تربية الأبناء المهمة الصعبة !!
مريزيق بن فليح السواط
1434/10/23 - 2013/08/30 04:35AM
[font="][/font][font="] [/font]
[font="] إن الحمد الله ...[/font]
[font="] عباد الله:[/font]
[font="] الأبناء حبات القلوب، وقرة العيون، ورياض البيوت، بهجة حياتنا وهبة الرحمن لنا "يهب لمن يشاء إناث ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير". [/font]
[font="] الأبناء نعمة وهبة، وزينة ومفخرة "المال والبنون زينة الحياة الدنيا " وهم عدو وفتنة، ومَجْبَنة ومَبْخلة "يا أيها الذين امنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم" ويقول تعالى: "إنما أموالكم وأولادكم فتنه ".[/font]
[font="] الأبناء عظمت عناية الإسلام بهم، وحثت الشريعة الغراء على رعايتهم والإحسان إليهم، بداء من اختيار الزوجة الصالحة " تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فظفر بذات الدين تربت يداك" فدين المرأة وصلاحها وتقواها، وإنابتها إلى ربها ومولاها، خير ما تُنكح المرأة لأجله. ثم اختيار الاسم الحسن للولد، والعقيقة عنه يقول النبي عليه الصلاة والسلام: " كل غلام مُرْتَهن بعقيقته تُذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويُسمى". [/font]
[font="] الأبناء جاء الترغيب بالدعاء لهم، وسئوال الله الهداية لهم، يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات لا ترد وذكر منها دعوة الوالد لولدة " فعلى الوالدين ألاّ يحرما ولدهما هذا الفضل العظيم، وأن يقتدوا بالأنبياء الكرام، عليهم الصلاة والسلام، فهم الأسوة الحسنة لنا، فهذا الخليل عليه السلام يقول: "رب أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي" ولما وهب الله لزكريا عليه السلام يحيى عليه السلام قال: "وأجعله ربي رضيا" ومن دعاء الخُلّص من عباد الرحمن "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين".[/font]
[font="] الدعاء على الأبناء خطء كبير يقع فيه كثير من الأباء في زمننا هذا، يدعوا على فلذة كبده لأدنى سبب!! يأخذ شيء لا يريد الوالد أن يأخذه الدعوة حاضرة: "الله يأخذك"!! يضرب الولد شيء برجله غير متعمد مباشرة تسمع "الله يجعلك بالعمى"!! وإذا سقط منه شيء وأنكسر على طول "الله يكسرك"!!.[/font]
[font="] هذه حماقة وجهل!! وأسوء من ذلك لعن الأولاد وسبهم!! والدعوات كالحجارة التي يرمى بها قد تُصيب وقد تُخطئ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الاولاد فقال عليه الصلاة والسلام: " لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعو على أولادكم، ولا تدعو على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم" فعود لسانك أن تدعو لأبنائك بالهداية والصلاح والاستقامة، فكم من خير ناله الأبناء بسبب دعوة صالحة، وافقة ساعة اجابة.[/font]
[font="] الأبناء أمانة في أعناقنا، وغرس الإيمان في قلوبهم من أعظم الواجبات، فيربون على محبة الله، وتعظيم أمره، والخوف منه، ومراقبته، لا سيما ونحن نعيش في زمن فُتحت فيه أبواب الشر من كل جانب، وغزينا في عقر دارنا، وأصبحت وسائل التواصل في أيدي أبنائنا، يتأثرون بها، وقد يقعون أسرى لها، هذه الوسائل الحديثة تمطر كمًًّا عظيما من الشبهات والشهوات يصعب معها المراقبة، ولا سبيل لمواجهتها، والتصدي لخطرها، الا بتعليم الأبناء العقيدة الصحيحة، وأن الله تعالى هو الذي خلقهم، ورزقهم، وأمدهم بصنوف النعم، ودفع عنهم الشر والنقم، وسخر لهم ما في الكون، وهو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه، فيعبدونه ويعظمونه ويحمدونه، وعلى نعمة يشكرونه، وانه في السماء مستوي على عرشه، مطلع على خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمرهم، سميع بصير يرى مكانهم، ويعلم سرهم ونجواهم، يعلمون ذلك، تحقيقا للفطرة التي فطر الله الخلق عليها قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهودانه أو يُنصرانه أو يُمجسانه". [/font]
