تربية البنات
طلال شنيف الصبحي
1437/07/21 - 2016/04/28 23:09PM
تربية البنات
الحمد لله العزيز الغفور,((يهب لم يشاء إناثا ويهب لم يشاء الذكور, أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما)), وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
عباد الله: للبنت في الإسلام مكانة سامية، ميلادها فرحة كبرى وبشارة عظمى، فهي ريحانة الحاضر وأم المستقبل، تربي الأجيال، صانعة الأبطال، رمز الحياء، عنوان العفة، وقد كتب أحد الأدباء يهنئ صديقاً له بمولودة: "أهلاً بعطية النساء، وأم الدنيا، وجالبة الأصهار، والأولاد الأطهار، والمبشرة بإخوة يتسابقون، ونجباء يتلاحقون". أعلى الإسلام مكانة البنت في الإسلام، وأنزلها منزلة الحب والاحترام، فقد روى الترمذي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله -رضي الله عنها-". قالت: "وكانت إذا دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه". ومن تكريم البنت هذه القصة التي تحمل مغزى تربوياً بليغاً، ففي الصحيحين عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عليه وسلم- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها". البنات نعمة وهبة من الله، وفضلهن لا يخفى، فهن الأمهات، وهن الأخوات، وهن الزوجات، جعل الله البنت مفتاح الجنة لوالديها، تسهل لهما الطريق إليها، تبعدهم عن النار، بل تضمن لهم أن يحشروا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أحسن إليهن، فهنيئاً لمن أكرمه الله بالبنات- بهذا الشرف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كيف لا وهو يعد شعباً ويبني مجداً، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كُنّ له سترًا من النار". وعقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابًا من النار يوم القيامة". رواه ابن ماجه وأحمد. وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله : "من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة"، قال: قيل: يا رسول الله: فإن كانتا اثنتين؟! قال: "وإن كانتا اثنتين"، قال: فرأى بعض القوم أن لو قال له: واحدة لقال: واحدة. وعن أبي سعيد: "لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ابنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة". وعن أنس قال: قال رسول الله : "من كان له أختان أو ابنتان فأحسن إليهن ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة"، وفرق بين إصبعيه. وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "من عال جاريتين -يعني بنتين- حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو". وضم أصابعه. رواه مسلم. فما أعظم هذا الأجر، وما أجلّ هذه المنزلة وكفى بذلك فضلاً وفخراً وأجراً. عباد الله: تربية البنات لها أهمية كبيرة، فهي قربى إلى الله، والمرأة المسلمة لها أثر في حياة كل مسلم، هي المدرسة الأولى في بناء المجتمع الصالح، هي ركيزة المستقبل، فهي الزوجة الصالحة والأم الحانية وحاضنة الأبناء، وإذا نشأت البنت صالحة في بيتها متدينة في سلوكها فإنها تخرج جيلاً صالحاً قوياً في إيمانه جاداً في حياته (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
عباد الله: الأساس الأول في تربية الفتاة: التركيز على حب الله وحب رسوله، تعليمها الفرائض الدينية، تنشئتها منذ الصغر على الدين والفضيلة، وغرس ذلك في نفسها بالإقناع والتربية، وتحقق التربية جودتها حين تكون الأم قدوة حسنة لابنتها، متمثلة قيم الإسلام مع سلوك حسن وسيرة حميدة في حركاتها وملابسها وتصرفاتها، حينئذ تحاكي البنت أمها، وتكون صورة صادقة عنها في أفعالها. ومما يحزن تساهل بعض الآباء والأمهات في تربية البنات، ترى مظاهر ذلك؛ ضعفاً إيمانياً، خواءً فكرياً، تقديساً للتوافه، تفريطاً في القيم، كما تلمسه في مسألة الحجاب ولباس الفتنة والعري مع التبذل في الأماكن العامة كالأسواق والمتنزهات.
