تداووا يا عباد الله

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوة الإيمان والعقيدة ... إن نِعَم الله علينا كثيرة، منها نعمة الصحة والعافية في الأبدان ، ولا يشعر الإنسان بقيمة العافية إلا إذا فقدها، (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) قال وهب بن منبه: رؤوس النعم ثلاثة فأولها نعمة الإسلام التي لا تتم نعمه الا بها. والثانية نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها. والثالثة نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا به.

أيها المسلمون ... الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يعرفه إلا أهل المرض، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) ومن يزور المستشفيات ودور الصحة يلحظ ذلك، فنقول: اللهم أشفهم وعافهم.

أيها المسلمون ... إن مما يجب على من أنعم الله عليه بالصحة والعافية في البدن؛ أن يشكر الله تعالى، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ).

وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، باغتنام الصحة في الطاعات قبل أن ينزل بنا ضدها وهو المرض والسقم والابتلاءات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ).

وللأسف .. نجد أن البعض من الناس لا يقدر هذه النعمة، فيضيعون أوقاتهم بما لا فائدة فيه، ويفنون أجسادهم بما يضرهم، والمسلم مسؤول عن صحة بدنه، ومسؤول عنه يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ، أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ الْمَاءِ البَارِدِ).

أيها المسلمون ... إن المغبون هو الصحيح المعافى المتنعم بنعم الله تعالى، ولكنه مضيع للفرائض، ويرتب الفواحش والمنكرات، ويتناول ويتعاطى المحرمات، هذا هو المغبون الخاسر في الدنيا والآخرة، وسيندم على ما فرط أشد الندم، ويتحسر على ذلك يوم القيامة (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) يَنْدَمُ عَلَى مَا كَانَ سَلَفَ مِنْهُ مِنَ الْمَعَاصِي إِنْ كَانَ عَاصِيًا، وَيَوَدُّ لَوْ كَانَ ازْدَادَ مِنَ الطَّاعَاتِ إِنْ كَانَ طَائِعًا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم

 

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرًا

معاشر المؤمنين ... اعلموا أن الله تعالى لا يقضي شيئًا إلا وفيه الخير والرحمة لعبادة، والأمراض والأسقام التي يصاب بها المسلم من الابتلاءات التي إذا صبر عليها المسلم واحتسب الأجر من الله؛ كانت له كفارة ورفعة للدرجات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ، فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا).

ومن منعه المرض وحبسه عن الطاعات التي كان يعملها في صحته، فإن أجره جارٍ وعمله مستمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا).

أيها المسلمون .. إن الله جعل لكل داء دواء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ؛ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ). وإذا أصيب بمرض أن يتطبب ويتعالج بكل علاج حلال مباح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ).

عباد الله ... لوزارة الصحة جهود تشكر؛ في مكافحة انتشار الأمراض؛ وأخذ الاحتياطات اللازمة قبل الإصابة بها، فمن ذلك اللقاحات التي تكون سببًا بإذن الله في عدم الإصابة بالمرض، كلقاح الانفلونزا الموسمية والتي بدأت تنتشر هذه الأيام مع تغير الوقت، فاحرصوا على أخذها خصوصًا كبار السن ومن مناعته ضعيفة، ولا تلتفتوا إلى قيل وقال وهو غير متخصص في الطب.

اللهم ادفع عنا البلاء والأمراض والأسقام، اللهم اشف مرضانا ومرضى جميع المسلمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

المرفقات

1729186752_تداووا يا عباد الله.pdf

1729186784_تداووا يا عباد الله.docx

المشاهدات 939 | التعليقات 0