[font="] أيها الاباء:[/font]
[font="] حث الأبناء على فعل العبادات، وتحبيبهم فيها، وتعليمهم إياها، ومكافئتهم على أدائها، من الأمور العظيمة التي أوجب الله عليكم القيام بها، وأولها وأعظمها الصلاة أكد اركان الاسلام، فإذا بلغ الولد سبع سنين أُمر بالصلاة، تدريبا له على الخير، وربطا له بالمسجد، وتعريفا له بفرضها، وتأليفا لقلبه كي يعتاد عليها، فإذا بلغ العشر ضُرب لتركها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنيين وأضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنيين وفرقوا بينهم في المضاجع" بالله عليكم كم مرة في الاسبوع نأمر أبنائنا بالذهاب إلى المدرسة!!! ونوجههم ونرغبهم فيها بل ونضربهم عليها!!! فإذا حضرت الصلاة فلا أمر ولا نهي!! ولا توجيه ولا ترغيب وكأن الأمر لا يعني من قريب ولا بعيد!!! مؤسف أن يكون لسان حال الأب في أعظم شعائر الإسلام: "صلى ما صلى بكيفه"!!! "بكرة يكبر ويصلي"!!! [/font]
[font="] على الاباء أن يعودوا أبنائهم على الصيام إذا أطاقوه فقد كان السلف يفعلونه، فعن الرُبيْع بنت معوذ رضي الله عنها قالت :كنا نصُومه _أي عاشوراء_ ونُصَوِّم صبيانا ونجعل لهم اللُّعبة من العهن _ الصوف_ فاذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الافطار.[/font]
[font="] أيها الاباء المربون:[/font]
[font="] عودوا الأبناء على الخير فهم يعتادونه، وعلموهم ما ينفعهم فهم يسمعونه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "عَودْهم الخير فإن الخير عادة" وأول ما ينبغي تعليمهم إياه كتاب الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" قال عبدالله بن عيسى: لا تزال هذه الأمة بخير، ما تعلم ولدانها القرآن. وقال السيوطي: تعليم الصبيان للقرآن أصل من أصول الاسلام، فينشئون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة، قبل تمكين الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال. ولقد كان السلف يتسابقون إلى ذلك، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما: يقول مفتخرا ًبما منَّ الله عليه: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابن عشر سنيين وقد قرأت المُحكم. وقال عبدالله بن محمد الاصبهاني: حفظت القرآن ولي خمس سنيين. وقال عبدالله ابن الامام أحمد لقنني أبي القرآن كله باختياره. ويقول الشافعي: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين. وسهل بن عبدالله يقول عن نفسه: ومضيت إلى الكُتّاب فتعلمت القرآن وأنا ابن ست سنين. فللقرآن تأثير عجيب في سلوك الأبناء وأخلاقهم ومعاملاتهم، فعلى الأباء أن يحرصوا كل الحرص على تعليم أبنائهم القرآن ففي ذلك الخير والصلاح، والنجاح والفلاح، في الدنيا والاخرة.[/font]
[font="] أم أنس بن مالك رضي الله عنهم ما فتئت تعلم ابنها وتربيه، ولرجاحة عقلها، وكمال ذكائها، دفعت به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ابن سبع سنين ليخدُمه ويتعلم منه، ويتربى على يده، فنال أنس من الخير والشرف وساما عظيما، وحازا فضلا كبيرا، فصار خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/font]
[font="] علموا أبنائكم الأداب الشرعية قال تعالى: "يا أيها الذين امنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودوها الناس والحجارة" قال علي رضي الله عنه: أي علموهم وأدبوهم. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نحلَ والدٌ ولده أفضل من أدب حسن" قال شهر بن حوشب كان يقال: الأدب من الأباء والهداية من الله، رواه البخاري في الأدب المفرد. فيُربى الأبناء التربية الاجتماعية و الأخلاقية، ومراعاة الآداب العامة، فيعود على التحية بالسلام، و ادأب الاستئذان، وزيارة المرضى، والعطف على الفقراء، وحضور الصلوات النوافل كالتراويح والاستسقاء، وشهود الجنائز، ويربون كذلك على تأدية الحقوق، والقيام بها، من بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، وتوقير العلماء وكبار السن.[/font]
