تخصيص آخر العام بخطبة عن المحاسبة

عبد الرحيم المثيلي
1443/12/30 - 2022/07/29 07:36AM

اعتاد جمع من الخطباء والوعاظ على تخصيص حديث أو خطبة عن هجرة النبي ﷺ أو محاسبة النفس في نهاية العام. ولي على هذا اﻷمر تعقبات هي:
1-أن هجرة النبي ﷺ كانت في شهر ربيع اﻷول كما حكاه الطبري وغيره، وهو الصحيح عند المحققين، فعلى هذا ﻻتكون نهاية ذي الحجة نهاية عام حقيقة بل تجوزا.
2-أن أول من ابتدأ التاريخ الهجري هو عمر الفاروق على الصحيح، وكان ذلك سنة سبع أو ثمان عشرة للهجرة النبوية حينما احتاجوا إلى التأريخ الهجري.
3-أن عمر استشار الصحابة عن اﻻبتداء بالتاريخ فقال بعضهم: من بعثته ﷺ ،وقال آخرون من مهاجره، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها.
4-لما اتفقوا على الهجرة اختلفوا من أي شهر يبدأون، فقال بعضهم من رمضان، وبعضهم من ربيع الأول، فاختار عمر شهر الله المحرم؛ ﻷنه بعد ركن الدين الخامس.
5-أن تخصيص خطبة الجمعة في نهاية شهر ذي الحجة عن حادثة الهجرة يوهم العامة من الناس أن الهجرة وقعت في هذا الوقت والصحيح أنها كانت في شهر ربيع.
6- أن بعض الخطباء يخصص آخر جمعة من ذي الحجة بالدعوة إلى محاسبة النفس في عام مضي وليس لهذا التخصيص مستند شرعي وﻻ واقعي وذلك للأسباب اﻵتية:
السبب اﻷول: أنه لم يرد عن النبي ﷺ تخصيص يوم أو شهر من السنة للمحاسبة، فالعبد مأمور بالتوبة ومحاسبة نفسه كل وقت؛ﻷنه ﻻيدري متى يحل به أجل الله.
السبب الثاني: أن نهاية العام أمر نسبي بحسب كل شخص، وذلك بمضي عام من مولده أو تكليفه،فنهاية ذي الحجة يكون نهاية عام لمن ولد في هذا الوقت فقط أما من ولد أو بلغ التكليف في صفر فنهاية عامه في صفر، ومن كان في رجب ففي رجب وهكذا،فلا معنى لجعل آخر جمعة ذي الحجة موعدا لمحاسبة نهاية العام
السبب الثالث: أنه قد يفهم من هذا التخصيص أنه احتفال بالهجرة، فلهذا وجب ترك كل ما أدى إلى فهم خاطئ كما ذكر ذلك ابن تيمية وتلميذه.
أ.د. سعود الشريم
إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة

المشاهدات 503 | التعليقات 0