

قرن الفناء بنا جميعاً فلا= يبقى العزيز ولا الذليل


[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
دع عنك ما قد فات فى زمن الصبا = واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب

لــم ينسه الملكان حيـن نسيتـه = بل أثبتــاه وأنـــت لاه تلعب

والروح منك وديعـــة أودعتها = ستردهــا بالرغـم منك وتسلب

وغـرور دنياك التى تسعـى لهـا =دار حقيقتها متـاع يذهــــب

الليـل فاعلم و النهـــار كلاهما -أنفاسنا فيهما تعــــد وتحسـب
[/align][/cell][/table1][/align]


أيا عبد كم يراك الله عاصيا = حريصا على الدنيا وللموت ناسيا

أنسيت لقاء الله واللحد والثرى = ويوما عبوسا تشيب منه النواصيا

لو أن المرء لم يلبس ثيابا من = التقى تجرد عُريانا ولو كان كاسيا

ولو أن الدنيا تدوم لأهلها = لكان رسول الله حيا وباقيا

ولكنها تفنى ويفنى نعيمها = وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي


مختارات من شعر الإمام الشافعي:

الحب الصادق

تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــة منه وأنت لشكر ذاك مضيع

انقلاب الحال
تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر وذو نسب مفارشه التــراب

الحلم على السفيه
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه وإن خليته كـمدا يمـوت
وأيضا :


يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا
يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا



عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكتَّ وقد خُوصمت؟ قلت لهم إن الجـواب لـباب الشر مفتــاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيـضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة والكلب يُخسى- لعمري- وهو نباح


لا تيأسن من لطف ربك

إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا


أفضل ما استفاد المرء

يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا مـــا أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله أفضل ما استفادا

العبرة باللابس لا بالملابس

عليّ ثيـاب لـو تبـاع جمـيعـها بفلس لكان الفلس منهن أكثـرا
وفيهن نفـس لـو تقاس ببعضهـا نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده إذا كان عضبا حيث وجهته فرى
فإن تكـن الأيـام أزرت بـبـزتي فكم من حسام في غلاف تكسرا

نور الله لا يهدى لعاص

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبرني بأن العـلم نــور ونور الله لا يهـدى لعـاص

فن النصيحة


تعمَّدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نـوع من التوبيخ لا ارضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعـة


المال والذهب والفضة

رأيت الناس قد مالوا ، إلى من عنده مـــالٌ
ومن لا عنده مـــــالُ ، فعنه الناس قد مـالوا

رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهـبٌ
ومن لا عنده ذهــب ُ فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة
ومن لا عنده فضة فعنه الناس منـــفضة


دع الأيام تفعل ما تشاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وَطِبْ نَفساً إذَا حَكَمَ الْقَضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

وَكُنْ رَجلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً وَشِيْمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالْوَفَاءُ

وإنْ كَثُرَتْ عُيُوبكَ في الْبَرَايَا وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب يُغطِّيهِ ـ كَمَا قِيلَ ـ السَّخَاءُ

وَلا تُر للأَعَادِي قَطُّ ذُلاًّ فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأعْدَا بَلاَءُ

وَلا تَرْجُ السَّماحَةَ مِنْ بَخِيلٍ فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي وَلَيْسَ يَزِيدُ في الرِّزْقِ الْعَنَاءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ

إذَا ما كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوع فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيا سَوَاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا فَلا أَرْضٌ تقيه وَلا سَمَاءُ

وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ إذَا نَزَلَ الْقَضَا ضاقَ الْفَضَاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ فَمَا يُغْني عَنِ المَوتِ الدَّوَاءُ

لا تهزأ بالدعاء

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ

سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ لَهَا أَمَدٌ وَللأمَدِ انْقِضَاءُ

اداب العلم

اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ فَإنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ في نَفَراتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ ساعةً تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُول حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقتَ شَبَابِهِ فَكَبِّر عَلَيْهِ أَرْبَعاً لِوَفَاتِهِ

وَذاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى إذَا لمَ يكُونا لا اعْتِبَارَ لِذَاتِه

المرء خبير بنفسه

ما حك جلدَك مثلُ ظفرِك فتولَّ أنتَ جميعَ أمرك

وإذا قصدتَ لحاجةٍ فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك

طريق النجاة

يَا وَاعِظَ النَّاسِ عَمَّا أنْتَ فَاعِلُهُ يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ

احْفَظْ لِشَيْبِكَ مِنْ عَيْب يُدَنِّسُهُ إنَّ البَيَاضَ قَلِيلُ الْحَمْلِ لِلدَّنَسِ

كَحَامِلٍ لِثِيَابِ النَّاسِ يَغْسِلُهَا وَثَوْبُهُ غَارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَّجَس

تَبْغي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ

رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلى مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ

يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ مالٌ وَلاَ وَلَدٌ وَضَمَّةُ القَبْرِ تُنْسي لَيْلَةَ العُرسِ

العلم نور

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي

وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ وَنُورُ اللَّهِ لا يُهْدَى لِعَاصِي

أحب الصالحين

أُحبُّ الصَّالِحِينَ وَلسْتُ مِنْهُمْ لَعَلِّي أنْ أنَالَ بهمْ شَفَاعَة

وَأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ المَعَاصِي وَلَوْ كُنَّا سَواءً في البضَاعة

الرجاء سلم لعفو الله

إليك إلـه الخلق أرفع رغبتي وإنْ كنتُ ياذا المنِّ والجودِ مجرمَا

وَلَمَا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا

تَعَاظمَنِي ذنبي فَلَمَّا قَرنْتُه بِعَفْوكَ رَبي كَانَ عَفْوَكَ أَعْظَما

فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا

فَلَولاَكَ لَمْ يَصْمُدْ لإِبْلِيسَ عَابِدٌ فَكَيْفَ وَقَدْ أغْوى صَفيَّكَ آدَمَا

فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ أهنا وأما للسعير فأندما



في حفظ اللسان

احفظ لسانـــك أيها الإنسان لا يلدغنك .. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الأقران


فــرجـــت

ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج


فضل التوكل على الله :

سهرت أعين ونامت عيون في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون


عبـــاد الله
إن لله عبادا فطنا * تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا * أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا * صالح الأعمال فيها سفنا


لا تنطق بالسوء

إذا رمت أن تحيا سليما من الردى * ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة * فكلك سوءات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معائبا * فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى * ودافع ولكن بالتي هي أحسن

رمت : أردت

الدهر يومان

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر * والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف * وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها * وليس يكسف إلا الشمس والقمر

كل هذا أفضل من مذلة السؤال :


لقلع ضرس وضرب حبس * ونزع نفس ورد أمس
وقر برد وقود فرد * ودبغ جلد بغير شمس
وأكل ضب وصيد دب * وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نار وحمل عار * وبيع دار بربع فلس
وبيع خف وعدم إلف * وضرب إلف بحبل قلس
أهون من وقفة الحر * يرجو نوالا بباب نحس


نعيب زماننا والعيب فينا



نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعض عيانا



فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرْ عَلَيْـهِ التَّأَسُّفَـا
إذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرْ عَلَيْـهِ التَّأَسُّفَـا

فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ وَفِي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفَـا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا

إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا

وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بِالجَفَـا

وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا

سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا


[font="]قال الشافعي أيضا :لما عفوت و لم أحقد على أحد * أرحت نفسي من هم العداوا[/font][font="]ت[/font] [font="].إني أحيي عدوي عند رؤيته * لأدفع الشر عني بالتحيات [/font]
[font="] وأظهر البشر للإنسان أبغضه * كما إن قد حشى قلبي محبات[/font]