[font="] ويُعلّم ادأب المحادثة، والطعام، والشراب، واللباس، والمسجد، وغيرها، يعودون على صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وكتم الاسرار، وسلامة الصدر من الاحقاد، والكرم و الشجاعة، والغيرة على العرض، والأنفة والحمية، وعدم الرضا بالدنية، وإيثار الكرامة والحرية والإباء، ورفض الخنوع والخضوع وقبول الإهانة، والاعتزاز بالدين والأخلاق والعادات والقيم الفاضلة، فليست التربية جلب الطعام والدواء!! وتوفير المسكن والكساء!! بل عملية شاقة، ومهمة صعبة لما أُودع حكام بني أمية السجن بعد سقوط دولتهم سئلهم الخليفة العباسي ما أشد ما لقيتم بالسجن؟؟ قالوا: ما فقدناه من تربية أبنائنا!! دخل عبد الله ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم حين حاصره الحجاج بمكة ورمى الكعبة بالمنجنيق فقال يا أماه أخشى أن قتلني الحجاج أن يمثل بي؟؟ فقالت: يا بُني وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها!! فلما قُتل وصُلب مرت به ونظرت إليه وقالت: أما آن لهذا الفارس أن يترجل!!! أما آن لهذا الفارس أن يترجل!!! [/font]
[font="] قديما قيل: إن التي تهز المهد بيسرها تهز العالم بيمناها [/font]
[font="] مشكلتنا في ضعف تربية أبنائنا على النماذج العالية، والأنفس الكريمة، كان ابن الزبير لا يُجارى في ثلاث شجاعة وبلاغة وعبادة. أين أبنائنا من هذه الأخلاق الفاضلة؟؟ أين الشجاعة وأكثر أبنائنا يخاف من ظله!! تربوا على الخوف والخنوع والذل حتى صدق فيهم قول القائل: "لا يسري الليل ولا يقطع السيل!!! أين الكرم والبذل عند أبنائنا!! كم هو مؤسف ان تجد أبناء في سن الرجولة وتقف على باب بيته فلا يقل تفضل!!! أما البلاغة فأكثر أبنائنا لا يستطيع أن يقول كلمتين على بعضها ألا ان كانت أغاني!!!![/font]
[font="] واذا أصيب القوم في أخلاقهم** فأقم عليهم مأتما وعويلا.[/font]
[font="] [/font]
[font="] الحمد لله على إحسانه.....[/font]
[font="] أيها الأباء:[/font]
[font="] القدوة من أمضى وسائل التربية، وأبرز ما يعين على غرس الصلاح والاستقامة في نفوس الناشئة، وهي مهمة بكل حال، والاسلام ينهى عن مخالفة الأفعال للأقوال "يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" [/font]
[font="] الابناء بطبيعتهم يحبون التقليد و المحاكاة، وتقمص شخصية الغير لاسيما أباءهم، وخصوصا في أول العمر والطفل منذ السنة الثانية من ولادته يبدأ بتقليد أبويه، ويبلغ التقليد غايته في سن الخامسة أو السادسة، وهذا أمر يغفل عنه كثير من الأباء ولهذا تجد الطفل يقلد أبيه في مشيته وجلسته وطريقة كلامه ،وربما أخذ أعقاب السجائر أو عود السواك يقلد والده!!! فيجب على الأب والمربي أن يكون قدوة صالحة، يتحلى بالمكارم حتى ينشأ الولد عليها، ويحرص على تطبيق أوامر الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سلوكا وعملا لأن أبنائهم في مراقبة مستمرة لهم، ولهذا كانت الصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد إلا المكتوبة، وبفعل الصلاة النافلة في البيت يتعلم النشء ويقلدوا أبائهم، ويحرصون عليها في كبرهم، ومثل ذلك الأداب والأخلاق والحقوق.[/font]
[font="] [/font][font="]مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ * فقلدَ شكلَ مشيتهِ بنوهُ[/font][font="][/font]
[font="] فقالَ علامَ تختالونَ؟ قالوا: * بدأْتَ به ونحنُ مقلّدوهُ[/font][font="][/font]
[font="] فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ * فإنا إن عدلْتَ مُعدِّلوه[/font][font="][/font]
[font="] أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ * يُجاري بالخُطى من أدبوه؟[/font][font="][/font]