أيها الآباء والأمهات: إن تربية البنت على خلق الحياء حارس أمين لها من الوقوع في المهالك؛ فإن مشت فعلى استحياء، وزيها ولباسها فيه حشمة وحياء،وقولها وفعلها يهذبه الحياء، كما قال : "والحياء خير كله" ولا يأتي إلا بخير". والكلمة الطيبة والرفق واللين في الأسلوب وسيلة مهمة في التربية، وإذا قارنها قلب مفعم بالمحبة والود من الوالدين عمل عمله وآتى أكله في تسديد السلوك، وله آثار نافعة، ويهدي إلى الاقتناع والقبول، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)
وأعظم الأخطار التي تؤثر في تربية البنات وجود القنوات الفضائية في البيوت، فهي تهدد بهدم كل القيم، وتحارب الدين والفضيلة، وتورث العري والفساد والانحلال، والدعاء أثره لا يخفى، وأهميته لا تنسى، فابتهال الأبوين وتضرعهما إلى الله أن يصلح أولادهم دأب الصالحين، ودعاء الوالدين للأبناء مستجاب، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
ألا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
الحمد لله العزيز الغفور,((يهب لم يشاء إناثا ويهب لم يشاء الذكور, أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما)), وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
عباد الله: للبنت في الإسلام مكانة سامية، ميلادها فرحة كبرى وبشارة عظمى، فهي ريحانة الحاضر وأم المستقبل، تربي الأجيال، صانعة الأبطال، رمز الحياء، عنوان العفة، وقد كتب أحد الأدباء يهنئ صديقاً له بمولودة: "أهلاً بعطية النساء، وأم الدنيا، وجالبة الأصهار، والأولاد الأطهار، والمبشرة بإخوة يتسابقون، ونجباء يتلاحقون". أعلى الإسلام مكانة البنت في الإسلام، وأنزلها منزلة الحب والاحترام، فقد روى الترمذي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله -رضي الله عنها-". قالت: "وكانت إذا دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه". ومن تكريم البنت هذه القصة التي تحمل مغزى تربوياً بليغاً، ففي الصحيحين عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عليه وسلم- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها". البنات نعمة وهبة من الله، وفضلهن لا يخفى، فهن الأمهات، وهن الأخوات، وهن الزوجات، جعل الله البنت مفتاح الجنة لوالديها، تسهل لهما الطريق إليها، تبعدهم عن النار، بل تضمن لهم أن يحشروا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أحسن إليهن، فهنيئاً لمن أكرمه الله بالبنات- بهذا الشرف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كيف لا وهو يعد شعباً ويبني مجداً، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كُنّ له سترًا من النار". وعقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابًا من النار يوم القيامة". رواه ابن ماجه وأحمد. وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله : "من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة البتة"، قال: قيل: يا رسول الله: فإن كانتا اثنتين؟! قال: "وإن كانتا اثنتين"، قال: فرأى بعض القوم أن لو قال له: واحدة لقال: واحدة. وعن أبي سعيد: "لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ابنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة". وعن أنس قال: قال رسول الله : "من كان له أختان أو ابنتان فأحسن إليهن ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة"، وفرق بين إصبعيه. وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "من عال جاريتين -يعني بنتين- حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو". وضم أصابعه. رواه مسلم. فما أعظم هذا الأجر، وما أجلّ هذه المنزلة وكفى بذلك فضلاً وفخراً وأجراً. عباد الله: تربية البنات لها أهمية كبيرة، فهي قربى إلى الله، والمرأة المسلمة لها أثر في حياة كل مسلم، هي المدرسة الأولى في بناء المجتمع الصالح، هي ركيزة المستقبل، فهي الزوجة الصالحة والأم الحانية وحاضنة الأبناء، وإذا نشأت البنت صالحة في بيتها متدينة في سلوكها فإنها تخرج جيلاً صالحاً قوياً في إيمانه جاداً في حياته (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
عباد الله: الأساس الأول في تربية الفتاة: التركيز على حب الله وحب رسوله، تعليمها الفرائض الدينية، تنشئتها منذ الصغر على الدين والفضيلة، وغرس ذلك في نفسها بالإقناع والتربية، وتحقق التربية جودتها حين تكون الأم قدوة حسنة لابنتها، متمثلة قيم الإسلام مع سلوك حسن وسيرة حميدة في حركاتها وملابسها وتصرفاتها، حينئذ تحاكي البنت أمها، وتكون صورة صادقة عنها في أفعالها. ومما يحزن تساهل بعض الآباء والأمهات في تربية البنات، ترى مظاهر ذلك؛ ضعفاً إيمانياً، خواءً فكرياً، تقديساً للتوافه، تفريطاً في القيم، كما تلمسه في مسألة الحجاب ولباس الفتنة والعري مع التبذل في الأماكن العامة كالأسواق والمتنزهات.
أيها الآباء والأمهات: إن تربية البنت على خلق الحياء حارس أمين لها من الوقوع في المهالك؛ فإن مشت فعلى استحياء، وزيها ولباسها فيه حشمة وحياء،وقولها وفعلها يهذبه الحياء، كما قال : "والحياء خير كله" ولا يأتي إلا بخير". والكلمة الطيبة والرفق واللين في الأسلوب وسيلة مهمة في التربية، وإذا قارنها قلب مفعم بالمحبة والود من الوالدين عمل عمله وآتى أكله في تسديد السلوك، وله آثار نافعة، ويهدي إلى الاقتناع والقبول، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا)
وأعظم الأخطار التي تؤثر في تربية البنات وجود القنوات الفضائية في البيوت، فهي تهدد بهدم كل القيم، وتحارب الدين والفضيلة، وتورث العري والفساد والانحلال، والدعاء أثره لا يخفى، وأهميته لا تنسى، فابتهال الأبوين وتضرعهما إلى الله أن يصلح أولادهم دأب الصالحين، ودعاء الوالدين للأبناء مستجاب، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
ألا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)