تذكير العباد بخصائص الإسلام ومنها الأعياد
محمد بن عبدالله التميمي
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ هَدَانَا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَشَرَعَ لَنَا دِينًا قَوِيمًا (مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) نَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَانَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَفَّقَ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ لِلْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَكَانَ عَمَلُهُمْ مَبْرُورًا، وَسَعْيُهُمْ مَشْكُورًا، وَزلَّ عَنْ صِرَاطِهِ أُمَمٌ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ تَرَكَنَا عَلَى بَيْضَاءَ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللَّهَ ـ تَعَالَى ـ وَأَطِيعُوهُ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا هَدَاكُمْ؛ فَأَكْثَرُ النَّاسِ قَدْ ضَلُّوا عَنْ دِينِهِ، وَحَادُوا عَنْ شَرِيعَتِهِ، وَاسْتَوْجَبُوهُ سُخْطَهُ وَنِقْمَتَهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَقَلِيلٌ مَنْ هَدَاهُمْ إِلَى مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الدِّينِ، وَكُنْتُمْ مِنْ هَذَا الْقَلِيلِ بِفَضْلِ اللَّهِ ـ تَعَالَى ـ عَلَيْكُمْ، وَهِدَايَتِهِ لَكُمْ (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)، لقد اصْطَفَى اللَّهُ تَعَالَى أُمَّةَ الْإِسْلَامِ فَجَعَلَهَا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَامْتَنَّ عَلَيْهَا بِبِعْثَةِ خَيْرِ الْأَنَامِ، وَاخْتَصَّهَا بِأَحْسَنِ كِتَابٍ، وَخَتَمَ بِشَرِيعَتِهَا دينا ظَاهِرًا عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.
الإسلامُ دينٌ كامِلٌ لا نقصَ فيه بوجهٍ مِن الوجُوه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)، هو أحسنُ الأديان (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ). ولحُسنِه يوَدُّ الكافِرُ أن يكون مِن أهلِه (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) دينُ الإسلام دينٌ هادٍ لجميعِ الخَلقِ، رحمةٌ لجميعِ البشرِ على تعاقُبِ الأزمانِ والدُّهور، قال -عزَّ وجل-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
كتبَ الله لهذا الدين البقاءَ في الأرضِ والنُّفُوذ، قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا يَبقَى على ظهرِ الأرضِ بيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ" - أي: كلَّ بيتٍ في البوادِي والحواضِر - "ألا أدخَلَه الله كلِمةَ الإسلام بعِزٍّ عزيزٍ، أو ذُلِّ ذليلٍ" (رواه أحمد).
جمَعَ بين العدلِ والرحمةِ، والإصلاحِ والإحسانِ، قال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ).
الإسلامُ يُدخل على أهلِه الخيرات؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: "أيُّما أهل بيتٍ مِن العربِ أو العَجَمِ أرادَ الله بهم خَيرًا أدخَلَ عليهم الإسلامَ" (رواه أحمد)، وهو سبَبٌ للحياةِ الطيبةِ وسعادةِ الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً).
الإسلامُ مُوجِبٌ للعِزَّة والقوَّة، قال -عزَّ وجل-: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، والله ناصِرٌ أهلَه، وهو معهم، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)، قال عُمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-: "نحن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام، فمهما ابتَغَينا العِزَّةَ في غَيرِه أذَلَّنا الله".