[font="] وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا * على ما كان عوَّدَه أبوه[/font][font="] [/font]
[font="] للصحبة أثر بالغ في توجه الابناء وسلوكهم، و"الصاحب ساحب" وللصاحب أثر إيجابي أو سلبي على قرينه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير" فالجليس الصالح يعلم الابن ما ينفعه في دينه ودنياه، وينصح له، و يحذره مما يضره، والجليس السوء يدل على كل فاحشة، ويهون عليه كل منكر ومعصية، ويقوده إلى فعلها، والوقوع في حبائلها، فعلى الأب أن يختار لابنه الصحبة الصالحة، ويدله عليها، و يحذره من صحبة الاشرار.[/font]
[font="] علقمة العُطاردي لما حضرته الوفاة أوصى أبنه فقال يا بُني: "اذا عرضت لك صحبة الرجال فاصحب من اذا خدمته صانك، وإذا صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة أعانك، أصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإذا رأى منك حسنة عدها، وإن رأى سيئة سدها، أصحب من اذا سألته أعطاك، وإن نزلت بك نازلة واساك، أصحب من إذا قلت صدَقك، وإن حاولت أمرا أعانك، وإن تنازعتما أَثَرك" فجمع لابنه حقوق الصحبة كلها وشرط عليه أن يكون صاحبه قائما بجميعها!!! فلما سمع بذلك المأمون قال: فأين هذا؟؟ فقيل له: أتدري لما أوصاه بذلك؟؟ قال: لا. قالو: لأنه أراد من ابنه أن لا يصحب أحد.[/font]
[font="] الأبناء يقع من الخطء لا محاله، ويحصل منهم التقصير ولابد!! فعلى الأب أن يحرص على المسارعة لتصحيح الخطء، ومعالجة التقصير، والتوجيه والتعليم، بأسلوب حسن، وطريقة مناسبة، اختيار الوقت الأمثل لعرضه ومعالجته كأن يرى نفسية الأبن منشرحة، أو في وقت رقة القلب كأوقات الاختبارات أو المرض، لأنه يقبل التوجيه، وانظروا الى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما زار الغلام اليهودي الذي كان يخدمه، وقعد عند رأسه فقال له: "أسلم" فنظر الغلام إلى ابيه!! فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم الغلام. [/font]
[font="] على الأباء حماية أبنائهم من المنكرات، وتطهير المنزل من كل الوسائل الضارة، والحذر من تربية أبنائه على الميوعة والفوضى، وتعويدهم على البذخ والترف، والاغراق في النعيم، وإعطائهم ما يريدون مع عدم تفقدهم والتعرف على أحوالهم، ماذا يفعلون؟؟ ومن يصاحبون؟؟ مؤسف أن تجد التفريط في التربية وصل لحد أن يذهب البنات إلى السوق بلا محرم!! وأن يخرجن من المنزل دون حاجة!! وان توفر أجهزة الاتصال دون توجيه ومراقبة، يكلمون من شاؤا!! ويتعرفون على من أرادوا!! ويخرجون مع من هب ودب!! مؤسف أيضا أن تُدخل وسائل الشر، والقنوات الفضائحية، في غرف الأبناء والبنات، تعرض ما يخدش الحياء، ويقضي على الفضيلة والغيرة، والأباء لا يعلمون بشيء!!! بل تجد بعضهم يعتذر عنهم!!! وعنده ثقة مفرطة فيهم!!! وهم في سن مراهقة، وأعمار صغيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من عبد يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ألا حرم الله عليه الجنة".[/font]
[font="] على الأباء أن يجنبا أولادهم أسباب الانحراف الجنسي، وذلك بحمايتهم من مطالعة القصص الغرامية، والمجلات الخليعة، والأغاني الماجنة، وتجنبهم الزينة الفارهة، و الميوعة القاتلة، فيمنع الولد من الافراط في التّجمل، والمبالغة في التأنق والتطيب، ويُنهى عن التعري والتكشف، لأن هذه الاعمال تتسبب في فساد طباعهم، وتقودهم إلى إغواء الاخرين وفتنتهم، وتجرهم إلى الرذيلة.[/font]
[font="] أيها الأباء:[/font]
[font="] قدروا مسؤوليتكم مع أبنائكم، وقوموا بها كما أمرتم "والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته" وأدوا الأمانة التي اؤتمنتم عليها، وارعوها حق رعايتها، وحذروا خيانتها "يا أيها الذين أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون. واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ وأن الله عنده أجر عظيم".[/font]
