تذكير بنعمة الأمن

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/03/16 - 2024/09/19 23:03PM
الحَمْدُ لِلهِ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُوْلَى وَالآخِرَةِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ الظَّاهِرَة وَالبَاطِنَةِ وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
فَاتَّقُوا اللَّهَ رَحِمَكُم اللَّهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَمْن وَالْإِيمَان قَرِينان مُتَلازِمان فَلَا يتحقَّق الأمنُ إلاَّ بِالإِيمَانِ وَالتَّوْحِيد الْخَالِص كَمَا قَالَ تَعَالَى (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ )) فَالأَمْنُ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ﷺ (مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِربِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَومِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنيَا) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَالأَمْنُ هِبَةٌ مِن اللّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَسْتَوْجِبُ الْحَمْدَ والشُّكرَ وَالأَمْنُ مِنْ أهمِّ متطلبات الْحَيَاة فَبِه تتحقَّقُ الحياةُ السعيدةُ ويحصُلُ الرَّخَاءُ والاِسْتِقْرَارُ وَتتحقَّقُ السَّلَامَةُ مِنْ الْفِتَنِ والشُّرُورِ لِذَا فَالْأَمْنُ نِعْمَةٌ كُبْرَى لَا يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلَّا مِنَ اكْتَوَى بِنَارِ فَقْدِهَا عِبَادَ اللهِ لَقَدْ اِمْتَنَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكُمْ فِي هَذِهِ اَلْبِلَادِ المُبَارَكَةِ باِجْتِمَاعٍ اَلْكَلِمَةِ ووحْدَةِ الصَّفِ فَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ والمِنَّةُ فَاحْمَدُوهُ وَاشْكُرُوهُ وَاقَدُرُوا هَذِهِ اَلنِّعْمَةَ قَدْرَهَا فَإِنَّ تَعْدَادَ اَلنِّعَمِ مِمَّا يُوجِبُ شُكْرَهَا وَالْقِيَامَ بِحَقِّهَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))
عِبَادَ اللهِ وَمَنْ التَّحَدُّثِ بِالنِّعْمَةِ مَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَة بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ مِنْ نِعَمِةِ التَّوْحِيدِ وَالْوَحْدَةِ وَالْأَمْنِ وَالرَّخَاءِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَخِدْمَةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَقَاصِدِيهِمَا وَالِاهْتِمَامِ بِقَضَايَا الْمُسْلِمِين مُنْذُ تَأْسِيسِهَا عَلَى يَدِ المَلِكِ عَبْدِ العَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ وَطَيَّبَ ثَرَاهُ إِلَى عَهْدِ خَادِمِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ المَلِكِ سَلْمَانِ بِنِ عَبْدِ العَزِيزِ وَسُمُوِ وَلِيِّ عَهْدِهِ الأَمِيرِ مُحَمَّدِ بِنِ سَلْمَانِ حَفِظَهُمَا اللهُ تَعَالَى وَزَادَهُمَا عِزّاً وَتَوْفِيقاً وَتَسْدِيدًا وَبَارَكَ لَهُمَا فِي أَعْمَارِهِمَا وَأعْمَالِهِمَا فَأَنْتُمْ بِفَضْلِ اَللَّهِ فِي اِجْتِمَاعٍ وَائْتِلَافٍ وَانْسِجَامٍ وَوَحْدَةٍ وَتَوْحِيدٍ وَاجْتِمَاعِ كَلِمَةٍ تَحْتَ رَايَةٍ وَاحِدَةٍ جَامِعَةٍ وَبَيْعَةٍ شَرْعِيَّةٍ رَاسِخَةٍ فَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ والمِنَّةُ فَيَجِبُ عَلَينَا الحِفَاظِ عَلَى أمْنِ بِلَادِنَا وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا ومُكْتَسَبَاتِهَا وَتَحْقِيقِ الْوَحْدَة الدِّينِيَّةِ وَالُّلحْمَةِ الوَطَنِيَّةِ وَالْبَيعَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالدُّعَاءِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ حَفِظَهُمْ اللَّهُ أَدِامَ اللهُ عَلَى بِلَادِنَا أَمْنَهَا وَرَخَاءَهَا وَاسْتِقْرَارَهَا وَحَفِظَ وُلَاةَ أَمْرِنَا وَزَادَهُمْ نَصْرًا وَتَوْفِيقاً وَأَيَّدَهُمْ بِالحَقِّ وَنَفَعَ بِهِمُ البِلَادَ والعِبَادَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشِّيطَانِ الرَّجِيمِ (( أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )) بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْحِكْمَةِ أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاحْمَدُوهُ عَلَى نِعْمَةِ التَّوحِيدِ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَةِ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِ وكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً مَعَ وُلَاةِ أَمْرِكُمْ فِي السَّمع ِوالطَّاعةِ وَحِفْظِ الأَمْنِ وَالبُعْدِ عَنِ الشُّرُورِ والْفِتَنِ وَاعْتَبِرُوا بِمَنْ حَولَكُمْ مِنَ الدُّوَلِ الَّتِي يَشِيعُ فِيهَا الظُّلْمُ والفَوضَى وَعَدَمُ الاِسْتِقْرَارُ وَلَا يَأْمَنُ النَّاسُ عَلَى أَرْوَاحِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ ومُمتَلَكَاتِهمْ بَلْ يَعِيشُونَ فِي خَوفٍ وَاضْطِرَابٍ وَقَلَقٍ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِوُلَاةِ أَمْرِكُمْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنَّ اَللَّهَ أَمْرَكُمْ بِذَلِكَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وفِي الصَّحِيحِ قَالَ ﷺ ( عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أحَبَّ وكَرِهَ إلَّا أنْ يُؤْمَرَ فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سَمْعَ ولا طاعةً ) حِفْظِ اللَّهِ لبلادنا أَمّنَهَا وأمانها وَاسْتِقْرَارِهَا وَرَخَاءَهَا وَحَفِظ لَهَا وَلَّاةَ أَمْرِهَا وَزَادَهُمْ عِزَةً وَتَوفِيقًا وَبَارَك فِي أَعْمَارِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ
هَذَا وَصَلُّوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ
فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم
عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات

1726776176_خطبة الجمعة17 من ربيع الأول 1446هـ عن نعمة التوحيد والأمن واجتماع الكلمة ووحدة الصف.pdf

المشاهدات 897 | التعليقات 0