عباد الله.. وَحِينَ أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْأُمَّةَ بِكُلِّ هَذَا التَّكْرِيمِ، وَوَعَدَهَا بِالتَّمْكِينِ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَرَادَ مِنْهَا أَنْ تَكُونَ مُتَمَيِّزَةً عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِمَا تَمْلِكُهُ مِمَّا لَا يَمْلِكُهُ غَيْرُهَا، وَفَرَضَ عَلَيْهَا أَنْ تَكُونَ فَخُورَةً بِدِينِهَا، عَزِيزَةً بِكِتَابِهَا، مُتَمَسِّكَةً بِشَرِيعَتِهَا، دَاعِيَةً غَيْرَهَا إِلَيْهَا؛ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
وَالتَّعْظِيمُ فِي الْإِسْلَامِ حَقٌّ لِلَّـهِ -تَعَالَى-، وَتَخْصِيصُ أَزْمِنَةٍ أَوْ أَمْكِنَةٍ بِأَعْمَالٍ تَعَبُّدِيَّةٍ لَيْسَ إِلَّا لِلَّـهِ -تَعَالَى-؛ فَهُوَ سُبْحَانَهُ خَالِقُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ، وَهُوَ -تَعَالَى- المُتَصَرِّفُ فِيهِمَا، المُدَبِّرُ لَهُمَا، فَيَشْرَعُ مَا يَشَاءُ مِنْ شَعَائِرِ التَّعَبُّدِ وَالتَّعْظِيمِ فِيهِمَا.
وَلمَّا كَانَتِ الْأُمَمُ يَخْتَلِطُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ فَيَتَسَرَّبُ مَعَ الخُلْطَةِ شَيْءٌ مِنَ الْعَادَاتِ وَالْعِبَادَاتِ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ أَوْصَدَ هَذَا الْبَابَ بِمَنْعِ التَّشَبُّهِ بِالْكُفَّارِ، وَالتَّشْدِيدِ فِيهِ حَتَّى خَاطَبَ اللهُ -تَعَالَى- نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ)، وَكُرِّرَ هَذَا المَعْنَى فِي الْقُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِأَجْلِ أَنْ لَا تَتَسَرَّبَ شَعَائِرُ الْكُفْرِ وَمَنَاسِكُهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَتُصْبِحَ مِنْ عَادَاتِهِمْ أَوْ عِبَادَاتِهِمْ؛ وَلِذَا شَدَّدَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي مَسْأَلَةِ التَّشَبُّهِ، فَجَعَلَ المُتَشَبِّهَ بِالْكُفَّارِ مِنْهُمْ، فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».
وَكُلَّمَا كَانَ التَّشَبُّهُ أَظْهَرَ كَانَ عَلَى الدِّينِ أَخْطَرَ، وَإِذَا كَانَ التَّشَبُّهُ فِي شَعِيرَةٍ كَبِيرَةً كَانَتِ الْجِنَايَةُ عَظِيمَةً؛ فَلَيْسَ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ فِي شَيْءٍ لَا يَظْهَرُ وَلَا يُعْلَمُ عَنْهُ كَمَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ فِيمَا هُوَ ظَاهِرٌ مَعْلُومٌ، والْأَعْيَادَ هِيَ أَظْهَرُ شَّعَائِرِ الْأُمَمِ.
وَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ جَاءَ فِيهِ اخْتِصَاصُ كُلِّ أُمَّةٍ بِأَعْيَادِهَا؛ تَنْبِيهًا لِلْمُسْلِمِينَ بِأَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَعْيَادِهِمْ، وَلَا يُشَارِكُوا غَيْرَهُمْ فِي أَعْيَادِهِمْ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ)، وَقَدْ جَاءَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ الْعِيدُ، فَلِكُلِّ أُمَّةٍ عِيدٌ يَحْتَفِلُونَ بِهِ. (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)، وَالْأَعْيَادُ جُزْءٌ مِنَ الشِّرْعَةِ وَالمِنْهَاجِ، قال شيخ الإسلام: "إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه: (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ)، كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج. فإن الموافقة في جميع العيد موافقةٌ في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر؛ بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ومِنْ أظهرِ ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهرِ شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه". اهـ.
وقد أكد النَّبِيِّ ﷺ اخْتِصَاصِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِأَعْيَادِهَا، وَاخْتِصَاصِ الْأُمَمِ الْأُخْرَى بِأَعْيَادِهَا، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عباد الله.. وَلِعِلْمِ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- بِالتَّشْدِيدِ الشَّرْعِيِّ فِي مَسْأَلَةِ الْأَعْيَادِ فقد أجمعوا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- عَلَى وجوب اجْتِنَابِ الْكُفَّارِ فِي أَعْيَادِهِمْ، وَتَحْرِيمِ مُشَارَكَتِهِمْ فِيهَا، أَوِ التَّشَبُّهِ بِهِمْ فِي شَيْءٍ مِنْ شَعَائِرِهَا، أَوْ نَقْلِهَا إِلَى بِلَادِ المُسْلِمِينَ، أَوْ إِظْهَارِ الْفَرَحِ فِيهَا، أَوْ تَهْنِئَتِهِمْ بِهَا.