[font="] إن الحمد الله ...[/font]
[font="] عباد الله:[/font]
[font="] الأبناء حبات القلوب، وقرة العيون، ورياض البيوت، بهجة حياتنا وهبة الرحمن لنا "يهب لمن يشاء إناث ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير". [/font]
[font="] الأبناء نعمة وهبة، وزينة ومفخرة "المال والبنون زينة الحياة الدنيا " وهم عدو وفتنة، ومَجْبَنة ومَبْخلة "يا أيها الذين امنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم" ويقول تعالى: "إنما أموالكم وأولادكم فتنه ".[/font]
[font="] الأبناء عظمت عناية الإسلام بهم، وحثت الشريعة الغراء على رعايتهم والإحسان إليهم، بداء من اختيار الزوجة الصالحة " تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فظفر بذات الدين تربت يداك" فدين المرأة وصلاحها وتقواها، وإنابتها إلى ربها ومولاها، خير ما تُنكح المرأة لأجله. ثم اختيار الاسم الحسن للولد، والعقيقة عنه يقول النبي عليه الصلاة والسلام: " كل غلام مُرْتَهن بعقيقته تُذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويُسمى". [/font]
[font="] الأبناء جاء الترغيب بالدعاء لهم، وسئوال الله الهداية لهم، يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات لا ترد وذكر منها دعوة الوالد لولدة " فعلى الوالدين ألاّ يحرما ولدهما هذا الفضل العظيم، وأن يقتدوا بالأنبياء الكرام، عليهم الصلاة والسلام، فهم الأسوة الحسنة لنا، فهذا الخليل عليه السلام يقول: "رب أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي" ولما وهب الله لزكريا عليه السلام يحيى عليه السلام قال: "وأجعله ربي رضيا" ومن دعاء الخُلّص من عباد الرحمن "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين".[/font]
[font="] الدعاء على الأبناء خطء كبير يقع فيه كثير من الأباء في زمننا هذا، يدعوا على فلذة كبده لأدنى سبب!! يأخذ شيء لا يريد الوالد أن يأخذه الدعوة حاضرة: "الله يأخذك"!! يضرب الولد شيء برجله غير متعمد مباشرة تسمع "الله يجعلك بالعمى"!! وإذا سقط منه شيء وأنكسر على طول "الله يكسرك"!!.[/font]
[font="] هذه حماقة وجهل!! وأسوء من ذلك لعن الأولاد وسبهم!! والدعوات كالحجارة التي يرمى بها قد تُصيب وقد تُخطئ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الاولاد فقال عليه الصلاة والسلام: " لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعو على أولادكم، ولا تدعو على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم" فعود لسانك أن تدعو لأبنائك بالهداية والصلاح والاستقامة، فكم من خير ناله الأبناء بسبب دعوة صالحة، وافقة ساعة اجابة.[/font]
[font="] الأبناء أمانة في أعناقنا، وغرس الإيمان في قلوبهم من أعظم الواجبات، فيربون على محبة الله، وتعظيم أمره، والخوف منه، ومراقبته، لا سيما ونحن نعيش في زمن فُتحت فيه أبواب الشر من كل جانب، وغزينا في عقر دارنا، وأصبحت وسائل التواصل في أيدي أبنائنا، يتأثرون بها، وقد يقعون أسرى لها، هذه الوسائل الحديثة تمطر كمًًّا عظيما من الشبهات والشهوات يصعب معها المراقبة، ولا سبيل لمواجهتها، والتصدي لخطرها، الا بتعليم الأبناء العقيدة الصحيحة، وأن الله تعالى هو الذي خلقهم، ورزقهم، وأمدهم بصنوف النعم، ودفع عنهم الشر والنقم، وسخر لهم ما في الكون، وهو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه، فيعبدونه ويعظمونه ويحمدونه، وعلى نعمة يشكرونه، وانه في السماء مستوي على عرشه، مطلع على خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمرهم، سميع بصير يرى مكانهم، ويعلم سرهم ونجواهم، يعلمون ذلك، تحقيقا للفطرة التي فطر الله الخلق عليها قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهودانه أو يُنصرانه أو يُمجسانه". [/font]
[font="] أيها الاباء:[/font]
[font="] حث الأبناء على فعل العبادات، وتحبيبهم فيها، وتعليمهم إياها، ومكافئتهم على أدائها، من الأمور العظيمة التي أوجب الله عليكم القيام بها، وأولها وأعظمها الصلاة أكد اركان الاسلام، فإذا بلغ الولد سبع سنين أُمر بالصلاة، تدريبا له على الخير، وربطا له بالمسجد، وتعريفا له بفرضها، وتأليفا لقلبه كي يعتاد عليها، فإذا بلغ العشر ضُرب لتركها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنيين وأضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنيين وفرقوا بينهم في المضاجع" بالله عليكم كم مرة في الاسبوع نأمر أبنائنا بالذهاب إلى المدرسة!!! ونوجههم ونرغبهم فيها بل ونضربهم عليها!!! فإذا حضرت الصلاة فلا أمر ولا نهي!! ولا توجيه ولا ترغيب وكأن الأمر لا يعني من قريب ولا بعيد!!! مؤسف أن يكون لسان حال الأب في أعظم شعائر الإسلام: "صلى ما صلى بكيفه"!!! "بكرة يكبر ويصلي"!!! [/font]
[font="] على الاباء أن يعودوا أبنائهم على الصيام إذا أطاقوه فقد كان السلف يفعلونه، فعن الرُبيْع بنت معوذ رضي الله عنها قالت :كنا نصُومه _أي عاشوراء_ ونُصَوِّم صبيانا ونجعل لهم اللُّعبة من العهن _ الصوف_ فاذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الافطار.[/font]
[font="] أيها الاباء المربون:[/font]
[font="] عودوا الأبناء على الخير فهم يعتادونه، وعلموهم ما ينفعهم فهم يسمعونه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "عَودْهم الخير فإن الخير عادة" وأول ما ينبغي تعليمهم إياه كتاب الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" قال عبدالله بن عيسى: لا تزال هذه الأمة بخير، ما تعلم ولدانها القرآن. وقال السيوطي: تعليم الصبيان للقرآن أصل من أصول الاسلام، فينشئون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة، قبل تمكين الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال. ولقد كان السلف يتسابقون إلى ذلك، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما: يقول مفتخرا ًبما منَّ الله عليه: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابن عشر سنيين وقد قرأت المُحكم. وقال عبدالله بن محمد الاصبهاني: حفظت القرآن ولي خمس سنيين. وقال عبدالله ابن الامام أحمد لقنني أبي القرآن كله باختياره. ويقول الشافعي: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين. وسهل بن عبدالله يقول عن نفسه: ومضيت إلى الكُتّاب فتعلمت القرآن وأنا ابن ست سنين. فللقرآن تأثير عجيب في سلوك الأبناء وأخلاقهم ومعاملاتهم، فعلى الأباء أن يحرصوا كل الحرص على تعليم أبنائهم القرآن ففي ذلك الخير والصلاح، والنجاح والفلاح، في الدنيا والاخرة.[/font]
[font="] أم أنس بن مالك رضي الله عنهم ما فتئت تعلم ابنها وتربيه، ولرجاحة عقلها، وكمال ذكائها، دفعت به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ابن سبع سنين ليخدُمه ويتعلم منه، ويتربى على يده، فنال أنس من الخير والشرف وساما عظيما، وحازا فضلا كبيرا، فصار خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/font]
[font="] علموا أبنائكم الأداب الشرعية قال تعالى: "يا أيها الذين امنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودوها الناس والحجارة" قال علي رضي الله عنه: أي علموهم وأدبوهم. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نحلَ والدٌ ولده أفضل من أدب حسن" قال شهر بن حوشب كان يقال: الأدب من الأباء والهداية من الله، رواه البخاري في الأدب المفرد. فيُربى الأبناء التربية الاجتماعية و الأخلاقية، ومراعاة الآداب العامة، فيعود على التحية بالسلام، و ادأب الاستئذان، وزيارة المرضى، والعطف على الفقراء، وحضور الصلوات النوافل كالتراويح والاستسقاء، وشهود الجنائز، ويربون كذلك على تأدية الحقوق، والقيام بها، من بر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، وتوقير العلماء وكبار السن.[/font]