الْأَعْيَادُ الشِّرِكِيَّةُ تَصِلُ احْتِفَالَاتُهَا وَشَعَائِرُهَا إِلَى بُيُوتِ الْمُسْلِمِينَ عَبْرَ الْبَثِّ الْفَضَائِيِّ والتَّواصلِ الاجتماعي، مِمَّا يُحَتِّمُ الْحَدِيثَ عَنْهَا، وَالتَّحْذِيرَ مِنْهَا؛ لِعُمُومِ الْبَلْوَى بِهَا، وَكَثْرَةِ الْوَاقِعِينَ فِي إِثْمِهَا، الْمُغْتَرِّينَ بِزُخْرُفِهَا؛ نُصْحًا لِلْأُمَّةِ، وَحِمَايَةً لِجَنَابِ الشَّرِيعَةِ الرَّبَّانِيَّةِ.
الخطبة الثانية
(الحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا) نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا؛ خَصَّنَا بِأَفْضَلِ رَسُولٍ، وَأَكْمَلِ دِينٍ، وَأَحْسَنِ حَدِيثٍ، وَأَشْمَلِ شَرِيعَةٍ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الملكُ الديّان؛ قَضَى بِبَقَاءِ الْإِسْلَامِ إِلَى آخِرِ الزَّمَانِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ صَاحِبُ المَقَامِ المَحْمُودِ، وَاللِّوَاءِ المَعْقُودِ، وَالْحَوْضِ المَوْرُودِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاسْتَمْسِكُوا بِدِينِكُمْ فَإِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ، وَلَا تَغْتَرُّوا بِالدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَتَاعَهَا قَلِيلٌ، وَزَوَالَهَا سَرِيعٌ، وَإِنَّ الْحِسَابَ عَسِيرٌ «وَمَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ هَلَكَ»، ولا تَغتَّرُوا بِما يَفْعَلُهُ الْمُترَفُونَ، وَخُذُوا عَلى أَيْدِي السُّفَهَاءِ الذينَ لا يَعْقِلُونَ، فَقَدْ اَنْتَشَرَ عِنْدَ بَعْضِ المَشَاهِيرِ لُبْسُهُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الأيَّامِ مِنْ ألْبِسَةِ النَّصَارى فَيُضِلَّوا النَّاسَ بِغَيرِ عِلْمٍ، إِنَّ عِيدَ الْمِيلَادِ عِنْدَ النَّصَارَى قَدْ أَحْدَثُوهُ لِمَا يَزْعُمُونَهُ تَجْدِيدًا لِذِكْرَى مَوْلِدِ الْمَسِيحِ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ لَدَى مُؤَرِّخِي النَّصَارَى يَوْمُ مَوْلِدِهِ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ ـ .
وَقد ذَكَرَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: أَنَّ مَنْ هَنَّأَهُمْ بِعِيدِهِمْ كَانَ كَمَنْ هَنَّأَهُمْ بِالسُّجُودِ لِصُلْبَانِهِمْ، وَأَنَّ ذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ تَهْنِئَةِ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ بِكَبَائِرِهِمْ، فَهُوَ أَعْظَمُ مِنْ تَهْنِئَةِ شَارِبِ الْخَمْرِ بِشُرْبِهَا، وَأَعْظَمُ مِنْ تَهْنِئَةِ الْقَاتِلِ بِالْقَتْلِ، وَأَعْظَمُ مِنْ تَهْنِئَةِ الزَّانِي بِالزِّنَا.
* مجموعة من مواضع متفرقة *
المرفقات
1672246552_تذكير العباد بخصائص الإسلام ومنها الأعياد.docx