[font="] ويُعلّم ادأب المحادثة، والطعام، والشراب، واللباس، والمسجد، وغيرها، يعودون على صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وكتم الاسرار، وسلامة الصدر من الاحقاد، والكرم و الشجاعة، والغيرة على العرض، والأنفة والحمية، وعدم الرضا بالدنية، وإيثار الكرامة والحرية والإباء، ورفض الخنوع والخضوع وقبول الإهانة، والاعتزاز بالدين والأخلاق والعادات والقيم الفاضلة، فليست التربية جلب الطعام والدواء!! وتوفير المسكن والكساء!! بل عملية شاقة، ومهمة صعبة لما أُودع حكام بني أمية السجن بعد سقوط دولتهم سئلهم الخليفة العباسي ما أشد ما لقيتم بالسجن؟؟ قالوا: ما فقدناه من تربية أبنائنا!! دخل عبد الله ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم حين حاصره الحجاج بمكة ورمى الكعبة بالمنجنيق فقال يا أماه أخشى أن قتلني الحجاج أن يمثل بي؟؟ فقالت: يا بُني وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها!! فلما قُتل وصُلب مرت به ونظرت إليه وقالت: أما آن لهذا الفارس أن يترجل!!! أما آن لهذا الفارس أن يترجل!!! [/font]
[font="] قديما قيل: إن التي تهز المهد بيسرها تهز العالم بيمناها [/font]
[font="] مشكلتنا في ضعف تربية أبنائنا على النماذج العالية، والأنفس الكريمة، كان ابن الزبير لا يُجارى في ثلاث شجاعة وبلاغة وعبادة. أين أبنائنا من هذه الأخلاق الفاضلة؟؟ أين الشجاعة وأكثر أبنائنا يخاف من ظله!! تربوا على الخوف والخنوع والذل حتى صدق فيهم قول القائل: "لا يسري الليل ولا يقطع السيل!!! أين الكرم والبذل عند أبنائنا!! كم هو مؤسف ان تجد أبناء في سن الرجولة وتقف على باب بيته فلا يقل تفضل!!! أما البلاغة فأكثر أبنائنا لا يستطيع أن يقول كلمتين على بعضها ألا ان كانت أغاني!!!![/font]
[font="] واذا أصيب القوم في أخلاقهم** فأقم عليهم مأتما وعويلا.[/font]
[font="] [/font]
[font="] الحمد لله على إحسانه.....[/font]
[font="] أيها الأباء:[/font]
[font="] القدوة من أمضى وسائل التربية، وأبرز ما يعين على غرس الصلاح والاستقامة في نفوس الناشئة، وهي مهمة بكل حال، والاسلام ينهى عن مخالفة الأفعال للأقوال "يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" [/font]
[font="] الابناء بطبيعتهم يحبون التقليد و المحاكاة، وتقمص شخصية الغير لاسيما أباءهم، وخصوصا في أول العمر والطفل منذ السنة الثانية من ولادته يبدأ بتقليد أبويه، ويبلغ التقليد غايته في سن الخامسة أو السادسة، وهذا أمر يغفل عنه كثير من الأباء ولهذا تجد الطفل يقلد أبيه في مشيته وجلسته وطريقة كلامه ،وربما أخذ أعقاب السجائر أو عود السواك يقلد والده!!! فيجب على الأب والمربي أن يكون قدوة صالحة، يتحلى بالمكارم حتى ينشأ الولد عليها، ويحرص على تطبيق أوامر الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سلوكا وعملا لأن أبنائهم في مراقبة مستمرة لهم، ولهذا كانت الصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد إلا المكتوبة، وبفعل الصلاة النافلة في البيت يتعلم النشء ويقلدوا أبائهم، ويحرصون عليها في كبرهم، ومثل ذلك الأداب والأخلاق والحقوق.[/font]
[font="] [/font][font="]مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ * فقلدَ شكلَ مشيتهِ بنوهُ[/font][font="][/font]
[font="] فقالَ علامَ تختالونَ؟ قالوا: * بدأْتَ به ونحنُ مقلّدوهُ[/font][font="][/font]
[font="] فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ * فإنا إن عدلْتَ مُعدِّلوه[/font][font="][/font]
[font="] أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ * يُجاري بالخُطى من أدبوه؟[/font][font="][/font]
[font="] وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا * على ما كان عوَّدَه أبوه[/font][font="] [/font]
[font="] للصحبة أثر بالغ في توجه الابناء وسلوكهم، و"الصاحب ساحب" وللصاحب أثر إيجابي أو سلبي على قرينه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير" فالجليس الصالح يعلم الابن ما ينفعه في دينه ودنياه، وينصح له، و يحذره مما يضره، والجليس السوء يدل على كل فاحشة، ويهون عليه كل منكر ومعصية، ويقوده إلى فعلها، والوقوع في حبائلها، فعلى الأب أن يختار لابنه الصحبة الصالحة، ويدله عليها، و يحذره من صحبة الاشرار.[/font]
[font="] علقمة العُطاردي لما حضرته الوفاة أوصى أبنه فقال يا بُني: "اذا عرضت لك صحبة الرجال فاصحب من اذا خدمته صانك، وإذا صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة أعانك، أصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإذا رأى منك حسنة عدها، وإن رأى سيئة سدها، أصحب من اذا سألته أعطاك، وإن نزلت بك نازلة واساك، أصحب من إذا قلت صدَقك، وإن حاولت أمرا أعانك، وإن تنازعتما أَثَرك" فجمع لابنه حقوق الصحبة كلها وشرط عليه أن يكون صاحبه قائما بجميعها!!! فلما سمع بذلك المأمون قال: فأين هذا؟؟ فقيل له: أتدري لما أوصاه بذلك؟؟ قال: لا. قالو: لأنه أراد من ابنه أن لا يصحب أحد.[/font]
[font="] الأبناء يقع من الخطء لا محاله، ويحصل منهم التقصير ولابد!! فعلى الأب أن يحرص على المسارعة لتصحيح الخطء، ومعالجة التقصير، والتوجيه والتعليم، بأسلوب حسن، وطريقة مناسبة، اختيار الوقت الأمثل لعرضه ومعالجته كأن يرى نفسية الأبن منشرحة، أو في وقت رقة القلب كأوقات الاختبارات أو المرض، لأنه يقبل التوجيه، وانظروا الى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما زار الغلام اليهودي الذي كان يخدمه، وقعد عند رأسه فقال له: "أسلم" فنظر الغلام إلى ابيه!! فقال: أطع أبا القاسم. فأسلم الغلام. [/font]
[font="] على الأباء حماية أبنائهم من المنكرات، وتطهير المنزل من كل الوسائل الضارة، والحذر من تربية أبنائه على الميوعة والفوضى، وتعويدهم على البذخ والترف، والاغراق في النعيم، وإعطائهم ما يريدون مع عدم تفقدهم والتعرف على أحوالهم، ماذا يفعلون؟؟ ومن يصاحبون؟؟ مؤسف أن تجد التفريط في التربية وصل لحد أن يذهب البنات إلى السوق بلا محرم!! وأن يخرجن من المنزل دون حاجة!! وان توفر أجهزة الاتصال دون توجيه ومراقبة، يكلمون من شاؤا!! ويتعرفون على من أرادوا!! ويخرجون مع من هب ودب!! مؤسف أيضا أن تُدخل وسائل الشر، والقنوات الفضائحية، في غرف الأبناء والبنات، تعرض ما يخدش الحياء، ويقضي على الفضيلة والغيرة، والأباء لا يعلمون بشيء!!! بل تجد بعضهم يعتذر عنهم!!! وعنده ثقة مفرطة فيهم!!! وهم في سن مراهقة، وأعمار صغيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من عبد يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ألا حرم الله عليه الجنة".[/font]
[font="] على الأباء أن يجنبا أولادهم أسباب الانحراف الجنسي، وذلك بحمايتهم من مطالعة القصص الغرامية، والمجلات الخليعة، والأغاني الماجنة، وتجنبهم الزينة الفارهة، و الميوعة القاتلة، فيمنع الولد من الافراط في التّجمل، والمبالغة في التأنق والتطيب، ويُنهى عن التعري والتكشف، لأن هذه الاعمال تتسبب في فساد طباعهم، وتقودهم إلى إغواء الاخرين وفتنتهم، وتجرهم إلى الرذيلة.[/font]
[font="] أيها الأباء:[/font]
[font="] قدروا مسؤوليتكم مع أبنائكم، وقوموا بها كما أمرتم "والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته" وأدوا الأمانة التي اؤتمنتم عليها، وارعوها حق رعايتها، وحذروا خيانتها "يا أيها الذين أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون. واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ وأن الله عنده أجر عظيم".[/font]
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق